مشاهدة النسخة كاملة : رسميًا: قرنق قتل في حادث تحطم مروحية
ولد قرنق عام 1945 في قبائل دينكا الجنوبية المعروفة بعبادة السماء وعزف الموسيقى باستخدام قرون الكباش وحبها للحوم المشوية.
عائلته مسيحية، أرسلته إلى الولايات المتحدة لتلقي تعليمه فدرس في كلية جرنيل، أيووا، ثم عاد إلى الولايات المتحدة مرة ثانية لتلقي تدريب عسكري في فورت بينينج، جورجيا.
كان أول اختبار لقرنق في حرب العصابات عام 1962 في بداية الحرب الأهلية مع حركة أنيا أنيا الجنوبية.
بعد ذلك بعشر سنوات، وقعت الحكومة المركزية اتفاقا مع أنيا أنيا وصار الجنوب منطقة حكم ذاتي. واستوعب الجيش السوداني قرنق وآخرين حيث انتقلوا للعيش في الخرطوم.
بعد خمس سنوات من اكتشاف البترول في الجنوب السوداني عام 1978، اندلعت الحرب الأهلية مرة ثانية، وكان طرفاها القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وجناحها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان. وتحيط بالخلفية العقائدية للجيش الشعبي لتحرير السودان نفس الضبابية التي تحيط بزعيمه قرنق.
تستمد تلك الأيديولوجية مفرداتها من الماركسية إلى الحصول على تأييد الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة. وليس معروفا على وجه الدقة موقف الجيش الشعبي من بعض الأمور المحورية، مثل إذا كان يقاتل من أجل استقلال جنوب السودان أم مجرد مزيد من الحكم الذاتي.
كما يشعر الأصدقاء والخصوم بالحيرة إزاء سجل حقوق الإنسان للجيش الشعبي لتحرير السودان ولأسلوب قيادة قرنق.
نيروبي، الخرطوم: اعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير في بيان تلاه مذيع على التلفزيون السوداني اليوم الاثنين مقتل النائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق في حادث تحطم مروحية كانت تقله. وكتب على شريط ظهر على الشاشة ان "بيانا مهما سيصدر قريبا عن وزير الاعلام السوداني والمتحدث الرسمي عبد الباسط سبدارات حول مصير طائرة النائب الاول للرئيس". وقال مصدر دبلوماسي في نيروبي انه عثر على حطام الطائرة التي كانت تقل قرنق.
وكانت انباء متضاربة تحدثت عن مقتل قرنق في حادث تحطم المروحية الاوغندية في طريق عودته الى الخرطوم من العاصمة الاوغندية كمبالا، حسبما ذكر مسؤول اوغندي.
اعلن مصدر ديبلوماسي في نيروبي اليوم أن نائب الرئيس السوداني جون قرنق لقي حتفه على الارجح في حادث مروحية في نهاية الاسبوع، واوضح طالبا عدم الكشف عن هويته "قالوا لنا انه قتل. والجيش الشعبي لتحرير السودان يعتقد انه لقي مصرعه". إلا أن وزير الإعلام السوداني لم يتمكن من تأكيد أو نفي خبر وفاة قرنق في وقت أعلن مسؤول في الامم المتحدة في نيروبي طلب عدم كشف هويته اليوم أن الحركة الشعبية لتحرير السودان "اكدت" مقتل قرنق في حادث تحطم المروحية التي كانت تقله. وقال هذا المسؤول ان "مسؤولا في الحركة الشعبية لتحرير السودان جاء واكد لنا ان قرنق قتل في حادث تحطم المروحية".
جاء هذا النبأ بعد الإعلان رسميا عن اختفاء مروحيته التي كانت تنقله من أوغندا حيث التقى رئيسها يوري موسوفيني، الى جنوب السودان.
ويتخذ الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة من نيروبي مقرا له طوال الحرب التي استمرت 21 عاما مع الخرطوم. وقال مسؤول اوغندي في كمبالا ان قرنق كان في طريق عودته الى الخرطوم من العاصمة الاوغندية على متن مروحية اوغندية. لكن الاتصال اللاسلكي مع المروحية قطع بسبب سوء الاحوال الجوية.
وكان قرنق أدى قبل ثلاثة اسابيع اليمين الدستورية نائبا أول للرئيس السوداني في إطار الاتفاق على إنها الحرب الأهلية في البلاد. وبعد الاعلان عن اختفاء الطائرة قررت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها قرنق عقد اجتماع استثنائي في كينيا.
يذكر أن قرنق قاد الجبهة طوال فترة الحرب الأهلية التي امتدت 21 سنة، بقبضة حديدية خاصة ضد كل من يحاول الوقوف في طريقه. وتمكن من الحفاظ على وحدة الحركة الشعبية رغم وجود خلافات كثيرة داخلها.
تضارب في المعلومات
وتضاربت المعلومات حول مصير قرنق بعد الاعلان عن اختفاء طائرته التي لم يعرف ما اذا كانت طائرة او مروحية، كما تقول المصادر، بين اوغندا والسودان. وكان التلفزيون السوداني ذكر ان برج المراقبة في مطار الخرطوم فقد الاتصال مع الطائرة التي كانت تقل قرنق لدى عودته الى الخرطوم آتيا من كمبالا. ثم اعلن التلفزيون انه "علم ان الطائرة هبطت بسلام في احد المعسكرات في جنوب السودان". بعد ذلك، بث التلفزيون مقابلة مع وزير الاعلام عبد الباسط سبدرات نفى فيها ضمنا هذه المعلومة. وقال ان "طائرة قرنق غادرت كمبالا في الساعة 15:30 يوم السبت وكان يفترض ان تهبط في السودان في الساعة 19:00 بالتوقيت المحلي". واضاف "حتى الان، لم تتوافر لنا اي معلومات جديدة تدلنا الى مكان الطائرة.
واجرى الرئيس (عمر البشير) اتصالات كثيفة، وتحدث للتو مع كوفي انان" الامين العام للامم المتحدة. واوضح الوزير السوداني "صدرت اوامر للقوات الجوية للبحث عن الطائرة. ونضرع الى الله ان تكون هبطت بسلام في احدى مناطق الجنوب".
من جهته، قال مسؤول اوغندي كبير إن "المعلومات التي تفيد ان قرنق هبط في قاعدة عسكرية في جنوب السودان" خاطئة.
وكان قرنق (60 عاما) اصبح نائبا للرئيس في التاسع من تموز/يوليو بموجب اتفاق السلام الموقع في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي في نيروبي الذي انهى 21 سنة من الحرب الاهلية بين السلطات السودانية والمتمردين الجنوبيين. ووصل يوم الجمعة الى اوغندا والتقى الرئيس يووري موسيفيني امس السبت في مزرعته في رواكيتورا (غرب). وقال المسؤول الاوغندي إن قرنق ومرافقيه غادروا رواكيتورا يوم السبت قبل حلول الظلام على متن مروحية للحكومة الاوغندية. لكن المروحية فوجئت بسوء الاحوال الجوية وتوقف الاتصال بها، "ومن المحتمل ان تكون قد تحطمت في مكان ما"، كما اضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته.
