المهدى
08-04-2005, 10:39 AM
إيلي الحاج
يتابع الأمين العالم ل"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله زيارته إلى طهران التي تستمر أياماً يلتقي خلالها كبار المسؤولين يتقدمهم الرئيس الجديد محمود أحمدي نجاد الذي شكل انتخابه عنواناً للزيارة، هو "تقديم التهاني للشعب الإيراني " باختياره .
ولا يخفى أن علاقة وثيقة تربط بين الرئيس الإيراني الجديد وقيادة الحزب الشيعي اللبناني الأبرز الذي كان يتمنى خسارة منافس نجاد هاشمي رفسنجاني ، خصوصاً بعدما سرّب مكتب مرشد الجمهورية علي خامنئي أخباراًَ عن صفقات وتسويات كان يعد لها مع الأميركيين، ولو نجح لكان مقدراً لحزب الله أن يكون أول ضحاياها.
لذا كان الحزب في مقدم التنظيمات والأحزاب الإسلامية و"الجهادية" التي أبدت ارتياحاً كبيراً إلى النتيجة فور إعلان فوز أحمدي نجاد، في حين كان القلق يعم دول العالم، ولا سيما العربية والإسلامية منها، حيال الأخطار التي تمثلها سيطرة المتشددين المطلقة على السلطة في إيران.
زاد في اغتباط الحزب الشيعي اللبناني أن أحمدي نجاد هو ابن المؤسسة العسكرية والأمنية للثورة الإيرانية ، أي أنه تالياً رفيق درب لكل التنظيمات الإسلامية والأصولية التي يعتبر حزب الله جزءاً منها ،فضلاً عن شهرته بصفته الأمنية المتشددة منذ مرحلة ما قبل أواخر التسعينات التي عُرف فيها نجاد عمدة لمدينة طهران وأستاذاً في جامعة العلوم والتكنولوجيا فيها. ويُقال إن للرئيس الإيراني الجديد علاقات واسعة ومتينة ببعض مسؤولي حزب الله اللبناني وقادته ما يعزز علاقة الحزب بطهران ويسهل حصوله على مزيد من الدعم منها والتعاون معها. ويرى خبراء في وضع إيران أنها تبني استراتيجية المواجهة العالمية التي تخوضها من خلال جبهات خارجية تمتد من العراق وصولاً إلى لبنان . في هذا السياق تحولت ورقة حزب الله من ورقة سورية إلى إيرانية بامتياز، وهي ستكون السلاح الأول الذي سيستخدمه الإيرانيون في تحدي المشروع الأميركي ومواجهته . ومن هذا المنطلق يبرز الإقتناع بأن الموقف الإيراني المتشدد سيظهر أولاً في لبنان من خلال الاختبار الذي سيتعرض له حزب الله على خلفية تطبيق القرار الدولي 1559 القاضي بنزع سلاحه.
وغني عن القول إن مقاربة نجاد ، وكذلك المرشد خامنئي، تشدد على رفض نزع سلاح الحزب الشيعي اللبناني ، ولا سيما الصواريخ التي ينشرها على طول الحدود مع إسرائيل ، وتحويل هذه النقطة بالتالي "خط تماس" بين الأميركيين ومن يقف معهم من جهة، وإيران ومن يؤيدها من جهة أخرى.
ويُمكن من جانب آخر ملاحظة مدى الإعجاب والتقدير والدعم الذي يلقاه زعيم حزب الله اللبناني في إيران، فمرشد الثورة خامنئي أكد دعمه له ووصف حزبه بأنه " فخر العالم الإسلامي وصاحب القدرة على المبادرة والحكمة والحنكة في السياسة أيضاً"، بينما كان الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي واضحاً في القول "إن استراتيجية إيران تنص على تعزيز قوة حزب الله ، وهو تنظيم مستقل وإسلامي"، معتبراً أن كل ما يقال عن تجريده من سلاحه هو "مجرد وهم". أما الرئيس الجديد أحمدي نجاد فقال: "ان حزب الله مؤسسة عزيزة كريمة للأمة الإسلامية ، وهو كقوة ذكية وواعية يشغل موقعا مميزاً في قلوب مسلمي العالم ولا سيما في قلوب الشعب الإيراني الذي يتابع بحرص وجدية وحساسية بالغة التطورات في لبنان ومواقف حزب الله ودوره فيها" .
