المصباح
01-08-2021, 10:48 AM
د. ولاء حافظ - القبس
6 يناير 2021
تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يتحكمون في حديثهم الذاتي بطريقة إيجابية يتمتعون بصحة عقلية أفضل، ومزيد من مشاعر الرضا عن الحياة، وحتى قلوبهم تعمل بشكل أفضل.
يقول الخبراء بحسب «وول ستريت» الأميركية إن إستراتيجية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، تعتبر أساسية في العلاج السلوكي المعرفي، وهي مهارة مهمة يجب إتقانها في الأوقات الصعبة.
الجميع يتحدث مع نفسه بصمت
ذكر الدكتور إيثان كروس، عالم نفس تجريبي وعالم أعصاب متخصص في تنظيم المشاعر وأستاذ علم النفس والإدارة في جامعة ميشيغان ومدير مختبر العاطفة والتحكم الذاتي، حيث يدرس علم الاستبطان، أو المحادثات الصامتة التي يجريها الناس مع أنفسهم، في كتاب جديد سيصدره هذا الشهر بعنوان «الثرثرة:
الصوت في رأسنا، لماذا مهم، وكيفية تسخيره»، ذكر أنه غالباً ما يتحدث الجميع مع أنفسهم في محاولة للسيطرة على النفس أو عندما نحاول حل مشكلة، أو عندما نفعل شيئاً صعباً، فإننا نسير عقلياً بأنفسنا من خلال الخطوات التي نحتاج إلى اتخاذها.
وإليكم بعض تفسيراته في هذا الصدد:
كم من الوقت نقضيه في الحديث الذاتي؟
ذكر د. كروس أنه ما بين ثلث ونصف وقت استيقاظنا نقضيه دون التركيز على الحاضر. ويتم الانخراط في التفكير غير اللفظي، أو التحدث مع أنفسنا بصمت.
وقدرت إحدى الدراسات أنه يمكن للناس أن يفكروا في أنفسهم بمعدل يكافئ التحدث بـ 4000 كلمة في الدقيقة بصوت عالٍ. هل الأحاديث الذاتية مدمرة؟ للأسف، في بعض الأحيان نذهب إلى الداخل ونتأمل لفظياً على أمل العثور على إجابة لمشاكلنا، لكن ينتهي بنا الأمر إلى تفاقم المشكلات. وينتهي بنا المطاف بالتعثر، ونبدأ في الدوران في السلبية.
وهذا ما يسميه د. كروس بـ «الثرثرة».
وقال: «يمكن للأحاديث أن تخربنا من خلال تقويض قدرتنا على التفكير بوضوح والأداء الجيد. ويمكن أن تتداخل أيضاً مع علاقاتنا، لأنها يمكن أن تقودنا إلى إبعاد الأشخاص الذين نهتم بهم.
ويمكن أن تؤثر في صحتنا الجسدية».
هل الأوقات الصعبة تزيد من الثرثرة؟
وذكر د. كروس أننا بالفعل نمر بحدث ثرثرة «القرن»، فكل الجوانب تدعو لذلك، سواء عدم الاستقرار السياسي أو الفيروس الذي جعلنا لا نتواصل مع الآخرين بشكل مباشر.
وقال: «ليس لدينا الكثير من السيطرة أو اليقين في الوقت الحالي، وعندما نفقد هذه الصفات نحاول استعادتها بالتحدث إلى ذواتنا ونستغرق الكثير في التفكير».
كيفية السيطرة على ثرثرتنا الداخلية
وذكر د. كروس أن هناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أننا أفضل بكثير في تقديم المشورة للآخرين من أنفسنا. وقال: «من المفيد التفكير في نفسك كما لو كنت شخصاً آخر. تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في استخدام «الحديث الذاتي البعيد»، وتدريب نفسك كما لو كنت تنصح صديقاً.
استخدم اسمك الخاص». فلان، إليك كيف تفعل هذا. وقد تكتشف أن الأمر بسيط مثل إخبار نفسك: «يمكنني القيام بذلك».
«الرهبة» تنظمك من الداخل
يتوق الناس إلى الشعور بالنظام والسيطرة، ولكن عندما تفرض الثرثرة نفسها، يقول كروس: «إن أفكارنا تتبعثر ويمكنك حينها إعادة النظام في رأسك عن طريق إنشاء نظام من حولك، من خلال تنظيم محيطك، تنظيف المكان، ترتيب غرفة النوم، الذهاب في نزهة في الطبيعة، كل هذا يساعد في تصفية الذهن».
وذكر أنه أحياناً يساعدنا شعور «الرهبة» في التحكم في أفكارنا السلبية. وقال: «نشعر بالرهبة عندما نكون أمام أمر كبير يصعب علينا تفسيره».
بعض الناس يحصلون عليه من خلال «الخشوع» الديني، والبعض الآخر يحصل عليه عندما يتأمل السماء أو قطعة فنية لا تصدق، أو من خلال حضور حفلة موسيقية مذهلة.
ممارسة شعور الرهبة يظهر لنا مدى اتساع الكون، فتتسع معه آفاقنا وتخرج من الزاوية الضيقة التي حصرنا فيها أنفسنا عندما نواجه مشكلة ما. هذا يضع الأمور في نصابها الصحيح.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5830476
6 يناير 2021
تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يتحكمون في حديثهم الذاتي بطريقة إيجابية يتمتعون بصحة عقلية أفضل، ومزيد من مشاعر الرضا عن الحياة، وحتى قلوبهم تعمل بشكل أفضل.
