زهير
08-01-2005, 11:42 AM
بغداد: إدوارد يونغ
وجه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد رسالة فظة الى الزعماء العراقيين خلال زيارة له الى بغداد الأسبوع الماضي بقوله:
انه يتعين على المسؤولين في الحكومة العراقية أن يكونوا أكثر حزما في معارضة تدخل ايران «المؤذي» في شؤون العراق لكي يرى الأميركيون ان الاستقرار الاقليمي بات مضمونا وان الطريق اصبحت ممهدة امام القوات الأميركية للعودة الى بلادها. هذه حجة لا تخلو من مفارقة. فتحقيق شكل من اشكال الاستقرار هنا هو هدف الحكومة العراقية والأميركيين أيضا.
ولكن زعامة البلاد المنتخبة تعتقد بأن خير العراق البعيد المدى سيعتمد على بناء علاقة قوية مع ايران وعلى الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة ايضا. ويرى زعماء العرب الشيعة في بغداد ان نيلهم دعم شركائهم في المذهب في ايران يمكن أن يكون حاسما في إبعاد العراق عن الانحدار في مزيد من الفوضى.
ومن الواضح أن هذا ليس هو نمط الاستقرار الذي يحمله رامسفيلد في ذهنه.
غير ان الزعماء الشيعة يتلقون دعما من ايران وكذلك من الولايات المتحدة في مواجهة استياء العرب السنة العميق الذي يغذي التمرد هنا. فأحزابهم السياسية لديها علاقات مع ايران أقوى من علاقاتها مع الولايات المتحدة التي يتذكرون أنها لم تفعل شيئا عندما ذبح صدام نحو 150 ألفا من الشيعة الذين انتفضوا بعد حرب الخليج الثانية عام 1991.
وتفترض الأحزاب الشيعية أيضا ان المشروع الأميركي قد ينتهي كما كان حال قرون من المغامرات الأجنبية في هذا الجزء من العالم بانسحاب البلد الامبريالي في خاتمة المطاف وترك المنطقة ترتب أوضاعها.
وقبل ان تقوم القوات الأميركية بالغزو، تكهن بعض المحللين بأن ايران لن تتمتع بجاذبية كبيرة بالنسبة لشيعة العراق البالغ عددهم 17 مليون نسمة لأنهم عرب بينما معظم شيعة ايران من الفرس، وهم أعداء تاريخيون للعرب. وقد أخفق ذلك الرأي في التنبؤ بعمق التوتر والعنف الذي يقسم عرب العراق في الوقت الحالي بين الشيعة والسنة. غير أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يعتقدون ان النزعة الوطنية العراقية التي يتسم بها الشيعة ستبقي العراق، في النهاية، بعيدا عن المدار الايراني.
ولكن الواقع هو أن الزعماء العراقيين، بتشجيع من نظرائهم الايرانيين، يحاولون صياغة أواصر أقوى مع ايران في مجالات كثيرة، تمتد من اعادة الاعمار حتى صياغة الدستور.
وفي مؤتمر صحافي عقد في البصرة مؤخرا قال عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي تأسس في سنوات الثمانينات في ايران، «لدينا علاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية العظيمة لفترة تزيد على العقدين. ان ايران تفتح أبوابها وتستقبل العراقيين، وهناك عدد كبير من العراقيين في ايران».
أما المنافس الشيعي الأكبر للمجلس فهو حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الذي عاش في المنفى الايراني سنوات كثيرة قبل الانتقال الى لندن، وقد قام بزيارة الى ايران الشهر الماضي.
وفي مؤتمر صحافي اعلن الجعفري ان حكومة ايران ستنفق حوالي مليار دولار لاقامة مدارس ومستشفيات ومكتبات في العراق، وأضاف انه وعشرة وزراء التقوا مع كبار رجال الدين والسياسيين في طهران وناقشوا أمن الحدود وتعزيز السياحة الدينية الى النجف وكربلاء.
وبموجب اتفاقية أعلنت الشهر الماضي من المقرر ان ينشئ البلدان أنبوب نفط بين البصرة وعبادان تتلقى ايران عبره النفط الخام لتكريره مقابل تصدير كميات مماثلة من النفط الى العراق عبر ميناء ايراني في جزيرة خرج.
وقال محمد الوائلي، محافظ البصرة الشيعي، في مقابلة معه ان الحكومة العراقية تحاول الاتفاق مع ايران على شراء طاقة كهربائية الى منطقته لأن الأميركيين والبريطانيين بطيئون في اعادة الاعمار، كما يقول.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على تأثير مباشر لايران في صياغة الدستور العراقي، فانه يمكن رؤية الظلال الدينية في اللغة التي حاول الزعماء الشيعة استخدامها في المسودات الأخيرة التي تدعو الى أن يكون الاسلام «المصدر الرئيسي للتشريع»، والتي تسعى الى تغيير الحماية التي وفرها قانون الأحوال الشخصية الصادر عام 1959 لحقوق النساء، فضلا عن السعي لتعزيز المكانة الخاصة للمرجعية الشيعية.
وقد أدان سياسيون سنة بعضا من هذه التعبيرات. وقال زلماي خليلزاد، السفير الأميركي الجديد، الأسبوع الماضي، إن الأميركيين سيراقبون على نحو وثيق صياغة الدستور.
