خديجة
08-05-2005, 02:39 PM
بيروت - دارين صالح
«اذا كنت لا تعرف أحداً، لا يمكنك الوصول إلى قسم الموارد البشرية في أي مؤسسة أو مصرف أو شركة»، يقول ايهاب الذي مضى على تخرجه أكثر من ثلاث سنوات من قسم المحاسبة في الجامعة اللبنانية. وايهاب أصابه الدوار من كثرة الدوران من مؤسسة الى أخرى يوزّع سيرته الذاتية... لكن كل جهوده ضاعت هباءً. ويقول: «لم أحظ بوظيفة، لأنني لا أعرف أحداً من المهمين هناك».
أصبحت معرفة الأشخاص المهمين، النافذين والذين يشغلون مناصب عليا، جوازاً للحصول على عمل، خصوصاً في مجتمعنا الذي يعاني تدهوراً اقتصادياً وزيادة عدد المتخرجين.
يحكي وليد عن أول صدمة تلقّاهاعند تقدّمه إلى عمل. ويقول: «لبست طقمي الأسود الذي اشتريته بمئتين وخمسين دولاراً أميركياً لأحضر عرس شقيقتي ليلى - التي الحمد لله أنها وجدت عريساً بعدما فشلت في إيجاد وظيفة محاسبة - وتوجهت إلى أحد المصارف «العظيمة» في لبنان، لتقديم طلب تدرج فيه بعد تخرجي من قسم إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية. لكن الحارس منعني من الدخول. وقال لي: «يا ابني إذا ما بتعرف حدا جوا ما فيك تدخل». ويضيف: «أكثر ما آلمني ليس تهميشنا بهذا الشكل، بل مصير كل تلك الاوراق المكدّسة قرب الباب التي ترمى في أدراج المكاتب، ولا يبحث فيها الا اذا اتصل احد النافذين. عندها، تُخرج أوراقه من القفص».
أمّا عبير المتمرسة في الرسم والتلوين، فطرقت الأبواب كلّها من دون فائدة. لكنّها نجحت أخيراً بعد عناء طويل في إيجاد عمل كمصممة أغلفة في أحد المكاتب الصغيرة المتواضعة بمعاش لا يتجاوز الـ 300 دولار أميركي، على رغم أنها تخرجت بدرجة ممتاز.
عبير لم تستسلم للأبواب الموصدة في وجهها، إلا أنّ هناك الكثير من الشباب الذين دفعهم اليأس إلى الاستسلام، منهم منير الذي يبلغ 30 عاماً. ويقول: «عدت من لندن التي درست وعملت فيها في مجال هندسة الكومبيوتر قبل خمس سنوات. لكنّني أردت العودة الى لبنان لإيماني بأنّ هذا البلد الصغير يحتاج إلى كفاءات أبنائه العلمية، كي يصل إلى مستوى البلدان المتقدمة. لكنني فوجئت بالطريقة التي يعامل فيها جيل الشباب الواعي والمتعلم الذي يتكّل على تحصيله العلمي ومهارته في الحصول على عمل، وليس على اسم معروف ليحصل على أبسط حقوقه في الحياة وهي العمل». ويضيف: «رفضت في البداية مساعدة والدي الذي أراد التحدّث مع أحد أصدقائه النافذين لتأمين عمل لي. وقررت الاعتماد على شهادتي وكفاءتي اللتين اكتسبتهما في لندن. وفي النهاية، يئست واتخذت قراري بالعودة إلى لندن ثم عدت وتراجعت عن هذا القرار». وفي نهاية المطاف، نزل منير عند رغبة والده الذي اتصل بصديقه الوزير: «طلب منه الوزير أن أتوجه إلى مكتبه في اليوم التالي لأستلم وظيفتي...».
إذا كانت الواسطة تلعب دوراً كبيراً في ايجاد عمل، فإنّ الحسابات الطائفية لها دورها الكبير أيضاً. فرولا (30 سنة)، كانت تعمل محاسبة في شركة صغيرة مدّة أربع سنوات أي حتى تخرّجها من الجامعة. عندها، قرر مديرها ان ينهي اعماله في لبنان والسفر الى فرنسا. وبما انها لم تصبح موظفة رسمية، أرادت ادارته أن تطردها. عندها لجأت رولا الى اللعبة الطائفية وقصدت احد زعماء الطائفة واخبرته بوضعهما العائلي والاقتصادي الصعب وانها معيلة عائلتها. فما كان من «الزعيم الطائفي» الا ان سارع الى الاتصال بادارة الشركة، وحصلت رولا على ما أرادت.