واوضح المتحدث باسم الجيش الاوغندي الليوتنانت كولونييل شابان بانتاريزا "بحثنا عن الطائرة لكننا لم نتمكن من تحديد مكانها". واضاف ان "الحكومة تبذل كل ما في وسعها وتستخدم الوسائل المتوافرة لها والمساعدة الخارجية لتحديد مكان الطائرة، لكن جهودنا حتى الان لم تسفر عن نتيجة".
وفي نيروبي، تحدثت مصادر ديبلوماسية عن معلومات غير مؤكدة مفادها ان مكان المروحية قد تحدد في وادي كيديبو باوغندا القريب من الحدود السودانية. وزاد الجيش الشعبي لتحرير السودان الغموض غموضا. وقال المتحدث باسمه في نيروبي ياسر عرمان، ان "قرنق سليم معافى في جنوب السودان. ولقد وصل الى الجنوب امس اتيا من اوغندا". لكن عرمان لم يقدم تفاصيل اضافية، وتناقضت تصريحاته مع تلك التي ادلى بها متحدث آخر باسم الجيش الشعبي الذي قال قبل قليل "نعقد اجتماع ازمة" في نيروبي.
وفي ختام اللقاء في رواكيتورا، اصدرت الحكومة السودانية بيانا ذكرت فيه ان قرنق اكد لموسيفيني ان الحكومة في الخرطوم والادارة التي يرأسها في الجنوب، ستساعدان الجيش الاوغندي "على ان يمحو من جنوب السودان في اسرع وقت ممكن بقايا" وجود المتمردين الاوغنديين لجيش تحرير السودان.
وكان قرنق صرح قبل توجهه الى كمبالا ان حركته تريد "طرد جيش تحرير السودان الى خارج حدود السودان" خلال "الاشهر الثلاثة المقبلة"، كما قال.
بسبب انعدام الرؤية بفعل سوء الأحوال الجوية
السودان يعلن رسميا مقتل قرنق بعد اصطدام مروحيته بسلسلة جبلية
جثمان قرنق نقل إلى مدينة نيو سايت
بعد ساعات من الأنباء المتضاربة حول مصيره أعلن السودان رسميا اليوم الاثنين 1-8-2005م مقتل نائب الرئيس السوداني جون قرنق في تحطم مروحيته، وذلك بعدما أكد مسئول كبير في الحكومة الاوغندية أنه تم العثور على حطام مروحية قرنق وأنه قتل مع جميع مرافقيه قرب الحدود الأوغندية السودانية.
وقد ترددت أنباء عن إعلان حالة الطوارئ في السودان فيما ينتظر أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعا عاجلا لبحث تداعيات الحادث، وأعلن وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات "للعربية" أن رئاسة الجمهورية السودانية أصدرت بيانا أكدت فيه تحطم المروحية بعد اصطدامها بسلسلة جبال الأماتونج في جنوب السودان نتيجة انعدام الرؤية بسبب سوء الأحوال الجوية، وقال إن جثمان قرنق نقل إلى مدينة نيو سايت في جنوب السودان وأضاف أن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يرأسها ستجتمع بعد قليل لبحث مراسم العزاء.
وقال الوزير السوداني للعربية إن الحداد أعلن لمدة 3 أيام في السودان، مشددا على أن التقرير حول أسباب الحادث استند إلى نتائج صدرت عن الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وكان مسئول أوغندي رفض الكشف عن اسمه أعلن قبل ذلك بقليل ان كل الاشخاص على متن المروحية الاوغندية التي كانت تقل النائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق وتحطمت السبت قتلوا مؤكدا أنباء أعلنها في وقت سابق مسئولون بالأمم المتحدة ورفضت الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها قرنق الإقرار بها معتبرة أن قرنق لا يزال مفقودا.
وقبله قال مصدر قريب من الجيش الاوغندي أيضا ان الجيش يعتقد ان جون قرنق زعيم التمرد السابق في السودان والنائب الاول للرئيس السوداني لقي حتفه في حادث تحطم طائرة اثناء عودته من اوغندا الى جنوب السودان امس الاحد.
وقال المصدر لرويترز "يعتقد ان جميع من كانوا بالطائرة قد قتلوا ومنهم الدكتور قرنق".. وامتنع اللفتنانت كولونيل شابان بانتاريزا المتحدث باسم الجيش الاوغندي عن التعقيب الا انه قال ان وزير الخارجية الاوغندي سام كوتيسا سيعقد مؤتمرا صحفيا صباح اليوم.
وفي وقت سابق اعلن مسؤول في الامم المتحدة في نيروبي طلب عدم كشف هويته اليوم ان الحركة الشعبية لتحرير السودان "اكدت" مقتل النائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق في حادث تحطم المروحية التي كانت تقله.
وقال هذا المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية ان "مسؤولا في الحركة الشعبية لتحرير السودان (التي يتزعمها قرنق) جاء واكد لنا ان قرنق قتل في حادث تحطم المروحية".
وبالمثل اكد الجنرال الكيني لازارو سومبيو الذي كان وسيطا في مفاوضات السلام بين متمردي الجنوب والخرطوم, لوكالة فرانس برس ان "الحركة الشعبية لتحرير السودان اتصلت بي لتؤكد ان الدكتور قرنق مات"، واضاف "لقد مات مساء السبت".
ورأى الجنرال سومبيو ان موت قرنق "يعني الكثير لعملية السلام" في السودان، واضاف "نأمل ان يتمسك الجميع (السودانيون) بعملية السلام لان هناك فقرة في اتفاق تقاسم السلطة (بين الخرطوم والحركة الشعبية الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي) تنص على تعيين بديل (لقرنق) في حال حدوث امر كهذا"، وتابع "نأمل جميعا الا يحدث اي سوء في عملية السلام".
وقال مسؤول اوغندي في كمبالا لوكالة الأنباء الفرنسية ان قرنق كان في طريق عودته الى الخرطوم من العاصمة الاوغندية على متن مروحية اوغندية. لكن الاتصال اللاسلكي مع المروحية قطع بسبب سوء الاحوال الجوية.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان أصرت حتى اللحظة الأخيرة –رغم ما نقله عن مصادرها المسئولون الدوليون والكينيون- على اعتبار زعيمها والنائب الاول للرئيس السوداني جون قرنق "ما زال مفقودا" ولا تستطيع تأكيد مقتله، وهو ما ذكره سامسون كواجي المسئول الكبير في الحركة لوكالة رويترز للأنباء "لا نستطيع التأكيد. كيف نستطيع ذلك اذا كانت الطائرة نفسها لم يعثر عليها".
