جمال
08-03-2005, 07:32 AM
القاهرة - من نهى الملواني
هل حقا تسكن الخرافة بيوت العرب، وهل بات لأعمال السحر والدجل والشعوذة وتحضير الجان والأرواح وصرف العفاريت مكانة متأصلة في مجتمعاتنا؟
وهل نصدق ما جاء في دراسات اجتماعية حديثة,, أن نصف النساء العربيات عاشقات للخرافة,, وأن ما يقرب من 500 ألف انسان عربي يمارسون أعمال السحر والشعوذة؟
والأكثر صدمة في هذا,, أن العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنويا,, وأن أهلنا في مصر ينفقون نحو «10» مليارات جنيه سنويا على الخرافة,, «الرأي العام» فتحت ملف الخرافة,, وفيه المزيد,,.
عربيا أكدت أحدث دراسة للباحث في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية في مصر محمد عبد العظيم أن العرب ينفقون 5 مليارات دولار على الدجل والشعوذة سنويا,, يوجد 500 ألف دجال ومحتال يمارسون أعمالهم وتصل نسبتهم إلى دجال لكل ألف مواطن في الدول العربية.
وجاء في الدراسة أن نصف النساء العربيات يؤمنَّ بالسحر والشعوذة والدجل,, وأن غالبيتهن ممن يترددن على أوكار الدجل أميات ومتواضعات في المستوى التعليمي، غير أن الرجال دخلوا طرفا أصيلا في اللعبة.
وفي رأي صاحب الدراسة أن المخدوعين لا يلجأون إلى الخرافة ويتعلقون بأوهامها إلا حين تضيق في وجوههم أبواب الأمل وتحاصرهم الشدائد.أرقام مصرية غريبة
وعلى الصعيد المحلي المصري أكدت الدراسة أن المصريين ينفقون نحو 10 مليارات جنيه سنويا على الدجالين والمشعوذين الذين يدعون كذبا قدرتهم على تسخير الجان وعلاج الأمراض والمشاكل الصحية والاجتماعية.
وجاء فيها أن هناك ما يقرب من 300 ألف شخص يعملون في مجال الدجل والشعوذة في مصر، فضلا عن أن هناك مليون مصري على الأقل يعتقدون أن بهم مسا من الجان.
وكشفت الدراسة أن 50 في المئة من النساء المصريات يعتقدن اعتقادا جازما بتأثير السحر على جوانب الحياة خاصة الجانب الاجتماعي منها.
وأوضحت أن اللجوء إلى الدجالين ليس مقصورا فقط على الأميين بل امتدت المسألة لتشمل أيضا المثقفين وشخصيات كبيرة، فالبسطاء قد يلجأون للمشعوذين لتحقيق أحلامهم البسيطة وأيضا المشاهير، رغبة في معرفة الغيب أو ايذاء الآخرين من خلال الأعمال.
وبحسب صاحب الدراسة الباحث محمد عبد العظيم فإنها حملت الكثير من المفاجآت في نتائجها، ربما كان أولها وأهمها أن هناك نسبة تصل إلى 63 في المئة من المصريين يؤمنون تماما بالخرافات بشكل عام وبينها نسبة لا تقل عن 11 في المئة من صفوة المجتمع من الفنانين والسياسيين والرياضيين والمثقفين.
معتقدات أغرب
في حين كشفت دراسة ميدانية أخرى أن حوالي 500 ألف مواطن في مصر لا يعتقدون فقط بوجود الجن والأرواح ولكنهم يعتقدون أن الجن ينقسمون إلى نوعين هما الأزرق والأحمر.
وقالت الدراسة: إن نسبة لا تقل عن 75 في المئة من المصريين يتحاشون ايذاء القطط أو الكلاب ليلا لقناعتهم أن العفاريت تأخذ شكل هذه الحيوانات في الليل.
أما إذا سألت عن العلاج العلمي لتحاشي أذى هذه الأرواح في الأماكن القديمة أو المهجورة أو المقابر، فإن الإجابة الصادمة تأتيك فورا الحل هو الحذاء القديم المقلوب الذي يتم رميه في هذه الأماكن.
