مبارك حسين
01-19-2021, 11:46 AM
https://ar.shafaqna.com/wp-content/uploads/2021/01/download-26.jpg
وصفت صحيفة الغارديان (The Guarian) البريطانية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه “عدواني” و”بلا ضمير” يسعى إلى أن يكون دونالد ترامب القادم، إلا أنه أذكى من الرئيس المنصرف.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لمحلل الشؤون الخارجية سايمون تيسدال، أن بومبيو نصب فخاخا سياسية متفجرة للرئيس المنتخب جو بايدن في ما يشبه هجوما سياسيا الهدف منه تولي مقاليد البيت الأبيض.
وبينما تتجه كل الأنظار صوب دونالد ترامب واقتحام أنصاره مقر الكونغرس (الكابيتول هيل) في واشنطن، “تجاوز وريثه المنتظر وخليفته كل الحدود بمفرده مقتحما القلاع، ورافعا الأعلام، وساعيا في الأرض خرابا”، في إشارة رمزية من الصحيفة إلى القرارات والمواقف الأخيرة لبومبيو قبل تسلم الإدارة الجديدة مهامها في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وبرأي تيسدال أن بومبيو -الذي يصفه بالفتى النزق- لا يعير شأنا لتنصيب جو بايدن هذا الأسبوع، بل إن جلّ انتباهه منصرف إلى كيفية هزيمته أو أي مرشح ديمقراطي آخر في انتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2024.
السلطات الأميركية قررت نشر آلاف من قوات الحرس الوطني لحماية مراسم تنصيب بايدن (وكالة الأنباء الأوروبية)
وفي تصرف ينمّ عن وقاحة غير عادية -على حد تعبير سايمون تيسدال- انهمك وزير الخارجية، منذ خسارة ترامب الانتخابات، في نصب الفخاخ المتفجرة وزرع حقول ألغام دبلوماسية في مناطق الصراع العالمية.
وتضيف الصحيفة أن من بين ما يرمي إليه بومبيو تأمين إرثه وإرث ترامب، وازدراء بايدن، لكنه يرنو في الغالب إلى الظفر بمقاليد البيت الأبيض.
“فلقد قلب بومبيو السياسات الراسخة رأسا على عقب، وتبنّى مواقف متشددة جدا زاعما تحقيق نجاحات من وحي الخيال لتعزيز مكانته الشخصية من وراء ظهر ترامب”.
ويتابع تيسدال هجومه على وزير الخارجية الأميركي واصفا إياه بأنه “عديم الضمير وعدواني” مثل ترامب مع اختلاف وحيد أنه ليس “غبيا”. ولعل هذا -بنظر كاتب التقرير- ما يجعل بومبيو، الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA)، يشكل خطورة على رئاسة بايدن ووجها تقدميا أكثر مما قد يمثله ترامب “البغيض” على الإطلاق.
وقد أظهر بومبيو -والرأي لا يزال لتيسدال- دهاء سياسيا حين نأى بنفسه عن الضجة التي صاحبت إجراءات عزل الرئيس ترامب، وانشغل عنها بوضع أجندته الخاصة بالمستقبل.
فعلى سبيل المثال، صرح الوزير الأميركي في واشنطن الثلاثاء الماضي -دون سند أو دليل يثبت ادعاءاته- بأن تنظيم القاعدة وجد ملاذا آمنا في إيران. ولطالما سعى اليمين الأميركي إلى إيجاد علاقة بين إيران والقاعدة منذ أن أشار ديك تشيني (نائب رئيس الولايات المتحدة) بأصابع الاتهام “زورا وبهتانا” إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بأنه وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.
غير أن بومبيو لم يشغل باله بإيراد الحقائق والأدلة، بل آثر الأقوال واللجوء إلى التغريدات والشعارات. ومن ذلك ادعاؤه بأن إيران وتنظيم القاعدة “شركاء في الإرهاب، وشركاء في الكراهية.. وأن هذا المحور يشكل تهديدا خطرا على أمن الدول والوطن الأميركي”.
كما عمل على إقناع دول في الخليج العربي بإبرام اتفاقيات سلام مع إسرائيل وصفتها صحيفة غارديان في تقريرها بأنها “مريبة جدا”.
