بو شلاخ
11-08-2020, 09:58 PM
https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2020/09/shutterstock_124546999.jpg?resize=770%2C513
السلوك المهذب والتعامل بلطف مع الآخرين مهارة مطلوبة بشدة في عصر كورونا المستجد (شترستوك)
25/9/2020
|
من المهم أن نشيد بالأعمال الجيدة وأن نُعلي من شأن اللطفاء. ووفقا لعالم الأعصاب وأستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد، جميل زكي "عندما نسلط الضوء على السلوك اللطيف، فإننا نساهم بانتشاره".
وتشير الدراسات إلى أن التصرف بلباقة يخفض من إفراز هرمونات الإجهاد، ويجعل الشخص أقل عرضة للاكتئاب وأقل عزلة وأكثر سعادة. كما أثبتت عدة أبحاث أن اللطفاء يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون فترة أطول.
تقول الكاتبة إليزابيث بيرنشتاين، في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (wsj) الأميركية، إن التعامل بلطف مع الآخرين يعود على صاحبه بفوائد جسدية ونفسية كثيرة.
وتعتبر أن السلوك المهذب والتعامل بلطف مع الآخرين مهارة مطلوبة بشدة في عصر "كوفيد-19". ففي مثل هذا الظرف الذي أجبر الناس على العزلة، يساعد التعامل بلطف على تمتين العلاقات مع الآخرين، وتحديد الأهداف الكبرى في الحياة وتطبيق قيمنا ومبادئنا.
التعامل بلطف مع الآخرين يمنحك المشاعر الإيجابية والرضا والسعادة في علاقاتك معهم (شترستوك)
علماء النفس يتحدثون
من وجهة نظر علماء النفس، يُعتبر اللطف نوعا من الإيثار وله نوعان: اللطف المتبادل، حين تساعد شخصا وتتوقع أن تستفيد منه بطريقة ما. واللطف الخالص الذي لا تتوقع أن تتلقى أي شيء مقابله.
وعودة إلى د. زكي (أستاذ علم النفس) فإنه يقول: لا تمثل الغريزة العامل الوحيد المسؤول عن ميلنا للتعامل بلطف مع الآخرين، بل تلعب التنشئة دورا مهما أيضا باكتساب هذا السلوك.
وتؤكد ستيفاني بريستون، أستاذة علم النفس في جامعة ميشيغان، أن التصرف بلطف ينشط جزءا في الدماغ يُعرف بنظام المكافأة، وهو المسؤول عن المتعة والمشاعر الإيجابية، لذلك يشبه الشعور الذي ينتابنا عندما نتصرف بلطف ما نشعر به عندما نتناول وجبتنا المفضلة.
كما يفرز الدماغ هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون الحب" عندما نجد استجابة من الشخص الذي تصرفنا معه بلطف، وهو ما يجعل الشعور الإيجابي يستمر لفترة أطول.
وأظهرت دراسة، نُشرت في مجلة "جورنال أوف بوزيتيف سايكولوجي" (Journal of Positive Psychology) عام 2019، أن الذين يؤمنون بقيمة التعامل بلطف مع الآخرين تمتعوا بقدر أكبر من المشاعر الإيجابية والرضا والسعادة في علاقاتهم مع الآخرين، مقارنة بأولئك الذين لم يؤمنوا بقيمة هذا السلوك.
الدماغ يفرز الأوكسيتوسين "هرمون الحب" عندما نجد استجابة ممن تصرفنا معه بلطف (شترستوك)
مهارة ضرورية
من الضروري أن نعمل على اكتساب مهارة التصرف بلطف مع الآخرين إذا كنا نفتقدها، وأن نعمل على تقييم تصرفاتنا يوما بعد يوم حتى نحقق الهدف.
وبحسب الكاتبة، من المهم جدا أن نهتم بمشاعر الآخرين ونعمل على مساعدتهم لكن دون أن نهمل احتياجاتنا الخاصة، كما ينبغي ألا نهمل أقرب الأشخاص إلينا ونظهر العطف والطيبة مع الغرباء فقط.
وتعتبر أن السلوك المهذب والتصرف بلطف مع الآخرين أصبح مطلوبا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم.
وأظهر الناس بالفعل أنهم أكثر ميلا للتعامل بلطف خلال الأزمات، حيث زادت وتيرة الأعمال الخيرية، وباتوا أكثر استعدادا لتقديم المساعدة للجيران المسنين وترك إكراميات أكبر لعمال المطاعم.