زواج الإنس والجن
وجاء في الدراسة نفسها أن الغالبية العظمى من المصريين تعتقد أن الجن قادر على الزواج من النساء والعكس صحيح، حيث يمكن للجنية أن تتزوج من إنسي، ليس هذا فقط ولكن يمكنهم أن ينجبوا أيضا,, لا تسأل وتقول ما هي نوعية المولود، فهذا شيء لا يعلمه إلا الله، وعندما يأتي المولود سيعيش في العالم المناسب له بالضبط، وهناك بعض الأفكار الأخرى المتعلقة بالخرافات ربما لا تكون قد وصلتك ولكنها منتشرة تماما، مثلا نسبة كبيرة من الفتيات تؤمن بضرورة عدم التحديق كثيرا في المرآة أثناء الليل حتى لا يفوتهن قطار الزواج.
أما عملية «قرص» ركبة العروس في ليلة دخلتها فهي عملية ناجحة ومضمونة لتزويج «القارصة» في أقرب فرصة.
تنويعات جغرافية
وهناك بعض التنويعات في الأماكن الجغرافية المختلفة، ففي واحة سيوة يجب أن تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها حتى تتدخل الأرواح لمنحها قوى الخير وتبعد عنها كل القوى الشريرة.
وعلى مستوى الريف المصري كله فإن نسبة لا تقل عن 93 في المئة من النساء هناك يعتقدن في عملية تسمى «المشاهرة» وهي عدم دخول أي رجل حليق الذقن على المرأة بعد ولادتها لمدة «40» يوما، وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهو وإلا منع عنهم اللبن أو تأخرت في حملها الثاني.
والريف المصري بكل نقائه، وبقائه على الفطرة القديمة يحصل على نصيب الأسد من هذه الاعتقادات والأفكار التي لم تفلح كل برامج التلفزيون في تغييرها، مثلا 60 في المئة من النساء تؤمن بضرورة وضع لعبة على شكل كف في شعر الطفل حتى لا يصاب بالحول، بينما يؤمن عدد كبير أن رش الماء وراء تابوت الشخص المتوفى هي عملية تمنع لحاق أحد أقربائه به إلى العالم الآخر خلال فترة قريبة,, أما وضع المقص تحت المخدة فهو لن يجرح رأسك وأنت تتقلب ولكنه سيمنع عنك الكوابيس.
أوهام الربط الجنسي
أما أخطر ما توصلت إليه واكتشفته الدراسة لرصد واقع الخرافة في مصر فهو أن جميع هذه الدراسات اتفقت على أن أكثر الانطباعات السائدة والمخاوف الموحدة المرتبطة بالجن والأرواح هي خرافة «الربط الجنسي».
وأكثر الأشياء التي يخاف منها المصريون ليست العفاريت نفسها فهذه أرواح هائمة لا شكل لها ولكن ما تخافه غالبية المصريين هو القطط السوداء، والتي هي في الذاكرة الشعبية أكثر الحيوانات التي تأخذ العفاريت شكلها.
تجارب حقيقية
وعن بعض تجارب المواطنين مع حكايات الدجل قالت إحدى السيدات لـ «الرأي العام»: بدأت حكايتي عندما كنت طفلة صغيرة وشهدت عملية فتح المندل بحثا عن صبي صغير تائه ولقد وقع الاختيار عليّ للمشاركة في ذلك دون أن أفهم شيئا، وقام بعض أقاربي بتغطية رأسي وتولى أحد الأشخاص قراءة بعض الكلمات غير المفهومة التي جعلتني أرى بعد ذلك شبح الجن وأصبح ذلك الجن مغرما بي ويطاردني في منامي، ثم صرح لي بأنني إن تزوجت لن أكون أبدا سعيدة في حياتي وهذا بالفعل ما حدث.
وهناك حالة لسيدة أخرى لجأت لإحدى الدجالات لمساعدتها في استعادة زوجها من خلال أحد الأعمال قالت: إن زوجها تركها لأخرى، لذا فكرت في كتابة عمل له بقصد التفريق بينه وبين زوجته الثانية حتى يعود إليها ويكره ضرتها.
