بشير
12-09-2020, 12:28 AM
الثلاثاء ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٠
https://media.alalamtv.net/uploads/org/2020/12/08/160745308566744100.mp4
طهران (العالم) 2020.12.08
أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى، مشددا على اعتقال بعض الضالعين في عملية الاغتيال.
العالم - خاص بالعالم
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن: هناك شواهد وأدلة كثيرة تؤكد ضلوع الكيان الصهيوني في عملية اغتيال الشهيد محسن فخري زاده، لكن هل كان بمقدور الصهاينة لوحدهم ومن دون الاستعانة بالأجهزة الأميركية أو سائر الأجهزة تنفيذ هذه العملية أم لا.. من المؤكد أنهم لم يستطيعوا، وتفاصيل ذلك قد اتضحت للأجهزة الأمنية الإيرانية، لكن حتى انتهاء التحقيق من المرجح ألا نفصح عن التفاصيل، وننتظر أن تفضي المتابعات الأمنية إلى نتائجها.
وإليكم مقتطفات من أبرز العناوين التي طرحها أميرعبداللهيان في لقاءه مع قناة العالم:
- من المؤكد أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى
- أولى خطوات قانون الإجراءت الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأت قبل حوالي 4 أشهر في مجلس الشورى
- القانون لم يأت ردا على اغتيال الشهيد فخري زاده وحسب، بل هو رد على نقض العهود الأوروبي ورد على إجراءات الحظر الظالمة والأحادية، كردة فعل منطقية وأصولية لإخراج البلاد من إجراءات الحظر الأميركية المكررة واللامتناهية
- تضارب الرؤى والآراء حول قانون الإجراءت الاستراتيجية إنما هو دليل على تعدد وتكثر الأصوات والديموقراطية في إيران
- رغم تطبيق الاتفاق النووي في فترة رئاسة أوباما لكن آليات النقض بدأت في تلك الفترة
- في منطق السياسة الخارجية من السذاجة التفكير بأن مجيء بايدن سوف يكون العصر الذهبي لتطبيق الاتفاق النووي وحل المشاكل التي نعاني منها تجاه الطرف الآخر
- بايدن وقبل أن يستلم الحكم يتحدث عن تكوين تحالف مع أوروبا وعدد آخر من الدول، ويقول بصراحة إن هدفنا من هذا التحالف هو متابعة استراتيجية التصدي لإيران والصين وروسيا
- يتحدث بايدن عن موضوعات أوسع من الملف النووي، فهو يتحدث عن المنطقة والصواريخ الدفاعية الإيرانية، وطبعا هو يريد أن يضع جميع الملفات على الطاولة
- لا نأخذ بالأقاويل الأميركية المضطربة، بل ملاكنا سوف يكون تصرف أميركا مستقبليا
- على بايدن والديموقراطيين أن يقولوا هل أن استراتيجيتهم المقبلة مواصلة العداء مع الشعب الإيراني، أم الصداقة والتعاون السلمي؟
- سوف لن يكون لنا "اتفاق إقليمي" أو "اتفاق صاروخي" على غرار الاتفاق النووي
- على وزير الخارجية الألماني أن يجيب ما الذي فعلوه للشعب الإيراني تجاه نقضهم للعهد في الاتفاق النووي
- لو كانت السعودية راغبة في حوار ثنائي فأهلا وسهلا بها، لكن سوف لن يكون لنا اتفاق نووي ثاني
- تطبيع العلاقات إنما تم بين محمد بن زايد والكيان الصهيوني، ولكن حتى 6 من إمارات العربية المتحدة لم يكن لها دور في هذا التطبيع
- أصلا أين لوزير الخارجية البحريني من ثقل في المعادلات الإقليمية والدولية بحيث نراه يطل علينا من تل أبيب؟ من الأحرى أن يبقى في تل أبيب وحسب
- الصلة التي تربط الأميركان بالصهاينة سوف تجعلهم يتبرصون الفرص لإذلال الحكام العرب في علاقات تطبيعية أكثر
- من دون شك هناك علاقات لحكام الرياض الحاليين وعناصر من العائلة الحاكمة مع الصهاينة
- يبقى الحوار والحل السياسي الحل الوحيد الذي من شأنه أن ينقذ اليمن
- خلال الأعوام الـ5 الماضية باعت بريطانيا أكثر من 6 مليارات دولار من الأسلحة إلى السعودية
- في الأعوام الـ5 الماضية لم يقع حتى انفجار إرهابي واحد في صنعاء أو شمال اليمن الذين يتمتعان بحكم أنصارالله وحلفاءه، لكن بات الجنوب اليمني مرتع الإرهابيين والحروب بالنيابة
- سأم الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان من الحرب على اليمن وهم يبحثون على الخروج منها بكرامة، لكن اللاعبين الدوليين الباحثين عن زبائن لأسلحتهم يريدون إطالة أمد هذه الحرب
- القرار لقضية اليمن هو أكبر من الإمارات أو حتى من حكام الرياض
- حضور السفير الإيراني في صنعاء يتضمن هذه الرسالة الواضحة بأننا نقف إلى جانب الحكومة الشرعية والشعب اليمني، وفي نفس الوقت لا نقف بوجه أي يمني آخر
- زيارة فيصل المقداد إلى طهران جاءت عرفانا للجميل بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري
- هذه الزيارة تدل على أن العلاقات بين البلدين تحظى بالأولوية، وأن سوريا تعتبر الجمهورية الإسلامية شريكا مهما واستراتيجيا في المنطقة
- أنا سمعت مرارا من السيد بشار الأسد أن قال: إن دماء الشعب الإيراني اختلطت بدماء الشعب السوري
وإليكم نص اللقاء الكامل لقناة العالم الإخبارية مع المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان:
أميرعبداللهيان: اعتقلنا بعض الضالعين في اغتیال الشهيد فخري زاده +فيديو
إغتيال الشهيد فخري زاده
العالم: السؤال الأول حول عملية الاغتيال التي تمت قبل عشرة أيام واستهدفت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، لقد شهدنا قبل عشرة أعوام أيضا سلسلة اغتيالات استهدفت العلماء النووين الإيرانيين، لكن هذه السلسلة انقطعت ويبدو أنها عادت ثانية في الوقت الراهن، ما هو تحليلكم بهذا الشان؟
أميرعبداللهیان: العملية التي تمت ضد العالم الإيراني السيد محسن فخري زاده لم تكن العملية الأولى من هذا النوع، وكما أشرتم فإنه وخلال الأعوام الماضية تم تنفيذ سلسلة عمليات واغتيالات استهدفت العلماء النووين في إيران، هذا لا يعني أنه خلال الأعوام السابقة كان أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء الصهاينة أو الأجهزة الأخرى التي تنشط ضد إيران، كان يمكنها أن تنفذ عمليات اغتيال ولكنها لم تكن ترغب القيام بذلك، إلا إنهم كانوا يرصدون علمائنا دائما، وكانوا يحاولون استغلال أي فرصة أو ثغرة أمنية لتوجيه ضربة إلى القطاع العلمي والتقني الفريد من نوعه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنه مجال العلماء الذين ينشطون في المجالات الدفاعية بالبلاد والمجالات العلمية الدقيقة والحساسة، وكذلك المجال النووي، لذلك إن كنت أريد تقديم تحليلي فإنني أقول، امتدادا لسلسلة الاغتيالات تلك نشهد اليوم وبعد عدة سنوات بأن العدو كان يبذل ما بوسعه خلال هذه الأعوام ولكنه لم ينجح، وللأسف استغل ثغرة أمنية سنحت له وقام بهذه العملية المعقدة التي كان قد تم التخطيط لها، لتقع هذه الحادثة المريرة .
