المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأد البنات مازال في الهند



سلسبيل
08-05-2005, 10:04 AM
سوجيتا كاتيال

الهنود يفضلون المولود الذكر ويتخلصون من الانثى


http://elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Reports/2005/8/Thumbnails/T_515a24c9-39d9-4504-ac55-b13afc061b41.jpg

انه سيناريو يضرب الهند في مقتل... في وقت ما في المستقبل في قرية بغرب الهند لن يتبقى سوى عدد ضئيل جدا من النساء. ونتيجة لذلك يتزوج خمسة أشقاء من امرأة واحدة ويتناوبون عليها بوحشية كل ليلة.وقد تكون هذه فكرة خيالية لاحد أفلام صناعة السينما الهندية (بوليوود) لكن نشطاء مدافعين عن حقوق المرأة يقولون ان الفيلم "ماتروبومي" "Matrubhoomi" يمثل جرس انذار في بلد تنتشر فيه اثنتان من أبشع الجرائم ضد المرأة وهما قتل المواليد وقتل الاجنة.


صورة لملصق خاص بفيلم "ماتروبومي" مثبت في أحد شوارع نيودلهي
يوم 13 يوليو تموز 2005 . تصوير: عدنان عبيدي-رويترز
قالت اخيلا شيفداس من مركز الدفاع عن القضايا والابحاث "قتل البنات ربما يكون مازال موجودا في جيوب صغيرة لكن قتل الاجنة اكثر انتشارا."

وأضاف "يرون أنه لا داعي للانتظار تسعة أشهر للقضاء على مولودة انثى إذا كان بامكانهم القيام بذلك بعد ثمانية أسابيع فقط."

ويقول الخبراء ان عدد النساء انخفض إلى 933 لكل ألف رجل في عام 2001 من 941 امرأة في عام 1961 فيما يرجع أساسا إلى تاريخ طويل من قتل المواليد وفي الفترة الاخيرة للاجهاض الانتقائي على أساس النوع. وبلغت النسبة 972 الى كل ألف رجل في عام 1901.

وتحاليل معرفة نوع الجنين غير مشروعة في الهند لكنها شائعة والعديد من الاسر تجهض الاناث لتجنب دفع مهور كبيرة فيما بعد.

وليست الاسر الفقيرة التي تعيش في الريف هي فقط التي تفضل المواليد الذكور فقد أظهرت دراسة اعدتها جمعية الطب المسيحية صدرت حديثا أن قتل الاجنة منتشر حتى في العاصمة الهندية خاصة في الاسر التي انجبت اناثا بالفعل. وتوصل الباحثون في الدراسة التي استمرت عشر سنوات للمواليد في مستشفيات نيودلهي وبدأت من عام 1993-1994 إلى أن نسبة الذكور للاناث انحرفت بشكل غير طبيعي في الاسر التي انجبت بنتا فيما يشير إلى ارتفاع معدل اجهاض الاجنة الاناث.

وأظهرت الدراسة أن عدد المواليد من الاناث بلغ 542 لكل ألف ذكر إذا كان الطفل الاول انثي. واذا كان أول طفلين من اناث يبلغ المعدل 219 انثي لكل ألف ذكر.

وقال جو فارجيس من الجمعية لرويترز "دراستنا تظهر أن 50 بالمئة من الاجنة الاناث يتم اجهاضها إذا كانت بنتا ثانية وبعد انجاب بنتين فان نحو ثلاثة أرباع الاجنة الاناث تجهض."

ورغم الحظر تزدهر انشطة تحديد نوع الجنين فالعديد من العيادات الطبية تعرض خدمة الاشعة بالموجات فوق الصوتية لتحديد نوع الجنين مقابل 500 روبية (11.50 دولار) فقط. وهناك لافتات في بعض ارجاء البلاد كتب عليها "ادفع 500 روبية الان ووفر 50 ألفا في المستقبل" في اشارة إلى المهور التي يدفعها أهل العروس لتتزوج بناتهن.

ويستخدم الاطباء الشفرة في ابلاغ الاسرة بنوع الجنين فيقولون مثلا ان المولود القادم سيكون "مقاتلا" اذا كان ذكرا أو يقولون انها "عروس" اذا كانت بنت.

ويقول فارجيس "مع اختيار الاسر الاكتفاء بطفلين يتزايد الضغط لانجاب صبي."

وأضاف "أخل ذلك بنسبة الذكور للاناث الامر الذي ينذر بكارثة على المدى الطويل تهدد التشكيل النوعي للمجتمع."

وتفضل العديد من الاسر الاولاد إذ يعتبرونهم تأمينا لهم في الكبر في دولة تفتقر لنظام معاشات في حين تترك البنت منزل أهلها عندما تتزوج وتأخذ معها مهرا ضخما في صورة أموال أو ممتلكات أو سلع أخرى مثل الثلاجات "البرادات" وغيرها.

وتشن الحكومة بمساعدة منظمات أهلية حملة على العيادات التي تجهض سرا الاجنة الاناث.

وقال سوشما راث المسؤول البارز بوزارة الصحة "بدأنا كذلك في اشراك الزعماء الدينيين ونطلب منهم ادراج مثل هذه القضايا في تعاليمهم."

وتدير الحكومة حملة تلقي الضوء على أهمية البنات الصغيرات في مجتمع مازال يشهد التخلص من المولودة بتركها في شبكة الصرف الصحي أو صناديق القمامة أو على ابواب دور الايتام.

وقالت موظفة حكومية في دلهي انجبت ابنتها الخامسة في الفترة الاخيرة "كيف يمكننا تحمل تكلفة تربية كل هذا العدد من البنات."

وأضافت انها كانت ترغب بشدة في الاجهاض عندما علمت أن الجنين انثى لكنها لم تستطع لانها كانت تعاني من ضعف شديد. وقالت "مازلت اريد انجاب صبي لكن لا أعرف ان كنت سأتحمل المخاطرة."