أما الحاج حسن وهو من إحدى محافظات الصعيد «جنوب مصر» قال: أنفقت أكثر من 10 آلاف جنيه على ابني الذي كان ملموسا بالجن وكانت تأتي له حالة يرتمي خلالها على الأرض وتتحرك قدماه ويداه بسرعة شديدة وفي حركات عصبية، والتكاليف الكبيرة كانت بسبب بحث المعالجين عن ديوك بساق واحدة وبخور سنغالي وغيرهما من الأشياء المطلوبة لتحضير الجان.
وبعد سنوات دلنا أحد الأشخاص على معالج قديم اسمه «أبو دهيس» وهو الوحيد الذي استطاع استحضار الجني الموجود داخل ابني وأخرجه أمامي من إصبع قدمه الصغير حيث خرج على هيئة نقطة دم.
نقاط ساخنة
وعودة إلى دراسة الباحث المصري محمد عبد العظيم حيث توضح أن معظم الذين يلجأون إلى الدجالين غالبا ما يعانون من أمراض مستعصية أو راغبي الزواج فعندما يفقد المريض ثقته في الطبيب يذهب إلى سبيل آخر مثل الدجال,, أما راغبو الزواج فيكون ذلك بسبب اعتقاد البعض منهم بأنها وسيلة مناسبة للزواج واللجوء لأعمال السحر للإيقاع بالطرف الآخر بعد أن يعجز تفكيرهم عن ايجاد حلول أخرى.
تشير الدراسة الى أن لجوء الوسطاء والطبقات الغنية للدجالين يرجع لعدة أسباب أهمها الجهل الديني والاعتقاد في أفكار هؤلاء المشعوذين وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه، ومحاولة تغييره بوسائل غيبية لا ترقى لمستوى فكر عقلاني وعدم الوعي بالأمور الدينية.
274 خرافة
وقد أكدت الدراسة أن هناك 274 خرافة، يعتقد فيها المصريون حيث أجريت الدراسة على 2102 شخص، وتوصلت لوجود 274 خرافة متنوعة تؤمن بها فئات مختلفة في المجتمع.
حيث إن هذه الخرافات لها أصل وتاريخ، فمثلا حدوة الحصان التي تعلق على الباب ترجع إلى الإغريق والرومان الذين كانوا يتفاءلون بوضعها على الباب بسبب تقديسهم للخيول بالإضافة إلى اعتقادهم أن الحديد الذي تصنع منه الحدوة يطرد الأرواح الشريرة.
ومن ضمن الخرافات القطة السوداء، يعتقد البعض أنها تجلب النحس والحظ السىء، وكذلك طقوس الاحتفال بسبوع المولود التي تبدأ في مساء اليوم السادس، حيث يوضع بجوار رأس المولود «إبريق» إذا كان ولدا و«قلة» إذا كانت أنثى.
وبعد ملء الابريق بالماء يتم وضعه وسط جنينة واسعة بها كمية من بذور الفول وتزين القلة أو الإبريق بالسلاسل والخواتم الذهبية التي تقدم هدايا المولود لكي تجلب له السعادة.
وأيضا قد تقوم واحدة من النساء بقص ورقة بيضاء على شكل عروس، ثم تضع ابرة في العروس الورقية عدة مرات وتقول «من عين أمك» و«من كل من شافوك ولم يصلوا على النبي»، كما توضع أيضا فردة حذاء على المنزل الجديد تمنع الحسد كانت ضمن إحدى الخرافات التي طرحتها الدراسة,, وأيضا وضع عروسة من القماش في صورة الأراجوز على الباب لمنع الحسد وأيضا بعض الكلمات المأثورة التي تعلق في السيارات خاصة سيارات الأجرة مثل «عضة أسد ولا نبرة حسد».
ومن بين الخرافات المسجلة,, خرافة «المكبوسة» وهي الفتاة التي دخل عليها حلاق ليلة عرسها أو امرأة فطمت أولادها حديثا أو شخص حليق الشعر وسلم عليها أو دخلت عليها فتاة عقد قرانها، حيث يعتقد أن العروس المكبوسة لن تشفى سوى بقدوم الحلاق ومعه عدته لتقوم العروس بالمرور فوقها سبع مرات متتالية.
