جمال
08-03-2005, 07:19 AM
http://www.alraialaam.com/03-08-2005/ie5/rai1.jpg
منحت جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة في بيروت - في احتفالها السنوي الذي اقيم منذ ايام عدة- الدكتوراه الفخرية للكاتبة منى الشافعي، والباحث عادل العبدالمغني.
وتسلم العبدالمغني شهادة الاستحقاق والتقدير العالي من كلية التاريخ، والاستشراق في تخصص «التاريخ الوثائقي»، المساوية لدرجة العالمية وهي دكتوراه دولة، كما تسلمت الشافعي شهادة الاستحقاق والتقدير العالي من كلية التراث الادبي في تخصص «الأدب الروائي» المساوية كذلك لدرجة العالمية وهي دكتوراه دولة.
وكانت جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة قد اقامت حفلها السنوي الأول لتكريم صفوة من العلماء والمفكرين والادباء في العالم العربي والإسلامي في قاعة المؤتمرات في فندق السفير الروسه في بيروت، وتضمن برنامج الحفل كلمة ترحيبية بضيوف الحفل القاها الشيخ الدكتور مخلص الجدة رئيس الجامعة الذي أسسها ووضع مناهجها, أعقبها تلاوة أسماء المكرمين من العلماء والمفكرين والأدباء,,, ثم تسليم شهادات الاستحقاق والتقدير العالية وتوالت فقرات الحفل المتنوعة للوفود المشاركة فمن قراءة في ديوان الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الى قصيدة للشاعر الدكتور جاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية عن العراق الى قصيدة للدكتورة الشاعرة هويدا هشام حلبي من المملكة العربية السعودية,,, كما القى وكيل وزارة الثقافة في العراق الدكتور جابر الجابري قصيدة معبرة عن حالة العراق وظروفه في هذه المرحلة الحرجة,,, نالت استحسان الضيوف، ثم تسليم الشافعي والعبدالمغني شهادتهما من كليتي التاريخ والاستشراق والتراث الادبي.
وتخلل برنامج الحفل عرضا لفيلم وثائقي للدكتور عادل العبدالمغني يحكي تاريخ العملة في الكويت ويؤكد إثبات وجودها وسيادتها واستقلالها وخصوصيتها في تداول العملات المختلفة، وما يجب ذكره ان العبد المغني حصل على جائزة الدولة التقديرية في الكويت عن الموضوع نفسه -تاريخ العملة في الكويت- وقد أبدى الحاضرون اعجابهم الشديد بهذا الفيلم وبما اظهره من حقائق ومعلومات مدعمة بوثائق مادية ملموسة وإثباتات بحثية واضحة ومحسوسة والفيلم من إعداد وتقديم العبدالمغني.
كما القت الاديبة الدكتورة منى الشافعي كلمة عبرت فيها عن شكر الوفد الكويتي لهذا التكريم.
وقالت: «نحن في هذه المناسبة الرائعة الحميمية تضيع الكلمات وتهرب المفردات ويعجز اللسان عن التعبير ولكن استطيع ان اقول ان الاديب والباحث والمؤرخ والمبدع، يطمح يوما الى ان يكرم وتقدر اعماله ولو بكلمة حلوة طيبة او بجائزة تقديرية بسيطة من الاخرين الذين يهتمون بالشأن الأدبي والبحثي، ويقدرون جهده وتعبه, لأن تكريم وتقدير المبدع والباحث والمؤرخ بالشكل اللائق يعتبر وقودا قويا لتحريك قدرته نحو الانتاج المتجدد، ودفعه لكتابة الاعمال المتميزة، وشحن طاقته المتحفزة دوما للاستمرار في طريق البحث والإبداع، ومساعدته على الاحتفاظ بالوضع الذي بلغه او الذي يطمح ان يصل اليه خلال مشواره الادبي، فالتكريم له قوة تقود الاديب والباحث دائما نحو الافضل، أما اليوم وفي هذا المساء الجميل، في لبنان الحبيب وطننا الثاني الذي احببناه منذ نعومة اظافرنا ولا نزال نهتم بأمره وشؤونه، فقد اخجلتمونا بكرمكم وحسن ضيافتكم وتقديركم الواضح لشخصنا ولأعمالنا الادبية والبحثية، وهذا قمة ما كنا نطمح اليه ونتمناه كمبدعين وباحثين من تكريم وتقدير، وبالتالي فاننا نعتبر هذه الدرجة العلمية التي حصلنا عليها ما هي الا مسؤولية جديدة تضاف الى مسؤولية الكتابة التي نحملها فوق اكتافنا».