وكان أول من أكد مصير قرنق هو رودي مولر رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في جنوب السودان الذي قال لوكالة رويترز للأنباء عبر الهاتف من جنوب السودان ان حاكم ولاية البحيرات في جنوب السودان أبلغه بان قرنق مات.
واضاف مولر "حاكم ولاية البحيرات هو الذي ابلغنا في اجتماع عقد الساعة 3.30 صباحا بأن الدكتور قرنق قتل في حادث ويريدون ابلاغنا في اجتماع في الساعة 7.30 صباحا"، وقال انه لم يكن لدى الحاكم باجان اموم تفصيلات اخرى.
واموم مسؤول كبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها قرنق.
قرنق.. 20 عاما من التمرد تنتهي بالاندماج في السلطة
الكولونيل جون قرنق الذي تأكد مقتله في حادث تحطم مروحيته, اصبح في التاسع من يوليو/ تموز الماضي النائب الاول لرئيس السودان بعد ان قاد حركة تمرد استمرت عشرين عاما في جنوب البلاد على رأس الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وقد اصبح قرنق (60 عاما) الذي عارض بشدة فرض الشريعة ويأمل في اقامة دولة علمانية ديموقراطية ومتعددة الاعراق, قائدا عسكريا لقوات التحالف الوطني الديموقراطي الذي يضم المعارضة الشمالية والجنوبية, في اكتوبر/ تشرين الاول 1996.
ووقع قرنق في يناير/ كانون الثاني 2005 اتفاق سلام نهائي بين حركة التمرد الجنوبية وحكومة الرئيس عمر حسن البشير, انهى الحرب الاهلية التي كانت مستمرة منذ 21 عاما.
ولد قرنق في 1943 او 1945 حسب مصادر مختلفة, لاسرة مسيحية ميسورة في جونغلي قرب بور في ارض الدينكا, الاتنية التي تشكل غالبية في الجنوب، وقد التحق في 1970 بحركة انيا نيا (السم الزعاف) الجنوبية بعد ان درس في الولايات المتحدة, ثم بالجيش النظامي السوداني غداة توقيع اتفاق السلام في اديس ابابا.
وحصل قرنق في 1981 على دكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة ايوا ثم عاد الى الخرطوم ليدرس في الكلية العسكرية وفي الجامعة.
وفي 1983 وبصفته عقيدا في الجيش النظامي, ارسل قرنق لاحتواء تمرد لقوات الجنوب في المنطقة التي ولد فيها. لكنه لم يعد من هناك وتبنى قضية الجنوب وانشأ الجيش الشعبي لتحرير السودان في السنة نفسها.
بعد عشر سنوات اصبحت هذه الحركة تضم عشرة آلاف مقاتل والافضل تنظيما وتجهيزا على الصعيد العسكري في الجنوب. وفي بداية التسعينات اصبح عدد مقاتلي الحركة يقدر بحوالى خمسين الف رجل.
لكن الحركة واجهت انقسامات عرقية ادت الى انشقاق في التسعينات بين الدينكا الاتنية التي ينتمي اليها قرنق والنوير الذين دعموا خصمه ريك ماشار. ولم تتم اعادة توحيد القوت الا في يناير/ كانون الثاني 2002.
وفي اكتوبر/ تشرين الاول من السنة نفسها وقعت الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية اتفاقا لوقف اطلاق النار ادى الى توقيع اتفاق السلام النهائي في يناير/ كانون الثاني 2005.
سلسبيل
08-01-2005, 04:38 PM
أعمال شغب في الخرطوم عقب مصرع قرنق وأنباء عن وقوع قتلى
اندلعت أعمال شغب واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم عقب الإعلان عن مقتل جون قرنق النائب الأول لرئيس الجمهورية بتحطم المروحية التي كانت تقله جنوب السودان قادما من أوغندا.
فقد نزل آلاف المواطنين خاصة من جنوب السودان إلى شوارع الخرطوم، وقال شهود عيان إن البعض منهم هاجم مواطنين سودانيين من الشمال ونهبوا وأحرقوا بعض المحال التجارية والسيارات واعتدوا بالضرب على بعض السكان وسط أنباء عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح.
وأشار بعض الشهود إلى سماع دوي إطلاق نار، موضحين إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها بينما عززت قوات الأمن من انتشارها في شوارع الخرطوم وأقامت العديد من نقاط التفتيش وقطعت طريق المطار.
تأتي عمليات الشغب هذه رغم مناشدة الرئيس السوداني عمر حسن البشير الشعب السوداني التزام الهدوء والسكينة والتحلي بالصبر لاجتياز هذا الظرف الذي تمر به البلاد.
كما دعت الحركة الشعبية لتحرير السودان -التي كان يتزعمها قرنق- أعضاء الحركة والسودانيين إلى الهدوء.
تعهد بالسلام
وقد تعهدت الحركة بتطبيق اتفاق السلام الموقع في يناير/ كانون الثاني الماضي رغم مقتل زعيمها قرنق. وأكد نائب زعيم الحركة سلفاكير مايارديت في مؤتمر صحفي بنيروبي أن حركته ستحافظ على وحدتها وتلتزم برؤية قرنق للسلام.
وأشار إلى أن قيادة الحركة ستعقد اجتماعا طارئا في كابويتا بجنوب السودان لتحديد إستراتيجيتهم.
ويرى مراقبون أن تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان سيتأخر بعد مقتل قرنق ما قد يؤثر على مسيرة السلام، ويعتمد ذلك -وفق رأيهم- على قدرة الحركة الشعبية على اختيار خليفة قوي لقرنق مقبول عسكريا وسياسيا يستطيع السيطرة على الحركة وإقناع القوى الأجنبية والأجنحة داخل الحركة.
وفي سياق يتعلق بشغل الفراغ الذي تركه قرنق، أشار وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات إلى أن اتفاقية السلام توضح تماما الكيفية التي تتم بها خلافة النائب الأول، وذلك من خلال تقديم الحركة الشعبية لتحرير السودان مرشحها لهذا المنصب.
نعي وحداد
وقد نعى الرئيس السوداني رسميا نائبه الأول جون قرنق، وأعلن الحداد الوطني في البلاد لمدة ثلاثة أيام، وفتح الباب لتلقي التعازي في القصر الجمهوري وسفارات بلاده في الخارج.
