كانون
01-21-2003, 02:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟
قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ..!!
فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً :
وكيف يتوضأ الناس ..؟!
ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!
قال في نبرة جادة : أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى
غير شاكلة ( أكثر ) الناس ..
قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!
فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..
ثم سكت وقال : يبدو أنك ذهبت بعيداً بعيدا ..
أنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة _ علمني إياها شيخي فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها ..!!
وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ,,
فلم يمهلني حتى أسأل وواصل :
أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا توضأ المسلم فغسل وجهه :
خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قط الماء ..
فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه ..
فإذا غسل رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه ..
حتى يخرج نقياً من الذنوب .."
وفي حديث آخر:
" فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ،
وفرّغ قلبه لله تعالى: انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه."
سكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل
منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة.. ثم حدق في وجهي وقال :
لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً
فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟
والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى .. إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور:
وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..
قلت: هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ..
أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ..!!
قال وهو يبتسم:
بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها
بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية
قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو:
أتعرف يا صاحبي..
أنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة ، ما كان يخطر لي على بال ،
وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري .. فجزاك الله
عني خير الجزاء .
منذ ذلك اليوم.. كلما هممت أن أتوضأ ،
سرعان ما أستحضر كلمات صاحبي ، فأجدني في حالة روحية رائعة وأنا أغسل أعضائي بالنور لا بالماء ..!!
يا لله كم من سنوات ضاعت من حياتي ، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة ..
يا حسرة على العباد …!!K L
لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ،
لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا وصقلا واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم
بهذا النور الخالص.
- اللهم جاز عني صاحبي خير ما جازيت داعية عن جموع من دعاهم إليك ..
عدت أقرأ الحديث من جديد فإذا بي أقول:
ما أعظم ربنا وأحلمه وأكرمه..! جل شأنه ، وتبارك اسمه ..
أجر عظيم لا يتصور .. بعمل قليل لا يذكر .
لو قيل للناس : من توضأ في المكان الفلاني وأحسن الوضوء ، فله ألف درهم مع كل عملية وضوء جديدة !!
- لو قيل ذلك: : لرأيت الناس يتدافعون ويتزاحمون على ذلك المكان ،
وقد يقتتلون ، ليبادروا إلى الوضوء بين الساعة والساعة ..!
بل بعد كل خمس دقائق وضوء جديد …!!
- عجيب أمر هؤلاء الناس..!!
- انظر بماذا وعدهم الله جل جلاله.. ومع هذا تكاسلوا عن الوضوء ..
- وانظر بماذا وعدهم الناس وكيف تزاحموا وتقاتلوا..
لا إله إلا الله .. !
اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك
وأكرمنا ولا تهنا ..وزدنا ولا تنقصنا
آميـــــــــــــن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟
قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ..!!
فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً :
وكيف يتوضأ الناس ..؟!
ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!
قال في نبرة جادة : أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى
غير شاكلة ( أكثر ) الناس ..
قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!
فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..
ثم سكت وقال : يبدو أنك ذهبت بعيداً بعيدا ..
أنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة _ علمني إياها شيخي فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها ..!!
وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ,,
فلم يمهلني حتى أسأل وواصل :
أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا توضأ المسلم فغسل وجهه :
خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قط الماء ..
فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه ..
فإذا غسل رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه ..
حتى يخرج نقياً من الذنوب .."
وفي حديث آخر:
" فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ،
وفرّغ قلبه لله تعالى: انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه."
سكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل
منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة.. ثم حدق في وجهي وقال :
لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً
فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟
والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى .. إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور:
وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..
قلت: هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ..
أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ..!!
قال وهو يبتسم:
بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها
بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية
قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو:
أتعرف يا صاحبي..
أنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة ، ما كان يخطر لي على بال ،
وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري .. فجزاك الله
عني خير الجزاء .
منذ ذلك اليوم.. كلما هممت أن أتوضأ ،
سرعان ما أستحضر كلمات صاحبي ، فأجدني في حالة روحية رائعة وأنا أغسل أعضائي بالنور لا بالماء ..!!
يا لله كم من سنوات ضاعت من حياتي ، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة ..
يا حسرة على العباد …!!K L
لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ،
لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا وصقلا واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم
بهذا النور الخالص.
- اللهم جاز عني صاحبي خير ما جازيت داعية عن جموع من دعاهم إليك ..
عدت أقرأ الحديث من جديد فإذا بي أقول:
ما أعظم ربنا وأحلمه وأكرمه..! جل شأنه ، وتبارك اسمه ..
أجر عظيم لا يتصور .. بعمل قليل لا يذكر .
لو قيل للناس : من توضأ في المكان الفلاني وأحسن الوضوء ، فله ألف درهم مع كل عملية وضوء جديدة !!
- لو قيل ذلك: : لرأيت الناس يتدافعون ويتزاحمون على ذلك المكان ،
وقد يقتتلون ، ليبادروا إلى الوضوء بين الساعة والساعة ..!
بل بعد كل خمس دقائق وضوء جديد …!!
- عجيب أمر هؤلاء الناس..!!
- انظر بماذا وعدهم الله جل جلاله.. ومع هذا تكاسلوا عن الوضوء ..
- وانظر بماذا وعدهم الناس وكيف تزاحموا وتقاتلوا..
لا إله إلا الله .. !
اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك
وأكرمنا ولا تهنا ..وزدنا ولا تنقصنا
آميـــــــــــــن