عليك التدرب على إظهار لطفك تجاه الآخرين وكل مرة تخرج فيها ابتسم وقل مرحبا (غيتي)
نصائح عملية
اجعل السلوك اللطيف عادة. خصص جزءا من وقتك لمساعدة شخص آخر وتقديم تبرعات والقيام بأعمال تطوعية.
تدرب على إظهار لطفك تجاه الآخرين كل مرة تخرج فيها ابتسم للناس وقل: مرحبا. أرسل رسالة نصية إلى صديق يمر بمحنة أو ساعد جارك في التخلص من النفايات.
يقول د. زكي "قد يستغرق الأمر دقيقة واحدة، ولا يكلفك شيئًا أن تجعل شخصا آخر يشعر بالسعادة".
كن لطيفا مع نفسك. يقول أستاذ علم النفس أيضا "إذا حاولت أن تكون لطيفًا مع الآخرين وقاسيًا مع نفسك، فسوف تستنزف كل طاقتك".
أجرِ محادثة قصيرة. يمكن أن يكون ذلك شيئا رائعا للآخرين خاصة وقت الحجر الصحي.
حسب سارة كونراث الباحثة بكلية "ليلي فاميلي" بجامعة إنديانا، أثبتت الأبحاث أن القيام بمجموعة متنوعة من الأعمال التطوعية يجعلك أكثر سعادة.
علم النفس: عليك التصرف بلطف مع أحبائك وليس مع الغرباء فقط (شترستوك)
تقول د. بريستون "عليك التصرف بلطف مع أحبائك، وليس مع الغرباء فقط. عندما تكون لطيفًا مع الذين تعيش معهم، ستساهم بتحسين حالتهم المزاجية وجعلهم أكثر سعادة".
ابحث عن قدوة لتحاكي سلوكها وتصرفاتها.
ينبغي ألا تشعر بالإحباط عندما لا يستجيب لك الآخرون، فهذا لا يعني أنهم لا يقدرون جهودك. ما عليك سوى أن تقنع نفسك أن كل الأمور ستسير على ما يرام وأن تواصل التقدم.
تذكر الأعمال الجيدة التي قمت بها سابقا. تشير الأبحاث إلى أن تذكرها يجعلك تشعر بالراحة والفرح.
علم أطفالك كيف يكونون لطفاء مع الآخرين وكن قدوة لهم.
انتبه للسلوك اللطيف من الآخرين ولا تتوان عن شكرهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر : وول ستريت جورنال
السلوك المهذب والتعامل بلطف مع الآخرين مهارة مطلوبة بشدة في عصر كورونا المستجد (شترستوك)
25/9/2020
|
من المهم أن نشيد بالأعمال الجيدة وأن نُعلي من شأن اللطفاء. ووفقا لعالم الأعصاب وأستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد، جميل زكي "عندما نسلط الضوء على السلوك اللطيف، فإننا نساهم بانتشاره".
وتشير الدراسات إلى أن التصرف بلباقة يخفض من إفراز هرمونات الإجهاد، ويجعل الشخص أقل عرضة للاكتئاب وأقل عزلة وأكثر سعادة. كما أثبتت عدة أبحاث أن اللطفاء يتمتعون بصحة أفضل ويعيشون فترة أطول.
تقول الكاتبة إليزابيث بيرنشتاين، في تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" (wsj) الأميركية، إن التعامل بلطف مع الآخرين يعود على صاحبه بفوائد جسدية ونفسية كثيرة.
وتعتبر أن السلوك المهذب والتعامل بلطف مع الآخرين مهارة مطلوبة بشدة في عصر "كوفيد-19". ففي مثل هذا الظرف الذي أجبر الناس على العزلة، يساعد التعامل بلطف على تمتين العلاقات مع الآخرين، وتحديد الأهداف الكبرى في الحياة وتطبيق قيمنا ومبادئنا.
التعامل بلطف مع الآخرين يمنحك المشاعر الإيجابية والرضا والسعادة في علاقاتك معهم (شترستوك)
علماء النفس يتحدثون
من وجهة نظر علماء النفس، يُعتبر اللطف نوعا من الإيثار وله نوعان: اللطف المتبادل، حين تساعد شخصا وتتوقع أن تستفيد منه بطريقة ما. واللطف الخالص الذي لا تتوقع أن تتلقى أي شيء مقابله.
وعودة إلى د. زكي (أستاذ علم النفس) فإنه يقول: لا تمثل الغريزة العامل الوحيد المسؤول عن ميلنا للتعامل بلطف مع الآخرين، بل تلعب التنشئة دورا مهما أيضا باكتساب هذا السلوك.
وتؤكد ستيفاني بريستون، أستاذة علم النفس في جامعة ميشيغان، أن التصرف بلطف ينشط جزءا في الدماغ يُعرف بنظام المكافأة، وهو المسؤول عن المتعة والمشاعر الإيجابية، لذلك يشبه الشعور الذي ينتابنا عندما نتصرف بلطف ما نشعر به عندما نتناول وجبتنا المفضلة.
كما يفرز الدماغ هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون الحب" عندما نجد استجابة من الشخص الذي تصرفنا معه بلطف، وهو ما يجعل الشعور الإيجابي يستمر لفترة أطول.
وأظهرت دراسة، نُشرت في مجلة "جورنال أوف بوزيتيف سايكولوجي" (Journal of Positive Psychology) عام 2019، أن الذين يؤمنون بقيمة التعامل بلطف مع الآخرين تمتعوا بقدر أكبر من المشاعر الإيجابية والرضا والسعادة في علاقاتهم مع الآخرين، مقارنة بأولئك الذين لم يؤمنوا بقيمة هذا السلوك.
الدماغ يفرز الأوكسيتوسين "هرمون الحب" عندما نجد استجابة ممن تصرفنا معه بلطف (شترستوك)
مهارة ضرورية
من الضروري أن نعمل على اكتساب مهارة التصرف بلطف مع الآخرين إذا كنا نفتقدها، وأن نعمل على تقييم تصرفاتنا يوما بعد يوم حتى نحقق الهدف.
وبحسب الكاتبة، من المهم جدا أن نهتم بمشاعر الآخرين ونعمل على مساعدتهم لكن دون أن نهمل احتياجاتنا الخاصة، كما ينبغي ألا نهمل أقرب الأشخاص إلينا ونظهر العطف والطيبة مع الغرباء فقط.
وتعتبر أن السلوك المهذب والتصرف بلطف مع الآخرين أصبح مطلوبا في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم.
وأظهر الناس بالفعل أنهم أكثر ميلا للتعامل بلطف خلال الأزمات، حيث زادت وتيرة الأعمال الخيرية، وباتوا أكثر استعدادا لتقديم المساعدة للجيران المسنين وترك إكراميات أكبر لعمال المطاعم.
عليك التدرب على إظهار لطفك تجاه الآخرين وكل مرة تخرج فيها ابتسم وقل مرحبا (غيتي)
نصائح عملية
اجعل السلوك اللطيف عادة. خصص جزءا من وقتك لمساعدة شخص آخر وتقديم تبرعات والقيام بأعمال تطوعية.
تدرب على إظهار لطفك تجاه الآخرين كل مرة تخرج فيها ابتسم للناس وقل: مرحبا. أرسل رسالة نصية إلى صديق يمر بمحنة أو ساعد جارك في التخلص من النفايات.
يقول د. زكي "قد يستغرق الأمر دقيقة واحدة، ولا يكلفك شيئًا أن تجعل شخصا آخر يشعر بالسعادة".
كن لطيفا مع نفسك. يقول أستاذ علم النفس أيضا "إذا حاولت أن تكون لطيفًا مع الآخرين وقاسيًا مع نفسك، فسوف تستنزف كل طاقتك".
أجرِ محادثة قصيرة. يمكن أن يكون ذلك شيئا رائعا للآخرين خاصة وقت الحجر الصحي.
حسب سارة كونراث الباحثة بكلية "ليلي فاميلي" بجامعة إنديانا، أثبتت الأبحاث أن القيام بمجموعة متنوعة من الأعمال التطوعية يجعلك أكثر سعادة.
علم النفس: عليك التصرف بلطف مع أحبائك وليس مع الغرباء فقط (شترستوك)
تقول د. بريستون "عليك التصرف بلطف مع أحبائك، وليس مع الغرباء فقط. عندما تكون لطيفًا مع الذين تعيش معهم، ستساهم بتحسين حالتهم المزاجية وجعلهم أكثر سعادة".
ابحث عن قدوة لتحاكي سلوكها وتصرفاتها.
ينبغي ألا تشعر بالإحباط عندما لا يستجيب لك الآخرون، فهذا لا يعني أنهم لا يقدرون جهودك. ما عليك سوى أن تقنع نفسك أن كل الأمور ستسير على ما يرام وأن تواصل التقدم.
تذكر الأعمال الجيدة التي قمت بها سابقا. تشير الأبحاث إلى أن تذكرها يجعلك تشعر بالراحة والفرح.
علم أطفالك كيف يكونون لطفاء مع الآخرين وكن قدوة لهم.
انتبه للسلوك اللطيف من الآخرين ولا تتوان عن شكرهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
المصدر : وول ستريت جورنال