إن كنتم تسألون مني من يقف وراء هذه القضية، فأقول إن بعض المسؤولين الأمنيين في الكيان الصهيوني زعموا بأن كيانهم المزيف يقف وراء هذه العملية، نتنياهو حاول نفي ذلك، إن نتنياهو شخص جبان أساسا، ربما يطرح بعض المزاعم ولكنه لا يجرؤ على تحمل المسؤولية لأنه يعرف بأنه لا يمكنه تحمل تبعاتها.
ما يمكنني قوله الآن هو أنه تم تحديد من أمروا بتنفيذ هذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاشك بأنهم سيتلقون ردا حازما.
المتورطون بجريمة الاغتيال هذه والذين تم التعرف على بعضهم من قبل الأجهزة الأمنية وحتى اعتقالهم لا يمكنهم الفرار من وجه العدالة وسنرد عليهم بشكل حازم يجعلهم يندمون على فعلتهم. ولكن فيما يخص تفاصيل هذه العملية الاستخباراتية والأمنية التي ستتخذ للرد على هذه الشبكة فإنني أفضل وبناء على حساسية الموضوع والملف بأن يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب إن شاء الله من قبل الدوائر الأمنية المعنية التي تدافع عن اقتدار وأمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ سنين طويلة .
العالم: تفضلتم بأن التحقيقات جارية لتسليط الضوء على خفايا وملابسات جريمة اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، هل ثبت لحد الآن تورط أطراف أجنبية في التخطيط لهذه العملية وتنفيذها؟
أميرعبداللهیان: أولا فيما يخص المخططين للاغتيال والمنفذين لدينا الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الصهاينة في هذا الموضوع، ولكن هل كان بإمكان الصهاينة أن ينفذوا هذه العلمية بدون مساعدة الاستخبارات الأميركية أو سائر وكالات الاستخبارات الأخرى مثلا، لاشك بأنهم لم يكونوا قادرين على ذلك، تفاصيل هذه العملية اتضحت لدى دوائرنا الأمنية، ولكننا لن نخوض كثيرا في التفاصيل حتى الانتهاء من تحقيقاتنا، وننتظر بأن تحقق المتابعات الأمنية نتائجها المرجوة.
ولكن كما اتضح لاحقا بأن الصهاينة كان لهم دور كبير في عمليات اغتيال علمائنا النوويين، إلا أنه وفي مجال التنفيذ استفادوا من عناصر وإمكانات سائر الوكالات الأخرى لكي يحققوا نواياهم الخبيثة، على الأقل يمكن القول بأن هذه الأدلة والشواهد موجودة وهي واضحة بالنسبة للدوائر الأمنية، وستشهدون في القريب العالج القيام بإجراء حازم وحاسم ضد الآمرين بهذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
العالم: بعد بضعة ساعات من اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قال قائد حرس الثورة الإسلامية في تصريح له "إنهم يعرفون كيف انتقمنا منهم" ماذا كان يقصد بالضبط؟
أميرعبداللهیان: للرد على هذه الجريمة وتحقيق الانتقام والإجراء الذي يجعل الآمرين يندمون على فعلتهم، تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عدة مستويات، ولكن فيما يخص القوانين التي وضعت لتحقيق هذا الأمر وكيفية تنفيذها، أعتقد بأنه سيتم تقديم التفاصيل بعد أن نسمع خبر الرد الحاسم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آنذاك ستتضح تفاصيل الرد بالمثل هذا والإجراء الذي يجعلهم يندمون.
قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر
العالم: بعد عدة أيام من عملية الاغتيال عقد مجلس الشورى الإسلامي اجتماعا صادق فيه على قانون "الاجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر ضد إيران"، والذي الزم الحكومة بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وكمية إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة وكذلك إلغاء التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي وسائر القضايا، ما هو تحليلكم عن هذا القانون بصفتكم مستشار رئيس البرلمان؟
أميرعبداللهیان: قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأ العمل به منذ حوالي أربعة أشهر في البرلمان الجديد، وقد تم بحث ومناقشة بنوده بشكل تخصصي في المجلس ولجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وبمشاركة اللجان الأخرى مثل الاقتصاد والطاقة .
