خير النساء
01-26-2021, 11:14 PM
ملتقي السياسة والعشق والأدب خالي من زواره
أحمد يوسف سليمان
26 يناير، 2021
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2021/02/tumblr_ohird2tlU71s8czloo1_1280-e1611659560326.jpg
«سأشرب الشاى فى جروبى».. جملة شهيرة عبر بها «رومل»، قائد الجيش الألمانى فى معركة العلمين فى الحرب العالمية الثانية، عن انتصاره فى معاركه، واقترابه من دخول القاهرة، حين كان جروبى» ملتقى «السياسة والعشق والأدب»، والذي يستعد الآن لافتتاح جديد ربما يعود بعبق الماضي وسحر التاريخ الذي كان.
اعتادت الأسر المصرية، قبل منتصف القرن الماضي، وعلى اختلاف طبقاتهم، الثرية أو المتوسطة، أن تصطحب أبناءها فى ذلك الوقت فى نزهةٍ سريعة بمنطقة وسط البلد، يحظون فيها بمشاهدة فيلمٍ فى سينما «مترو» فى الحفل الصباحىّ المخصّص للأطفال، قبل التوجّه إلى محل «جروبّى»، يستقبلهم طاقم محترف من العمّال النوبيّين فى جمالٍ آخّاذ، حيث الإفطار و«ساندوتش الروزبيف» الذى تليه بوظة جروبّى الشهيرة.
تحول مقهى «جروبى» الشهير بميدان طلعت حرب، فى وسط البلد، فى سنوات قليلة من القرن الماضى، من مجرد مقهى إلى «واحة» لمن يتلمّسون الدفء والرغبة فى التآلف مع المكان، حتى إن جدرانه لاتزال تحمل ذكريات المئات من رواد «جروبي».
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A.jpg
جلسة فى جروبي
وُلد جاكومو جروبّى، مؤسس ومالك المقهى الأول، فى كانتون تيتشينو جنوبى سويسرا سنة 1863، تعلم صناعة الحلويات من أقاربه، لينتقل بعدها للعمل فى مصر أواخر القرن 19، ليفتتح فرعًا لمحل الحلويات «جروبى» فى الإسكندرية، وفرعين فى القاهرة أحدهما بميدان طلعت حرب (سليمان باشا سابقًا)، والآخر بشارع عدلى، فى عام 1926. عاد جياكومو إلى كانتون تيتشينو بعد أن عهد بإدارة أعماله فى مصر لابنه «أكيللى»، فقام هذا الأخير بتطوير وتحسين العمل وأدخل عليه عدداً من الابتكارات والأفكار التجارية، حتى أصبح الممول الرسمى للعائلة الملكية البريطانية.
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%A7%D9%83%D9%88%D9%85%D9%88-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%91%D9%89%D8%8C-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84.jpg
أسرة جاكومو جروبّى، مؤسسي ومالكي المقهى الأول
تكمن أهمية مقهى ومحل حلويات جروبى فى موقعه الذى جعله قبلة السياسيين والمثقفين ورموز المجتمع، لما له من رونقٍ خاص وطبيعة راقية، جعلته مقصد الصفوة من المجتمع، كما ارتبط اسمه بأحداث تاريخية، وينتظر أن يظهر لرواده فى ثوب جديد يختلف عما عهدوه عليه، بعد خضوعه لأعمال تطوير.
وفى كتابه «القاهرة المدينة المنتصرة»، يصف ماكس رودنبك الأجواء فى المقهى الشهير فيقول: «كان جروبى فيما مضى مكاناً للمكائد السياسية، وساحة لعقد الصفقات التاريخية، وتجمع الكتاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما ونجوم المجتمع من محبى الظهور، واليوم تتناقص أعداد أولئك الذين عايشوا وعاصروا جروبى فى أيام مجده، وهؤلاء الذين لا يزالون على قيد الحياة منهم يقولون الشعر فيه حين يتحدثون عن تلك الأيام الجميلة الغابرة.
