محلل نفسى
07-29-2005, 11:04 AM
مهيب النواتي
اقشعرت أبداننا ونحن نقرا ونسمع نبأ مقتل الدبلوماسيين الجزائريين على أيدي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين, كما اقشعرت من قبل وهي تسمع نبا مقتل سفير مصر الدبلوماسي الشريف, والسؤال الذي بات محيرا في سلسلة الاستهداف هذه وهو الأكثر أهمية في نظري هو مبرر القتل, فالشريف كما ردد قاتلوه " وان كانت أنباء قالت انه قد يكون على قيد الحياة " كانت جريمته انه خدم جزء من حياته الدبلوماسية ضمن طاقم سفارة بلاده الدبلوماسي العامل في اسرائيل. أما الدبلوماسيين الجزائريين فتهمتهما تمس بجوهر الولاء والانتماء الديني وهي قضية لا نعتقد أن الرزقاوي وجماعته قد أقاموا دولة الخلافة حتى يحددوا من المرتد من المؤمن.
هذه المبررات كما قلت هي من أكثر الأمور خطورة في كل ما سمعناه عن القاعدة وعن صمت علماء الأمة ازائها, وقد نفهم أن تستعدي القاعدة أمريكا وكل حلفائها ممن خاضوا حربا على أفغانستان ثم العراق, وقد نفهم أيضا خاصة نحن من نعاني من ويلات الاحتلال في فلسطين أن تعلن المقاومة في العراق أو أي مكان آخر حربها ضد المحتل, رغم عدم فهمنا لهذه السيارات المفخخة التي تحصد كل يوم عشرات أرواح الأبرياء من المواطنين الغلابي والأطفال والشيوخ والنساء في بلاد الرافدين, بلاد العراقة والتاريخ والحضارة.
نعم قد نفهم كل هذا, لكننا لن نستطيع فهم كما لن يستطيع أن يفهمنا لا الزرقاوي ولا كل من يؤمن بحقه في استباحة دماء المسلمين كيف نقبل قتل الدبلوماسيين العرب بهذه الحجج العقائدية المبنية على فتاوي دينية يعود أصلها إلى تكفير المجتمع والأمة. والا فسروا لنا كيف يمكن أن يقتل هؤلاء السفراء إذا لم يكن سبب قتلهم هو عقيدة التكفير ليس لشخوصهم كأفراد, وليس لذنب ارتكبوه بحق العراق إنما جاء ذلك لانتمائهم لأنظمة حكم بلادهم وعملهم من خلالها.
وهذا هو بيت القصيد فإذا ما كفرت الحكومات فهذا الأمر بلا شك ينسحب على الأفراد أيضا لان كل العمال والموظفين العاملين تحت لواء هذه الدولة سيدخلوا في إطار تكفيرها, وفتوى" التقية " لإدخال هؤلاء في دائرة الاستهداف والقتل جاهزة, وبالتالي فان أسرهم ستدخل في نفس الإطار بما ينسحب على كافة أبناء المجتمع.
ومن هنا يكون سؤالنا إلى علماء الأمة هل يجوز تكفير المجتمع؟؟, هذا سؤال يجب أن تجيبونا عليه لسبب هام أن هذه العقيدة التكفيرية التي تبرر قتل الناس أصبحت تنتشر بين أوساط كثيرة من أبناء امتنا, لان كافة الدلائل والتحليلات تقول أن القاعدة كتنظيم لا يمكن أن يصل إلى هذا المستوى من العالمية والانتشار, إنما سبب ما يحدث في العالم من انتشار للقاعدة سببه انتشار فكر القاعدة المبني على فكرة رفض التواجد الغربي في بلاد الملسمين, والذي ساق لخدمته مفكروا وقادة القاعدة فتاوى إباحة دماء المسلمين. هذا الفكر أصبح يمثل قاعدة فكرية جهادية للعديد من الشباب الذين توفرت لهم إمكانيات لإقامة تنظيمات تتبع إلى القاعدة فكريا ولكنها لا تتبع لها تنظيميا أو إداريا.
وحتى لا تختلط الأمور الجهادية والنضالية المقاومة بجرائم القتل واستباحة دماء المسلمين لدى هؤلاء الشباب الذين بدئوا يقتدون بالقاعدة فكرا, اعتقد انه على علماء الأمة أن يقولوا كلمتهم في هذا الأمر بشكل مفصلي, ليس من باب إصدار الفتوى فقط وليس من خلال الفضائيات أو الحلقات المتلفزة, بل من باب التوجيه والإرشاد المتواصل للأمة وأبنائها من خلال خطب أيام الجمعة ومن خلال الدروس والحلقات العلمية في المساجد ومن خلال المدارس والجامعات. لأنه لا يجوز لنا أن نترك أجيالا كثيرة من الشباب العربي والمسلم أن تتربى على هذه المبادىء التي تستبيح دماء المسلمين دونما وجه حق, ودون أن تفرق بين الجهاد ضد العدو والمحتل وبين استباحة دماء أبناء الأمة.
أما إذا كانت هذه الدماء المستباحة بوجه حق !! فاخبرونا يا علماء الأمة حتى نصفق لما نراه من قتل ودمار وخراب, أو على الأقل نخرس أقلامنا ونسكت ونكف عن الكتابة, حتى لا نتهم بأننا في طريقنا للخروج عن الملة.
أفتونا أفتاكم الله, وارشدوا هذه الأجيال الكبيرة من شباب الأمتين العربية والإسلامية إلى طريق الخير, فكلمتكم مسموعة وفتاويكم إذا ما فٌعِلَت بشكل واعي فان صداها سيكون مؤثرا جدا, لعلنا نخرج من هذا النفق المظلم الذي بات غارقا بدماء أبناء المسلمين " عافاكم ورحمكم الله ".
