المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام.. بين فلسفة الدين والفقه



محلل نفسى
07-29-2005, 10:44 AM
خضير طاهر



واحدة من أخطر مشكلات وعي المسلم تكمن في طغيان الفقه واختزاله للدين الاسلامي، وضعف إشتغال الوعي على التعمق في فلسفة الدين بأعتبارها هي الاصل والأهم في تبرير وجود الدين أصلا، بينما الفقه حقل يخص فروع الدين التي تعتبر جزءا من الدين وليس كله.


وأدراك فلسفة الدين يعني معرفة معنى الدين.. من حيث الماهية والوظيفةً والغاية، من خلال طرح أسئلة الحياة الكبرى المتعلقة بالله والوجود والانسان ومابعد الموت... بغية الوصول الى الهدف الاعظم وهومعرفة الله ثم محبته والدخول في نعيم الشعور بمعنى الحياة.

ومايحصل لثقافة المسلم الدينية هو هيمنة الفقه على وعيه وسلوكه، ففي الوقت الذي يكون الوعي في فلسفة الدين هو ثمرة النشاط العقلي والروحي الفردي المستقبل الحر الذي يعبر عن مكابدات وحيرة واشواق المؤمن للمعرفة والوصول الى إجابات مقنعة عن تساؤلاته وتحقيق الاتحاد بالمحبوب الأعلى الله، نجد أن الفقه هو تجسيد لسيطرة نظام الراعي والقطيع والصراعات السياسية والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وبالمحصلة النهائية فأن الفقه ماهو إلا تعبير عن الأسقاط الشعوري واللاشعوري من الفقيه على الدين.


فالاحكام الفقهية ماهي إلا إنعكاس لطبيعة الفقيه والامراض العقلية والنفسية المصاب بها.. و مستوى ثقافة الزمن الذي يعيش فيه، والصراعات الاجتماعية والسياسية المحيطه به، فكل هذه الامراض والازمات تصبح العنصر الدافع لأنتاج الفقه.


ومانشاهده من طغيان الفقه واختزاله للاسلام..يكشف لنا عن مخطط أيديولوجي نشأ عبر التاريخ نفذه رجال الدين للسيطرة على المجتمعات الاسلامية والتحكم في وعقولها وسلوكها من أجل تحقيق غايات شخصية لرجل الدين تتمثل في الحصول على الوجاهة الاجتماعية وتحقيق المكاسب المالية وتكوين سلطة عليا على الناس تساهم في تسكين أوجاع الشعور بالنقص لدى رجل الدين التي دفعته الى القيام بهذه الوظيفة تحت ذريعة الدعوة الى الفضيلة والقيم وانقاذ البشرية من الهلاك.. فكل هذه المبررات التي يسوقها رجل الدين ماهي إلا غطاء يخفي تحته أمراض الذهان العقلي والشعور بالنقص.


أن غالبية المسلمين لايعرفون عن طبيعة الدين إلا الاحكام الفقهية الايديولوجية التي أنتجها الفقهاء، ولهذا تجد وعي المسلم بالدين يتصف بالسطحية والتلوث بالافكار العنصرية كالايمان بوجود الفرقة الناجية وتكفير الاخرين وعدم أحترام إختلافهم، وكذلك تسببت هيمنة الفقه في ظهور الايديولوجيات الارهابية التي تجيز قتل البشر وتدمير الحياة.

Kta19612@comcast.net