فاتن
07-28-2005, 06:29 AM
شارون: فرنسا تتفهم خطر حزب الله وسوريا
سامي كليب
http://www.assafir.com/iso/today/front/L_147a.JPEG
شيراك مودعا شارون بعد لقائهما في باريس أمس (رويترز
طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خلال لقائهما في باريس امس، بالضغط لنزع سلاح حزب الله، فرد سيد الإليزيه بأن الحل يكمن في التطبيق الكامل للقرار 1559 لكونه يؤكد صراحة على نزع سلاح الميليشيات.
غير ان شارون شدد امام الصحافيين على ان <<الفرنسيين يتفهمون الخطر السوري والخطر الذي يمثله حزب الله>> وانهم <<يريدون التوصل الى درجة جديدة من التعاون مع اسرائيل>>.
واوضحت مصادر في الاليزيه ان محادثات شيراك وشارون تطرقت لماما الى الملف اللبناني، ذلك ان جل اللقاء تركز على الملفات الاخرى وفي مقدمها الانسحاب الاسرائيلي من
غزة والملف النووي الايراني، وهي الملفات التي كان شارون قد ناقشها مع وزير الخارجية الاميركية كوندليسا رايس قبيل وصوله الى باريس.
وكان شارون قد وصل أمس الاول الى باريس، في زيارة هي الاولى منذ اربع سنوات ووصفت بالمهمة لكون الطرفين الفرنسي والاسرائيلي يريدانها خطوة اضافية في سياق تحسين العلاقات بينهما وتعميقها، لكن اسرائيل لا تزال تضغط على فرنسا بغية إدراج حزب الله في لائحة المنظمات الارهابية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شارون بادر الى إثارة موضوع حزب الله، فأكد له شيراك ان باريس ستواصل جهودها بغية التطبيق الكامل للقرار 1559، وقرأ لضيفه الفقرة المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات. واضاف ان الزعيمين اتفقا بشأن مسألتي لبنان وايران، موضحا انهما شددا على اهمية القرار 1559.
واشارت الاوساط الفرنسية المطلعة الى ان شيراك، تماما كالمسؤولين الفرنسيين الآخرين، يكررون لشارون ما يقولونه في لقاءاتهم مع المسؤولين المهتمين بشؤون المنطقة، ومفادها انه من الافضل اعطاء بعض الوقت للسلطات اللبنانية الجديدة لكي تقيم حوارا مثمرا مع حزب الله، بغية ايجاد الاطار المناسب لتسليم سلاحه والانغماس اكثر في الحياة السياسية، خصوصا ان باريس تلمح منذ فترة الى ربط مساعداتها للبنان بالاصلاحات السياسية التي ينبغي ان تلي الاصلاحات الاقتصادية.
ولكن شارون يسوق فكرة أخرى تقول انه ما لم يتم الاسراع بنزع سلاح الحزب، فان الامور قد تتغير خصوصا ان هذا الحزب تدخل اكثر من مرة في الاوضاع الفلسطينية الداخلية.
وثمة من يشير الى ان الكلام عن حزب الله بدأ يميل في الاوساط الاوروبية والاميركية الى ضرورة ايجاد حل لمزارع شبعا، لان من شأن ذلك تسهيل مهمة اقناع الحزب بتسليم سلاحه.
واكدت مصادر الاليزيه ان المحادثات حول لبنان، والتي كانت سريعة ومختصرة، استعادت مضمون ما كان شيراك قد قاله لصحيفة <<هآرتس>> الاسرائيلية يوم الجمعة الماضي.
وكان الرئيس الفرنسي قد قال للصحيفة الاسرائيلية انه <<بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فان مجلس الامن الدولي صوت بمبادرة من فرنسا وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والمانيا على القرار 1559 ذي الهدف الواضح، أي اعادة السيادة والديموقراطية اللبنانيتين. وقد تم تحقيق خطوة حاسمة من خلال رحيل القوات السورية واجراء انتخابات حرة من أي تدخل خارجي، وستسمح هذه الانتخابات بتشكيل حكومة شرعية تكون قادرة على فرض سلطتها على كامل التراب الوطني وهذا ما يفترض نزع سلاح الميليشيات بناء على التطبيق الكامل للقرار 1559>>.
واضاف شيراك <<ويعود للبنانيين ايجاد الاطار والمسار المناسبين لتحقيق نزع السلاح. واما سوريا فهي دولة مهمة في الشرق الاوسط، وهي واحدة من مفاتيح عدم الاستقرار في المنطقة، وعلى سوريا التي لفرنسا معها علاقات تاريخية، ان تعرف كيف تتطور وتأخذ بعين الاعتبار ان المناخ العام قد تغير>>.