أولا، هذا القانون كان يطوى مساره الطبيعي ليصل إلى البرلمان ويوضع على جدول الأعمال وتتم المصادقة عليه. ما أدى إلى تسريع وتيرة هذا القانون الذي كان سيتم المصادقة عليه بالتالي بعد أسبوعين أو ثلاثة مع إجراء تعديلات على بعض بنوده، هو اغتيال العالم الإيراني الشهيد فخري زاده، البرلمان وفي إطار إحدى المراحل التي كان يجب أن يتخذها للرد على عملية الاغتيال بادر إلى تسريع وتيرة المصادقة على هذا القانون، ولكن في الحقيقة أنا باعتباري على صلة بالموضوع وأتابع التطورات التي تجري في البرلمان عن كثب، يمكني القول بأن هذا المشروع لم يكن مشروعا نابعا عن العاطفة، لم يتم المصادقة عليه في أجواء عاطفية أبدا، لقد تم الأخذ والعطاء بين مختلف الدوائر التخصصية المعنية في البلاد والبرلمان وجرت نقاشات موسعة، وما تم المصادقة عليه اليوم هو قانون الجميع ملزمون بتنفيذه، حتى أن أحد بنوده يشير بصراحة إلى أن مسؤولية تنفيذ هذا القانون تقع على عاتق مسؤولي الحكومة، وأن تنصل أي شخص عن تنفيذه هذا القانون فإن أحد بنوده الأخرى أيضا حدد ما يجب القيام به.
ولكن ما هي العلاقة بين هذا القانون واغتيال الشهيد فخري زاده؟ قلت إنه سرّع وتيرة المصادقة عليه عدة أيام، فيما يخص رد فعل البرلمان حيال هذه العملية فقط، الرد الذي يجب أن يحصل عليه هؤلاء هو رد قوي وحاسم في المجالات الأخرى وسيطال الآمرين بعملية الاغتيال، ولكن باعتباره أول رد فعل للبرلمان حيال عملية الاغتيال، رأى البعض أن ما جاء في إطار هذا القانون هو ضرب من رد فعل البرلمان، هذا في حين أن القانون لم يكن رد فعل على عملية الاغتيال فقط، بل هو رد فعل على نكث العهود من قبل الدول الأوروبية، وعلى الحظر الأحادي الجائر، وبالتالي باعتباره خطوة منطقية ومبدئية لإنقاذ وإخراج البلاد من الحظر الأميركي المتواصل والذي لا نهاية له .
https://vista.ir/news/i/mashreghnews/20-12-08/mst1742.jpg
العالم: أشرتم إلى أن جزءا من القرار جاء كرد فعل على عدم وفاء الدول الأوروبية بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، برأيكم ماذا سيكون رد فعل الدول الأوروبية على هذا القرار؟
أمير عبداللهيان: بداية أودّ أن اؤكد هنا بأننا وخلال الأعوام التي أمضيناها بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وعدم وفاء الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق، كان موقف الصين وروسيا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مختلفا جدا، أعني أن الصين وروسيا لم يواكبا الحظر الأميركي الأحادي، رغم أنهما أيضا تعرضا لبعض القيود والاعتبارات السياسية بسبب الحظر الأحادي الأميركي، لكن فيما يخص أوروبا يمكنني القول إن الأوروبيين تلاعبوا بإيران فقط في هذا المجال، أطلقوا العبارات المنمقة فقط واتخذوا إيماءات جميلة، تم اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة، تم فتح بعض القنوات المالية الصغيرة بيننا وبين دولة أوروبية أو مع جزء من أوروبا في بعض الموضوعات الخاصة، ولكن نظرا للقدرات التي تتمتع بها إيران، ونظرا لعدد سكانها الذي يفوق 80 مليونا ومساحتها الشاسعة فإن هذه الخطوات كانت صغيرة جدا ولا تستحق الإشارة لها حتى.
فيما يخص هذا الموضوع وفي هذا الإطار، ما تم الإشارة إليه بصراحة في هذا القانون، هو أنه بالتالي كان على أوروبا وأميركا أن يقوما بأمرين في إطار الاتفاق النووي وإن لم يفعلا فإنه وبناء على المواعيد المحددة في القانون سيتم تنفيذه بقوة واقتدار، وأقل ما يمكنهم أن يفعلوه هو أن يتم شراء النفط الإيراني وأن تصل عائدات بيع النفط إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر مسار مصرفي صحيح، هذا أقل ما يتوقعه الشعب الإيراني من الاتفاق النووي.
ولكن يمكنني القول بصراحة إن القانون الذي تم المصادقة عليه في البرلمان والمعنويات التي تسود البرلمان لمتابعة تنفيذ هذا القانون، ليست بشكل يتصور الأوروبيون أن بامكانهم التنصل عن تعهداتهم حيال إيران من خلال مواصلة ألاعيبهم السابقة أو تقديم الوعود الواهية للحيلولة دون تطبيقه، وذلك لأن هذا القانون تم إقراره في البرلمان وأن دور الحكومة هو التنفيذ فقط ويجب أن تنفذه .
العالم: الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في الأنظمة الديمقراطية، ولكن يبدو أن إدارة الرئيس روحاني أعربت عن معارضتها لهذا القرار وبالتالي تدخل المجلس الأعلى للأمن القومي وأيّد القرار، ما هو سبب هذا الأمر برأيكم؟
أميرعبداللهیان: طبعا تعدد الآراء أمر طبيعي في الديمقراطية التي تسود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نحن وأثناء عملية المصادقة على هذا القانون في البرلمان واجهنا تصريح المتحدث باسم الحكومة والذي برأيي كان تصريحا متسرعا ويتعارض مع الأجواء التي تسود تطلعات ممثلي الشعب للمصادقة على هذا القانون، ولكن من جهة أخرى خاطب وزير الخارجية بصراحة أطراف الاتفاق النووي الأخرى بأنه وبمنأى عن تحفظ الحكومة وموافقتها أو معارضتها على بعض بنود المشروع، إلا أنه تحول إلى قانون وهذا القانون واجب التنفيذ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة هي التي يجب أن تنفذه. لكن القانون يشتمل على فقرة أيضا مفادها إن طرأ تغيير ملحوظ على مواقف الأطراف الأخرى وكانت هناك ضمانة لتطبيقها ولا تكون على مستوى الوعود والكلام فقط فإن بإمكان الحكومة أن تتابع مسار الموضوعات الأخرى .