البشير نعى نائبه وتعهد بالمضي في طريق السلام (الفرنسية)
وأكد البيان الرئاسي الذي تلاه وزير الإعلام أن مسيرة السلام ستظل ماضية نحو غايتها، وأن رحيل قرنق لن يزيد البلاد إلا إصرارا على المضي قدما في هذه المسيرة وتحقيق الاستقرار لشعب السودان.
وفي وقت لاحق لبيانه أعرب البشير خلال اجتماع طارئ للحكومة السودانية عن أمله في أن تختار الحركة الشعبية خليفة لقرنق بالسرعة المطلوبة ليأخذ محله في الحكومة الجديدة بموجب اتفاق السلام.
من جانبه أشار وزير الإعلام السوداني في لقاء مع الجزيرة إلى أن التحضيرات لإجراء جنازة رسمية للنائب الأول لرئيس الجمهورية جارية، مشيرا إلى أن اتصالات تجرى مع الحركة الشعبية بشأن هذه الإجراءات.
وقال المسؤول السوداني إن مروحية الرئاسة الأوغندية الرئاسية التي كانت تقل قرنق عقب زيارته الخاصة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني اصطدمت بسلسلة جبال إيري بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مصرع قرنق وستة من مرافقيه إضافة إلى طاقم الطائرة الأوغندية البالغ عددهم سبعة أفراد.
وأكد المسؤول السوداني أنه تم نقل جميع الجثث إلى منطقة نيو سايت في جنوب السودان حيث يجتمع قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان.
ابومانع
08-01-2005, 05:01 PM
والله ما اعرفه اصلا بس الله يرحمه اذا مات
نائب الترابي: لا أستبعد تورط الحكومة في اغتيال جون قرنق
دبي - ابراهيم هباني
لم يستبعد على الحاج نائب رئيس المؤتمر الشعبي المعارض في السودان ضلوع الحكومة السودانية وجيش الرب الأوغندي المعارض في مقتل زعيم الحركة الشعبية والنائب الأول لرئيس الجمهورية جون قرنق الذي تم العثور على حطام مروحيته ومقتل جميع مرافقيه قرب الحدود الأوغندية السودانية.
يشار إلى أن جيش الرب للمقاومة يطالب بإقامة نظام ديني في كمبالا يرتكز على الوصايا العشر الواردة في التوراة وكان يحظى بدعم لوجستي من حكومة السودان في مقابل ما تقدمه حكومة كمبالا لقوات الحركة الشعبية في حربها ضد حكومة الخرطوم من أجل مساعدته على الانفصال وإقامة دولة مسيحية في جنوب السودان.
وقد تعهد جون قرنق عقب توليه منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية بإخراج المتمردين الأوغنديين المنتمين إلى جيش الرب للمقاومة من أراضي جنوب السودان في غضون ثلاثة أشهر.
ويبرر الحاج في تصريحاته لـ "العربية.نت" فرضية تورط حكومة البشير في اغتيال جون قرنق بالتنسيق مع جيش الرب الأوغندي المعارض بأن الحكومة السودانية غير راضية عن بنود اتفاقية السلام التي أبرمت بينها وبين الحركة الشعبية بقيادة قرنق، مشيراً إلى أن الاتفاقية لم توقعها الحكومة عن قناعة بل استجابة للضغوط الدولية، كما أنها أرادة أن تضعف الحركة الشعبية شريكها الأول في السلطة والثروة.."شخصية جون قرنق تختلف عن كل قادة الحركة الشعبية وهو شخصية قيادة من الطراز الأول وفقده سيضعف الحركة الشعبية وحكومة البشير سجلها ملئ بالاغتيالات".
ومن جانبه قال ياسر عرمان المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية في تصريحاته لــ"العربية.نت" إن الحركة الشعبية لتحرير السودان ستعتمد على نتيجة التحقيقات حول سقوط طائرة قائدها جون قرنق ومقتله.
كما أفاد بأن قيادة الحركة ستجتمع اليوم بنيروبي لترتيب أوضاع الحركة الداخلية بعد رحيل قائدها، وبعد الاجتماع سنتخذ الإجراءات السياسية المناسبة مؤكداً أن حركته ستطل ملتزمة باتفاقية السلام.
عبدالحليم
08-01-2005, 10:11 PM
انا لله وانا اليه راجعون
سلفا كير يخلف قرنق ومقتل 36 في اضطرابات الخرطوم
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/8/1/1_554224_1_34.jpg
اختيار سلفا كير كان متوقعا باعتباره الرجل الثاني في الحركة وقائد جيشها (الفرنسية)
اختارت الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم الاثنين سلفا كير مايارديت رئيسا لها خلفا لزعيمها جون قرنق الذي توفي في حادث سقوط طائرة مروحية. وكان كير يشغل موقع نائب رئيس الحركة وقائد جناحها العسكري المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وقال باغان أمون المسؤول الرفيع بالحركة للصحفيين إن قيادتي الحركة والجيش قررتا بالإجماع تعيين الجنرال كير رئيسا للحركة وقائدا لجيشها، وتوقع أن يؤدي اليمين نائبا أول للرئيس السوداني خلال أسبوعين.
وكانت الحركة قد باشرت اليوم بمدينة نيوسايت (جنوبي السودان) اجتماعا طارئا لبحث أزمة مقتل قائدها الذي ترأس الحركة منذ عام 1983.
وقال مسؤولون في الحركة إن جثة قرنق وضعت مساء اليوم في المقر العام للحركة وتحديدا في منزل محاذ للقاعة التي اجتمع فيها القادة الذين باشروا إعداد مراسم تشييع الزعيم الراحل.
وكان وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات قد أوضح في لقاء مع الجزيرة أن مروحية الرئاسة الأوغندية التي كانت تقل قرنق عقب زيارته الخاصة للرئيس يوري موسيفيني اصطدمت بسلسلة جبال الأماتونغ بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مصرع قرنق وستة من مرافقيه إضافة إلى أفراد طاقم المروحية الأوغندية البالغ عددهم سبعة.
عمر البشير أكد أن مسيرة السلام ستتواصل بعد رحيل جون قرنق (الفرنسية)
تعهد بالسلام
وقد تعهدت الحركة بتطبيق اتفاق السلام الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي رغم مقتل زعيمها قرنق.
وأكد نائب زعيم الحركة في مؤتمر صحفي بنيروبي في وقت سابق اليوم أن حركته ستحافظ على وحدتها وتلتزم برؤية قرنق للسلام.
ويرى مراقبون أن وفاة قرنق تضع اتفاق السلام الذي وضع حدا لحرب أهلية اعتبرت الأطول في القارة السوداء على المحك. كما أن تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان سيتأخر بعد مقتل قرنق، ما قد يؤثر على مسيرة السلام.
قتلى وحظر تجول
وفي التداعيات القومية لمقتل قرنق أصدر والي الخرطوم عبد الحليم إسماعيل المتعافي قرارا بحظر التجول في كافة أنحاء الولاية من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي.