وجه وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد رسالة فظة الى الزعماء العراقيين خلال زيارة له الى بغداد الأسبوع الماضي بقوله:
انه يتعين على المسؤولين في الحكومة العراقية أن يكونوا أكثر حزما في معارضة تدخل ايران «المؤذي» في شؤون العراق لكي يرى الأميركيون ان الاستقرار الاقليمي بات مضمونا وان الطريق اصبحت ممهدة امام القوات الأميركية للعودة الى بلادها. هذه حجة لا تخلو من مفارقة. فتحقيق شكل من اشكال الاستقرار هنا هو هدف الحكومة العراقية والأميركيين أيضا.
ولكن زعامة البلاد المنتخبة تعتقد بأن خير العراق البعيد المدى سيعتمد على بناء علاقة قوية مع ايران وعلى الحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة ايضا. ويرى زعماء العرب الشيعة في بغداد ان نيلهم دعم شركائهم في المذهب في ايران يمكن أن يكون حاسما في إبعاد العراق عن الانحدار في مزيد من الفوضى.
ومن الواضح أن هذا ليس هو نمط الاستقرار الذي يحمله رامسفيلد في ذهنه.
غير ان الزعماء الشيعة يتلقون دعما من ايران وكذلك من الولايات المتحدة في مواجهة استياء العرب السنة العميق الذي يغذي التمرد هنا. فأحزابهم السياسية لديها علاقات مع ايران أقوى من علاقاتها مع الولايات المتحدة التي يتذكرون أنها لم تفعل شيئا عندما ذبح صدام نحو 150 ألفا من الشيعة الذين انتفضوا بعد حرب الخليج الثانية عام 1991.
وتفترض الأحزاب الشيعية أيضا ان المشروع الأميركي قد ينتهي كما كان حال قرون من المغامرات الأجنبية في هذا الجزء من العالم بانسحاب البلد الامبريالي في خاتمة المطاف وترك المنطقة ترتب أوضاعها.
وقبل ان تقوم القوات الأميركية بالغزو، تكهن بعض المحللين بأن ايران لن تتمتع بجاذبية كبيرة بالنسبة لشيعة العراق البالغ عددهم 17 مليون نسمة لأنهم عرب بينما معظم شيعة ايران من الفرس، وهم أعداء تاريخيون للعرب. وقد أخفق ذلك الرأي في التنبؤ بعمق التوتر والعنف الذي يقسم عرب العراق في الوقت الحالي بين الشيعة والسنة. غير أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا يعتقدون ان النزعة الوطنية العراقية التي يتسم بها الشيعة ستبقي العراق، في النهاية، بعيدا عن المدار الايراني.
ولكن الواقع هو أن الزعماء العراقيين، بتشجيع من نظرائهم الايرانيين، يحاولون صياغة أواصر أقوى مع ايران في مجالات كثيرة، تمتد من اعادة الاعمار حتى صياغة الدستور.
وفي مؤتمر صحافي عقد في البصرة مؤخرا قال عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي تأسس في سنوات الثمانينات في ايران، «لدينا علاقات طيبة مع الجمهورية الاسلامية العظيمة لفترة تزيد على العقدين. ان ايران تفتح أبوابها وتستقبل العراقيين، وهناك عدد كبير من العراقيين في ايران».
أما المنافس الشيعي الأكبر للمجلس فهو حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الذي عاش في المنفى الايراني سنوات كثيرة قبل الانتقال الى لندن، وقد قام بزيارة الى ايران الشهر الماضي.
وفي مؤتمر صحافي اعلن الجعفري ان حكومة ايران ستنفق حوالي مليار دولار لاقامة مدارس ومستشفيات ومكتبات في العراق، وأضاف انه وعشرة وزراء التقوا مع كبار رجال الدين والسياسيين في طهران وناقشوا أمن الحدود وتعزيز السياحة الدينية الى النجف وكربلاء.
وبموجب اتفاقية أعلنت الشهر الماضي من المقرر ان ينشئ البلدان أنبوب نفط بين البصرة وعبادان تتلقى ايران عبره النفط الخام لتكريره مقابل تصدير كميات مماثلة من النفط الى العراق عبر ميناء ايراني في جزيرة خرج.
وقال محمد الوائلي، محافظ البصرة الشيعي، في مقابلة معه ان الحكومة العراقية تحاول الاتفاق مع ايران على شراء طاقة كهربائية الى منطقته لأن الأميركيين والبريطانيين بطيئون في اعادة الاعمار، كما يقول.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل على تأثير مباشر لايران في صياغة الدستور العراقي، فانه يمكن رؤية الظلال الدينية في اللغة التي حاول الزعماء الشيعة استخدامها في المسودات الأخيرة التي تدعو الى أن يكون الاسلام «المصدر الرئيسي للتشريع»، والتي تسعى الى تغيير الحماية التي وفرها قانون الأحوال الشخصية الصادر عام 1959 لحقوق النساء، فضلا عن السعي لتعزيز المكانة الخاصة للمرجعية الشيعية.
وقد أدان سياسيون سنة بعضا من هذه التعبيرات. وقال زلماي خليلزاد، السفير الأميركي الجديد، الأسبوع الماضي، إن الأميركيين سيراقبون على نحو وثيق صياغة الدستور.