في مقابل كل هذا المديح بدا السيد نصرالله منشرحاً وواثقاً ، فطمأن حلفاءه في إيران إلى أن حزب الله يتمتع بمكانة وموقع في لبنان والمنطقة أكثر من أي يوم مضى ، وأنه يعتمد المرونة مع القوى السياسية الداخلية في لبنان ، والصلابة في كل ما يتعلق بالمقاومة وسلاحها.
وترددت معلومات في بيروت، من مصادر خليجية، أن إيران طلبت من حزب الله عدم فتح أي حوار مع الأميركيين في هذه المرحلة حول القرار 1559 وسبل تطبيقه ، بعدما كان تردد أن ثمة جناحاً في الحزب نجح في استصدار قرار من قيادته بإجراء مفاوضات مع واشنطن عبر الوزير في الحكومة اللبنانية القريب من الحزب طراد حمادة، إذ أرسله رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في مهمة لهذه الغاية إلى واشنطن . وشرحت القيادة الإيرانية لنصرالله، وفق المعلومات نفسها، أن مثل هذا التوجه التحاوري يعرقل المفاوضات الدقيقة والحساسة بين طهران والاتحاد الأوروبي ودوائر أخرى في ما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية.
في هذا الوقت سوغ مراقبون في بيروت إعلان إسرائيل حال التأهب القصوى على حدودها مع لبنان بخشيتها أن يشعل الحزب هذه الحدود خلال تطبيق خطة الفصل والانسحاب من غزة ، خصوصاً بعد إعلان نصرالله أن الانسحاب من غزة هو الانتصار الثاني للمقاومة خلال خمس سنوات بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000. وقالوا إن إسرائيل ربما تخشى أيضاً إقدام الحزب على خطف بعض جنودها بعدما تعهد نصرالله إعادة ما تبقى من الأسرى اللبنانيين لديها، وفي مقدمهم سمير القنطار الذي مضى على وجوده في الأسر نحو 28 عاماً.
يتابع الأمين العالم ل"حزب الله" اللبناني السيد حسن نصرالله زيارته إلى طهران التي تستمر أياماً يلتقي خلالها كبار المسؤولين يتقدمهم الرئيس الجديد محمود أحمدي نجاد الذي شكل انتخابه عنواناً للزيارة، هو "تقديم التهاني للشعب الإيراني " باختياره .
ولا يخفى أن علاقة وثيقة تربط بين الرئيس الإيراني الجديد وقيادة الحزب الشيعي اللبناني الأبرز الذي كان يتمنى خسارة منافس نجاد هاشمي رفسنجاني ، خصوصاً بعدما سرّب مكتب مرشد الجمهورية علي خامنئي أخباراًَ عن صفقات وتسويات كان يعد لها مع الأميركيين، ولو نجح لكان مقدراً لحزب الله أن يكون أول ضحاياها.
لذا كان الحزب في مقدم التنظيمات والأحزاب الإسلامية و"الجهادية" التي أبدت ارتياحاً كبيراً إلى النتيجة فور إعلان فوز أحمدي نجاد، في حين كان القلق يعم دول العالم، ولا سيما العربية والإسلامية منها، حيال الأخطار التي تمثلها سيطرة المتشددين المطلقة على السلطة في إيران.
زاد في اغتباط الحزب الشيعي اللبناني أن أحمدي نجاد هو ابن المؤسسة العسكرية والأمنية للثورة الإيرانية ، أي أنه تالياً رفيق درب لكل التنظيمات الإسلامية والأصولية التي يعتبر حزب الله جزءاً منها ،فضلاً عن شهرته بصفته الأمنية المتشددة منذ مرحلة ما قبل أواخر التسعينات التي عُرف فيها نجاد عمدة لمدينة طهران وأستاذاً في جامعة العلوم والتكنولوجيا فيها. ويُقال إن للرئيس الإيراني الجديد علاقات واسعة ومتينة ببعض مسؤولي حزب الله اللبناني وقادته ما يعزز علاقة الحزب بطهران ويسهل حصوله على مزيد من الدعم منها والتعاون معها. ويرى خبراء في وضع إيران أنها تبني استراتيجية المواجهة العالمية التي تخوضها من خلال جبهات خارجية تمتد من العراق وصولاً إلى لبنان . في هذا السياق تحولت ورقة حزب الله من ورقة سورية إلى إيرانية بامتياز، وهي ستكون السلاح الأول الذي سيستخدمه الإيرانيون في تحدي المشروع الأميركي ومواجهته . ومن هذا المنطلق يبرز الإقتناع بأن الموقف الإيراني المتشدد سيظهر أولاً في لبنان من خلال الاختبار الذي سيتعرض له حزب الله على خلفية تطبيق القرار الدولي 1559 القاضي بنزع سلاحه.
