ديك الجن
11-01-2020, 10:43 PM
يزور إيران سنويا مئات الالوف من الكويتيين قبل أزمة كورونا ولم يشتكي أحدا بأنه تم حجز حريته أو تم إختطافة كما يحاول أن يصور الكاتب أحمد الصراف ذلك ويبرر لنفسه عدم زيارتها
https://ajialq8.com/wp-content/uploads/2017/07/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%81.jpg
أحمد الصراف - القبس
1 نوفمبر 2020
المواطن الإيراني.. يا سعادة السفير!
«... لقد رأى العالم كيف اتحدت أغلبية قوى المعارضة في إيران ضد حكم الشاه، الذي ما إن أطيح به حتى شبَّ صراع مرير بين القوى المنتصرة، وبعد خسائر مهولة في الأرواح والممتلكات، استتب الأمر لأكثر القوى رجعية، التي أعادت إيران إلى القرون الوسطى»!
*** أوردت الفقرة أعلاه في مقال قبل أيام، ولم يستلطف السفير الإيراني في الكويت سعادة محمد إيراني ما ذكرت، فأرسل تعقيباً في غاية اللطف والتهذيب، معترضاً على حكمي غير المنصف بحق وطنه، وكيف أنه من حقي عدم تأييد السياسة الإيرانية، لكن ليس من حقي تشبيه الوضع في إيران بأوضاع القرون الوسطى، في ظل كل إنجازات الثورة خلال الأربعين عاماً الماضية، وما حققته في مختلف الميادين.
كما تمنى علينا سعادة السفير معرفة الحقائق، والتعليق عليها بإيجابية، آخذين في الحسبان الحصار الذي عانت منه إيران طويلاً، والحروب التي فرضت عليها، وما مورس عليها من ضغوط. وإنه على ثقة بأنني سأنظر إلى الوضع بإيجابية أكثر.
*** أشكر تجشم سعادة السفير عناء الكتابة لنا وتوضيح الكثير من الأمور التي كانت بالفعل غائبة عنا. فعلاقتي مع إيران، مع الأسف الشديد، انقطعت منذ ستين عاماً، بخلاف زيارة عمل سريعة لطهران خلال الاحتلال الصدامي الحقير لوطني، وبالتالي لم يكن من الإنصاف استخدام ذلك الوصف المسيء، وأنا مدين له ولوطنه الجميل بالاعتذار! ولكن أرجو أن يتسع صدر سعادته لملاحظاتي التالية:
الإنسان، وفي أي دولة كانت، هو الأهم، وثقافته وسعادته وصحته وحريته هي الأساس في الحكم على تقدم أي دولة، وليس عظمة مباني تلك الدولة وعلوها، ولا السدود وضخامتها، ولا الطرقات وامتداداتها.
وثروة أي دولة يجب أن تكرس لتحقيق رفاهية الفرد فيها، وليس صرفها على أنشطة خارجية، وأنت تعلم جيداً ما أعني، وهذا ليس سراً، فقد أشاد كبار مراجع الدين والسياسة من فوق أعلى المنابر بتوسع النفوذ والتدخل الإيراني لدول عربية عدة.
يقول المثل:
«من ساواك بنفسه ما ظلم»!
فما أطالب به من اهتمام بالفرد الإيراني هو ما سبق أن طالبت به حكومة وطني، عبر عشرات المقالات واللقاءات، فالأصل هو المواطن.
ففي الوقت الذي نجحنا فيه في الكويت، وحتماً في دول الخليج الأخرى، في بناء مختلف الصروح العلمية، والمباني المبهرة، والجامعات الضخمة، إلا أننا فشلنا في خلق المواطن الصالح، الملتزم.
وعلى الرغم من مئات المليارات التي صُرفت على بناء الجسور والأنفاق، فإننا فشلنا في خلق السائق الذي يعرف كيف يقود مركبته بطريقة سليمة ويحترم بقية مستخدمي الطريق.
*** أتفق معك بأن إيران نجحت في بناء 550 سداً، في الوقت الذي لم يزد عددها قبل الثورة على 27. وصحيح ما ذكرته من تحقيق إيران لمنجزات طبية وزراعية وتعليمية ونفطية عظيمة، إلا أنها تبقى دولة طاردة للكفاءات.
ولو تم تسهيل خروج مواطنيها منها، لربما خرجت القلة المبدعة الباقية.
فعلى الرغم من حب الإيرانيين المعروف لوطنهم، ولثقافتهم القديمة، فإن أغلبيتهم غير راضين عن الطريقة التي يتم بها طمس حقوقهم وتغييب ثقافتهم على حساب ثقافات «غيرهم»!
لقد كررت أكثر من مرة أنني أحب إيران والإيرانيين، وأتمنى صادقاً زيارتها يوماً، لكني وغيري نتردد في ذلك لعدم اطمئناننا لمصيرنا، أقول ذلك وأنا متفهم تماماً ولاءك وحبك لوطنك، لكني معني بوضع الإنسان في أي دولة أكثر من اهتمامي بالأمور الأخرى.