الاتفاق النووي والإدارة الأميركية الجديدة
العالم: السؤال الذي يطرح نفسه هو رئاسة جو بايدن للإدارة الأميركية الجديدة، هل تتوقعون أنتم في إيران بأن تشهد مواقف وقرارات أميركا تغييرا حيال إيران بعد وصول بايدن إلى السلطة؟
أميرعبداللهیان: سؤالكم له أبعاد مختلفة، من جهة هناك رؤية ونظرة مفادها أن الاتفاق النووي وثيقة رسمية تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال فترة تواجد الديمقراطيين في البيت الأبيض، إذا بعد عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، هناك احتمال بأن يعودوا إلى الاتفاق، وهذه فرصة لإحياء الاتفاق النووي ثانية، هذه نظرة تجاه الاتفاق النووي .
فيما يخص هذا التوجه أن سألتموني وإنا أستطيع تقديم العديد من الأدلة والشواهد لكم تكشف بأنه وعلى عهد الرئيس أوباما رغم العمل بالاتفاق النووي إلا أن الجذوة الأولى لخرق الاتفاق النووي بدأت منذ ذلك الحين، إذا من السذاجة والبلادة أن نكون متفائلين جدا حيال عودة الحقبة الذهبية للاتفاق النووي وتسوية جميع مشاكلنا مع الطرف الآخر على صعيد الحوار السياسي ومواقفنا المبدئية على صعيد السياسة الخارجية بمجرد تسلم بايدن لمقاليد الحكم .
النقطة الثانية هي أن أسلوب الديمقراطيين يختلف عن الجمهوريين أو أسلوب بايدن يختلف عن شخص ترامب، وهذا صحيح، ترامب كان شخصا لا يمكن التكهن بشخصيته ومواقفه، أساسا الديمقراطيون وعلى صعيد السياسة الخارجية حين يريدون اعتماد سياسة المواجهة يحاولون تشكيل ائتلاف أو تحالف، ويحاولون عبر هذا الائتلاف مع بعض االدول ممارسة ضغوطهم. السيد بايدن وقبل أن يتسلم مقاليد الحكم يتحدث عن ضرورة تشكيل ائتلاف مع أوروبا وبعض الدول الأخرى ويقول بصراحة إن الهدف من تشكيل هذا الائتلاف هو متابعة سياسة التصدي لإيران وكذلك الصين وروسيا. إذا بناء على هذه الرؤية يتضح بأن بايدن يتبع نفس الخطوات التي كان يتابعها السيد ترامب ولكن بكلفة أقل فيما يخص الاتفاق النووي وإدارة الملف النووي .
هناك طبقة ثالثة أو مستوى ثالث في هذا الخصوص يمكننا الاشارة اليها، وهي أن السيد بايدن أيضا مثل ترامب يتحدث عن المفاوضات، لقد رايت البارحة تغريدة نشرها ترامب، ترامب لازال يكرر مزاعمه الواهية ويقول في حال فوزه، فإنه وخلال فترة زمنية كان قد قال 20 ثانية سابقا ومؤخرا قال في غضون ساعة سيجلس على طاولة المفاوضات مع إيران، حلم ترامب وبايدن هو أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن ما أعلنه السيد بايدن لحد الآن عن المفاوضات يتخطى حدود القضايا النووية، إنه يتحدث عن المنطقة، يتحدث عن الصواريخ الدفاعية الإيرانية، طبعا ترامب يريد أن يطرح جميع الموضوعات على طاولة المفاوضات .
أنظروا بادءا ذي بدء يجب أن أقول بأن معيارنا ليس التصريحات المضطربة التي يطلقها الأميركان، معيارنا هو كيفية سلوك أميركا، سلوك أميركا يمكن أن يكون مفصليا فيما يخص الموقف الذي ستتخذه إيران للتعامل مستقبلا، موفقف الأميركان من إيران خلال العقود الأربعة الماضية واضح، نحن نعرفهم جيدا وهم أيضا يعرفوننا جيدا، لذا فإن فترة المكر والخداع وإطلاق التصريحات الواهية في البيت الابيض قد ولت، يجب أن يصرح الأميركان من خلال مواقفهم الصريحة والعملية كيف سيتعاملون مع الشعب الإيراني العظيم وكيف سيكون سلوكهم حسياله، وبالطبع فإن إيران وفي إطار الرد والإجابة ستتخذ سياسة وموقفا يتناسب مع موقف وسلوك الأميركيين.
الفرضية الأخيرة أيضا هي، قد يقول بعض الأشخاص في الداخل والخارج أن مجيء بايدن للسلطة فرصة بحد ذاتها، قد يفتح نوافذ صغيرة. أنظروا المهم فيما يخص موضوع إيران وأميركا هو التوجه الاستراتيجي، الأمر الحاسم هو على مستوى الاستراتيجيات وليس على مستوى التكتيكات، إذا على السيد بايدن والديمقراطيين أن يقولوا بأن استراتيجيتهم حيال إيران هل ستكون استمرار العداء، أم أن استراتيجيتهم ستكون الصداقة مع إيران والتعاون السلمي، احترام حقوق الشعب الإيراني واحترام حقوق الشعوب، أم يريدون متابعة أسلوبهم السلطوي السابق. لذلك رغم تشاؤمي الكبير ولكننا في نفس الوقت سننتظر لنرى ماذا سيكون موقف أميركا عمليا في حقبة التصريحات المضطربة الراهنة، وبعد ذلك ستتخذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قرارها بما يتناسب مع ذلك.
https://www.alalamtv.net/news/5321101/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D 9%84%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%DB%8C%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%AE%D8%B1%D9%8A-%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%81%D9%8A
https://media.alalamtv.net/uploads/org/2020/12/08/160745308566744100.mp4
طهران (العالم) 2020.12.08
أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى، مشددا على اعتقال بعض الضالعين في عملية الاغتيال.