وقد جاء ذلك القرار عقب أعمال الشغب والاضطرابات التي شهدتها العاصمة وخلفت ما لا يقل عن 36 قتيلا بينهم عدد من رجال الشرطة، إضافة إلى سقوط نحو 200 جريح.
وقال وزير الإعلام السوداني إن قوات الأمن تمكنت من فرض النظام وإعادة الهدوء إلى الخرطوم، بعد اندلاع أعمال الشغب.
وأوضح مراسل الجزيرة أن شوارع العاصمة بدت خالية إلا من قوات الأمن، مشيرا إلى أن الوضع في المدينة ما زال متوترا حيث لا تزال سحب الدخان تتصاعد من أماكن متعددة.
وقد امتدت أعمال الشغب إلى جوبا كبرى مدن جنوب السودان، حيث هاجم آلاف السكان محال تجارية ومكاتب تخص شماليين فأحرقوها ونهبوها.
وجاءت عمليات الشغب هذه رغم مناشدة الرئيس البشير الشعب السوداني التزام الهدوء والسكينة والتحلي بالصبر لاجتياز هذا الظرف الذي تمر به البلاد.
وكان البشير قد نعى نائبه قرنق، وأعلن الحداد الوطني في البلاد ثلاثة أيام وفتح الباب لتلقي التعازي في القصر الجمهوري وسفارات بلاده في الخارج.
وأكد البيان الرئاسي أن مسيرة السلام ستظل ماضية نحو غايتها، وأن رحيل قرنق لن يزيد البلاد إلا إصرارا على المضي قدما في هذه المسيرة وتحقيق الاستقرار لشعب السودان.
لمياء
08-02-2005, 09:03 AM
اللحظات الأخيرة قبل سقوط طائرة قرنق
فيما يلي آخر اللحظات لسقوط طائرة قرنق حسب بيانات صادرة من الرئاسة السودانية والاوغندية.
* كان قرنق غادر اوغندا مساء السبت بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها خصوصا موسفيني. وافاد بيان للرئاسة الاوغندية صباح امس بأن النائب الاول للرئيس السوداني «غادر رواكيتورا (غرب اوغندا) بالمروحية الرئاسية ام-آي-72 حوالى الساعة 15.45 بالتوقيت المحلي (12.45 تغ) يوم السبت متوجها الى قاعدته نيوسايت في جنوب السودان المحاذية تماما في شمال حديقة كيديبو الوطنية» في اوغندا.
* توقفت المروحية في عنتيبي للتزود بالوقود واقلعت مجددا عند الساعة 16.55 (13.55 تغ).
* عند الساعة 18.30 (15.30 تغ) حلقت الطائرة فوق كيرنغا قرب كيديبو. ثم حاولت الهبوط في جنوب السودان في منطقة معروفة باسم نيو كاش لكنها لم تنجح بسبب الاحوال الجوية السيئة.
* واصلت تحليقها باتجاه الجنوب الغربي، متوجهة الى بيري قرب الحدود الكينية، عندها قطع الاتصال معها.
زوربا
08-02-2005, 03:36 PM
الجنوبيون كانوا يعتدون على كل من له ملامح عربية
42 قتيلا في أحداث الشغب بالخرطوم في أعقاب مقتل قرنق
اعلنت مصادر طبية الثلاثاء 2-8-2005م ان 42 شخصا على الاقل قتلوا في اعمال الشغب التي اندلعت في العاصمة السودانية الاثنين اثر الاعلان الرسمي عن مقتل النائب الاول للرئيس السوداني الزعيم الجنوبي جون قرنق في حادث مروحية.
وقال عقيل سوار الذهب مسؤول المشرحة في مستشفى الخرطوم العام "لقد تسلمنا 26 جثة" فيما قال طبيب في مستشفى تابع للشرطة قرب العاصمة ان المستشفى لديه 16 جثة في المشرحة.
وكان مسئول أمني رفع العدد قبل قليل إلى 36 قتيلا وقال إن هناك أكثر من 100 في المستشفيات يعالجون من جروح اصيبوا بها في الاضطرابات.
وقال سكان ان الهدوء عاد الى شوارع العاصمة السودانية اليوم وسط وجود امني مكثف.
وكانت أعمال الشغب التي اندلعت يوم أمس قد أسفرت حسب حصيلة سابقة عن مقتل 24 شخصا في الخرطوم غضبا لموت جون قرنق الذي قاد المتمردين الجنوبيين في السودان على مدى عقدين الى أن وقع اتفاق سلام وانضم للحكومة التي قاتلها.
وأصبح قرنق الذي برز كشخصية رئيسية في اتفاق سلام الجنوب المبرم في يناير/ كانون الثاني واعتبر قصة نجاح نادرة في افريقيا النائب الاول للرئيس السوداني في التاسع من يوليو/ تموز. ومات قرنق في مطلع الاسبوع بعد تحطم طائرة الرئاسة الاوغندية الهليكوبتر التي كان يستقلها وسط احوال جوية سيئة.
وتحركت الحركة الشعبية لتحرير السودان بسرعة لملء الفراغ بأن عينت مساء اليوم سالفا كير زعيما لها خلفا لقرنق وقالت انها تتوقع أن يؤدي اليمين نائبا أول لرئيس السودان خلال اسبوعين.
وقالت الولايات المتحدة ارسال اثنين من كبار دبلوماسييها لتشجيع انتقال سلس في القيادة الجنوبية وضمان مواصلة عملية السلام في السودان، وقال الرئيس الامريكي جورج بوش "الولايات المتحدة مصممة على مواصلة التزامنا بعملية السلام في السودان". وأشاد بوش بقرنق قائلا انه كان "زعيما ذا بصيرة وصانعا للسلام".
لكن ما أن تأكدت انباء وفاة قرنق حتى خرج الاف من الجنوبيين المؤيدين له الذين كانوا قد استقبلوه استقبال الابطال عندما أصبح نائبا أول للرئيس الى شوارع الخرطوم ملوحين بسكاكين وقضبان ونهبوا متاجر وأشعلوا حرائق واشتبكوا مع الشرطة.
وقال اثنان من ضباط الشرطة أمس في حصيلة أولى ان 24 شخصا بينهم رجال شرطة قتلوا في أحداث الشغب، وقال أحد سكان العاصمة قال في وقت سابق ان شخصين قتلا في الشارع الذي يقيم به.
واضاف الطالب سويد عبد الله قائلا لرويترز "انهم يضربون كل من يرون انه يشبه العرب".
وقال أحد شهود العيان لتلفزيون رويترز "الناس يجرون في الشوارع. رجال الشرطة يأخذون الناس من الشوارع. هناك ألسنة لهب ودخان".