هل حقا تسكن الخرافة بيوت العرب، وهل بات لأعمال السحر والدجل والشعوذة وتحضير الجان والأرواح وصرف العفاريت مكانة متأصلة في مجتمعاتنا؟
وهل نصدق ما جاء في دراسات اجتماعية حديثة,, أن نصف النساء العربيات عاشقات للخرافة,, وأن ما يقرب من 500 ألف انسان عربي يمارسون أعمال السحر والشعوذة؟
والأكثر صدمة في هذا,, أن العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنويا,, وأن أهلنا في مصر ينفقون نحو «10» مليارات جنيه سنويا على الخرافة,, «الرأي العام» فتحت ملف الخرافة,, وفيه المزيد,,.
عربيا أكدت أحدث دراسة للباحث في مركز البحوث الاجتماعية والجنائية في مصر محمد عبد العظيم أن العرب ينفقون 5 مليارات دولار على الدجل والشعوذة سنويا,, يوجد 500 ألف دجال ومحتال يمارسون أعمالهم وتصل نسبتهم إلى دجال لكل ألف مواطن في الدول العربية.
وجاء في الدراسة أن نصف النساء العربيات يؤمنَّ بالسحر والشعوذة والدجل,, وأن غالبيتهن ممن يترددن على أوكار الدجل أميات ومتواضعات في المستوى التعليمي، غير أن الرجال دخلوا طرفا أصيلا في اللعبة.
وفي رأي صاحب الدراسة أن المخدوعين لا يلجأون إلى الخرافة ويتعلقون بأوهامها إلا حين تضيق في وجوههم أبواب الأمل وتحاصرهم الشدائد.أرقام مصرية غريبة
وعلى الصعيد المحلي المصري أكدت الدراسة أن المصريين ينفقون نحو 10 مليارات جنيه سنويا على الدجالين والمشعوذين الذين يدعون كذبا قدرتهم على تسخير الجان وعلاج الأمراض والمشاكل الصحية والاجتماعية.
وجاء فيها أن هناك ما يقرب من 300 ألف شخص يعملون في مجال الدجل والشعوذة في مصر، فضلا عن أن هناك مليون مصري على الأقل يعتقدون أن بهم مسا من الجان.
وكشفت الدراسة أن 50 في المئة من النساء المصريات يعتقدن اعتقادا جازما بتأثير السحر على جوانب الحياة خاصة الجانب الاجتماعي منها.
وأوضحت أن اللجوء إلى الدجالين ليس مقصورا فقط على الأميين بل امتدت المسألة لتشمل أيضا المثقفين وشخصيات كبيرة، فالبسطاء قد يلجأون للمشعوذين لتحقيق أحلامهم البسيطة وأيضا المشاهير، رغبة في معرفة الغيب أو ايذاء الآخرين من خلال الأعمال.
وبحسب صاحب الدراسة الباحث محمد عبد العظيم فإنها حملت الكثير من المفاجآت في نتائجها، ربما كان أولها وأهمها أن هناك نسبة تصل إلى 63 في المئة من المصريين يؤمنون تماما بالخرافات بشكل عام وبينها نسبة لا تقل عن 11 في المئة من صفوة المجتمع من الفنانين والسياسيين والرياضيين والمثقفين.
معتقدات أغرب
في حين كشفت دراسة ميدانية أخرى أن حوالي 500 ألف مواطن في مصر لا يعتقدون فقط بوجود الجن والأرواح ولكنهم يعتقدون أن الجن ينقسمون إلى نوعين هما الأزرق والأحمر.
وقالت الدراسة: إن نسبة لا تقل عن 75 في المئة من المصريين يتحاشون ايذاء القطط أو الكلاب ليلا لقناعتهم أن العفاريت تأخذ شكل هذه الحيوانات في الليل.
أما إذا سألت عن العلاج العلمي لتحاشي أذى هذه الأرواح في الأماكن القديمة أو المهجورة أو المقابر، فإن الإجابة الصادمة تأتيك فورا الحل هو الحذاء القديم المقلوب الذي يتم رميه في هذه الأماكن.