كما شاركت الشافعي بمقطوعة نثرية تحمل عنوان (البحر الذي في خاطري) نالت استحسان الحضور واعجابهم والتي تقول فيها: «ليس عبثا ان احببته,,, فقد وعيت على الدنيا ورأسي مليء بالبحر، محظوظة اذ جاورني البحر.
بيتنا الصغير في حي (الشرق) لم يكن يبعد عن شاطئ البحر سوى بضع خطوات، بالبحر ارتبطت حياتي وحياة اهل الديرة الصغيرة التي تحتضن بذراعيها القوتيين ذلك البحر».
ثم تقول: «حذرة كنت في طفولتي,,, عندما اقترب منه فجأة!,,, تراجع الى الخلف بحركة لا إرادية,,, دائما كنت اخشى أن اختفي بين امواجه,,, فقد كانت حكايات الجدات تخيفني,,, كم ابتلع هذا البحر الجميل من شباب أهل الديرة,,, أيام الغوص والسفر؟!,,, الغالية أمي,,, دائما تحذرني,,, تتوسلني أن ابتعد عنه,,, وهكذا ارتضيت في طفولتي ان اجلس على شطآنه محدقة في بعده,,, متأملة عظمته وروعته».
لتتواصل الشافعي في بث مشاعرها نحو البحر قائلة: البحر، لغز عظيم كان وما يزال يشكل حالة تناقضات تتنافس فيها قوى الخير والشر في داخلي، وطالما كنت قلقة منه, ومع هذا لامست كتاباتي بعض اسراره الغارقة في الغموض، كما اقتربت بعض كتاباتي منه حد الالتصاق، شكل عندي بأمواجه الحالمة الساكنة، والهادرة، وبغموضه السحري، شيئا من الرمز الجميل، كما استطاع ان يؤثر في تكوين حرفي وثبات فكري، فانجذبت بقوة اكتب الحرف بعد الحرف، وأستمد منها الفكرة تلو الأخرى، حتى أنني كنت أحيانا كثيرة رافضة فكرة قسوته وغدره، فكنت أختلق له الأعذار مدافعة عنه بذكاء عاشقة، أرفض أن يلومه أحد على غدره وجبروته، وأبداً لن ألومه، حتى بعد أن شاهدت فيلم «بس يا بحر» الذي يحكي قسوة البحر وسطوته وغدره على أهل الديرة في زمن الغوص والنهمة واليامال, وحتى بعد ان شاهدت الفيلم الرومانسي «تايتانك» الذي هز مشاعري ومشاعر غيري من الناس، فقد ابتلع البحر بكل قسوة وجبروت أصغر المحبين وآخر العاشقين!
هذا هو البحر وهذا هو احد اسراره.
ثم تختتم قائلة «البحر، سكنني منذ طفولتي، فخلعت عليه فرحي، كما خلعت عليه حزني، علمني أولى أبجديات الكتابة، فكتبت أول اعمالي القصصية وأنا أفترش رماله ويدي مبلله بمياهه البلورية المالحة, لم يشعرني مرة أنه غافل عني، ودائما هو في داخلي يلازمني ويسكن خيالي وانفعالاتي عندما أواجهه الآن وتحتضنه نظراتي البعيدة، أشعر ان الطفلة التي في داخلي تخرج فجأة! وعندما ترعد في وجهي احدى موجاته الغاضبة اتراجع خائفة وجلة، تسحبني كهولتي، فترتعش يدي ويعود البحر ليطوي رسائل حبي الأولى!
ومن ثم زار الوفد الكويتي المكون من الدكتور عادل العبدالمغني والدكتورة منى الشافعي دار الإفتاء في صيدا كما انضم الى الوفد الشاعر والأديب السفير السابق يعقوب الرشيد ليقابلهم سماحة مفتي صيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران والعاملون في دار الإفتاء وكان مرافقا للوفد الشيخ الدكتور مخلص الجدة رئىس جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة وبعض الضيوف ومجلس أمناء الجامعة وبعد الترحيب قام الوفد بالاطلاع على مبنى دار الإفتاء وبخاصة المكتبة المميزة التي تضم أمهات الكتب والدوريات العلمية والأدبية والدينية المكتوبة بأغلب لغات العالم، وأبدت الوفود جميعها اعجابها بهذه المكتبة الضخمة وكتبها القيمة.