يقول الخبراء بحسب «وول ستريت» الأميركية إن إستراتيجية استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية، تعتبر أساسية في العلاج السلوكي المعرفي، وهي مهارة مهمة يجب إتقانها في الأوقات الصعبة.
الجميع يتحدث مع نفسه بصمت
ذكر الدكتور إيثان كروس، عالم نفس تجريبي وعالم أعصاب متخصص في تنظيم المشاعر وأستاذ علم النفس والإدارة في جامعة ميشيغان ومدير مختبر العاطفة والتحكم الذاتي، حيث يدرس علم الاستبطان، أو المحادثات الصامتة التي يجريها الناس مع أنفسهم، في كتاب جديد سيصدره هذا الشهر بعنوان «الثرثرة:
الصوت في رأسنا، لماذا مهم، وكيفية تسخيره»، ذكر أنه غالباً ما يتحدث الجميع مع أنفسهم في محاولة للسيطرة على النفس أو عندما نحاول حل مشكلة، أو عندما نفعل شيئاً صعباً، فإننا نسير عقلياً بأنفسنا من خلال الخطوات التي نحتاج إلى اتخاذها.
وإليكم بعض تفسيراته في هذا الصدد:
كم من الوقت نقضيه في الحديث الذاتي؟
ذكر د. كروس أنه ما بين ثلث ونصف وقت استيقاظنا نقضيه دون التركيز على الحاضر. ويتم الانخراط في التفكير غير اللفظي، أو التحدث مع أنفسنا بصمت.
وقدرت إحدى الدراسات أنه يمكن للناس أن يفكروا في أنفسهم بمعدل يكافئ التحدث بـ 4000 كلمة في الدقيقة بصوت عالٍ. هل الأحاديث الذاتية مدمرة؟ للأسف، في بعض الأحيان نذهب إلى الداخل ونتأمل لفظياً على أمل العثور على إجابة لمشاكلنا، لكن ينتهي بنا الأمر إلى تفاقم المشكلات. وينتهي بنا المطاف بالتعثر، ونبدأ في الدوران في السلبية.
وهذا ما يسميه د. كروس بـ «الثرثرة».
وقال: «يمكن للأحاديث أن تخربنا من خلال تقويض قدرتنا على التفكير بوضوح والأداء الجيد. ويمكن أن تتداخل أيضاً مع علاقاتنا، لأنها يمكن أن تقودنا إلى إبعاد الأشخاص الذين نهتم بهم.
ويمكن أن تؤثر في صحتنا الجسدية».
هل الأوقات الصعبة تزيد من الثرثرة؟
وذكر د. كروس أننا بالفعل نمر بحدث ثرثرة «القرن»، فكل الجوانب تدعو لذلك، سواء عدم الاستقرار السياسي أو الفيروس الذي جعلنا لا نتواصل مع الآخرين بشكل مباشر.
وقال: «ليس لدينا الكثير من السيطرة أو اليقين في الوقت الحالي، وعندما نفقد هذه الصفات نحاول استعادتها بالتحدث إلى ذواتنا ونستغرق الكثير في التفكير».
كيفية السيطرة على ثرثرتنا الداخلية
وذكر د. كروس أن هناك الكثير من الأبحاث التي تُظهر أننا أفضل بكثير في تقديم المشورة للآخرين من أنفسنا. وقال: «من المفيد التفكير في نفسك كما لو كنت شخصاً آخر. تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في استخدام «الحديث الذاتي البعيد»، وتدريب نفسك كما لو كنت تنصح صديقاً.
استخدم اسمك الخاص». فلان، إليك كيف تفعل هذا. وقد تكتشف أن الأمر بسيط مثل إخبار نفسك: «يمكنني القيام بذلك».
«الرهبة» تنظمك من الداخل
يتوق الناس إلى الشعور بالنظام والسيطرة، ولكن عندما تفرض الثرثرة نفسها، يقول كروس: «إن أفكارنا تتبعثر ويمكنك حينها إعادة النظام في رأسك عن طريق إنشاء نظام من حولك، من خلال تنظيم محيطك، تنظيف المكان، ترتيب غرفة النوم، الذهاب في نزهة في الطبيعة، كل هذا يساعد في تصفية الذهن».
وذكر أنه أحياناً يساعدنا شعور «الرهبة» في التحكم في أفكارنا السلبية. وقال: «نشعر بالرهبة عندما نكون أمام أمر كبير يصعب علينا تفسيره».
بعض الناس يحصلون عليه من خلال «الخشوع» الديني، والبعض الآخر يحصل عليه عندما يتأمل السماء أو قطعة فنية لا تصدق، أو من خلال حضور حفلة موسيقية مذهلة.
ممارسة شعور الرهبة يظهر لنا مدى اتساع الكون، فتتسع معه آفاقنا وتخرج من الزاوية الضيقة التي حصرنا فيها أنفسنا عندما نواجه مشكلة ما. هذا يضع الأمور في نصابها الصحيح.
للمزيد: https://alqabas.com/article/5830476