لمياء
08-05-2005, 09:24 AM
اشتهر خلال فترة المراهقة بالسرقة في الشوارع وسجن 5 سنوات لاعتداء بالسكين
http://www.asharqalawsat.com/2005/08/05/images/news.316072.jpg
لندن: كيفن سوليفيان
«واشنطن بوست»
وصل إلى بريطانيا طفلاً من أطفال الحرب والمجاعة، لاجئا في الرابعة عشر من عمره، قادما من إريتريا لبدء حياة جديدة في دولة غنية، ولكن فور وصوله تقريبا عام 1992، وفقا للشرطة البريطانية والتقارير الصحافية، تحول مختار سعيد ابراهيم إلى بلطجي.
وتظهر الصور المدرسية صبيا مبتسما يرتدي سترة زرقاء وربطة عنق حمراء مقلمة. ولكن الاصدقاء يتذكرون اكثر ما يتذكرون، السكر والمخدرات والمعارك والإهانات العنصرية. كان ابراهيم واصدقاؤه يشتهرون بأعمال السرقة في الشوارع. وقبل بلوغه 17 عاما، حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات لاعتداء بالسكين.
وهناك بين السجناء، تعرف ابراهيم على مسلمين متطرفين، وأطلق لحيته وأخذ يرتدي الملابس التقليدية. وشرح شخصيته الدينية الجديدة لـصديق بقوله «انظر للحياة نظرة اكثر جدية» وفقا لما ذكرته صحيفة «إيفنينغ ستاندرد».
وبعدها بسبع سنوات، اصبح ابراهيم، 27 عاما، الزعيم المشتبه فيه لعصابة من اربعة من المتطرفين المسلمين، كلهم من شرق افريقيا، انقلبوا على وطنهم الثاني بمحاولة نسف محطات مترو أنفاق وحافلة في 21 يوليو (تموز) الماضي.
وتحاول السلطات البريطانية تحديد ما اذا كان ابراهيم وشركاؤه، المحتجزون، بعدما فشلت القنابل في الانفجار، مرتبطين بالهجوم الذي وقع في 7 يوليو الماضي وأدى الى مقتل 56 شخصا وإصابة 700 بجراح، بمن فيهم المجموعة التي نفذت العملية. كما تحاول تحديد ما اذا كانت العمليتان منفصلتين أم انها بداية لحملة عنف ضد الشعب البريطاني، ربما بتنسيق من «القاعدة».
ووصل ياسين حسن عمر، وهو عضو آخر في تلك المجموعة الى لندن عام 1992 وعمره 11 عاما. وكان قد حضر مع شقيقته وزوجها اللذين فرا من العنف والبؤس في الصومال. وليس من الواضح ما الذي حدث للأسرة بعدما وصلت الى بريطانيا، الا ان التقارير الصحافية تشير الى ان عمر وضع تحت رعاية اسرة اخرى لسبع سنوات قادمة.
وفي عام 1999 عندما كان في الثامنة عشر من عمره، قررت هيئة حكومية انه «شاب معرض للأخطار»، وقدمت له شقة من غرفة واحدة شمال لندن، حيث كان يدفع ايجارها من إعانة السكن التي يحصل عليها من الحكومة. وبعد فترة قصيرة، ذكرت الصحف انه سمح لمستأجر بالإقامة معه وهو ابراهيم. ولم تظهر إلا معلومات محدودة بخصوص كيفية لقاء الشابين، ولكن التقارير الصحافية ذكرت أنهما التقيا خلال الصلاة في مسجد فنسبري بارك (شمال لندن) الذي كان حتى عام 2003 مركزا للتطرف الأصولي. ويعتقد المحققون ان منفذي عملية 21 يوليو اعدوا متفجراتهم في الشقة التي كان يعيش فيها ابراهيم وعمر. وذكرت جارة للشرطة انها شاهدت ابراهيم في الآونة الأخيرة في مصعد حاملا صناديق (كارتونات)، التي ذكر انها تحتوي على مواد لإزالة ورق الحائط.
ويتذكر الاصدقاء ان عمر كان لاعب كرة قدم ماهرا ومهتما بالإسلام. وكان يشاهد مع ابراهيم في مركز للياقة البدنية. وبعد القبض عليه، تذكر صاحب محل مسلم ان عمر انتقده لبيع الخمور. وقال صاحب المحل: «بعد يومين من هجمات 11 سبتمبر كان يحضر الى محلي ويمتدح أسامة بن لادن»، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي تلغراف».