أحمد الصراف a.alsarraf@alqabas.com.kw أحمد الصراف
للمزيد: https://alqabas.com/article/5812929
https://ajialq8.com/wp-content/uploads/2017/07/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D9%81.jpg
أحمد الصراف - القبس
1 نوفمبر 2020
المواطن الإيراني.. يا سعادة السفير!
«... لقد رأى العالم كيف اتحدت أغلبية قوى المعارضة في إيران ضد حكم الشاه، الذي ما إن أطيح به حتى شبَّ صراع مرير بين القوى المنتصرة، وبعد خسائر مهولة في الأرواح والممتلكات، استتب الأمر لأكثر القوى رجعية، التي أعادت إيران إلى القرون الوسطى»!
*** أوردت الفقرة أعلاه في مقال قبل أيام، ولم يستلطف السفير الإيراني في الكويت سعادة محمد إيراني ما ذكرت، فأرسل تعقيباً في غاية اللطف والتهذيب، معترضاً على حكمي غير المنصف بحق وطنه، وكيف أنه من حقي عدم تأييد السياسة الإيرانية، لكن ليس من حقي تشبيه الوضع في إيران بأوضاع القرون الوسطى، في ظل كل إنجازات الثورة خلال الأربعين عاماً الماضية، وما حققته في مختلف الميادين.
كما تمنى علينا سعادة السفير معرفة الحقائق، والتعليق عليها بإيجابية، آخذين في الحسبان الحصار الذي عانت منه إيران طويلاً، والحروب التي فرضت عليها، وما مورس عليها من ضغوط. وإنه على ثقة بأنني سأنظر إلى الوضع بإيجابية أكثر.
*** أشكر تجشم سعادة السفير عناء الكتابة لنا وتوضيح الكثير من الأمور التي كانت بالفعل غائبة عنا. فعلاقتي مع إيران، مع الأسف الشديد، انقطعت منذ ستين عاماً، بخلاف زيارة عمل سريعة لطهران خلال الاحتلال الصدامي الحقير لوطني، وبالتالي لم يكن من الإنصاف استخدام ذلك الوصف المسيء، وأنا مدين له ولوطنه الجميل بالاعتذار! ولكن أرجو أن يتسع صدر سعادته لملاحظاتي التالية:
الإنسان، وفي أي دولة كانت، هو الأهم، وثقافته وسعادته وصحته وحريته هي الأساس في الحكم على تقدم أي دولة، وليس عظمة مباني تلك الدولة وعلوها، ولا السدود وضخامتها، ولا الطرقات وامتداداتها.
وثروة أي دولة يجب أن تكرس لتحقيق رفاهية الفرد فيها، وليس صرفها على أنشطة خارجية، وأنت تعلم جيداً ما أعني، وهذا ليس سراً، فقد أشاد كبار مراجع الدين والسياسة من فوق أعلى المنابر بتوسع النفوذ والتدخل الإيراني لدول عربية عدة.
يقول المثل:
«من ساواك بنفسه ما ظلم»!
فما أطالب به من اهتمام بالفرد الإيراني هو ما سبق أن طالبت به حكومة وطني، عبر عشرات المقالات واللقاءات، فالأصل هو المواطن.
ففي الوقت الذي نجحنا فيه في الكويت، وحتماً في دول الخليج الأخرى، في بناء مختلف الصروح العلمية، والمباني المبهرة، والجامعات الضخمة، إلا أننا فشلنا في خلق المواطن الصالح، الملتزم.
وعلى الرغم من مئات المليارات التي صُرفت على بناء الجسور والأنفاق، فإننا فشلنا في خلق السائق الذي يعرف كيف يقود مركبته بطريقة سليمة ويحترم بقية مستخدمي الطريق.
*** أتفق معك بأن إيران نجحت في بناء 550 سداً، في الوقت الذي لم يزد عددها قبل الثورة على 27. وصحيح ما ذكرته من تحقيق إيران لمنجزات طبية وزراعية وتعليمية ونفطية عظيمة، إلا أنها تبقى دولة طاردة للكفاءات.
ولو تم تسهيل خروج مواطنيها منها، لربما خرجت القلة المبدعة الباقية.
فعلى الرغم من حب الإيرانيين المعروف لوطنهم، ولثقافتهم القديمة، فإن أغلبيتهم غير راضين عن الطريقة التي يتم بها طمس حقوقهم وتغييب ثقافتهم على حساب ثقافات «غيرهم»!
لقد كررت أكثر من مرة أنني أحب إيران والإيرانيين، وأتمنى صادقاً زيارتها يوماً، لكني وغيري نتردد في ذلك لعدم اطمئناننا لمصيرنا، أقول ذلك وأنا متفهم تماماً ولاءك وحبك لوطنك، لكني معني بوضع الإنسان في أي دولة أكثر من اهتمامي بالأمور الأخرى.
أحمد الصراف a.alsarraf@alqabas.com.kw أحمد الصراف
للمزيد: https://alqabas.com/article/5812929