كما أقام عسيران مأدبة عشاء فاخرة على شرف الوفود العربية والإسلامية المكرمة وذلك في مدينة جباع الجبلية تخلل مأدبة العشاء القاء قصائد جميلة للشاعر الأديب الكويتي يعقوب الرشيد والشاعر الأديب العراقي دكتور جابر الجابري، نالت اعجاب الحضور واستحسانهم في هذه الجلسة الحميمية الممتعة.
وقام الوفد الكويتي بزيارة ودية الى «الجامعة الإسلامية في لبنان» يرافقهم الجدة وبعض اعضاء مجلس أمناء الجامعة ولقد استقبلهم رئيس الجامعة الدكتور حسن الشلبي، وأمينها العام الدكتور سميح فياض ومستشار شؤون الرئاسة في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى المحامي نزيه حمول واطلع الوفد على اقسام الجامعة وكلياتها ومكتبة الجامعة بأقسامها العلمية والأدبية وقسمها المميز الخاص بالابحاث وأبدى أعضاء الوفد اعجابهم بأقسام وكليات الجامعة وبمبنى الجامعة الحديث وبمختبراته العلمية واللغوية ومدرجاته وقاعاته الدراسية الحديثة المريحة، كما قدروا للجامعة هذا التقدم السريع الملحوظ الذي أحرزته الجامعة في زمن قياسي وبالانجازات الكثيرة المتنوعة التي حدثت في المدة الأخيرة.
كما استقبل نائب رئىس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبدالأمير قبلان في مقر المجلس الوفد الكويتي المكون من العبد المغني والشافعي وانضم الى الوفد الرشيد من الكويت ورئىس جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة فرع جدة دكتور واصف كابلي ورافق الوفد الجدّة وقد جرى التباحث في العلاقات الثنائىة بين لبنان والكويت ورحب الشيخ عبدالأمير قبلان بالوفد الكويتي والضيوف، وحمله تحياته الى دولة الكويت أميرا وحكومة وشعباً، كما أشاد بدولة الكويت في الوقوف الى جانب لبنان أيام الحرب الأهلية، وأكد أن الكويت كانت ولا تزال عونا وسنداً للبنان ولشعبه الكريم، كما اعتبر ان الروابط والعلاقات الكويتية اللبنانية أكثر من أخوية، وهي تتعزز يوما بعد يوم بفعل ارادة التعاون والتضامن المشتركة بين الشعبين الشقيقين وأن هذا النوع من العلاقات الثنائىة بين البلدين الشقيقين ما هو إلا النموذج الأمثل.
ولقد قضى الوفد الكويتي المكرم اسبوعاً حافلاً في زيارات الجامعات والمتاحف والمعالم اللبنانية من مدن وقرى تاريخية وحديثة، متمنين للبنان وشعبه كل الخير والأمن والأمان وشاكرين لهم حسن ضيافتهم وكرمهم، والى مزيد من التواصل العلمي والأدبي والثقافي.
دكتوراه فخرية لليلى العثمان
شاركت الروائىة ليلى العثمان في «مؤتمر المرأة والكتابة» الذي اقيم منذ ايام عدة في المغرب، في حضور نخبة من المبدعات والمبدعين العرب، ونتيجة لهذه المشاركة فقد تعذر على العثمان حضور حفل جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة في بيروت، التي منحتها الدكتوراه الفخرية «دكتوراه دولة» نظرا لما قدمته للساحة العربية من ابداعات روائىة وقصصية متميزة خلال السنوات الطويلة التي قضتها مبدعة.
وستقيم جامعة الحضارة العربية المفتوحة في سبتمبر المقبل حفلا، سيتم من خلاله منح شهادة الاستحقاق والتقدير العالية «دكتوراه دولة» للعثمان في حضور أدباء ومبدعين، ومفكرين وعلماء من شتى الدول العربية والإسلامية.