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%B5-3.jpeg
كان طاقم العمل في جروبي واجهة المحل الشهير
وفى عام 1981 بيع جروبى لعبدالعزيز لقمة، مؤسس مجموعة لقمة، مالكته الحالية- كما يقول حليم الخادم، المدير العام لجروبى- وفى ذلك العام تم إغلاق البار فى جروبى الذى توقف عن بيع المشروبات الكحولية».
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A..%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B9%D9%87%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-768x1024.jpg
جروبي..هل يعود الى عهده السابق
ويضيف «رودنبك»: «قال لى الخادم إن (جياكومو جروبى) كان أول من أدخل الكريم شانتيه والآيس كريم إلى مصر، كما أن الشوكولاه التى كان يقدمها كانت من نوعية عالية جداً جعلتها شهيرة فى العالم أجمع، وكان الملك فاروق معجباً جداً بشوكولاه جروبى، وقد أرسل خلال الحرب العالمية الثانية 100 كيلوجرام من الشوكولاه هدية إلى الملك جورج وابنتيه الأميرتين إليزابيث ومارجريت، وأخبرنى الخادم أن هذه الهدية أرسلت على سفينة تفادت الغواصات الألمانية بأخذ طرق التفافية إلى بريطانيا عبر غرب إفريقيا ثم إلى إسبانيا ثم فرنسا وبلجيكا فاسكتلندا، وبالفعل وصلت الشحنة إلى لندن سليمة دون أى ضرر، وكل المعجنات والشوكولاه والمارون جلاسيه والمربات كانت تنتج فى مصنع جروبى الذى لايزال قائماً حتى اليوم ويعمل بكل آلاته الأصلية».
والأن نتسائل ماذا حدث لجروبي؟
لماذا هذا الأغلاق لمحلاتة الرئيسية بوسط البلد منذ سنوات .. علامه في مصر يصعب تكرارها
https://icona.almasryalyoum.com/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82-%D8%9F%D8%9F/
أحمد يوسف سليمان
26 يناير، 2021
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2021/02/tumblr_ohird2tlU71s8czloo1_1280-e1611659560326.jpg
«سأشرب الشاى فى جروبى».. جملة شهيرة عبر بها «رومل»، قائد الجيش الألمانى فى معركة العلمين فى الحرب العالمية الثانية، عن انتصاره فى معاركه، واقترابه من دخول القاهرة، حين كان جروبى» ملتقى «السياسة والعشق والأدب»، والذي يستعد الآن لافتتاح جديد ربما يعود بعبق الماضي وسحر التاريخ الذي كان.
اعتادت الأسر المصرية، قبل منتصف القرن الماضي، وعلى اختلاف طبقاتهم، الثرية أو المتوسطة، أن تصطحب أبناءها فى ذلك الوقت فى نزهةٍ سريعة بمنطقة وسط البلد، يحظون فيها بمشاهدة فيلمٍ فى سينما «مترو» فى الحفل الصباحىّ المخصّص للأطفال، قبل التوجّه إلى محل «جروبّى»، يستقبلهم طاقم محترف من العمّال النوبيّين فى جمالٍ آخّاذ، حيث الإفطار و«ساندوتش الروزبيف» الذى تليه بوظة جروبّى الشهيرة.
تحول مقهى «جروبى» الشهير بميدان طلعت حرب، فى وسط البلد، فى سنوات قليلة من القرن الماضى، من مجرد مقهى إلى «واحة» لمن يتلمّسون الدفء والرغبة فى التآلف مع المكان، حتى إن جدرانه لاتزال تحمل ذكريات المئات من رواد «جروبي».