وأعلنت حكومة الخرطوم حظر التجول بالعاصمة من الساعة السادسة مساء (15.00 بتوقيت غرينتش) حتى السادسة صباحا (03.00 بتوقيت غرينتش).
وأحداث الشغب التي شهدتها العاصمة من أسوأ الاضطرابات في السنوات القليلة الماضية. وفي مايو ايار هاجم نازحون جنوبيون مركزا للشرطة في مخيم على مشارف العاصمة وقتلوا 17 على الاقل من رجال الشرطة والاهالي في أحداث العنف.
وتعهدت كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كان يتزعمها قرنق وحكومة الخرطوم اللتان تقاتلتا على مدى 21 عاما بالحفاظ على اتفاق السلام الذي أسهم قرنق في التوصل اليه.
وقال مسؤولون سودانيون اليوم ان قرنق وستة من مرافقيه وطاقم الطائرة الهليكوبتر المؤلف من سبعة أفراد قتلوا في الحادث رغم ان عضوا بمجلس القيادة في جنوب السودان قال انه تم انتشال 17 جثة.
وصدمت وفاة قرنق المنطقة حيث وحد جيران السودان صفوفهم للمساعدة في انهاء أطول حرب أهلية تشهدها القارة. وقال لازاروس سومبييو كبير وسطاء كينيا في محادثات السلام التي تمخضت عن اتفاق سلام يناير/ كانون الثاني "انها صدمة.. فقد زعيم صاحب رؤية هو الذي صاغ الاتفاق مع علي عثمان طه (النائب الاول في ذلك الوقت). أصلي حتى يبقى السودانيون متزنين".
وعبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن ثقته في ان اتفاق السلام سيستمر رغم مقتل قرنق، وقال في بيان اذاعه التلفزيون "نحن واثقون" من ان اتفاق السلام سيمضي قدما كما هو مقرر له وان "يظل مستقبل السودان امانة في قلوبنا وفي قلوب اشقائنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان".
ومن جانبها أكدت الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ملتزمة برؤية زعيمها الراحل من اجل اقرار السلام، وقال الجنرال سالفا كير في مؤتمر صحفي في نيروبي فيما كان اعضاء الحركة يبكون حزنا "فقد السودان ابنه المحبوب الدكتور جون قرنق... نحن في الجيش الشعبي لتحرير السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان سنواصل رؤيته للسلام في السودان".
وأضاف قائلا "نريد أن نؤكد للجميع أن القيادة وجميع كوادر الجيش الشعبي لتحرير السودان ستحافظ على وحدتها وستجاهد لتطبق باخلاص اتفاق السلام الشامل".
وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان دبلوماسيين امريكيين كبيرين هما كوني نيومان مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الخارجية وروجر وينتر المبعوث الامريكي الخاص الى السودان سافرا الى السودان للاجتماع مع الزعماء في الجنوب وفي الخرطوم.
وسجي جثمان قرنق في نعش خشبي في حجرة خاوية لالقاء نظرة الوداع عليه. وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان الحداد لمدة خمسة ايام في جنوب السودان بدءا من اليوم الثلاثاء.
وكان قرنق قد غادر أوغندا بطائرة هليكوبتر في وقت متأخر من مساء السبت الماضي عائدا الى السودان بعد محادثات مع الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني. وقالت عدة مصادر في أوغندا والسودان انه يبدو أن الطائرة تعرضت لاحوال جوية سيئة وثارت تكهنات أيضا عن أن وقودها نفد.
وسقطت الطائرة بالقرب من المنطقة الحدودية الجبلية النائية وتضاربت الاراء بشأن على أي جانب من الحدود سقطت.
وقال دينج الور عضو مجلس القيادة بجنوب السودان لرويترز من نيو سايت انه تم انتشال 17 جثة من الموقع وهو رقم أعلى من الرقم الذي اعلنته الرئاسة السودانية لضحايا الحادث. واضاف قائلا "نحن لا نستبعد اي شيء. وطلبنا من هيئة الطيران الاوغندية ان تراجع سجلات الرحلة".
وكان اكثر من مليون سوداني قد خرجوا لاستقبال قرنق عند وصوله الخرطوم لاداء اليمين كنائب اول للرئيس في التاسع من يوليو/ تموز ووقع مع البشير عدوه السابق دستورا مؤقتا جديدا للبلاد.
واعتبر الدور الذي لعبه قرنق ضروريا لنجاح محادثات السلام الخاصة بالجنوب وكان كثيرون يأملون ان يلعب دورا لانهاء الصراع في دارفور بغرب السودان.
وبدأت الحرب الاهلية في الجنوب في عام 1983 عندما سعت الحكومة الاسلامية في الخرطوم لفرض الشريعة الاسلامية على الجنوب الذي تقطنه أغلبية غير مسلمة. وقتل مليونا شخص في الصراع أغلبهم بسبب الجوع والمرض.
واثبت قرنق انه محنك سياسيا بتحالفه مع الشيوعيين وخطبه ود الجماعات المسيحية الامريكية واستفادته من الصراع العشائري لاحكام قبضته على السلطة في وقت سادت فيه الصراعات الداخلية حركته.
الشماليون يثأرون ويحرقون مكتب الحركة الشعبية
نذر الحرب الأهلية تطل على الخرطوم بعد مقتل جون قرنق
الخرطوم - خالد عويس
في ردة فعل عنيفة بالعاصمة السودانية الخرطوم على أعمال الشغب التي قام بها مواطنون جنوبيون الاثنين 1-8-2005 عند الإعلان عن مقتل زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان والنائب الأول لرئيس الجمهورية جون قرنق وكانت حصيلتها نحو 42 قتيلا و100 جريح من الشماليين وإحراق محلات تجارية وسيارات يملكها شماليون.
وفي جو أشبه بالحرب الأهلية خرج عشرات الآلاف من الشماليين الغاضبين مسلحين بالأسحلة البيضاء في مختلف شوارع العاصمة للثأر مما حدث لهم نهار الاثنين، كما قامت مجموعة من الشماليين في منطقة الحاج يوسف بالخرطوم بحري بإحراق مكتب الحركة الشعبية.
وأفادت مصادر لـ"العربية.نت" أنه تم ذبح ثلاثة جنوبين في منطقة الحاج يوسف بالخرطوم بحري التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من الجنوبين وإحراق مكتب الحركة الشعبية بشكل كامل.
وقالت هذه المصادر إن موكباً من منطقة الجريف غرب سيتحرك اليوم لتصفية كل الجنوبيين بالحي انتقاماً لما حدث الاثنين في مسجد محمد عبد الكريم أكبر المساجد بالمنطقة، حيث قامت مجموعة من الجنوبيين باجتياح المسجد أثناء صلاة العصر وقاموا بتحطيم زجاج المسجد وأبوابه وانهالوا ضرباً على المصليين والإمام.