منحت جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة في بيروت - في احتفالها السنوي الذي اقيم منذ ايام عدة- الدكتوراه الفخرية للكاتبة منى الشافعي، والباحث عادل العبدالمغني.
وتسلم العبدالمغني شهادة الاستحقاق والتقدير العالي من كلية التاريخ، والاستشراق في تخصص «التاريخ الوثائقي»، المساوية لدرجة العالمية وهي دكتوراه دولة، كما تسلمت الشافعي شهادة الاستحقاق والتقدير العالي من كلية التراث الادبي في تخصص «الأدب الروائي» المساوية كذلك لدرجة العالمية وهي دكتوراه دولة.
وكانت جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة قد اقامت حفلها السنوي الأول لتكريم صفوة من العلماء والمفكرين والادباء في العالم العربي والإسلامي في قاعة المؤتمرات في فندق السفير الروسه في بيروت، وتضمن برنامج الحفل كلمة ترحيبية بضيوف الحفل القاها الشيخ الدكتور مخلص الجدة رئيس الجامعة الذي أسسها ووضع مناهجها, أعقبها تلاوة أسماء المكرمين من العلماء والمفكرين والأدباء,,, ثم تسليم شهادات الاستحقاق والتقدير العالية وتوالت فقرات الحفل المتنوعة للوفود المشاركة فمن قراءة في ديوان الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الى قصيدة للشاعر الدكتور جاسم الصحيح من المملكة العربية السعودية عن العراق الى قصيدة للدكتورة الشاعرة هويدا هشام حلبي من المملكة العربية السعودية,,, كما القى وكيل وزارة الثقافة في العراق الدكتور جابر الجابري قصيدة معبرة عن حالة العراق وظروفه في هذه المرحلة الحرجة,,, نالت استحسان الضيوف، ثم تسليم الشافعي والعبدالمغني شهادتهما من كليتي التاريخ والاستشراق والتراث الادبي.
وتخلل برنامج الحفل عرضا لفيلم وثائقي للدكتور عادل العبدالمغني يحكي تاريخ العملة في الكويت ويؤكد إثبات وجودها وسيادتها واستقلالها وخصوصيتها في تداول العملات المختلفة، وما يجب ذكره ان العبد المغني حصل على جائزة الدولة التقديرية في الكويت عن الموضوع نفسه -تاريخ العملة في الكويت- وقد أبدى الحاضرون اعجابهم الشديد بهذا الفيلم وبما اظهره من حقائق ومعلومات مدعمة بوثائق مادية ملموسة وإثباتات بحثية واضحة ومحسوسة والفيلم من إعداد وتقديم العبدالمغني.
كما القت الاديبة الدكتورة منى الشافعي كلمة عبرت فيها عن شكر الوفد الكويتي لهذا التكريم.
وقالت: «نحن في هذه المناسبة الرائعة الحميمية تضيع الكلمات وتهرب المفردات ويعجز اللسان عن التعبير ولكن استطيع ان اقول ان الاديب والباحث والمؤرخ والمبدع، يطمح يوما الى ان يكرم وتقدر اعماله ولو بكلمة حلوة طيبة او بجائزة تقديرية بسيطة من الاخرين الذين يهتمون بالشأن الأدبي والبحثي، ويقدرون جهده وتعبه, لأن تكريم وتقدير المبدع والباحث والمؤرخ بالشكل اللائق يعتبر وقودا قويا لتحريك قدرته نحو الانتاج المتجدد، ودفعه لكتابة الاعمال المتميزة، وشحن طاقته المتحفزة دوما للاستمرار في طريق البحث والإبداع، ومساعدته على الاحتفاظ بالوضع الذي بلغه او الذي يطمح ان يصل اليه خلال مشواره الادبي، فالتكريم له قوة تقود الاديب والباحث دائما نحو الافضل، أما اليوم وفي هذا المساء الجميل، في لبنان الحبيب وطننا الثاني الذي احببناه منذ نعومة اظافرنا ولا نزال نهتم بأمره وشؤونه، فقد اخجلتمونا بكرمكم وحسن ضيافتكم وتقديركم الواضح لشخصنا ولأعمالنا الادبية والبحثية، وهذا قمة ما كنا نطمح اليه ونتمناه كمبدعين وباحثين من تكريم وتقدير، وبالتالي فاننا نعتبر هذه الدرجة العلمية التي حصلنا عليها ما هي الا مسؤولية جديدة تضاف الى مسؤولية الكتابة التي نحملها فوق اكتافنا».
