منصف
08-03-2005, 07:39 PM
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)
(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بحثه القيم (التسقيط معصية كبيرة وظاهرة من ظواهر تخلف الأمة) يقدم العلامة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني في سطوره التي قال عنها ( كتبتها بقلم الشجون وحبر الدموع وألم القلب المجروح، للتحذير من استمرار أسوء ظاهرة شهدتها الساحة الإسلامية في أسوء ظروف تمر بها) خلاصة معاصرته للأحداث التي عاصرها منذ أن كان طالب علم صغير توجه للدراسة في النجف الأشرف حتى عاد للبحرين ثم توجه لاكمال دراسته في قم المقدسة ثم عاد الى موطنه الأول - وما تخلل عمره من لقاءات مع المراجع والعلماء ورحلات تبليغية شملت أوروبا وأفريقيا- وهو يعيش من حوله ويرى في كلا المجتمعين الحوزوي والعامي ما يصفها بـ (أسوء ظاهرة شهدتها الساحة الإسلامية في أسوء ظروف تمر بها في مواجهة الاستكبار العالمي وهجماته السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والطائفية والإفسادية) ويردف ( تلك هي ظاهرة التسقيط الداخلي التي تتكوّن عناصره من أسوء الرذائل الأخلاقية والموبقات التي تهز عرش الله تعالى).
وهو اذ يقدم هذه السطور (في ذكرى مرور عام واحد على وفاة المرجع المجدد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) مثال المرجع الذي ناله التسقيط أكثر من أربعين عاماً وعلى شتى المستويات والمصادر وبقي صامداً ورحل منتصراً) فانه يحدد هدفه ومقصده الذي سعى اليه قديما وظل ومازال يسعى اليه فيما هو باد لمن يعرف ملامح شخصيته وسيرته فيقول (وما نسطره في هذا الوجيز نريد منه في الدرجة الأولى دعوة المخلصين الغيورين إلى إماتة سنة التسقيط السيئة التي زرعها الاستعمار على أرضية تخلفنا وسقاها الجهل والسياسات الفئوية في أوساط الإسلاميين حتى حصدنا الأشواك والألغام والأحقاد).
ثم يبدأ المهتدي بحثه بمقدمة رائعة جعلها في خمس نقاط ابتدأها بهذه المقولة (التسقيط سلاح العاجزين عن الحوار والتعايش, وديدن المستبدين والأنانيين, وسلوك الذين لا يتحملون النقد والتنافس الشريف, وفي الوسط الإسلامي لا يعتمده إلا الذين أفلستهم ذاتياتهم عن النهوض بالأمة إلى مستوى الحضارية الإسلامية), وأتى فيها على تعداد أبرزالسلوكيات والوسائل السيئة المرتبطة التي استشرت في الأوساط الاسلامية على مختلف المستويات, وركز على قبح التسقيط وحرمته بالخصوص بين طبقة العلماء والمثقفين منطلقا من مسؤولية (موقع الهداية الربانية والإصلاح السياسي والإرشاد الأخلاقي وتنضيج الوعي الاجتماعي والعائلي المنوط بهم كورثة للأنبياء ورجال يُعقد بهم الأمل لتنوير الأجيال).
وفي النقطة الرابعة يأتي سماحته على صنف الرجال الذين يتعرضون لذلك النوع من السلوكيات والوسائل فيقول (أكثر ما تطال تلك الوسائل التسقيطية كبار الشخصيات التي يخشى أصحاب المصالح من صعودها إلى مواقع التأثير والقرار, وبحجم التسقيط والأجواء المضادة يكتشف المتأمل المنصف حجم تلك الشخصيات وقوتها وعمقها).