وتمضي الصحيفة البريطانية إلى القول إن النزعة العدائية الفجة تروق لليمين المتطرف، خاصة المسيحيين الصهاينة وطائفة المتجددين الإنجيلية (born-againers)، التي يتباهى بومبيو بانتمائه إليها.
ثم إن تصنيفه لجماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران بأنها منظمة إرهابية يذكي جذوة تلك النزعة أكثر، بغض النظر عن إقراره بأن هذا التوصيف سيتسبب في معاناة المدنيين.
وأعاد بومبيو أيضا كوبا إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب الأسبوع الماضي، واتهمته كوبا بممارسة “انتهازية سياسية” لعرقلة أي تحسن في العلاقات تحت إدارة بايدن.
ويزعم تيسدال، في تقريره بصحيفة غارديان، أن بومبيو يريد استدراج الصين إلى مواجهة مع أميركا، وهو الذي يعدّها “إمبراطورية الشر” الجديدة، ولا يهم ما إذا كان من الواضح أن الإساءات بخصوص “فيروس ووهان”، والعقوبات وقرع طبول الحرب ستفضي إلى نتائج عكسية.
واستفزّ بومبيو بكين مرة أخرى دون مسوّغ الأسبوع المنصرم حينما عزز اتصالاته بتايوان.
إن أفضل وصف لإرث بومبيو-ترامب هو أنه ينطوي على سلبيات، إذ إنه لم ينجح في نزع نووي كوريا الشمالية، وقضى على الاتفاق النووي مع إيران، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ، وأدى إلى نفور الحلفاء، وقوّض منظمة الأمم المتحدة.
وستترك إدارة ترامب سدة الحكم والشرق الأوسط يمور بفوضى أشد مما كان عليه قبل توليها السلطة، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو الصحراء الغربية.
ويخلص تيسدال في تقريره إلى القول إن كثيرين في أوروبا يحدوهم الأمل في نهاية المطاف بأن يروا بومبيو قد غادر منصبه، ذلك أنه إذا حقق مراده بتولي السلطة فسيكون ترامب القادم “وهو احتمال مقلق لأميركا والعالم”.
النهاية
وصفت صحيفة الغارديان (The Guarian) البريطانية وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه “عدواني” و”بلا ضمير” يسعى إلى أن يكون دونالد ترامب القادم، إلا أنه أذكى من الرئيس المنصرف.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لمحلل الشؤون الخارجية سايمون تيسدال، أن بومبيو نصب فخاخا سياسية متفجرة للرئيس المنتخب جو بايدن في ما يشبه هجوما سياسيا الهدف منه تولي مقاليد البيت الأبيض.
وبينما تتجه كل الأنظار صوب دونالد ترامب واقتحام أنصاره مقر الكونغرس (الكابيتول هيل) في واشنطن، “تجاوز وريثه المنتظر وخليفته كل الحدود بمفرده مقتحما القلاع، ورافعا الأعلام، وساعيا في الأرض خرابا”، في إشارة رمزية من الصحيفة إلى القرارات والمواقف الأخيرة لبومبيو قبل تسلم الإدارة الجديدة مهامها في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وبرأي تيسدال أن بومبيو -الذي يصفه بالفتى النزق- لا يعير شأنا لتنصيب جو بايدن هذا الأسبوع، بل إن جلّ انتباهه منصرف إلى كيفية هزيمته أو أي مرشح ديمقراطي آخر في انتخابات الرئاسة التي ستجرى عام 2024.
السلطات الأميركية قررت نشر آلاف من قوات الحرس الوطني لحماية مراسم تنصيب بايدن (وكالة الأنباء الأوروبية)
وفي تصرف ينمّ عن وقاحة غير عادية -على حد تعبير سايمون تيسدال- انهمك وزير الخارجية، منذ خسارة ترامب الانتخابات، في نصب الفخاخ المتفجرة وزرع حقول ألغام دبلوماسية في مناطق الصراع العالمية.
وتضيف الصحيفة أن من بين ما يرمي إليه بومبيو تأمين إرثه وإرث ترامب، وازدراء بايدن، لكنه يرنو في الغالب إلى الظفر بمقاليد البيت الأبيض.