وشاهد الرأي العام البريطاني عمر لأول مرة في صورة التقطتها كاميرات المراقبة التلفزيونية في 21 يوليو تظهره وهو يهرب من محاولة فاشلة لتفجير محطة «وورن ستريت». وذكر جار انه شاهد عمر وابراهيم في شقتهما في وقت متأخر من ذلك اليوم.
وقد قبض على عمر في شقته في مدينة برمنغهام وسط انجلترا بعد 6 ايام من العملية، بعد استخدام بندقية صاعقة تصل قوتها الى 50 الف فولت. وكان اول الرجال الذين يتم القبض عليهم. وبعده بيومين، قبضت الشرطة على ابراهيم وهو يقف بملابسه الداخلية بشرفة شقة في لندن. وتمكنت كاميرات التلفزيون من تصوير عملية القبض عليه هو ورمزي محمد، وهو شاب قصير القامة. ويبدو ان الشرطة علمت بمكان وجوده من معلومات تقدم بها جار له شاهد صورته في وسائل الإعلام.
وادعت الشرطة ان محمد حاول نسف عربة قطار بالقرب من محطة «اوفل» جنوب لندن في 21 يوليو، بينما اتهمت ابراهيم بمحاولة نسف قنبلة في حافلة، وقد تمكن محمد من الهرب من الركاب الغاضبين الذين حاولوا القبض عليه. وقبض على شقيقه وهبي محمد، الذي ذكر انه سائق حافلة في لندن، في نفس اليوم. وتعتقد الشرطة انه المشتبه فيه الخامس في عملية 21 يوليو، الذي ترك قنبلة في حديقة بالمدينة. وليس من الواضح لماذا تركت القنبلة في الحديقة.
كما انه ليس من الواضح كيف تعرف كل من رمزي محمد وابراهيم، بالرغم من ان عددا كبيرا من الشهود ذكروا انهم شاهدوهما معا في مقهى بالقرب من حي نوتينغ هيل. غير ان اشقاء محمد، الذين وصلت إليهم التقارير الصحافية انهم من الصومال وفي العشرينات من عمرهم يشاركون ابراهيم نزعته نحو الأفكار الراديكالية، وفقا لروايات الاصدقاء وإمام مسجده. وقال أحمد دحدوح، إمام مسجد مركز التراث الاسلامي في نورث كينسينغتون، لصحافيين بريطانيين، ان اشقاء محمد كثيرا ما كانوا يرتدون قمصانا بيضاء، وكانوا معروفين بأفكارهم المتطرفة. وكانوا ايضا يديرون كشكا صغيرا في «نوتينغ هيل» يوزعون من خلالها كتبا ومنشورات اسلامية يقال ان الكثير منها يحمل آراء متطرفة، وقال دحدوح انهم انتقدوه بشدة لنظرته المعتدلة ووصفوه بأنه «كافر». وقال دحدوح لصحيفة «التايمز» البريطانية ان «رمزي وشقيقه كانا يترددان على مسجده ضمن مجموعة من اربعة او خمسة اشخاص وتسببوا في كثير من المشاكل»، وأضاف «انهم كانوا يصلون لوحدهم لأنهم كانوا يعتقدون انه والآخرين ليسوا مسلمين كما يجب ان يكون، طبقا لوجهة نظرهم». واستطرد دحدوح قائلا انه في إحدى خطب الجمعة قال ان الاسلام يحظر الإرهاب. وفي وقت لاحق جاءه رمزي وقال له: «لماذا قلت ذلك؟ إنه غير صحيح»، وأضاف ان محمدا كان غاضبا وحاول دون نجاح ان يبعده من إمامة المسجد. بعد خمسة ايام تمكن اسحق حمدي، الذي يعرف ايضا باسم عثمان حسين، ويواجه تهمة محاولة تفجير قطار أنفاق في محطة «شبردز بوش»، من استقلال قطار عبر القنال الانجليزي الى فرنسا قبل ان يتوجه في وقت لاحق الى روما بإيطاليا، مما أثار جدلا عن مستوى مراقبة بريطانيا لحدودها في وقت لم تعد فيه حدود بين دول الاتحاد الأوروبي. وكانت الشرطة قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم، 27 سنة، الذي ولد في اثيوبيا وحصل على الجنسية البريطانية، من خلال مراقبة هاتفه الجوال الى ان اعتقل داخل شقة شقيقه في روما في 29 يوليو.
http://www.asharqalawsat.com/2005/08/05/images/news.316072.jpg
لندن: كيفن سوليفيان
«واشنطن بوست»
وصل إلى بريطانيا طفلاً من أطفال الحرب والمجاعة، لاجئا في الرابعة عشر من عمره، قادما من إريتريا لبدء حياة جديدة في دولة غنية، ولكن فور وصوله تقريبا عام 1992، وفقا للشرطة البريطانية والتقارير الصحافية، تحول مختار سعيد ابراهيم إلى بلطجي.