ويكمل المهتدي نقطته (وفي خصوص المرجع المجدّد الإمام الشيرازي (طاب ثراه) يكشف تنوّع مصادر السهام لتسقيطه (رحمه الله) على تنوّع أبعاد شخصيته الشمولية المتميزة. فلقد رماه الحكام منذ الخمسينات لخوفهم من نظريته الشورائية في الحكم والسياسة والإدارة, ورماه الشيوعيون لخوفهم من تقدمه واستقطابه الجماهير، ورماه بعض مراجع الدين لعدم قراءتهم في نظريته حول تطوير المناهج الفكرية والحوزوية وإدارة شؤون الأمة والطائفة الشيعية, ورماه بعض علماء الدين لخوفهم على ما بأيديهم في مناطق نفوذهم, ورماه بعض المثقفين لعدم انفتاحهم عليه وحبهم لبيئتهم النخبوية وخوف المقاطعة وقطع التمويل, ورماه بعض أصحاب المال لتأثرهم بالتقوّلات عليه وخوفهم من تضرّر علاقاتهم ومصالحهم المادية, ورماه بعض الأحزاب الإسلامية لتعصبهم الفئوي وخوفهم من اكتساح نظرياته في التعددية والحرية, ورماه الهمج الرعاع في المجتمع لميلانهم جهة كل ناعق وقعودهم عن تحرّي الحقيقة).
ثم يأتي على دور المخابرات الحاضرة دوما في قاعدة الأحداث والغائبة دوما عن وعي من قادوا زمام التسقيط ومن وقع في شراكهم, فيستطرد (واستغلت المخابرات الدولية المتغلغلة في بلاد المسلمين هذا الوضع وما قبله لتفتيت القوى الإسلامية والحركات الإصلاحية وتشغيلها بنفسها وتوجيه حرابها إلى صدور بعضها, فكان هذا النزيف الداخلي أهم عوامل الانتكاسات التي حلّت بتلك القوى والحركات في مواجهة الأعداء الحقيقيين للإسلام والأمة, مما جعلتها تدور حول نفسها حتى تعود إلى نقطة البداية بعد تضحيات جسيمة ومتاعب جمّة).
أما الخامسة فهي لا تقل أهمية اذ يقول (إن جريمة تسقيط كفاءات الأمة لم تختص بالإمام الشيرازي الراحل المظلوم, بل الاستعمار وأذياله قد نال من كل الكفاءات الإصلاحية عندما نجح في ركوب جهلة الأمة لإشاعة الأكاذيب ضدها وضرب بعضها ببعض, حتى سقط في رذيلة التسقيط بعض الكفاءات نفسها من حيث لا تشعر. ولو كانت تلتقي ببعضها لقطعت الطريق على تمرير الاستعمار خططها التمزيقية عليها. وهذه هي الثغرة التي انتبه لها الإمام الشيرازي فاقترح للمراجع والكفاءات الناشطة لقاءات دورية ومحاورات داخلية تنتهي إلى مؤسسة العقل الجمعي بدلاً عن العقل الفردي في قيادة الأمة).
ثم يطرح سماحته سؤال البحث الذي ينطلق منه الى معالجة مرض التخلف والتسقيط في ومضات من ملامح منهج المجدد الثاني الإمام الشيرازي :
(والسؤال الذي نبحث عن جوابه في هذا المختصر استلهاماً من فكر الإمام الشيرازي وهو المصداق الأجلى للمظلومية حيث ناله التسقيط وانتصر عليه بصبره الإيجابي الطويل, هو عن ملامح منهجه في معالجة هذا المرض الخطير أو الحدّ من تسللها إلى هدم المناعة الداخلية للمجتمع المسلم الذي بات يتعاطى أكثر أفراده هذه الرذيلة جهلاً بالدين واسترسالاً مع العادات السيئة الموروثة), ويلخصه في العناوين التالية:
أولاً:
كرامة الإنسان وقيمة الشعوب
ثانياً:
توعية المجتمع بثقافة الأصالة وبلغة الحداثة
ثالثاً:
الدعوة إلى السلم وممارسة الرفق واللاعنف
رابعاً:
أصالة الأخوة الإسلامية والشراكة الإنسانية
خامساً:
الاهتمام بمسألة الحرية ومشروعية التعددية وإدانة العصبية والضدّية
سادساً:
ضرورة التجديد في مناهج الدراسة الحوزوية
سابعاً:
التزام مقدمات النهضة الحضارية في التمهيد لعصر الظهور
آخرا:
السلوك العملي المطابق للقول وما وشابه (الصدق والقدوة)
منقول للفائدة
(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في بحثه القيم (التسقيط معصية كبيرة وظاهرة من ظواهر تخلف الأمة) يقدم العلامة الشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني في سطوره التي قال عنها ( كتبتها بقلم الشجون وحبر الدموع وألم القلب المجروح، للتحذير من استمرار أسوء ظاهرة شهدتها الساحة الإسلامية في أسوء ظروف تمر بها) خلاصة معاصرته للأحداث التي عاصرها منذ أن كان طالب علم صغير توجه للدراسة في النجف الأشرف حتى عاد للبحرين ثم توجه لاكمال دراسته في قم المقدسة ثم عاد الى موطنه الأول - وما تخلل عمره من لقاءات مع المراجع والعلماء ورحلات تبليغية شملت أوروبا وأفريقيا- وهو يعيش من حوله ويرى في كلا المجتمعين الحوزوي والعامي ما يصفها بـ (أسوء ظاهرة شهدتها الساحة الإسلامية في أسوء ظروف تمر بها في مواجهة الاستكبار العالمي وهجماته السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والطائفية والإفسادية) ويردف ( تلك هي ظاهرة التسقيط الداخلي التي تتكوّن عناصره من أسوء الرذائل الأخلاقية والموبقات التي تهز عرش الله تعالى).
وهو اذ يقدم هذه السطور (في ذكرى مرور عام واحد على وفاة المرجع المجدد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (قدس سره) مثال المرجع الذي ناله التسقيط أكثر من أربعين عاماً وعلى شتى المستويات والمصادر وبقي صامداً ورحل منتصراً) فانه يحدد هدفه ومقصده الذي سعى اليه قديما وظل ومازال يسعى اليه فيما هو باد لمن يعرف ملامح شخصيته وسيرته فيقول (وما نسطره في هذا الوجيز نريد منه في الدرجة الأولى دعوة المخلصين الغيورين إلى إماتة سنة التسقيط السيئة التي زرعها الاستعمار على أرضية تخلفنا وسقاها الجهل والسياسات الفئوية في أوساط الإسلاميين حتى حصدنا الأشواك والألغام والأحقاد).
ثم يبدأ المهتدي بحثه بمقدمة رائعة جعلها في خمس نقاط ابتدأها بهذه المقولة (التسقيط سلاح العاجزين عن الحوار والتعايش, وديدن المستبدين والأنانيين, وسلوك الذين لا يتحملون النقد والتنافس الشريف, وفي الوسط الإسلامي لا يعتمده إلا الذين أفلستهم ذاتياتهم عن النهوض بالأمة إلى مستوى الحضارية الإسلامية), وأتى فيها على تعداد أبرزالسلوكيات والوسائل السيئة المرتبطة التي استشرت في الأوساط الاسلامية على مختلف المستويات, وركز على قبح التسقيط وحرمته بالخصوص بين طبقة العلماء والمثقفين منطلقا من مسؤولية (موقع الهداية الربانية والإصلاح السياسي والإرشاد الأخلاقي وتنضيج الوعي الاجتماعي والعائلي المنوط بهم كورثة للأنبياء ورجال يُعقد بهم الأمل لتنوير الأجيال).
وفي النقطة الرابعة يأتي سماحته على صنف الرجال الذين يتعرضون لذلك النوع من السلوكيات والوسائل فيقول (أكثر ما تطال تلك الوسائل التسقيطية كبار الشخصيات التي يخشى أصحاب المصالح من صعودها إلى مواقع التأثير والقرار, وبحجم التسقيط والأجواء المضادة يكتشف المتأمل المنصف حجم تلك الشخصيات وقوتها وعمقها).