كما شاركت الشافعي بمقطوعة نثرية تحمل عنوان (البحر الذي في خاطري) نالت استحسان الحضور واعجابهم والتي تقول فيها: «ليس عبثا ان احببته,,, فقد وعيت على الدنيا ورأسي مليء بالبحر، محظوظة اذ جاورني البحر.
بيتنا الصغير في حي (الشرق) لم يكن يبعد عن شاطئ البحر سوى بضع خطوات، بالبحر ارتبطت حياتي وحياة اهل الديرة الصغيرة التي تحتضن بذراعيها القوتيين ذلك البحر».
ثم تقول: «حذرة كنت في طفولتي,,, عندما اقترب منه فجأة!,,, تراجع الى الخلف بحركة لا إرادية,,, دائما كنت اخشى أن اختفي بين امواجه,,, فقد كانت حكايات الجدات تخيفني,,, كم ابتلع هذا البحر الجميل من شباب أهل الديرة,,, أيام الغوص والسفر؟!,,, الغالية أمي,,, دائما تحذرني,,, تتوسلني أن ابتعد عنه,,, وهكذا ارتضيت في طفولتي ان اجلس على شطآنه محدقة في بعده,,, متأملة عظمته وروعته».
لتتواصل الشافعي في بث مشاعرها نحو البحر قائلة: البحر، لغز عظيم كان وما يزال يشكل حالة تناقضات تتنافس فيها قوى الخير والشر في داخلي، وطالما كنت قلقة منه, ومع هذا لامست كتاباتي بعض اسراره الغارقة في الغموض، كما اقتربت بعض كتاباتي منه حد الالتصاق، شكل عندي بأمواجه الحالمة الساكنة، والهادرة، وبغموضه السحري، شيئا من الرمز الجميل، كما استطاع ان يؤثر في تكوين حرفي وثبات فكري، فانجذبت بقوة اكتب الحرف بعد الحرف، وأستمد منها الفكرة تلو الأخرى، حتى أنني كنت أحيانا كثيرة رافضة فكرة قسوته وغدره، فكنت أختلق له الأعذار مدافعة عنه بذكاء عاشقة، أرفض أن يلومه أحد على غدره وجبروته، وأبداً لن ألومه، حتى بعد أن شاهدت فيلم «بس يا بحر» الذي يحكي قسوة البحر وسطوته وغدره على أهل الديرة في زمن الغوص والنهمة واليامال, وحتى بعد ان شاهدت الفيلم الرومانسي «تايتانك» الذي هز مشاعري ومشاعر غيري من الناس، فقد ابتلع البحر بكل قسوة وجبروت أصغر المحبين وآخر العاشقين!
هذا هو البحر وهذا هو احد اسراره.
ثم تختتم قائلة «البحر، سكنني منذ طفولتي، فخلعت عليه فرحي، كما خلعت عليه حزني، علمني أولى أبجديات الكتابة، فكتبت أول اعمالي القصصية وأنا أفترش رماله ويدي مبلله بمياهه البلورية المالحة, لم يشعرني مرة أنه غافل عني، ودائما هو في داخلي يلازمني ويسكن خيالي وانفعالاتي عندما أواجهه الآن وتحتضنه نظراتي البعيدة، أشعر ان الطفلة التي في داخلي تخرج فجأة! وعندما ترعد في وجهي احدى موجاته الغاضبة اتراجع خائفة وجلة، تسحبني كهولتي، فترتعش يدي ويعود البحر ليطوي رسائل حبي الأولى!
ومن ثم زار الوفد الكويتي المكون من الدكتور عادل العبدالمغني والدكتورة منى الشافعي دار الإفتاء في صيدا كما انضم الى الوفد الشاعر والأديب السفير السابق يعقوب الرشيد ليقابلهم سماحة مفتي صيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران والعاملون في دار الإفتاء وكان مرافقا للوفد الشيخ الدكتور مخلص الجدة رئىس جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة وبعض الضيوف ومجلس أمناء الجامعة وبعد الترحيب قام الوفد بالاطلاع على مبنى دار الإفتاء وبخاصة المكتبة المميزة التي تضم أمهات الكتب والدوريات العلمية والأدبية والدينية المكتوبة بأغلب لغات العالم، وأبدت الوفود جميعها اعجابها بهذه المكتبة الضخمة وكتبها القيمة.