العالم - خاص بالعالم
وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "من طهران" أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان أن: هناك شواهد وأدلة كثيرة تؤكد ضلوع الكيان الصهيوني في عملية اغتيال الشهيد محسن فخري زاده، لكن هل كان بمقدور الصهاينة لوحدهم ومن دون الاستعانة بالأجهزة الأميركية أو سائر الأجهزة تنفيذ هذه العملية أم لا.. من المؤكد أنهم لم يستطيعوا، وتفاصيل ذلك قد اتضحت للأجهزة الأمنية الإيرانية، لكن حتى انتهاء التحقيق من المرجح ألا نفصح عن التفاصيل، وننتظر أن تفضي المتابعات الأمنية إلى نتائجها.
وإليكم مقتطفات من أبرز العناوين التي طرحها أميرعبداللهيان في لقاءه مع قناة العالم:
- من المؤكد أن الصهاينة لم يستطيعوا ارتكاب جريمة اغتيال الشهيد فخري زاده لوحدهم ومن دون تعاون الأجهزة الأخرى
- أولى خطوات قانون الإجراءت الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأت قبل حوالي 4 أشهر في مجلس الشورى
- القانون لم يأت ردا على اغتيال الشهيد فخري زاده وحسب، بل هو رد على نقض العهود الأوروبي ورد على إجراءات الحظر الظالمة والأحادية، كردة فعل منطقية وأصولية لإخراج البلاد من إجراءات الحظر الأميركية المكررة واللامتناهية
- تضارب الرؤى والآراء حول قانون الإجراءت الاستراتيجية إنما هو دليل على تعدد وتكثر الأصوات والديموقراطية في إيران
- رغم تطبيق الاتفاق النووي في فترة رئاسة أوباما لكن آليات النقض بدأت في تلك الفترة
- في منطق السياسة الخارجية من السذاجة التفكير بأن مجيء بايدن سوف يكون العصر الذهبي لتطبيق الاتفاق النووي وحل المشاكل التي نعاني منها تجاه الطرف الآخر
- بايدن وقبل أن يستلم الحكم يتحدث عن تكوين تحالف مع أوروبا وعدد آخر من الدول، ويقول بصراحة إن هدفنا من هذا التحالف هو متابعة استراتيجية التصدي لإيران والصين وروسيا
- يتحدث بايدن عن موضوعات أوسع من الملف النووي، فهو يتحدث عن المنطقة والصواريخ الدفاعية الإيرانية، وطبعا هو يريد أن يضع جميع الملفات على الطاولة
- لا نأخذ بالأقاويل الأميركية المضطربة، بل ملاكنا سوف يكون تصرف أميركا مستقبليا
- على بايدن والديموقراطيين أن يقولوا هل أن استراتيجيتهم المقبلة مواصلة العداء مع الشعب الإيراني، أم الصداقة والتعاون السلمي؟
- سوف لن يكون لنا "اتفاق إقليمي" أو "اتفاق صاروخي" على غرار الاتفاق النووي
- على وزير الخارجية الألماني أن يجيب ما الذي فعلوه للشعب الإيراني تجاه نقضهم للعهد في الاتفاق النووي
- لو كانت السعودية راغبة في حوار ثنائي فأهلا وسهلا بها، لكن سوف لن يكون لنا اتفاق نووي ثاني
- تطبيع العلاقات إنما تم بين محمد بن زايد والكيان الصهيوني، ولكن حتى 6 من إمارات العربية المتحدة لم يكن لها دور في هذا التطبيع
- أصلا أين لوزير الخارجية البحريني من ثقل في المعادلات الإقليمية والدولية بحيث نراه يطل علينا من تل أبيب؟ من الأحرى أن يبقى في تل أبيب وحسب
- الصلة التي تربط الأميركان بالصهاينة سوف تجعلهم يتبرصون الفرص لإذلال الحكام العرب في علاقات تطبيعية أكثر
- من دون شك هناك علاقات لحكام الرياض الحاليين وعناصر من العائلة الحاكمة مع الصهاينة
- يبقى الحوار والحل السياسي الحل الوحيد الذي من شأنه أن ينقذ اليمن
- خلال الأعوام الـ5 الماضية باعت بريطانيا أكثر من 6 مليارات دولار من الأسلحة إلى السعودية
- في الأعوام الـ5 الماضية لم يقع حتى انفجار إرهابي واحد في صنعاء أو شمال اليمن الذين يتمتعان بحكم أنصارالله وحلفاءه، لكن بات الجنوب اليمني مرتع الإرهابيين والحروب بالنيابة
- سأم الملك سلمان وابنه محمد بن سلمان من الحرب على اليمن وهم يبحثون على الخروج منها بكرامة، لكن اللاعبين الدوليين الباحثين عن زبائن لأسلحتهم يريدون إطالة أمد هذه الحرب
- القرار لقضية اليمن هو أكبر من الإمارات أو حتى من حكام الرياض
- حضور السفير الإيراني في صنعاء يتضمن هذه الرسالة الواضحة بأننا نقف إلى جانب الحكومة الشرعية والشعب اليمني، وفي نفس الوقت لا نقف بوجه أي يمني آخر
- زيارة فيصل المقداد إلى طهران جاءت عرفانا للجميل بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب السوري
- هذه الزيارة تدل على أن العلاقات بين البلدين تحظى بالأولوية، وأن سوريا تعتبر الجمهورية الإسلامية شريكا مهما واستراتيجيا في المنطقة
- أنا سمعت مرارا من السيد بشار الأسد أن قال: إن دماء الشعب الإيراني اختلطت بدماء الشعب السوري
وإليكم نص اللقاء الكامل لقناة العالم الإخبارية مع المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران حسين أميرعبداللهيان:
أميرعبداللهيان: اعتقلنا بعض الضالعين في اغتیال الشهيد فخري زاده +فيديو
إغتيال الشهيد فخري زاده
العالم: السؤال الأول حول عملية الاغتيال التي تمت قبل عشرة أيام واستهدفت العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، لقد شهدنا قبل عشرة أعوام أيضا سلسلة اغتيالات استهدفت العلماء النووين الإيرانيين، لكن هذه السلسلة انقطعت ويبدو أنها عادت ثانية في الوقت الراهن، ما هو تحليلكم بهذا الشان؟
أميرعبداللهیان: العملية التي تمت ضد العالم الإيراني السيد محسن فخري زاده لم تكن العملية الأولى من هذا النوع، وكما أشرتم فإنه وخلال الأعوام الماضية تم تنفيذ سلسلة عمليات واغتيالات استهدفت العلماء النووين في إيران، هذا لا يعني أنه خلال الأعوام السابقة كان أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سواء الصهاينة أو الأجهزة الأخرى التي تنشط ضد إيران، كان يمكنها أن تنفذ عمليات اغتيال ولكنها لم تكن ترغب القيام بذلك، إلا إنهم كانوا يرصدون علمائنا دائما، وكانوا يحاولون استغلال أي فرصة أو ثغرة أمنية لتوجيه ضربة إلى القطاع العلمي والتقني الفريد من نوعه في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومنه مجال العلماء الذين ينشطون في المجالات الدفاعية بالبلاد والمجالات العلمية الدقيقة والحساسة، وكذلك المجال النووي، لذلك إن كنت أريد تقديم تحليلي فإنني أقول، امتدادا لسلسلة الاغتيالات تلك نشهد اليوم وبعد عدة سنوات بأن العدو كان يبذل ما بوسعه خلال هذه الأعوام ولكنه لم ينجح، وللأسف استغل ثغرة أمنية سنحت له وقام بهذه العملية المعقدة التي كان قد تم التخطيط لها، لتقع هذه الحادثة المريرة .