وتظهر الصور المدرسية صبيا مبتسما يرتدي سترة زرقاء وربطة عنق حمراء مقلمة. ولكن الاصدقاء يتذكرون اكثر ما يتذكرون، السكر والمخدرات والمعارك والإهانات العنصرية. كان ابراهيم واصدقاؤه يشتهرون بأعمال السرقة في الشوارع. وقبل بلوغه 17 عاما، حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات لاعتداء بالسكين.
وهناك بين السجناء، تعرف ابراهيم على مسلمين متطرفين، وأطلق لحيته وأخذ يرتدي الملابس التقليدية. وشرح شخصيته الدينية الجديدة لـصديق بقوله «انظر للحياة نظرة اكثر جدية» وفقا لما ذكرته صحيفة «إيفنينغ ستاندرد».
وبعدها بسبع سنوات، اصبح ابراهيم، 27 عاما، الزعيم المشتبه فيه لعصابة من اربعة من المتطرفين المسلمين، كلهم من شرق افريقيا، انقلبوا على وطنهم الثاني بمحاولة نسف محطات مترو أنفاق وحافلة في 21 يوليو (تموز) الماضي.
وتحاول السلطات البريطانية تحديد ما اذا كان ابراهيم وشركاؤه، المحتجزون، بعدما فشلت القنابل في الانفجار، مرتبطين بالهجوم الذي وقع في 7 يوليو الماضي وأدى الى مقتل 56 شخصا وإصابة 700 بجراح، بمن فيهم المجموعة التي نفذت العملية. كما تحاول تحديد ما اذا كانت العمليتان منفصلتين أم انها بداية لحملة عنف ضد الشعب البريطاني، ربما بتنسيق من «القاعدة».
ووصل ياسين حسن عمر، وهو عضو آخر في تلك المجموعة الى لندن عام 1992 وعمره 11 عاما. وكان قد حضر مع شقيقته وزوجها اللذين فرا من العنف والبؤس في الصومال. وليس من الواضح ما الذي حدث للأسرة بعدما وصلت الى بريطانيا، الا ان التقارير الصحافية تشير الى ان عمر وضع تحت رعاية اسرة اخرى لسبع سنوات قادمة.
وفي عام 1999 عندما كان في الثامنة عشر من عمره، قررت هيئة حكومية انه «شاب معرض للأخطار»، وقدمت له شقة من غرفة واحدة شمال لندن، حيث كان يدفع ايجارها من إعانة السكن التي يحصل عليها من الحكومة. وبعد فترة قصيرة، ذكرت الصحف انه سمح لمستأجر بالإقامة معه وهو ابراهيم. ولم تظهر إلا معلومات محدودة بخصوص كيفية لقاء الشابين، ولكن التقارير الصحافية ذكرت أنهما التقيا خلال الصلاة في مسجد فنسبري بارك (شمال لندن) الذي كان حتى عام 2003 مركزا للتطرف الأصولي. ويعتقد المحققون ان منفذي عملية 21 يوليو اعدوا متفجراتهم في الشقة التي كان يعيش فيها ابراهيم وعمر. وذكرت جارة للشرطة انها شاهدت ابراهيم في الآونة الأخيرة في مصعد حاملا صناديق (كارتونات)، التي ذكر انها تحتوي على مواد لإزالة ورق الحائط.
ويتذكر الاصدقاء ان عمر كان لاعب كرة قدم ماهرا ومهتما بالإسلام. وكان يشاهد مع ابراهيم في مركز للياقة البدنية. وبعد القبض عليه، تذكر صاحب محل مسلم ان عمر انتقده لبيع الخمور. وقال صاحب المحل: «بعد يومين من هجمات 11 سبتمبر كان يحضر الى محلي ويمتدح أسامة بن لادن»، وفقا لما ذكرته صحيفة «ديلي تلغراف».
