المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نواب عراقيون «صداميون» جعلوا الحدود على سطح صفيح ساخن



المهدى
08-04-2005, 10:47 AM
كتب يوسف النصار ومحمد الخالدي - جريدة الوطن


ما كاد مصطلح الجلسة الطارئة يغيب عن الأجواء السياسية بعد أن فرضته عليها مطالبات نواب كويتيين في مجلس الأمة حتى اعادته للواجهة تصريحات النواب العراقيين في الجمعية الوطنية العراقية التي كالوا فيها الاتهامات للكويت بالتعدي على حدود العراق وأراضيه ومياهه بل ومنازل العراقيين زوراً وبهتاناً.
فقد لاحت أمس مطالبات نيابية بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمة لمناقشة خلفيات تلك التصريحات، واجهتها دعوات رسمية بانتهاج سياسة التهدئة معلنة عن تطمينات حكومية عراقية بأن تلك التصريحات لا تمثل إلا آراء أصحابها.

هذه الدعوة جاءت من قبل وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح الذي أشاد بموقف الحكومة العراقية الرسمي اثر الاعتداء الذي تعرض له الحاجز الامني داخل الحدود الكويتية الاسبوع الماضي وقال «تلمسنا التعامل الحضاري من الاخوة في العراق وعلى رأسهم رئيس الحكومة العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري الذي كان واضحا وصريحا في التعامل مع ما اثير بهذا الصدد».

وشدد الشيخ محمد الصباح في لقاء مع الصحافة المحلية على «ان موضوع قرار مجلس الامن الدولي رقم 833 الخاص بترسيم الحدود بين دولة الكويت وجمهورية العراق«لم يعد موضوعا بحثيا على الاطلاق لأنه قرار دولي وقد حسم نهائيا واصبح من معالم التعامل مع العراق الجديد».

وقال ان القيادة العراقية مؤمنة بالشرعية الدولية «والدكتور ابراهيم الجعفري اكد بنفسه هذا الامر وابدى بعض الملاحظات بوجود تداخلات في الجزء الشمالي الشرقي من الحدود الكويتية العراقية» مؤكدا ان العراقيين «يتمنون وجود لجنة فنية دولية للنظر في التداخلات الحدودية بين البلدين»وهذا تأكيد على الالتزام الكامل بتطبيق القرارات الدولية .

واكد الدكتور محمد الصباح «ترحيب دولة الكويت بهذه اللجنة الفنية مادام عملها هو ازالة التعديات وفق ما ذكره الجانب العراقي وليس بحث موضوع الحدود الذي اكده الجانب العراقي كذلك من جهته وفقا للقرارات الدولية».

وأوضح الشيخ الدكتور محمد ان هناك بعض المطالبات العراقية «باسقاط الاحداثيات الفنية التي اقر مجلس الامن بموجبها ترسيم الحدود على نفس العلامات الحدودية القائمة مما يشير الى وجود شك عراقي بتحريك لهذه العلامات بفعل عوامل قد تكون طرأت على موقعها الذي حدد من قبل مجلس الامن الدولي».

وقد وافقت دعوة د.محمد الصباح للتهدئة دعوة أخرى مماثلة أطلقها رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي لدى عودته من الرياض أمس على رأس وفد قدم واجب العزاء بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.. إذ دعا الخرافي النواب للتهدئة والابتعاد عن التصريحات الاندفاعية.
ودعا الخرافي جميع النواب لحضور اجتماع دعت اليه لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الامة مع وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم بعد غدي السبت للوقوف على خلفيات تلك التصريحات.
وفيما أكد الخرافي في تصريحه امس ان موضوع الحدود الكويتية العراقية قضية منتهية وفق القرارات الدولية، جاءت ردود افعال النواب من اعضاء مجلس الأمة مختلفة.. ومالت نحو التصعيد ازاء التصريحات النيابية العراقية في هذا الشأن بما انطوت عليه من مطالبات بعقد جلسة خاصة كما جاء في تصريحات للنائبين د. ضيف الله بورمية وعلي الهاجري.

على صعيد متصل اكد وكيل وزارة الداخلية المساعد لأمن الحدود اللواء سليمان الفهد ان المسؤولين الأمنيين الكويتيين اتفقوا مع المسؤولين العراقيين على اقامة الحاجز للحد من التسلل وضبط التهريب وان العمل به بدأ في سبتمبر من العام الماضي.. وبعد اجراءات مسجلة للتأكيد من عدم وجود اي تجاوز على الحدود.

مشيرا الى انه يمتد 213 كيلو مترا نفذ منها 203 كيلوات واوضح ان هناك تداخلات من الجانب العراقي في مزارع قريبة من جبل سنام ومنازل في المنطقة القريبة من ام قصر.
يذكر ان الجلسة العاصفة التي انبرى فيها عدد من نواب البرلمان العراقي لا تهام الكويت بتجاوزات على الحدود تحدث فيها عدد من النواب منهم الرجل الثاني في حزب الدعوة الشيعي النائب جواد المالكي وهو رئيس لجنة الامن والدفاع في البرلمان..

وهو معروف بعلاقاته وارتباطته ما وراء الحدود- ووجه التهديدات للكويت كما كان الديكتاتور المخلوع يفعل في مثل هذه الايام حيث قال ان ما يحصل يؤسس لحالة خطرة ربما تعيد العلاقات الكويتية العراقية للمربع الاول..

اما «قاهر الاهوار» والنائب في (الائتلاف الموحد) عبدالكريم المحمداوي فهو العازف الشيعي الاخر في اوركسترا جيش (المهدي) و(الصدر) و(الفضيلة) التي حرضت (الرعاع) الذين لا يجدون ما يأكلونه على التجمع والتظاهر امام الحدود الكويتية واطلاق الشتائم في الاتجاه الاخر في الوقت الذي كانت توزع فيه المساعدات الانسانية الكويتية في العديد من المدن العراقية؟! وهو القائل (ان المزارعين الذين يقومون بشراء عدد من المزارع العراقية ليسوا في الحقيقة مزارعين وانما هم خبراء في البترول).
وانضمت الى جوقة الاوركسترا العازفة على نغمات جلادهم صدام النائبة الشيعية آمال كاشف الغطاء وهي ايضا من (الائتلاف الموحد) الذي يقوده الجعفري والحكيم اللذان كانا محل ترحيب في الكويت أيام الحقبة الديكتاتورية دعت الى (تحرك عراقي سريع في الامم المتحدة) موضحة (مشكلتنا مع الكويت مشكلة طويلة وعريضة) و(ان ما يحصل هو مؤامرة)!!

وما بين الدعوة الى التدخل الدولي ودق طبول (العودة الى المربع الاول) وفق النغمة المالكية ذهب النائب الشيعي من (الائتلاف الموحد) نفسه قاسم عطية الى ابعد من كل رفاقه قائلا (نحن لسنا على استعداد ان نعطي اراضي وافق عليها صدام حسين من اجل تثبيت نفسه من دون مراعاة مصلحة العراق والشعب العراقي) داعيا الى (العودة الى الحدود المثبتة عام 1991)!!..

ولم يقل لنا العطية ما اذا كان يخطط لغزو جديد للكويت ولكن هذه المرة بجيوش دولة اخرى مجاورة.
ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه كما يبدو.. حيث يرتدي الساسة الشيعة معتمرو القبعات ممن افلتوا من مقابر صدام الجماعية لافتات ورايات جلادهم محددا تحت شعار لغة سائغة.. وروحية نفس الأكاذيب التي روج لها الديكتاتور المخلوع.