“فلقد قلب بومبيو السياسات الراسخة رأسا على عقب، وتبنّى مواقف متشددة جدا زاعما تحقيق نجاحات من وحي الخيال لتعزيز مكانته الشخصية من وراء ظهر ترامب”.
ويتابع تيسدال هجومه على وزير الخارجية الأميركي واصفا إياه بأنه “عديم الضمير وعدواني” مثل ترامب مع اختلاف وحيد أنه ليس “غبيا”. ولعل هذا -بنظر كاتب التقرير- ما يجعل بومبيو، الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” (CIA)، يشكل خطورة على رئاسة بايدن ووجها تقدميا أكثر مما قد يمثله ترامب “البغيض” على الإطلاق.
وقد أظهر بومبيو -والرأي لا يزال لتيسدال- دهاء سياسيا حين نأى بنفسه عن الضجة التي صاحبت إجراءات عزل الرئيس ترامب، وانشغل عنها بوضع أجندته الخاصة بالمستقبل.
فعلى سبيل المثال، صرح الوزير الأميركي في واشنطن الثلاثاء الماضي -دون سند أو دليل يثبت ادعاءاته- بأن تنظيم القاعدة وجد ملاذا آمنا في إيران. ولطالما سعى اليمين الأميركي إلى إيجاد علاقة بين إيران والقاعدة منذ أن أشار ديك تشيني (نائب رئيس الولايات المتحدة) بأصابع الاتهام “زورا وبهتانا” إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بأنه وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.
غير أن بومبيو لم يشغل باله بإيراد الحقائق والأدلة، بل آثر الأقوال واللجوء إلى التغريدات والشعارات. ومن ذلك ادعاؤه بأن إيران وتنظيم القاعدة “شركاء في الإرهاب، وشركاء في الكراهية.. وأن هذا المحور يشكل تهديدا خطرا على أمن الدول والوطن الأميركي”.
كما عمل على إقناع دول في الخليج العربي بإبرام اتفاقيات سلام مع إسرائيل وصفتها صحيفة غارديان في تقريرها بأنها “مريبة جدا”.
وتمضي الصحيفة البريطانية إلى القول إن النزعة العدائية الفجة تروق لليمين المتطرف، خاصة المسيحيين الصهاينة وطائفة المتجددين الإنجيلية (born-againers)، التي يتباهى بومبيو بانتمائه إليها.
ثم إن تصنيفه لجماعة الحوثي في اليمن المدعومة من إيران بأنها منظمة إرهابية يذكي جذوة تلك النزعة أكثر، بغض النظر عن إقراره بأن هذا التوصيف سيتسبب في معاناة المدنيين.
وأعاد بومبيو أيضا كوبا إلى قائمة الدول الراعية للإرهاب الأسبوع الماضي، واتهمته كوبا بممارسة “انتهازية سياسية” لعرقلة أي تحسن في العلاقات تحت إدارة بايدن.
ويزعم تيسدال، في تقريره بصحيفة غارديان، أن بومبيو يريد استدراج الصين إلى مواجهة مع أميركا، وهو الذي يعدّها “إمبراطورية الشر” الجديدة، ولا يهم ما إذا كان من الواضح أن الإساءات بخصوص “فيروس ووهان”، والعقوبات وقرع طبول الحرب ستفضي إلى نتائج عكسية.
واستفزّ بومبيو بكين مرة أخرى دون مسوّغ الأسبوع المنصرم حينما عزز اتصالاته بتايوان.
إن أفضل وصف لإرث بومبيو-ترامب هو أنه ينطوي على سلبيات، إذ إنه لم ينجح في نزع نووي كوريا الشمالية، وقضى على الاتفاق النووي مع إيران، وانسحب من اتفاقية باريس للمناخ، وأدى إلى نفور الحلفاء، وقوّض منظمة الأمم المتحدة.
وستترك إدارة ترامب سدة الحكم والشرق الأوسط يمور بفوضى أشد مما كان عليه قبل توليها السلطة، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو الصحراء الغربية.
ويخلص تيسدال في تقريره إلى القول إن كثيرين في أوروبا يحدوهم الأمل في نهاية المطاف بأن يروا بومبيو قد غادر منصبه، ذلك أنه إذا حقق مراده بتولي السلطة فسيكون ترامب القادم “وهو احتمال مقلق لأميركا والعالم”.
النهاية