إن كنتم تسألون مني من يقف وراء هذه القضية، فأقول إن بعض المسؤولين الأمنيين في الكيان الصهيوني زعموا بأن كيانهم المزيف يقف وراء هذه العملية، نتنياهو حاول نفي ذلك، إن نتنياهو شخص جبان أساسا، ربما يطرح بعض المزاعم ولكنه لا يجرؤ على تحمل المسؤولية لأنه يعرف بأنه لا يمكنه تحمل تبعاتها.
ما يمكنني قوله الآن هو أنه تم تحديد من أمروا بتنفيذ هذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولاشك بأنهم سيتلقون ردا حازما.
المتورطون بجريمة الاغتيال هذه والذين تم التعرف على بعضهم من قبل الأجهزة الأمنية وحتى اعتقالهم لا يمكنهم الفرار من وجه العدالة وسنرد عليهم بشكل حازم يجعلهم يندمون على فعلتهم. ولكن فيما يخص تفاصيل هذه العملية الاستخباراتية والأمنية التي ستتخذ للرد على هذه الشبكة فإنني أفضل وبناء على حساسية الموضوع والملف بأن يتم الإعلان عنها في الوقت المناسب إن شاء الله من قبل الدوائر الأمنية المعنية التي تدافع عن اقتدار وأمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ سنين طويلة .
العالم: تفضلتم بأن التحقيقات جارية لتسليط الضوء على خفايا وملابسات جريمة اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، هل ثبت لحد الآن تورط أطراف أجنبية في التخطيط لهذه العملية وتنفيذها؟
أميرعبداللهیان: أولا فيما يخص المخططين للاغتيال والمنفذين لدينا الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الصهاينة في هذا الموضوع، ولكن هل كان بإمكان الصهاينة أن ينفذوا هذه العلمية بدون مساعدة الاستخبارات الأميركية أو سائر وكالات الاستخبارات الأخرى مثلا، لاشك بأنهم لم يكونوا قادرين على ذلك، تفاصيل هذه العملية اتضحت لدى دوائرنا الأمنية، ولكننا لن نخوض كثيرا في التفاصيل حتى الانتهاء من تحقيقاتنا، وننتظر بأن تحقق المتابعات الأمنية نتائجها المرجوة.
ولكن كما اتضح لاحقا بأن الصهاينة كان لهم دور كبير في عمليات اغتيال علمائنا النوويين، إلا أنه وفي مجال التنفيذ استفادوا من عناصر وإمكانات سائر الوكالات الأخرى لكي يحققوا نواياهم الخبيثة، على الأقل يمكن القول بأن هذه الأدلة والشواهد موجودة وهي واضحة بالنسبة للدوائر الأمنية، وستشهدون في القريب العالج القيام بإجراء حازم وحاسم ضد الآمرين بهذه الجريمة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
العالم: بعد بضعة ساعات من اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده قال قائد حرس الثورة الإسلامية في تصريح له "إنهم يعرفون كيف انتقمنا منهم" ماذا كان يقصد بالضبط؟
أميرعبداللهیان: للرد على هذه الجريمة وتحقيق الانتقام والإجراء الذي يجعل الآمرين يندمون على فعلتهم، تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على عدة مستويات، ولكن فيما يخص القوانين التي وضعت لتحقيق هذا الأمر وكيفية تنفيذها، أعتقد بأنه سيتم تقديم التفاصيل بعد أن نسمع خبر الرد الحاسم للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آنذاك ستتضح تفاصيل الرد بالمثل هذا والإجراء الذي يجعلهم يندمون.
قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر
العالم: بعد عدة أيام من عملية الاغتيال عقد مجلس الشورى الإسلامي اجتماعا صادق فيه على قانون "الاجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر ضد إيران"، والذي الزم الحكومة بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم وكمية إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة وكذلك إلغاء التطبيق الطوعي للبروتوكول الإضافي وسائر القضايا، ما هو تحليلكم عن هذا القانون بصفتكم مستشار رئيس البرلمان؟
أميرعبداللهیان: قانون الإجراءات الاستراتيجية لإلغاء الحظر بدأ العمل به منذ حوالي أربعة أشهر في البرلمان الجديد، وقد تم بحث ومناقشة بنوده بشكل تخصصي في المجلس ولجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية وبمشاركة اللجان الأخرى مثل الاقتصاد والطاقة .
أولا، هذا القانون كان يطوى مساره الطبيعي ليصل إلى البرلمان ويوضع على جدول الأعمال وتتم المصادقة عليه. ما أدى إلى تسريع وتيرة هذا القانون الذي كان سيتم المصادقة عليه بالتالي بعد أسبوعين أو ثلاثة مع إجراء تعديلات على بعض بنوده، هو اغتيال العالم الإيراني الشهيد فخري زاده، البرلمان وفي إطار إحدى المراحل التي كان يجب أن يتخذها للرد على عملية الاغتيال بادر إلى تسريع وتيرة المصادقة على هذا القانون، ولكن في الحقيقة أنا باعتباري على صلة بالموضوع وأتابع التطورات التي تجري في البرلمان عن كثب، يمكني القول بأن هذا المشروع لم يكن مشروعا نابعا عن العاطفة، لم يتم المصادقة عليه في أجواء عاطفية أبدا، لقد تم الأخذ والعطاء بين مختلف الدوائر التخصصية المعنية في البلاد والبرلمان وجرت نقاشات موسعة، وما تم المصادقة عليه اليوم هو قانون الجميع ملزمون بتنفيذه، حتى أن أحد بنوده يشير بصراحة إلى أن مسؤولية تنفيذ هذا القانون تقع على عاتق مسؤولي الحكومة، وأن تنصل أي شخص عن تنفيذه هذا القانون فإن أحد بنوده الأخرى أيضا حدد ما يجب القيام به.
ولكن ما هي العلاقة بين هذا القانون واغتيال الشهيد فخري زاده؟ قلت إنه سرّع وتيرة المصادقة عليه عدة أيام، فيما يخص رد فعل البرلمان حيال هذه العملية فقط، الرد الذي يجب أن يحصل عليه هؤلاء هو رد قوي وحاسم في المجالات الأخرى وسيطال الآمرين بعملية الاغتيال، ولكن باعتباره أول رد فعل للبرلمان حيال عملية الاغتيال، رأى البعض أن ما جاء في إطار هذا القانون هو ضرب من رد فعل البرلمان، هذا في حين أن القانون لم يكن رد فعل على عملية الاغتيال فقط، بل هو رد فعل على نكث العهود من قبل الدول الأوروبية، وعلى الحظر الأحادي الجائر، وبالتالي باعتباره خطوة منطقية ومبدئية لإنقاذ وإخراج البلاد من الحظر الأميركي المتواصل والذي لا نهاية له .
https://vista.ir/news/i/mashreghnews/20-12-08/mst1742.jpg
العالم: أشرتم إلى أن جزءا من القرار جاء كرد فعل على عدم وفاء الدول الأوروبية بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، برأيكم ماذا سيكون رد فعل الدول الأوروبية على هذا القرار؟
أمير عبداللهيان: بداية أودّ أن اؤكد هنا بأننا وخلال الأعوام التي أمضيناها بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي وعدم وفاء الثلاثي الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق، كان موقف الصين وروسيا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مختلفا جدا، أعني أن الصين وروسيا لم يواكبا الحظر الأميركي الأحادي، رغم أنهما أيضا تعرضا لبعض القيود والاعتبارات السياسية بسبب الحظر الأحادي الأميركي، لكن فيما يخص أوروبا يمكنني القول إن الأوروبيين تلاعبوا بإيران فقط في هذا المجال، أطلقوا العبارات المنمقة فقط واتخذوا إيماءات جميلة، تم اتخاذ بعض الخطوات الصغيرة، تم فتح بعض القنوات المالية الصغيرة بيننا وبين دولة أوروبية أو مع جزء من أوروبا في بعض الموضوعات الخاصة، ولكن نظرا للقدرات التي تتمتع بها إيران، ونظرا لعدد سكانها الذي يفوق 80 مليونا ومساحتها الشاسعة فإن هذه الخطوات كانت صغيرة جدا ولا تستحق الإشارة لها حتى.
فيما يخص هذا الموضوع وفي هذا الإطار، ما تم الإشارة إليه بصراحة في هذا القانون، هو أنه بالتالي كان على أوروبا وأميركا أن يقوما بأمرين في إطار الاتفاق النووي وإن لم يفعلا فإنه وبناء على المواعيد المحددة في القانون سيتم تنفيذه بقوة واقتدار، وأقل ما يمكنهم أن يفعلوه هو أن يتم شراء النفط الإيراني وأن تصل عائدات بيع النفط إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر مسار مصرفي صحيح، هذا أقل ما يتوقعه الشعب الإيراني من الاتفاق النووي.
ولكن يمكنني القول بصراحة إن القانون الذي تم المصادقة عليه في البرلمان والمعنويات التي تسود البرلمان لمتابعة تنفيذ هذا القانون، ليست بشكل يتصور الأوروبيون أن بامكانهم التنصل عن تعهداتهم حيال إيران من خلال مواصلة ألاعيبهم السابقة أو تقديم الوعود الواهية للحيلولة دون تطبيقه، وذلك لأن هذا القانون تم إقراره في البرلمان وأن دور الحكومة هو التنفيذ فقط ويجب أن تنفذه .
العالم: الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في الأنظمة الديمقراطية، ولكن يبدو أن إدارة الرئيس روحاني أعربت عن معارضتها لهذا القرار وبالتالي تدخل المجلس الأعلى للأمن القومي وأيّد القرار، ما هو سبب هذا الأمر برأيكم؟
أميرعبداللهیان: طبعا تعدد الآراء أمر طبيعي في الديمقراطية التي تسود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نحن وأثناء عملية المصادقة على هذا القانون في البرلمان واجهنا تصريح المتحدث باسم الحكومة والذي برأيي كان تصريحا متسرعا ويتعارض مع الأجواء التي تسود تطلعات ممثلي الشعب للمصادقة على هذا القانون، ولكن من جهة أخرى خاطب وزير الخارجية بصراحة أطراف الاتفاق النووي الأخرى بأنه وبمنأى عن تحفظ الحكومة وموافقتها أو معارضتها على بعض بنود المشروع، إلا أنه تحول إلى قانون وهذا القانون واجب التنفيذ في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحكومة هي التي يجب أن تنفذه. لكن القانون يشتمل على فقرة أيضا مفادها إن طرأ تغيير ملحوظ على مواقف الأطراف الأخرى وكانت هناك ضمانة لتطبيقها ولا تكون على مستوى الوعود والكلام فقط فإن بإمكان الحكومة أن تتابع مسار الموضوعات الأخرى .
الاتفاق النووي والإدارة الأميركية الجديدة
العالم: السؤال الذي يطرح نفسه هو رئاسة جو بايدن للإدارة الأميركية الجديدة، هل تتوقعون أنتم في إيران بأن تشهد مواقف وقرارات أميركا تغييرا حيال إيران بعد وصول بايدن إلى السلطة؟
أميرعبداللهیان: سؤالكم له أبعاد مختلفة، من جهة هناك رؤية ونظرة مفادها أن الاتفاق النووي وثيقة رسمية تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال فترة تواجد الديمقراطيين في البيت الأبيض، إذا بعد عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، هناك احتمال بأن يعودوا إلى الاتفاق، وهذه فرصة لإحياء الاتفاق النووي ثانية، هذه نظرة تجاه الاتفاق النووي .
فيما يخص هذا التوجه أن سألتموني وإنا أستطيع تقديم العديد من الأدلة والشواهد لكم تكشف بأنه وعلى عهد الرئيس أوباما رغم العمل بالاتفاق النووي إلا أن الجذوة الأولى لخرق الاتفاق النووي بدأت منذ ذلك الحين، إذا من السذاجة والبلادة أن نكون متفائلين جدا حيال عودة الحقبة الذهبية للاتفاق النووي وتسوية جميع مشاكلنا مع الطرف الآخر على صعيد الحوار السياسي ومواقفنا المبدئية على صعيد السياسة الخارجية بمجرد تسلم بايدن لمقاليد الحكم .
النقطة الثانية هي أن أسلوب الديمقراطيين يختلف عن الجمهوريين أو أسلوب بايدن يختلف عن شخص ترامب، وهذا صحيح، ترامب كان شخصا لا يمكن التكهن بشخصيته ومواقفه، أساسا الديمقراطيون وعلى صعيد السياسة الخارجية حين يريدون اعتماد سياسة المواجهة يحاولون تشكيل ائتلاف أو تحالف، ويحاولون عبر هذا الائتلاف مع بعض االدول ممارسة ضغوطهم. السيد بايدن وقبل أن يتسلم مقاليد الحكم يتحدث عن ضرورة تشكيل ائتلاف مع أوروبا وبعض الدول الأخرى ويقول بصراحة إن الهدف من تشكيل هذا الائتلاف هو متابعة سياسة التصدي لإيران وكذلك الصين وروسيا. إذا بناء على هذه الرؤية يتضح بأن بايدن يتبع نفس الخطوات التي كان يتابعها السيد ترامب ولكن بكلفة أقل فيما يخص الاتفاق النووي وإدارة الملف النووي .
هناك طبقة ثالثة أو مستوى ثالث في هذا الخصوص يمكننا الاشارة اليها، وهي أن السيد بايدن أيضا مثل ترامب يتحدث عن المفاوضات، لقد رايت البارحة تغريدة نشرها ترامب، ترامب لازال يكرر مزاعمه الواهية ويقول في حال فوزه، فإنه وخلال فترة زمنية كان قد قال 20 ثانية سابقا ومؤخرا قال في غضون ساعة سيجلس على طاولة المفاوضات مع إيران، حلم ترامب وبايدن هو أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات، ولكن ما أعلنه السيد بايدن لحد الآن عن المفاوضات يتخطى حدود القضايا النووية، إنه يتحدث عن المنطقة، يتحدث عن الصواريخ الدفاعية الإيرانية، طبعا ترامب يريد أن يطرح جميع الموضوعات على طاولة المفاوضات .
أنظروا بادءا ذي بدء يجب أن أقول بأن معيارنا ليس التصريحات المضطربة التي يطلقها الأميركان، معيارنا هو كيفية سلوك أميركا، سلوك أميركا يمكن أن يكون مفصليا فيما يخص الموقف الذي ستتخذه إيران للتعامل مستقبلا، موفقف الأميركان من إيران خلال العقود الأربعة الماضية واضح، نحن نعرفهم جيدا وهم أيضا يعرفوننا جيدا، لذا فإن فترة المكر والخداع وإطلاق التصريحات الواهية في البيت الابيض قد ولت، يجب أن يصرح الأميركان من خلال مواقفهم الصريحة والعملية كيف سيتعاملون مع الشعب الإيراني العظيم وكيف سيكون سلوكهم حسياله، وبالطبع فإن إيران وفي إطار الرد والإجابة ستتخذ سياسة وموقفا يتناسب مع موقف وسلوك الأميركيين.
الفرضية الأخيرة أيضا هي، قد يقول بعض الأشخاص في الداخل والخارج أن مجيء بايدن للسلطة فرصة بحد ذاتها، قد يفتح نوافذ صغيرة. أنظروا المهم فيما يخص موضوع إيران وأميركا هو التوجه الاستراتيجي، الأمر الحاسم هو على مستوى الاستراتيجيات وليس على مستوى التكتيكات، إذا على السيد بايدن والديمقراطيين أن يقولوا بأن استراتيجيتهم حيال إيران هل ستكون استمرار العداء، أم أن استراتيجيتهم ستكون الصداقة مع إيران والتعاون السلمي، احترام حقوق الشعب الإيراني واحترام حقوق الشعوب، أم يريدون متابعة أسلوبهم السلطوي السابق. لذلك رغم تشاؤمي الكبير ولكننا في نفس الوقت سننتظر لنرى ماذا سيكون موقف أميركا عمليا في حقبة التصريحات المضطربة الراهنة، وبعد ذلك ستتخذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية قرارها بما يتناسب مع ذلك.
https://www.alalamtv.net/news/5321101/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D 9%84%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%DB%8C%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D8%AE%D8%B1%D9%8A-%D8%B2%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D9%81%D9%8A