وشاهد الرأي العام البريطاني عمر لأول مرة في صورة التقطتها كاميرات المراقبة التلفزيونية في 21 يوليو تظهره وهو يهرب من محاولة فاشلة لتفجير محطة «وورن ستريت». وذكر جار انه شاهد عمر وابراهيم في شقتهما في وقت متأخر من ذلك اليوم.
وقد قبض على عمر في شقته في مدينة برمنغهام وسط انجلترا بعد 6 ايام من العملية، بعد استخدام بندقية صاعقة تصل قوتها الى 50 الف فولت. وكان اول الرجال الذين يتم القبض عليهم. وبعده بيومين، قبضت الشرطة على ابراهيم وهو يقف بملابسه الداخلية بشرفة شقة في لندن. وتمكنت كاميرات التلفزيون من تصوير عملية القبض عليه هو ورمزي محمد، وهو شاب قصير القامة. ويبدو ان الشرطة علمت بمكان وجوده من معلومات تقدم بها جار له شاهد صورته في وسائل الإعلام.
وادعت الشرطة ان محمد حاول نسف عربة قطار بالقرب من محطة «اوفل» جنوب لندن في 21 يوليو، بينما اتهمت ابراهيم بمحاولة نسف قنبلة في حافلة، وقد تمكن محمد من الهرب من الركاب الغاضبين الذين حاولوا القبض عليه. وقبض على شقيقه وهبي محمد، الذي ذكر انه سائق حافلة في لندن، في نفس اليوم. وتعتقد الشرطة انه المشتبه فيه الخامس في عملية 21 يوليو، الذي ترك قنبلة في حديقة بالمدينة. وليس من الواضح لماذا تركت القنبلة في الحديقة.
كما انه ليس من الواضح كيف تعرف كل من رمزي محمد وابراهيم، بالرغم من ان عددا كبيرا من الشهود ذكروا انهم شاهدوهما معا في مقهى بالقرب من حي نوتينغ هيل. غير ان اشقاء محمد، الذين وصلت إليهم التقارير الصحافية انهم من الصومال وفي العشرينات من عمرهم يشاركون ابراهيم نزعته نحو الأفكار الراديكالية، وفقا لروايات الاصدقاء وإمام مسجده. وقال أحمد دحدوح، إمام مسجد مركز التراث الاسلامي في نورث كينسينغتون، لصحافيين بريطانيين، ان اشقاء محمد كثيرا ما كانوا يرتدون قمصانا بيضاء، وكانوا معروفين بأفكارهم المتطرفة. وكانوا ايضا يديرون كشكا صغيرا في «نوتينغ هيل» يوزعون من خلالها كتبا ومنشورات اسلامية يقال ان الكثير منها يحمل آراء متطرفة، وقال دحدوح انهم انتقدوه بشدة لنظرته المعتدلة ووصفوه بأنه «كافر». وقال دحدوح لصحيفة «التايمز» البريطانية ان «رمزي وشقيقه كانا يترددان على مسجده ضمن مجموعة من اربعة او خمسة اشخاص وتسببوا في كثير من المشاكل»، وأضاف «انهم كانوا يصلون لوحدهم لأنهم كانوا يعتقدون انه والآخرين ليسوا مسلمين كما يجب ان يكون، طبقا لوجهة نظرهم». واستطرد دحدوح قائلا انه في إحدى خطب الجمعة قال ان الاسلام يحظر الإرهاب. وفي وقت لاحق جاءه رمزي وقال له: «لماذا قلت ذلك؟ إنه غير صحيح»، وأضاف ان محمدا كان غاضبا وحاول دون نجاح ان يبعده من إمامة المسجد. بعد خمسة ايام تمكن اسحق حمدي، الذي يعرف ايضا باسم عثمان حسين، ويواجه تهمة محاولة تفجير قطار أنفاق في محطة «شبردز بوش»، من استقلال قطار عبر القنال الانجليزي الى فرنسا قبل ان يتوجه في وقت لاحق الى روما بإيطاليا، مما أثار جدلا عن مستوى مراقبة بريطانيا لحدودها في وقت لم تعد فيه حدود بين دول الاتحاد الأوروبي. وكانت الشرطة قد تمكنت من إلقاء القبض على المتهم، 27 سنة، الذي ولد في اثيوبيا وحصل على الجنسية البريطانية، من خلال مراقبة هاتفه الجوال الى ان اعتقل داخل شقة شقيقه في روما في 29 يوليو.