ويكمل المهتدي نقطته (وفي خصوص المرجع المجدّد الإمام الشيرازي (طاب ثراه) يكشف تنوّع مصادر السهام لتسقيطه (رحمه الله) على تنوّع أبعاد شخصيته الشمولية المتميزة. فلقد رماه الحكام منذ الخمسينات لخوفهم من نظريته الشورائية في الحكم والسياسة والإدارة, ورماه الشيوعيون لخوفهم من تقدمه واستقطابه الجماهير، ورماه بعض مراجع الدين لعدم قراءتهم في نظريته حول تطوير المناهج الفكرية والحوزوية وإدارة شؤون الأمة والطائفة الشيعية, ورماه بعض علماء الدين لخوفهم على ما بأيديهم في مناطق نفوذهم, ورماه بعض المثقفين لعدم انفتاحهم عليه وحبهم لبيئتهم النخبوية وخوف المقاطعة وقطع التمويل, ورماه بعض أصحاب المال لتأثرهم بالتقوّلات عليه وخوفهم من تضرّر علاقاتهم ومصالحهم المادية, ورماه بعض الأحزاب الإسلامية لتعصبهم الفئوي وخوفهم من اكتساح نظرياته في التعددية والحرية, ورماه الهمج الرعاع في المجتمع لميلانهم جهة كل ناعق وقعودهم عن تحرّي الحقيقة).
ثم يأتي على دور المخابرات الحاضرة دوما في قاعدة الأحداث والغائبة دوما عن وعي من قادوا زمام التسقيط ومن وقع في شراكهم, فيستطرد (واستغلت المخابرات الدولية المتغلغلة في بلاد المسلمين هذا الوضع وما قبله لتفتيت القوى الإسلامية والحركات الإصلاحية وتشغيلها بنفسها وتوجيه حرابها إلى صدور بعضها, فكان هذا النزيف الداخلي أهم عوامل الانتكاسات التي حلّت بتلك القوى والحركات في مواجهة الأعداء الحقيقيين للإسلام والأمة, مما جعلتها تدور حول نفسها حتى تعود إلى نقطة البداية بعد تضحيات جسيمة ومتاعب جمّة).
أما الخامسة فهي لا تقل أهمية اذ يقول (إن جريمة تسقيط كفاءات الأمة لم تختص بالإمام الشيرازي الراحل المظلوم, بل الاستعمار وأذياله قد نال من كل الكفاءات الإصلاحية عندما نجح في ركوب جهلة الأمة لإشاعة الأكاذيب ضدها وضرب بعضها ببعض, حتى سقط في رذيلة التسقيط بعض الكفاءات نفسها من حيث لا تشعر. ولو كانت تلتقي ببعضها لقطعت الطريق على تمرير الاستعمار خططها التمزيقية عليها. وهذه هي الثغرة التي انتبه لها الإمام الشيرازي فاقترح للمراجع والكفاءات الناشطة لقاءات دورية ومحاورات داخلية تنتهي إلى مؤسسة العقل الجمعي بدلاً عن العقل الفردي في قيادة الأمة).
ثم يطرح سماحته سؤال البحث الذي ينطلق منه الى معالجة مرض التخلف والتسقيط في ومضات من ملامح منهج المجدد الثاني الإمام الشيرازي :
(والسؤال الذي نبحث عن جوابه في هذا المختصر استلهاماً من فكر الإمام الشيرازي وهو المصداق الأجلى للمظلومية حيث ناله التسقيط وانتصر عليه بصبره الإيجابي الطويل, هو عن ملامح منهجه في معالجة هذا المرض الخطير أو الحدّ من تسللها إلى هدم المناعة الداخلية للمجتمع المسلم الذي بات يتعاطى أكثر أفراده هذه الرذيلة جهلاً بالدين واسترسالاً مع العادات السيئة الموروثة), ويلخصه في العناوين التالية:
أولاً:
كرامة الإنسان وقيمة الشعوب
ثانياً:
توعية المجتمع بثقافة الأصالة وبلغة الحداثة
ثالثاً:
الدعوة إلى السلم وممارسة الرفق واللاعنف
رابعاً:
أصالة الأخوة الإسلامية والشراكة الإنسانية
خامساً:
الاهتمام بمسألة الحرية ومشروعية التعددية وإدانة العصبية والضدّية
سادساً:
ضرورة التجديد في مناهج الدراسة الحوزوية
سابعاً:
التزام مقدمات النهضة الحضارية في التمهيد لعصر الظهور
آخرا:
السلوك العملي المطابق للقول وما وشابه (الصدق والقدوة)
منقول للفائدة