زواج الإنس والجن
وجاء في الدراسة نفسها أن الغالبية العظمى من المصريين تعتقد أن الجن قادر على الزواج من النساء والعكس صحيح، حيث يمكن للجنية أن تتزوج من إنسي، ليس هذا فقط ولكن يمكنهم أن ينجبوا أيضا,, لا تسأل وتقول ما هي نوعية المولود، فهذا شيء لا يعلمه إلا الله، وعندما يأتي المولود سيعيش في العالم المناسب له بالضبط، وهناك بعض الأفكار الأخرى المتعلقة بالخرافات ربما لا تكون قد وصلتك ولكنها منتشرة تماما، مثلا نسبة كبيرة من الفتيات تؤمن بضرورة عدم التحديق كثيرا في المرآة أثناء الليل حتى لا يفوتهن قطار الزواج.
أما عملية «قرص» ركبة العروس في ليلة دخلتها فهي عملية ناجحة ومضمونة لتزويج «القارصة» في أقرب فرصة.
تنويعات جغرافية
وهناك بعض التنويعات في الأماكن الجغرافية المختلفة، ففي واحة سيوة يجب أن تستحم العروس في نبع من الماء ليلة عرسها حتى تتدخل الأرواح لمنحها قوى الخير وتبعد عنها كل القوى الشريرة.
وعلى مستوى الريف المصري كله فإن نسبة لا تقل عن 93 في المئة من النساء هناك يعتقدن في عملية تسمى «المشاهرة» وهي عدم دخول أي رجل حليق الذقن على المرأة بعد ولادتها لمدة «40» يوما، وكذلك عدم الدخول بلحم غير مطهو وإلا منع عنهم اللبن أو تأخرت في حملها الثاني.
والريف المصري بكل نقائه، وبقائه على الفطرة القديمة يحصل على نصيب الأسد من هذه الاعتقادات والأفكار التي لم تفلح كل برامج التلفزيون في تغييرها، مثلا 60 في المئة من النساء تؤمن بضرورة وضع لعبة على شكل كف في شعر الطفل حتى لا يصاب بالحول، بينما يؤمن عدد كبير أن رش الماء وراء تابوت الشخص المتوفى هي عملية تمنع لحاق أحد أقربائه به إلى العالم الآخر خلال فترة قريبة,, أما وضع المقص تحت المخدة فهو لن يجرح رأسك وأنت تتقلب ولكنه سيمنع عنك الكوابيس.
أوهام الربط الجنسي
أما أخطر ما توصلت إليه واكتشفته الدراسة لرصد واقع الخرافة في مصر فهو أن جميع هذه الدراسات اتفقت على أن أكثر الانطباعات السائدة والمخاوف الموحدة المرتبطة بالجن والأرواح هي خرافة «الربط الجنسي».
وأكثر الأشياء التي يخاف منها المصريون ليست العفاريت نفسها فهذه أرواح هائمة لا شكل لها ولكن ما تخافه غالبية المصريين هو القطط السوداء، والتي هي في الذاكرة الشعبية أكثر الحيوانات التي تأخذ العفاريت شكلها.
تجارب حقيقية
وعن بعض تجارب المواطنين مع حكايات الدجل قالت إحدى السيدات لـ «الرأي العام»: بدأت حكايتي عندما كنت طفلة صغيرة وشهدت عملية فتح المندل بحثا عن صبي صغير تائه ولقد وقع الاختيار عليّ للمشاركة في ذلك دون أن أفهم شيئا، وقام بعض أقاربي بتغطية رأسي وتولى أحد الأشخاص قراءة بعض الكلمات غير المفهومة التي جعلتني أرى بعد ذلك شبح الجن وأصبح ذلك الجن مغرما بي ويطاردني في منامي، ثم صرح لي بأنني إن تزوجت لن أكون أبدا سعيدة في حياتي وهذا بالفعل ما حدث.
وهناك حالة لسيدة أخرى لجأت لإحدى الدجالات لمساعدتها في استعادة زوجها من خلال أحد الأعمال قالت: إن زوجها تركها لأخرى، لذا فكرت في كتابة عمل له بقصد التفريق بينه وبين زوجته الثانية حتى يعود إليها ويكره ضرتها.