وعبر عدد كبير من الشماليين الغاضبين في أحياء المعمورة والحاج يوسف والكلاكلة لموفد "العربية.نت" عن غضبهم لما جرى لهم الاثنين على أيدي جنوبيين من انتهاكات "صارخة" لممتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم مع أنه لا علاقة للمواطنين بمقتل جون قرنق.
وحملوا السلطات الأمنية الحكومية المسئولية كاملة وأنها لم تقم بحمايتهم من هجمات الجنوبيين التي أدت إلى أعداد كبيرة من القتلى والجرحى مما دعاهم - الشماليون- إلى الخروج للثأر من الجنوبيين موقعين أعداداً كبيرة من الضحايا.
وشهدت شوارع الخرطوم انتشارا مكثفا لقوات الأمن والشرطة والجيش، فيما أغلقت الأسواق والمحلات التجارية وشركات القطاع الخاص أبوابها.
مجلس الكنائس السوداني: موت قرنق.. إرادة إلهية
وجه مجلس الكنائس السوداني امس في نيو سايت (جنوب السودان) نداء للسلام في البلاد.
وقال المجلس في بيان اصدره «هذا يكفي وينبغي ان تتوقف الحرب».
واعتبر المجلس ان «ما يحصل في الخرطوم وجوبا وسواهما من المدن يشعرنا باننا نعود الى عام 1955».
واضاف البيان ان «وفاة بطلنا ومحررنا ومرشدنا العزيز (قرنق) هي ارادة الله وليست فعلا انسانيا». وتابع ان «المنطقة (التي تحطمت فيها المروحية) جبلية. وبسبب رداءة الطقس وسوء الرؤية خلال الليل تحطمت المروحية على احدى التلال جنوب نيو كوش». ولاحظ ان «سكان نيو كوش شاهدوا مصابيح المروحية وألسنة النار تتصاعد منها حين تحطمت». وخلص مجلس الكنائس «اننا نحن المؤمنين، نقبل بارادة الله ونواجه الاختبار الصعب الذي ينتظرنا».
البشير يعين سلفا كير نائبا أول له خلفا لقرنق وحشود عسكرية في جوبا
اصدر الرئيس السوداني، عمر البشير، امس مرسوما رئاسيا بتعيين الفريق سلفا كير ميارديت، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان نائبا اول له، ورئيسا لحكومة جنوب السودان، خلفا للدكتور جون قرنق النائب الاول السابق الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة السبت الماضي. وبدأت الخرطوم تجري الترتيبات لانتقال المسؤولين الى جوبا لحضور مراسم تشييع جثمان قرنق. وستتوجه وفود رسمية وشعبية واعلامية اعتبارا من اليوم لحضور المناسبة. ونقل جثمان قرنق امس الى الكرمك بجنوب النيل الأزرق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية، ثم مدينة بور مسقط رأسه في جنوب السودان، والى مدينة رومبيك معقل الحركة الشعبية فى الجنوب، وذلك لإتاحة الفرصة للجنوبيين لإلقاء النظرة الاخيرة على جثمان الزعيم الجنوبي. وسينقل الجثمان مساء اليوم الى مدينة جوبا على ان يتم التشييع في الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وستشارك في مراسم الدفن من الخرطوم وفود رسمية كبيرة يقودها الرئيس عمر البشير. كما ستشارك وفود من الأحزاب المعارضة، خاصة التجمع المعارض، فضلا عن الشخصيات السودانية القومية.
وقال مسؤول في وشنطن ان مسؤولا اميركيا كبيرا سيشارك في مراسم التشييع. وتأكد امس ان المراسم سيشارك فيها كل من: هيلدا جونسون وزيرة التعاون الهولندية وممثلة الاتحاد الاوروبي في المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، ومبينا جعفر المبعوثة الكندية للسلام في السودان، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، ونائب الرئيس النيجيري. ورحب علي السيد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني بالداخل باختيار الحركة الشعبية للفريق سلفا كير ميارديت خلفاَ لقرنق. ودعا سلفا كير لبذل جهد كبير في تنفيذ الاتفاقية وتحقيق السلام والوحدة في البلاد. وقال السيد ان شخصية الفقيد الراحل د. جون قرنق لها دور متميز وتأثير مباشر في اتفاقية السلام وعلاقته بالأحزاب الشمالية الأخرى خاصة التجمع الوطني الديمقراطي.
من جهة ثانية، أفاد مسؤول من الحركة الشعبية لتحرير السودان وشهود عيان امس ان حوالي الف رجل من الجيش الشعبي لتحرير السودان انتشروا في جوبا، كبرى مدن الجنوب، التي ستشهد غدا جنازة قرنق. وقال مسؤول من الحركة الشعبية لتحرير السودان، الجناح السياسي للجيش الشعبي، ان «حوالي الف رجل انتشروا، وصل معظمهم اول من امس.. انه انتشار كثيف».
وكان قرنق قد قرر ان يجعل جوبا عاصمة لجنوب السودان خلال فترة الحكم الذاتي التي تستمر ستة اعوام بحسب الدستور الجديد المنبثق عن اتفاق السلام الذي وقع في يناير (كانون الثاني) بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان.
ظل هاتفه يرن دون أن يجيب فأدركت أنه في خطر
زوجة قرنق تروي أسرار اتصالاتها به قبل سقوط المروحية
ما حدث في الخرطوم غضب محرومين على مرفهين
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/08/07/1919061.jpg
ربيكا قرنق أرملة د.جون قرنق حزينة على وفاة زوجها
دبي - العربية.نت
استبعدت ربيكا قرنق أرملة د.جون قرنق زعيم الجبهة الشعبية لجنوب السودان، أن يكون سقوط مروحيته الذي أودى بحياته، نتيجة عمل متعمد، واصفة زوجها بأنه "مثل موسى في التوراة، أكمل مهمته ثم حان وقت رحيله".
وأشارت إلى أنها اتصلت به قبيل إقلاع الطائرة من مطار عنتيبي في أوغندا لأنها كانت متخوفة من طيرانها ليلا، ولكن قرنق ومساعديه طمأنوها بأن قائد الطائرة أكد لهم قدرتها على ذلك.
واعتبر الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني أن العنف الذي حدث في الخرطوم عقب الإعلان عن مقتل قرنق، كان استفتاء بالدم لصالح الانفصال بين الشمال والجنوب.