اقشعرت أبداننا ونحن نقرا ونسمع نبأ مقتل الدبلوماسيين الجزائريين على أيدي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين, كما اقشعرت من قبل وهي تسمع نبا مقتل سفير مصر الدبلوماسي الشريف, والسؤال الذي بات محيرا في سلسلة الاستهداف هذه وهو الأكثر أهمية في نظري هو مبرر القتل, فالشريف كما ردد قاتلوه " وان كانت أنباء قالت انه قد يكون على قيد الحياة " كانت جريمته انه خدم جزء من حياته الدبلوماسية ضمن طاقم سفارة بلاده الدبلوماسي العامل في اسرائيل. أما الدبلوماسيين الجزائريين فتهمتهما تمس بجوهر الولاء والانتماء الديني وهي قضية لا نعتقد أن الرزقاوي وجماعته قد أقاموا دولة الخلافة حتى يحددوا من المرتد من المؤمن.
هذه المبررات كما قلت هي من أكثر الأمور خطورة في كل ما سمعناه عن القاعدة وعن صمت علماء الأمة ازائها, وقد نفهم أن تستعدي القاعدة أمريكا وكل حلفائها ممن خاضوا حربا على أفغانستان ثم العراق, وقد نفهم أيضا خاصة نحن من نعاني من ويلات الاحتلال في فلسطين أن تعلن المقاومة في العراق أو أي مكان آخر حربها ضد المحتل, رغم عدم فهمنا لهذه السيارات المفخخة التي تحصد كل يوم عشرات أرواح الأبرياء من المواطنين الغلابي والأطفال والشيوخ والنساء في بلاد الرافدين, بلاد العراقة والتاريخ والحضارة.
نعم قد نفهم كل هذا, لكننا لن نستطيع فهم كما لن يستطيع أن يفهمنا لا الزرقاوي ولا كل من يؤمن بحقه في استباحة دماء المسلمين كيف نقبل قتل الدبلوماسيين العرب بهذه الحجج العقائدية المبنية على فتاوي دينية يعود أصلها إلى تكفير المجتمع والأمة. والا فسروا لنا كيف يمكن أن يقتل هؤلاء السفراء إذا لم يكن سبب قتلهم هو عقيدة التكفير ليس لشخوصهم كأفراد, وليس لذنب ارتكبوه بحق العراق إنما جاء ذلك لانتمائهم لأنظمة حكم بلادهم وعملهم من خلالها.
وهذا هو بيت القصيد فإذا ما كفرت الحكومات فهذا الأمر بلا شك ينسحب على الأفراد أيضا لان كل العمال والموظفين العاملين تحت لواء هذه الدولة سيدخلوا في إطار تكفيرها, وفتوى" التقية " لإدخال هؤلاء في دائرة الاستهداف والقتل جاهزة, وبالتالي فان أسرهم ستدخل في نفس الإطار بما ينسحب على كافة أبناء المجتمع.
ومن هنا يكون سؤالنا إلى علماء الأمة هل يجوز تكفير المجتمع؟؟, هذا سؤال يجب أن تجيبونا عليه لسبب هام أن هذه العقيدة التكفيرية التي تبرر قتل الناس أصبحت تنتشر بين أوساط كثيرة من أبناء امتنا, لان كافة الدلائل والتحليلات تقول أن القاعدة كتنظيم لا يمكن أن يصل إلى هذا المستوى من العالمية والانتشار, إنما سبب ما يحدث في العالم من انتشار للقاعدة سببه انتشار فكر القاعدة المبني على فكرة رفض التواجد الغربي في بلاد الملسمين, والذي ساق لخدمته مفكروا وقادة القاعدة فتاوى إباحة دماء المسلمين. هذا الفكر أصبح يمثل قاعدة فكرية جهادية للعديد من الشباب الذين توفرت لهم إمكانيات لإقامة تنظيمات تتبع إلى القاعدة فكريا ولكنها لا تتبع لها تنظيميا أو إداريا.
وحتى لا تختلط الأمور الجهادية والنضالية المقاومة بجرائم القتل واستباحة دماء المسلمين لدى هؤلاء الشباب الذين بدئوا يقتدون بالقاعدة فكرا, اعتقد انه على علماء الأمة أن يقولوا كلمتهم في هذا الأمر بشكل مفصلي, ليس من باب إصدار الفتوى فقط وليس من خلال الفضائيات أو الحلقات المتلفزة, بل من باب التوجيه والإرشاد المتواصل للأمة وأبنائها من خلال خطب أيام الجمعة ومن خلال الدروس والحلقات العلمية في المساجد ومن خلال المدارس والجامعات. لأنه لا يجوز لنا أن نترك أجيالا كثيرة من الشباب العربي والمسلم أن تتربى على هذه المبادىء التي تستبيح دماء المسلمين دونما وجه حق, ودون أن تفرق بين الجهاد ضد العدو والمحتل وبين استباحة دماء أبناء الأمة.
أما إذا كانت هذه الدماء المستباحة بوجه حق !! فاخبرونا يا علماء الأمة حتى نصفق لما نراه من قتل ودمار وخراب, أو على الأقل نخرس أقلامنا ونسكت ونكف عن الكتابة, حتى لا نتهم بأننا في طريقنا للخروج عن الملة.
أفتونا أفتاكم الله, وارشدوا هذه الأجيال الكبيرة من شباب الأمتين العربية والإسلامية إلى طريق الخير, فكلمتكم مسموعة وفتاويكم إذا ما فٌعِلَت بشكل واعي فان صداها سيكون مؤثرا جدا, لعلنا نخرج من هذا النفق المظلم الذي بات غارقا بدماء أبناء المسلمين " عافاكم ورحمكم الله ".