كما أقام عسيران مأدبة عشاء فاخرة على شرف الوفود العربية والإسلامية المكرمة وذلك في مدينة جباع الجبلية تخلل مأدبة العشاء القاء قصائد جميلة للشاعر الأديب الكويتي يعقوب الرشيد والشاعر الأديب العراقي دكتور جابر الجابري، نالت اعجاب الحضور واستحسانهم في هذه الجلسة الحميمية الممتعة.
وقام الوفد الكويتي بزيارة ودية الى «الجامعة الإسلامية في لبنان» يرافقهم الجدة وبعض اعضاء مجلس أمناء الجامعة ولقد استقبلهم رئيس الجامعة الدكتور حسن الشلبي، وأمينها العام الدكتور سميح فياض ومستشار شؤون الرئاسة في المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى المحامي نزيه حمول واطلع الوفد على اقسام الجامعة وكلياتها ومكتبة الجامعة بأقسامها العلمية والأدبية وقسمها المميز الخاص بالابحاث وأبدى أعضاء الوفد اعجابهم بأقسام وكليات الجامعة وبمبنى الجامعة الحديث وبمختبراته العلمية واللغوية ومدرجاته وقاعاته الدراسية الحديثة المريحة، كما قدروا للجامعة هذا التقدم السريع الملحوظ الذي أحرزته الجامعة في زمن قياسي وبالانجازات الكثيرة المتنوعة التي حدثت في المدة الأخيرة.
كما استقبل نائب رئىس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبدالأمير قبلان في مقر المجلس الوفد الكويتي المكون من العبد المغني والشافعي وانضم الى الوفد الرشيد من الكويت ورئىس جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة فرع جدة دكتور واصف كابلي ورافق الوفد الجدّة وقد جرى التباحث في العلاقات الثنائىة بين لبنان والكويت ورحب الشيخ عبدالأمير قبلان بالوفد الكويتي والضيوف، وحمله تحياته الى دولة الكويت أميرا وحكومة وشعباً، كما أشاد بدولة الكويت في الوقوف الى جانب لبنان أيام الحرب الأهلية، وأكد أن الكويت كانت ولا تزال عونا وسنداً للبنان ولشعبه الكريم، كما اعتبر ان الروابط والعلاقات الكويتية اللبنانية أكثر من أخوية، وهي تتعزز يوما بعد يوم بفعل ارادة التعاون والتضامن المشتركة بين الشعبين الشقيقين وأن هذا النوع من العلاقات الثنائىة بين البلدين الشقيقين ما هو إلا النموذج الأمثل.
ولقد قضى الوفد الكويتي المكرم اسبوعاً حافلاً في زيارات الجامعات والمتاحف والمعالم اللبنانية من مدن وقرى تاريخية وحديثة، متمنين للبنان وشعبه كل الخير والأمن والأمان وشاكرين لهم حسن ضيافتهم وكرمهم، والى مزيد من التواصل العلمي والأدبي والثقافي.
دكتوراه فخرية لليلى العثمان
شاركت الروائىة ليلى العثمان في «مؤتمر المرأة والكتابة» الذي اقيم منذ ايام عدة في المغرب، في حضور نخبة من المبدعات والمبدعين العرب، ونتيجة لهذه المشاركة فقد تعذر على العثمان حضور حفل جامعة الحضارة الاسلامية المفتوحة في بيروت، التي منحتها الدكتوراه الفخرية «دكتوراه دولة» نظرا لما قدمته للساحة العربية من ابداعات روائىة وقصصية متميزة خلال السنوات الطويلة التي قضتها مبدعة.
وستقيم جامعة الحضارة العربية المفتوحة في سبتمبر المقبل حفلا، سيتم من خلاله منح شهادة الاستحقاق والتقدير العالية «دكتوراه دولة» للعثمان في حضور أدباء ومبدعين، ومفكرين وعلماء من شتى الدول العربية والإسلامية.