المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة فرنسا ... أسامة غريب



بو عجاج
10-31-2020, 10:28 PM
https://mediaaws.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg


أسامة غريب

الجمعة 30-10-2020

تُرى، لماذا لا يقوم الفرنسيون وغيرهم من الأوروبيين بالسخرية من «بوذا» الذى يقدسه مئات الملايين من البشر فى آسيا؟، ولماذا لا يسخرون من الهندوسية التى تتضمن تقديس الأبقار، مع أن هذا شىء قد يغرى مَن فى قلبه مرض بالتنكيت والاستظراف؟..

لماذا تقتصر عدوانيتهم التهكمية على نبى الإسلام دون غيره من الرموز الدينية؟. بصراحة ومن غير زعل، لأن الصورة التى وصلتهم عن نبى الإسلام هى صورة مغلوطة وكاذبة، وللأسف مصدرها هم المسلمون أنفسهم. إنّ كُتب المسلمين القديمة التى تركوها لنا اعتبارًا من الدولة الأموية مليئة بالأحاديث الكاذبة التى صوروا فيها الرسول الكريم بصورة لا تدفع لأى تبجيل أو احترام.


هل ترجون من الخواجة الفرنسى عندما يعرف من المسلمين أن رسولهم تزوج طفلة فى التاسعة من العمر أن يتأثر من روعة الفكرة وجمالها؟.

هل تتصورون أن القارئ الفرنسى الذى تقولون له إن رسولكم كان يطوف على نسائه جميعًا واحدة وراء الأخرى كل ليلة بدون غُسل.. هل تتصورونه سيرى هذا عملًا عظيمًا يليق بالأنبياء؟. إن كل الأكاذيب التى تم دسها على الرسول فصورته على غير حقيقته هى التى تدفع الآخرين لأخذ فكرة سيئة عن سيد الخلق أجمعين.

والحقيقة أن هذه الأكاذيب التى تمتلئ بها كُتبنا التى يتم تدريسها للمسلمين يأخذ منها المسلم موقفين: فالمسلم العاقل لن يصدقها لكنه سيصدق القرآن الذى تحدث عن الرسول بأدب واحترام، أما المسلم الداعشى فإنه سيصدقها وسيتصور أن الجنون الذى تحتويه هو الإسلام، ولسوف يحب هذا الجنون بجنون ويقاتل دونه مَن يفكر فى انتقاده!.

فإذا أتينا إلى الأجنبى، فإنه بالتأكيد سيخاف من الصورة التى رسمناها لديننا بأيدينا، وطبيعى لن يصدقنا عندما نحاول إقناعه بأن الإسلام دين محبة ورحمة ومساواة.

هل ما سبق يعنى أن الفرنسيين محقون فى حملتهم الشعواء على كل ما هو إسلامى من البشر للمساجد للطبيخ الحلال؟ بالطبع لا. لماذا هم غير محقين؟

لأنهم لا يفهمون أن المسلمين لا يملكون سوى الدين، يلوذون به من حياتهم المُرة، وأن مَن يمس دينهم فإنه يحاول تقويض آخر أمل تنطوى عليه الحياة بعدما خربت الدنيا ولم يبق لهم غير انتظار الآخرة ونعيمها.

الفرنسى لديه حياة تغنيه عن التفكير فى حياة بعد الحياة، لكن المسلم ينشغل بالدين من صحوه إلى منامه، ينشغل بالدين حتى وهو يرتكب المعاصى.. المسلم يقول يارب استر وهو مقدم على ارتكاب جريمة.

إلى هذا الحد الدين مهم بالنسبة للمسلم وهو ما لا يفهمه الفرنسيون، ولو فهموه لما جرأوا على السخرية من نبى الإسلام رغم الصورة التى أوصلها المسلمون عنه!.

إن اليهود فرضوا على الدنيا احترام أكاذيبهم باستخدام العلم والاقتصاد والميديا والسينما والتغلغل فى مراكز صناعة القرار، أما المسلمون فقد هانوا وضعفوا، حتى لم يعد لديهم ما يدافعون به عن معتقداتهم سوى قطع الرقاب!.

فرنسا لن تستطيع تعديل الإسلام ليكون مطابقًا لمعاييرها، لكنها تستطيع تقديم حياة لمسلمى فرنسا بعيدًا عن التهميش والنظرة الدونية وإهمال سكان الضواحى الذين صارت حياتهم تشبه حياة المسلمين فى بلاد المسلمين!.