أما الحاج حسن وهو من إحدى محافظات الصعيد «جنوب مصر» قال: أنفقت أكثر من 10 آلاف جنيه على ابني الذي كان ملموسا بالجن وكانت تأتي له حالة يرتمي خلالها على الأرض وتتحرك قدماه ويداه بسرعة شديدة وفي حركات عصبية، والتكاليف الكبيرة كانت بسبب بحث المعالجين عن ديوك بساق واحدة وبخور سنغالي وغيرهما من الأشياء المطلوبة لتحضير الجان.
وبعد سنوات دلنا أحد الأشخاص على معالج قديم اسمه «أبو دهيس» وهو الوحيد الذي استطاع استحضار الجني الموجود داخل ابني وأخرجه أمامي من إصبع قدمه الصغير حيث خرج على هيئة نقطة دم.
نقاط ساخنة
وعودة إلى دراسة الباحث المصري محمد عبد العظيم حيث توضح أن معظم الذين يلجأون إلى الدجالين غالبا ما يعانون من أمراض مستعصية أو راغبي الزواج فعندما يفقد المريض ثقته في الطبيب يذهب إلى سبيل آخر مثل الدجال,, أما راغبو الزواج فيكون ذلك بسبب اعتقاد البعض منهم بأنها وسيلة مناسبة للزواج واللجوء لأعمال السحر للإيقاع بالطرف الآخر بعد أن يعجز تفكيرهم عن ايجاد حلول أخرى.
تشير الدراسة الى أن لجوء الوسطاء والطبقات الغنية للدجالين يرجع لعدة أسباب أهمها الجهل الديني والاعتقاد في أفكار هؤلاء المشعوذين وعدم الرضا بقضاء الله سبحانه، ومحاولة تغييره بوسائل غيبية لا ترقى لمستوى فكر عقلاني وعدم الوعي بالأمور الدينية.
274 خرافة
وقد أكدت الدراسة أن هناك 274 خرافة، يعتقد فيها المصريون حيث أجريت الدراسة على 2102 شخص، وتوصلت لوجود 274 خرافة متنوعة تؤمن بها فئات مختلفة في المجتمع.
حيث إن هذه الخرافات لها أصل وتاريخ، فمثلا حدوة الحصان التي تعلق على الباب ترجع إلى الإغريق والرومان الذين كانوا يتفاءلون بوضعها على الباب بسبب تقديسهم للخيول بالإضافة إلى اعتقادهم أن الحديد الذي تصنع منه الحدوة يطرد الأرواح الشريرة.
ومن ضمن الخرافات القطة السوداء، يعتقد البعض أنها تجلب النحس والحظ السىء، وكذلك طقوس الاحتفال بسبوع المولود التي تبدأ في مساء اليوم السادس، حيث يوضع بجوار رأس المولود «إبريق» إذا كان ولدا و«قلة» إذا كانت أنثى.
وبعد ملء الابريق بالماء يتم وضعه وسط جنينة واسعة بها كمية من بذور الفول وتزين القلة أو الإبريق بالسلاسل والخواتم الذهبية التي تقدم هدايا المولود لكي تجلب له السعادة.
وأيضا قد تقوم واحدة من النساء بقص ورقة بيضاء على شكل عروس، ثم تضع ابرة في العروس الورقية عدة مرات وتقول «من عين أمك» و«من كل من شافوك ولم يصلوا على النبي»، كما توضع أيضا فردة حذاء على المنزل الجديد تمنع الحسد كانت ضمن إحدى الخرافات التي طرحتها الدراسة,, وأيضا وضع عروسة من القماش في صورة الأراجوز على الباب لمنع الحسد وأيضا بعض الكلمات المأثورة التي تعلق في السيارات خاصة سيارات الأجرة مثل «عضة أسد ولا نبرة حسد».
ومن بين الخرافات المسجلة,, خرافة «المكبوسة» وهي الفتاة التي دخل عليها حلاق ليلة عرسها أو امرأة فطمت أولادها حديثا أو شخص حليق الشعر وسلم عليها أو دخلت عليها فتاة عقد قرانها، حيث يعتقد أن العروس المكبوسة لن تشفى سوى بقدوم الحلاق ومعه عدته لتقوم العروس بالمرور فوقها سبع مرات متتالية.