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%AC%D9%84%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A.jpg
جلسة فى جروبي
وُلد جاكومو جروبّى، مؤسس ومالك المقهى الأول، فى كانتون تيتشينو جنوبى سويسرا سنة 1863، تعلم صناعة الحلويات من أقاربه، لينتقل بعدها للعمل فى مصر أواخر القرن 19، ليفتتح فرعًا لمحل الحلويات «جروبى» فى الإسكندرية، وفرعين فى القاهرة أحدهما بميدان طلعت حرب (سليمان باشا سابقًا)، والآخر بشارع عدلى، فى عام 1926. عاد جياكومو إلى كانتون تيتشينو بعد أن عهد بإدارة أعماله فى مصر لابنه «أكيللى»، فقام هذا الأخير بتطوير وتحسين العمل وأدخل عليه عدداً من الابتكارات والأفكار التجارية، حتى أصبح الممول الرسمى للعائلة الملكية البريطانية.
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D8%A7%D9%83%D9%88%D9%85%D9%88-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%91%D9%89%D8%8C-%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84.jpg
أسرة جاكومو جروبّى، مؤسسي ومالكي المقهى الأول
تكمن أهمية مقهى ومحل حلويات جروبى فى موقعه الذى جعله قبلة السياسيين والمثقفين ورموز المجتمع، لما له من رونقٍ خاص وطبيعة راقية، جعلته مقصد الصفوة من المجتمع، كما ارتبط اسمه بأحداث تاريخية، وينتظر أن يظهر لرواده فى ثوب جديد يختلف عما عهدوه عليه، بعد خضوعه لأعمال تطوير.
وفى كتابه «القاهرة المدينة المنتصرة»، يصف ماكس رودنبك الأجواء فى المقهى الشهير فيقول: «كان جروبى فيما مضى مكاناً للمكائد السياسية، وساحة لعقد الصفقات التاريخية، وتجمع الكتاب والصحفيين والفنانين ونجوم السينما ونجوم المجتمع من محبى الظهور، واليوم تتناقص أعداد أولئك الذين عايشوا وعاصروا جروبى فى أيام مجده، وهؤلاء الذين لا يزالون على قيد الحياة منهم يقولون الشعر فيه حين يتحدثون عن تلك الأيام الجميلة الغابرة.
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%B5-3.jpeg
كان طاقم العمل في جروبي واجهة المحل الشهير
وفى عام 1981 بيع جروبى لعبدالعزيز لقمة، مؤسس مجموعة لقمة، مالكته الحالية- كما يقول حليم الخادم، المدير العام لجروبى- وفى ذلك العام تم إغلاق البار فى جروبى الذى توقف عن بيع المشروبات الكحولية».
https://icona.almasryalyoum.com/wp-content/uploads/2020/10/%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A..%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%B9%D9%87%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-768x1024.jpg
جروبي..هل يعود الى عهده السابق
ويضيف «رودنبك»: «قال لى الخادم إن (جياكومو جروبى) كان أول من أدخل الكريم شانتيه والآيس كريم إلى مصر، كما أن الشوكولاه التى كان يقدمها كانت من نوعية عالية جداً جعلتها شهيرة فى العالم أجمع، وكان الملك فاروق معجباً جداً بشوكولاه جروبى، وقد أرسل خلال الحرب العالمية الثانية 100 كيلوجرام من الشوكولاه هدية إلى الملك جورج وابنتيه الأميرتين إليزابيث ومارجريت، وأخبرنى الخادم أن هذه الهدية أرسلت على سفينة تفادت الغواصات الألمانية بأخذ طرق التفافية إلى بريطانيا عبر غرب إفريقيا ثم إلى إسبانيا ثم فرنسا وبلجيكا فاسكتلندا، وبالفعل وصلت الشحنة إلى لندن سليمة دون أى ضرر، وكل المعجنات والشوكولاه والمارون جلاسيه والمربات كانت تنتج فى مصنع جروبى الذى لايزال قائماً حتى اليوم ويعمل بكل آلاته الأصلية».
والأن نتسائل ماذا حدث لجروبي؟
لماذا هذا الأغلاق لمحلاتة الرئيسية بوسط البلد منذ سنوات .. علامه في مصر يصعب تكرارها
https://icona.almasryalyoum.com/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D9%82-%D8%9F%D8%9F/