تحدثت ربيكا في اتصال هاتفي مع التليفزيون الكيني عن أسرار اتصالاتها الأخيرة بزوجها، وقالت إنها شعرت بالقلق عليه بسبب هذه الرحلة الليلية، وتوجهت إلى مهبط نيوسايت وهي تمني نفسها بأن تستقبله وتراه أمامها، مساء السبت 30/7/2005 لكن المروحية الرئاسية الخاصة بالرئيس الأوغندي التي غادرت مطار عنتيبي الدولي في الخامسة بالتوقيت المحلي من مساء ذلك اليوم لم تصل إلى ذلك المهبط، لأنها كانت قد سقطت بزوجها لتنهي حياته مع مساعديه.
وأضافت ربيكا: زوجي كان دائم الاتصال بي وإخباري بمكان تواجده خلال كل رحلاته، وفي مساء 30/7 أجريت اتصالاً به حيث كان يقوم بجولة في أوغندا، وفي الخامسة إلا ربع اتصل أحد معاونيه ليقول لي إن طائرتهم تقلع الآن من مطار عنتبي، فرددت عليه.. كيف أن الساعة الآن الخامسة .. لن تستطيعوا الوصول إلى هنا قبل حلول الظلام".
واستطردت: "اخبروني أن قائد الطائرة أكد لهم أنهم سوف يصلون في الموعد.. توجهت إلي مهبط نيوسايت وأنا اتمنى لقاءه، لكن الساعة تجاوزت السابعة والمروحية لم تصل، في وقت حل فيه الظلام بالمهبط مما جعل الهبوط غير آمن".
وكشفت ربيكا ما حدث بعد ذلك قائلة: "عندما غادرت المهبط، أجريت اتصالاً هاتفياً بزوجي، رن هاتفه وواصل الرنين دون أن يرد، ثم سمعت رسالة صوتية، مما أثار دهشتي لأنه لم يحدث قط أن تأخر قرنق في الرد إلى مستوى ترك رسالة صوتية، فهو رجل اتصالات يسارع دوما في الرد على من يطلبه".
عند هذا الحد أدركت أن زوجي وقع له مكروه
تضيف: "نداء داخلي ألهمني أن اتصل بالرئيس موسفيني حتى يؤكد لي ما إذا كانت المروحية قد غادرت أوغندا، فأجابني بأنهم غادروا فعلا ووعدني بتزويدي على أي معلومات يحصل عليها.. ظللت أعاود الاتصال به طوال ليل السبت وحتى صباح الأحد".
وبقلب الزوجة العاشقة لرفيق رحلة عمرها تقول إنها عند هذا الحد أدركت أنها لن تحصل على أخبار طيبة، فهو رجل مقاتل، ولو كان حيا فسوف يتحرك إلى مكان ما ويتصل بها، وهذا ما لم يحدث، فالطائرة قد سقطت وزوجها لقي حتفه.
وفي انتقاد لتأخير إعلان خبر مصرع قرنق اثر سقوط طائرته مما أثار الجنوبيين في الخرطوم قال الصادق المهدي زعيم حزب الأمة السوداني: "فقدت طائرة د. جون قرنق عصر السبت 30 يوليو المنصرم، وترددت الأخبار عن اختفائها خارجيا يوم الأحد وصدر الإعلان عن وقوع المأساة يوم الاثنين".
وقال في مقال نشره بجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية إن العاصمة السودانية، وكثير من مدن السودان الكبيرة، تمثل تركيبة سكانية قلقة قوامها مجتمع حضري مستقر ومجتمع عشوائي أفرزته سنوات الجفاف والاضطرابات الأمنية، ومجتمع نازحين أفرزته الحرب الأهلية وهو مجتمعٌ مجردٌ من أدنى حقوق المواطنة.. هذا المجتمع النازح جلُّه من أهل الجنوب الجبهة الأكبر للحرب الأهلية.
ما حدث في الخرطوم غضب محرومين على مرفهين
وعندما تأكد نبأ مقتل د. جون قرنق شعر كثيرون في السودان بخيبة أمل بالغة، وكان الشعور في بعض مجتمعات السكن العشوائي وكثير من مجتمعات النزوح أعمق وأبلغ.. خيبة الأمل هذه تحولت إلى احتجاج على تأخير إعلان النبأ داخليا وعدم معاملة الحدث بالمستوى اللائق به في نظرهم، وإلى غضب على كافة مظاهر الحياة الحضرية لا سيما: غضب محرومين على مرفهين.
عاملا الاحتجاج والغضب هذان كانا نتيجة للفجاءة، ولكن الشحناء في النفوس خاصة ما بين المجتمع الحضري ومجتمع النازحين كانت تمثل بارودا قابلا للاشتعال.
وأضاف المهدي أن من العوامل التي خلقت فجوة عميقة أن بعض الجنوبيين جيَّروا اتفاقية السلام وطريقة إخراجها على أنها انتصار سوف يعقبه تمدد لإرادتهم ليفعلوا ما يشاءون،
ومن الناحية الأخرى اتخذ بعض الشماليين مواقف شك وعداء كان أكثرها وضوحا ما جاء في فتوى الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان بأن الانضمام للحركة الشعبية كفر وردة وأن التعاون معها حرام فهو تعاون على الإثم لأنها من الأحزاب المحاربة لله ولرسوله، فلا تؤجر لأعضائها المحلات والمساكن والمكاتب ليستعينوا بها في نشر باطلهم والدعوة لكفرهم ولا ينشر لهم ولا يخط ولا يرسم ولا يكتب لهم إعلان، بل يجب البراءة منهم وبغضهم في الله..
ووصف هذه المواقف بأنها تعبئة قتالية بعيدة جدا من روح السلام. لذلك عندما عبر الاحتجاجيون والغاضبون عن مشاعرهم بالعدوان على الأرواح وهتك الأعراض والمساكن والسيارات والمتاجر والمنشآت، قابلة موقف مضاد استهدف الجنوبيين أفرادا وجماعات وسالت الدماء وزهقت الأرواح. كان بعض رد الفعل من شباب المجتمع الحضري دفاعيا مشروعا احتوى العدوان الغاضب قبل تحرك الجهات الرسمية.
وانتقد المهدي السلطات التي تحركت فقط لاحتواء الموقف بعد اشتعال الفتنة وكان عليها أن تستعد قبل إعلان الخبر بصورة وقائية، وكان ينبغي قضاء الـ 24 ساعة قبل الإعلان في الاستعداد التام للوقاية الحازمة من الانفعالات المتوقعة.
وكشف أن ما حدث من خسائر في الأرواح أكثر بكثير من الأعداد المعلنة، وما صحب الفوضى من إصابات وجراحات وتلف في الأموال يفوق المليار دولار. وأهم من ذلك الخسائر المعنوية التي زادت من يقين كثير من الشماليين بأفضلية الانفصال كما عززت رؤية كثير من الجنوبيين الانفصاليين.. إن أسوأ ما في حرائق الخرطوم أنه استفتاء بالدم وإن كان محدودا لصالح الانفصال.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir