المصباح
10-30-2020, 11:33 AM
بيروت حمود
الخميس 29 تشرين الأول 2020
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/2020102905856729637395299367291236.jpg
الاتّفاق الذي يبدأ سريانه الأسبوع المقبل، وُقّع بين «مخمر هضبة الجولان» وشركة «E&A» الإماراتيّة
لن يكون مفاجئاً إذا ما أبدت أبو ظبي، في وقت قريب، حماستها مثلاً للاستثمار في جمعيّة «إلعاد» الاستيطانيّة، بل لو أمكنها الاستثمار في «حائط المبكى» ذاته فلن تتردّد، على الأرجح. إذ إنها، بعد توقيعها عشرات الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، قرّرت أخيراً ضرب نضالات حركة «BDS» عبر تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في مستوطنات الجولان المحتلّ!
لا يزال الطريق أمام تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في الجولان، وعراً في أوروبا.
إذ إنه منذ نحو عام، أقرّت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ وَسْم البضائع الإسرائيلية المُصدَّرة من المستوطنات الواقعة في المناطق المحتلة من الضفة الغربية والقدس وهضبة الجولان السورية إلى دول الاتحاد الأوروبي بأنها «أُنتجت في أراضٍ محتلّة».
القرار الذي يُعدّ سابقة قانونية قامت «حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات من إسرائيل» (BDS)، آنذاك، بدور محوريّ في الدفع باتّجاهه، الأمر الذي أدّى إلى تكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية، قبل دفعها إلى تسويق منتجات مستوطناتها في الولايات المتحدة، وهو ما عدّه المستوطنون حينها انتصاراً على الحركة.
لكن مع إشهار تطبيع العلاقات الإماراتية ــــ الإسرائيلية، وتوقيع عشرات الاتفاقيات التجارية بين الطرفين، تصدّت أبو ظبي بنفسها لمهمّة تسويق أجود أنواع النبيذ الإسرائيلي الذي ينتجه «مخمر هضبة الجولان».
الاتفاق الذي يبدأ سريانه الأسبوع المقبل، وُقّع بين «مخمر هضبة الجولان» وشركة «E&A» الإماراتية، ووصفته صحيفة «إسرائيل اليوم» بأنه «الصفقة التي ستُغضب المنظمات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى أن أبو ظبي «ستحتضن هذا النبيذ، وستُسوّقه للسيّاح من كلّ أنحاء العالم، وأيضاً السيّاح الإسرائيليين»، مضيفة إنه «بدءاً من الأسبوع المقبل، سيتوفر نبيذ الجولان في الإمارات». ولفتت إلى أن «السكان المحليين في الإمارات لا يستهلكون الكحول؛ إذ يُسمح باستهلاكه في المطاعم والفنادق والحانات المخصّصة. ويَحظر القانون الإماراتي شرب الكحول أو المشي في حالة سكر في الشوارع». وبما أن أسعار المشروبات الروحية في الإمارات أغلى منها في إسرائيل، فسيباع «نبيذ الجولان» بأسعار تفُوق سعره الأصلي الذي يراوح عادة بين 30 و40 دولاراً للزجاجة الواحدة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لـ«E&A»، جيسون ديكسون، أن «مخمر نبيذ هضبة الجولان يعدّ أحد مصانع النبيذ الرائدة والأكثر جودة في إسرائيل». كما نقلت عنه «(أننا) متحمّسون لتقديم النبيذ الفريد المُصنّع في إسرائيل لزبائننا في الإمارات. هذا اتفاق تاريخي ونتطلّع إلى تعاون ناجح وطويل الأمد مع مخمر نبيذ مرتفعات الجولان». أمّا الرئيس التنفيذي للمخمر، يائير شابيرا، فرأى أن توقيع الصفقة مع الشركة الإماراتية هو «لحظة تاريخية مثيرة بشكل عام لصناعة النبيذ الإسرائيلي، وبالنسبة إلينا على وجه الخصوص... مخمرنا يقود ثورة في عالم النبيذ العالي الجودة في إسرائيل. نحن متحمّسون لكوننا المصنع الذي (سيفتح البوابة) ويُقدّم إنتاجه للمقيمين والضيوف في الإمارات».
وأضاف شابيرا إن «هذا اختراق ودخول إلى سوق جديدة بإمكانيات فريدة ومثيرة للاهتمام. نحن نرى شركة E&A كشريك مهمّ على طول الطريق، ونتطلّع إلى استمرار التعاون المثمر والمزدهر».
أصبحت أبو ظبي شريكة في سلب خيرات أرض سورية لمصلحة محتلّيها
و«مخمر هضبة الجولان»، بحسب ما يرد في صفحته التعريفية باللغة العبرية، هو المخمر الأول الذي أقيم في هضبة الجولان بعد احتلالها. وهو «يضمّ إنتاج ثماني مستوطنات وقرى تعاونية زراعية من العنب الذي يجري تحويله إلى النبيذ».
ويضيف التعريف إنه «منذ إقامته حتى اليوم، يستمرّ مخمر هضبة الجولان في ترك بصمته على النبيذ الإسرائيلي، كما أن تأسيس هذا المخمر غيّر وجه النبيذ المحلي في إسرائيل ومفهوم الجودة لدى المستهلك الإسرائيلي. ويُنتج المخمر أربعة أنواع نبيذ مختلفة تحمل أسماء (يردين ــــ الأردن، وجولان، وهار حرمون ــــ جبل حرمون/ الشيخ، وجملاه)».
ويسيطر مخمر النبيذ الإسرائيلي على 6300 دونم من أراضي الجولان المحتلة المزروعة بأكثر من 19 نوعاً من أنواع العنب المختلفة! وهذه الأراضي هي من ضمن الأراضي التي مارست إسرائيل بحق أهلها تطهيراً عرقياً خلال حرب النكسة وبعدها، إذ هَجّرت 130 ألفاً من أهلها الأصليين، ولم تُبقِ إلا 9 آلاف منهم، وأبناء هؤلاء هم مَن ظلّوا إلى اليوم في القرى السورية الخمس (بقعاثا، مجدل شمس، مسعدة، عين قنية والغجر)، ومعظمهم من الموحّدين الدروز.
في المحصّلة، لا تُسوّق الإمارات منتَجاً إسرائيلياً منبوذاً في حانات العالم فحسب، بل هي بذلك شريكة في سلب خيرات أرض سورية لمصلحة محتلّيها.
https://www.al-akhbar.com/Palestine/295775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-BDS-%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86%D 8%A7%D8%AA
الخميس 29 تشرين الأول 2020
https://al-akhbar.com/Images/ArticleImages/2020102905856729637395299367291236.jpg
الاتّفاق الذي يبدأ سريانه الأسبوع المقبل، وُقّع بين «مخمر هضبة الجولان» وشركة «E&A» الإماراتيّة
لن يكون مفاجئاً إذا ما أبدت أبو ظبي، في وقت قريب، حماستها مثلاً للاستثمار في جمعيّة «إلعاد» الاستيطانيّة، بل لو أمكنها الاستثمار في «حائط المبكى» ذاته فلن تتردّد، على الأرجح. إذ إنها، بعد توقيعها عشرات الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، قرّرت أخيراً ضرب نضالات حركة «BDS» عبر تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في مستوطنات الجولان المحتلّ!
لا يزال الطريق أمام تسويق النبيذ الإسرائيلي المصنّع في الجولان، وعراً في أوروبا.
إذ إنه منذ نحو عام، أقرّت محكمة العدل الأوروبية في لوكسمبورغ وَسْم البضائع الإسرائيلية المُصدَّرة من المستوطنات الواقعة في المناطق المحتلة من الضفة الغربية والقدس وهضبة الجولان السورية إلى دول الاتحاد الأوروبي بأنها «أُنتجت في أراضٍ محتلّة».
القرار الذي يُعدّ سابقة قانونية قامت «حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات من إسرائيل» (BDS)، آنذاك، بدور محوريّ في الدفع باتّجاهه، الأمر الذي أدّى إلى تكبيد إسرائيل خسائر اقتصادية، قبل دفعها إلى تسويق منتجات مستوطناتها في الولايات المتحدة، وهو ما عدّه المستوطنون حينها انتصاراً على الحركة.
لكن مع إشهار تطبيع العلاقات الإماراتية ــــ الإسرائيلية، وتوقيع عشرات الاتفاقيات التجارية بين الطرفين، تصدّت أبو ظبي بنفسها لمهمّة تسويق أجود أنواع النبيذ الإسرائيلي الذي ينتجه «مخمر هضبة الجولان».
الاتفاق الذي يبدأ سريانه الأسبوع المقبل، وُقّع بين «مخمر هضبة الجولان» وشركة «E&A» الإماراتية، ووصفته صحيفة «إسرائيل اليوم» بأنه «الصفقة التي ستُغضب المنظمات التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى أن أبو ظبي «ستحتضن هذا النبيذ، وستُسوّقه للسيّاح من كلّ أنحاء العالم، وأيضاً السيّاح الإسرائيليين»، مضيفة إنه «بدءاً من الأسبوع المقبل، سيتوفر نبيذ الجولان في الإمارات». ولفتت إلى أن «السكان المحليين في الإمارات لا يستهلكون الكحول؛ إذ يُسمح باستهلاكه في المطاعم والفنادق والحانات المخصّصة. ويَحظر القانون الإماراتي شرب الكحول أو المشي في حالة سكر في الشوارع». وبما أن أسعار المشروبات الروحية في الإمارات أغلى منها في إسرائيل، فسيباع «نبيذ الجولان» بأسعار تفُوق سعره الأصلي الذي يراوح عادة بين 30 و40 دولاراً للزجاجة الواحدة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لـ«E&A»، جيسون ديكسون، أن «مخمر نبيذ هضبة الجولان يعدّ أحد مصانع النبيذ الرائدة والأكثر جودة في إسرائيل». كما نقلت عنه «(أننا) متحمّسون لتقديم النبيذ الفريد المُصنّع في إسرائيل لزبائننا في الإمارات. هذا اتفاق تاريخي ونتطلّع إلى تعاون ناجح وطويل الأمد مع مخمر نبيذ مرتفعات الجولان». أمّا الرئيس التنفيذي للمخمر، يائير شابيرا، فرأى أن توقيع الصفقة مع الشركة الإماراتية هو «لحظة تاريخية مثيرة بشكل عام لصناعة النبيذ الإسرائيلي، وبالنسبة إلينا على وجه الخصوص... مخمرنا يقود ثورة في عالم النبيذ العالي الجودة في إسرائيل. نحن متحمّسون لكوننا المصنع الذي (سيفتح البوابة) ويُقدّم إنتاجه للمقيمين والضيوف في الإمارات».
وأضاف شابيرا إن «هذا اختراق ودخول إلى سوق جديدة بإمكانيات فريدة ومثيرة للاهتمام. نحن نرى شركة E&A كشريك مهمّ على طول الطريق، ونتطلّع إلى استمرار التعاون المثمر والمزدهر».
أصبحت أبو ظبي شريكة في سلب خيرات أرض سورية لمصلحة محتلّيها
و«مخمر هضبة الجولان»، بحسب ما يرد في صفحته التعريفية باللغة العبرية، هو المخمر الأول الذي أقيم في هضبة الجولان بعد احتلالها. وهو «يضمّ إنتاج ثماني مستوطنات وقرى تعاونية زراعية من العنب الذي يجري تحويله إلى النبيذ».
ويضيف التعريف إنه «منذ إقامته حتى اليوم، يستمرّ مخمر هضبة الجولان في ترك بصمته على النبيذ الإسرائيلي، كما أن تأسيس هذا المخمر غيّر وجه النبيذ المحلي في إسرائيل ومفهوم الجودة لدى المستهلك الإسرائيلي. ويُنتج المخمر أربعة أنواع نبيذ مختلفة تحمل أسماء (يردين ــــ الأردن، وجولان، وهار حرمون ــــ جبل حرمون/ الشيخ، وجملاه)».
ويسيطر مخمر النبيذ الإسرائيلي على 6300 دونم من أراضي الجولان المحتلة المزروعة بأكثر من 19 نوعاً من أنواع العنب المختلفة! وهذه الأراضي هي من ضمن الأراضي التي مارست إسرائيل بحق أهلها تطهيراً عرقياً خلال حرب النكسة وبعدها، إذ هَجّرت 130 ألفاً من أهلها الأصليين، ولم تُبقِ إلا 9 آلاف منهم، وأبناء هؤلاء هم مَن ظلّوا إلى اليوم في القرى السورية الخمس (بقعاثا، مجدل شمس، مسعدة، عين قنية والغجر)، ومعظمهم من الموحّدين الدروز.
في المحصّلة، لا تُسوّق الإمارات منتَجاً إسرائيلياً منبوذاً في حانات العالم فحسب، بل هي بذلك شريكة في سلب خيرات أرض سورية لمصلحة محتلّيها.
https://www.al-akhbar.com/Palestine/295775/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%86%D8%AF%D8%A7-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9-BDS-%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D9%82-%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%B0-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86%D 8%A7%D8%AA