«اذا كنت لا تعرف أحداً، لا يمكنك الوصول إلى قسم الموارد البشرية في أي مؤسسة أو مصرف أو شركة»، يقول ايهاب الذي مضى على تخرجه أكثر من ثلاث سنوات من قسم المحاسبة في الجامعة اللبنانية. وايهاب أصابه الدوار من كثرة الدوران من مؤسسة الى أخرى يوزّع سيرته الذاتية... لكن كل جهوده ضاعت هباءً. ويقول: «لم أحظ بوظيفة، لأنني لا أعرف أحداً من المهمين هناك».
أصبحت معرفة الأشخاص المهمين، النافذين والذين يشغلون مناصب عليا، جوازاً للحصول على عمل، خصوصاً في مجتمعنا الذي يعاني تدهوراً اقتصادياً وزيادة عدد المتخرجين.
يحكي وليد عن أول صدمة تلقّاهاعند تقدّمه إلى عمل. ويقول: «لبست طقمي الأسود الذي اشتريته بمئتين وخمسين دولاراً أميركياً لأحضر عرس شقيقتي ليلى - التي الحمد لله أنها وجدت عريساً بعدما فشلت في إيجاد وظيفة محاسبة - وتوجهت إلى أحد المصارف «العظيمة» في لبنان، لتقديم طلب تدرج فيه بعد تخرجي من قسم إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية. لكن الحارس منعني من الدخول. وقال لي: «يا ابني إذا ما بتعرف حدا جوا ما فيك تدخل». ويضيف: «أكثر ما آلمني ليس تهميشنا بهذا الشكل، بل مصير كل تلك الاوراق المكدّسة قرب الباب التي ترمى في أدراج المكاتب، ولا يبحث فيها الا اذا اتصل احد النافذين. عندها، تُخرج أوراقه من القفص».
أمّا عبير المتمرسة في الرسم والتلوين، فطرقت الأبواب كلّها من دون فائدة. لكنّها نجحت أخيراً بعد عناء طويل في إيجاد عمل كمصممة أغلفة في أحد المكاتب الصغيرة المتواضعة بمعاش لا يتجاوز الـ 300 دولار أميركي، على رغم أنها تخرجت بدرجة ممتاز.
عبير لم تستسلم للأبواب الموصدة في وجهها، إلا أنّ هناك الكثير من الشباب الذين دفعهم اليأس إلى الاستسلام، منهم منير الذي يبلغ 30 عاماً. ويقول: «عدت من لندن التي درست وعملت فيها في مجال هندسة الكومبيوتر قبل خمس سنوات. لكنّني أردت العودة الى لبنان لإيماني بأنّ هذا البلد الصغير يحتاج إلى كفاءات أبنائه العلمية، كي يصل إلى مستوى البلدان المتقدمة. لكنني فوجئت بالطريقة التي يعامل فيها جيل الشباب الواعي والمتعلم الذي يتكّل على تحصيله العلمي ومهارته في الحصول على عمل، وليس على اسم معروف ليحصل على أبسط حقوقه في الحياة وهي العمل». ويضيف: «رفضت في البداية مساعدة والدي الذي أراد التحدّث مع أحد أصدقائه النافذين لتأمين عمل لي. وقررت الاعتماد على شهادتي وكفاءتي اللتين اكتسبتهما في لندن. وفي النهاية، يئست واتخذت قراري بالعودة إلى لندن ثم عدت وتراجعت عن هذا القرار». وفي نهاية المطاف، نزل منير عند رغبة والده الذي اتصل بصديقه الوزير: «طلب منه الوزير أن أتوجه إلى مكتبه في اليوم التالي لأستلم وظيفتي...».
إذا كانت الواسطة تلعب دوراً كبيراً في ايجاد عمل، فإنّ الحسابات الطائفية لها دورها الكبير أيضاً. فرولا (30 سنة)، كانت تعمل محاسبة في شركة صغيرة مدّة أربع سنوات أي حتى تخرّجها من الجامعة. عندها، قرر مديرها ان ينهي اعماله في لبنان والسفر الى فرنسا. وبما انها لم تصبح موظفة رسمية، أرادت ادارته أن تطردها. عندها لجأت رولا الى اللعبة الطائفية وقصدت احد زعماء الطائفة واخبرته بوضعهما العائلي والاقتصادي الصعب وانها معيلة عائلتها. فما كان من «الزعيم الطائفي» الا ان سارع الى الاتصال بادارة الشركة، وحصلت رولا على ما أرادت.