وغني عن القول إن مقاربة نجاد ، وكذلك المرشد خامنئي، تشدد على رفض نزع سلاح الحزب الشيعي اللبناني ، ولا سيما الصواريخ التي ينشرها على طول الحدود مع إسرائيل ، وتحويل هذه النقطة بالتالي "خط تماس" بين الأميركيين ومن يقف معهم من جهة، وإيران ومن يؤيدها من جهة أخرى.
ويُمكن من جانب آخر ملاحظة مدى الإعجاب والتقدير والدعم الذي يلقاه زعيم حزب الله اللبناني في إيران، فمرشد الثورة خامنئي أكد دعمه له ووصف حزبه بأنه " فخر العالم الإسلامي وصاحب القدرة على المبادرة والحكمة والحنكة في السياسة أيضاً"، بينما كان الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي واضحاً في القول "إن استراتيجية إيران تنص على تعزيز قوة حزب الله ، وهو تنظيم مستقل وإسلامي"، معتبراً أن كل ما يقال عن تجريده من سلاحه هو "مجرد وهم". أما الرئيس الجديد أحمدي نجاد فقال: "ان حزب الله مؤسسة عزيزة كريمة للأمة الإسلامية ، وهو كقوة ذكية وواعية يشغل موقعا مميزاً في قلوب مسلمي العالم ولا سيما في قلوب الشعب الإيراني الذي يتابع بحرص وجدية وحساسية بالغة التطورات في لبنان ومواقف حزب الله ودوره فيها" .
في مقابل كل هذا المديح بدا السيد نصرالله منشرحاً وواثقاً ، فطمأن حلفاءه في إيران إلى أن حزب الله يتمتع بمكانة وموقع في لبنان والمنطقة أكثر من أي يوم مضى ، وأنه يعتمد المرونة مع القوى السياسية الداخلية في لبنان ، والصلابة في كل ما يتعلق بالمقاومة وسلاحها.
وترددت معلومات في بيروت، من مصادر خليجية، أن إيران طلبت من حزب الله عدم فتح أي حوار مع الأميركيين في هذه المرحلة حول القرار 1559 وسبل تطبيقه ، بعدما كان تردد أن ثمة جناحاً في الحزب نجح في استصدار قرار من قيادته بإجراء مفاوضات مع واشنطن عبر الوزير في الحكومة اللبنانية القريب من الحزب طراد حمادة، إذ أرسله رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي في مهمة لهذه الغاية إلى واشنطن . وشرحت القيادة الإيرانية لنصرالله، وفق المعلومات نفسها، أن مثل هذا التوجه التحاوري يعرقل المفاوضات الدقيقة والحساسة بين طهران والاتحاد الأوروبي ودوائر أخرى في ما يتعلق بالمسألة النووية الإيرانية.
في هذا الوقت سوغ مراقبون في بيروت إعلان إسرائيل حال التأهب القصوى على حدودها مع لبنان بخشيتها أن يشعل الحزب هذه الحدود خلال تطبيق خطة الفصل والانسحاب من غزة ، خصوصاً بعد إعلان نصرالله أن الانسحاب من غزة هو الانتصار الثاني للمقاومة خلال خمس سنوات بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان عام 2000. وقالوا إن إسرائيل ربما تخشى أيضاً إقدام الحزب على خطف بعض جنودها بعدما تعهد نصرالله إعادة ما تبقى من الأسرى اللبنانيين لديها، وفي مقدمهم سمير القنطار الذي مضى على وجوده في الأسر نحو 28 عاماً.