شارون
وعن محادثاته مع شيراك، قال شارون ان <<اللقاء كان حارا للغاية ووفر لنا شعورا ممتعا. وربما امكن سماع الضحكات في الخارج>>، مضيفا <<تحدثنا بشأن سوريا ولبنان وايران وبالتأكيد حول مسائل فلسطينية والعلاقات الثنائية. ان هدف دولتينا هو تعزيز علاقاتنا>>، معتبرا ان <<الفرنسيين يتفهمون الخطر السوري والخطر الذي يمثله حزب الله>> وانهم <<يريدون التوصل الى درجة جديدة من التعاون مع اسرائيل>>. وقال <<هناك تغيير اساسي في التفهم الذي تبديه اوروبا، وخصوصا فرنسا، حيال اسرائيل. اننا نلمسه>>، مضيفا انه لم يتطرق مع شيراك الى ما اسماه <<الجدار الامني>>، اي جدار الفصل.
وقال شارون في باحة الاليزيه <<انني على ثقة بان هذه الزيارة ستتيح تقاربا بين الدولتين واحراز تقدم في عملية السلام التي ترتدي اهمية كبرى بالنسبة لنا في الشرق الاوسط>>. واضاف <<أزور فرنسا في فترة صعبة في الوقت الذي يتواصل فيه الارهاب الفلسطيني وفي فترة من النزاعات الداخلية في اسرائيل حول خطة فك الارتباط>>. وتابع <<برغم هذه الصعوبات، قررت المجيء بنية تعزيز العلاقات بين اسرائيل وفرنسا التي نوليها اهمية كبرى>>.
وتوجه شارون <<بالشكر للرئيس الفرنسي لمكافحته معاداة السامية بشكل حازم جدا>>، وقال <<ان فرنسا مثال بالنسبة للدول الاوروبية الاخرى في مجال مكافحة معاداة السامية التي يأخذها الفرنسيون على محمل الجد بقوة>>. ووصف شارون شيراك بانه <<أحد كبار قادة العالم>>، وشكر له <<مساعدته القيمة>> في اطار تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، و<<ايمانه التام والكامل بتعزيز علاقات الصداقة العميقة بين اسرائيل وفرنسا>>.
واضاف شارون <<دعيت الرئيس جاك شيراك لزيارة اسرائيل واعرب عن سروره بهذه الدعوة>>، موضحا انه دعا شيراك ايضا الى مزرعته الواقعة في صحراء النقب لكن الرئيس الفرنسي لم يعط رده على الفور.
وقال شارون <<بعد تطبيق خطة فك الارتباط في غزة واذا قام الفلسطينيون بما ينبغي عليهم القيام به، سنطبق خريطة الطريق>>، مضيفا <<اننا في مرحلة ما قبل خريطة الطريق. ولتطبيق خريطة الطريق ينبغي وقفا تاما للارهاب والعنف والتحريض على العنف>>. وتابع <<ينبغي اجراء اصلاحات داخل السلطة الفلسطينية وخصوصا في مجال الامن. ينبغي ان تفكك السلطة الفلسطينية المنظمات الارهابية وتصادر اسلحتها. ان مفتاح التقدم في العملية السياسية يتوقف على الطريقة التي تكافح بموجبها السلطة الفلسطينية الارهاب>>. وقال <<لن اقدم تنازلات لا اليوم ولا غدا في مجال الارهاب>>.
وجدد شارون دعوة يهود فرنسا الى الهجرة الى اسرائيل. وقال <<ادعو كل اليهود في فرنسا وفي اي مكان اخر في العالم الى المجيء الى اسرائيل للاقامة فيها. اني اقول ذلك دائما. انه اهم هدف لحكومتي>>، مضيفا انه يتوقع وصول ما مجموعه عشرة الاف يهودي الى اسرائيل في العام 2006.
وحرص المقربون من شارون على القول ان يهود فرنسا ليسوا مدعوين للهجرة الى اسرائيل <<بصورة عاجلة>> او <<لاسباب على علاقة بمعاداة السامية>>، وذلك حرصا على عدم اغضاب باريس بعد التوتر الذي اثارته تصريحات شارون في تموز 2004، التي شجع فيها اليهود الفرنسيين على الهجرة <<بصورة عاجلة>> الى اسرائيل بسبب العدد المتزايد آنذاك للاعمال المعادية للسامية، مما دفع شيراك الى اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي شخصا غير مرحب به في باريس.
شيراك
وقال شيراك من جهته <<انني ارحب ترحيبا حارا بشارون. هذه بالنسبة لي مناسبة لكي ابلغه مرة اخرى أن فرنسا صديق لاسرائيل وقد كانت كذلك منذ زمن بعيد>>. واشاد ب<<القرار التاريخي>> الذي تشكله خطة الفصل مؤكدا ان <<فرنسا تقف الى جانب الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لكي نشهد في مناسبة هذا القرار التاريخي تجددا للعملية في اطار خريطة الطريق>>. وجدد شيراك موقف فرنسا من اقامة <<دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش>> معبرا عن رغبته في ان يتيح ذلك للدولة العبرية العيش بسلام.
وبشأن الملف النووي الايراني، اعلن بونافون ان الرئيس الفرنسي اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي تاييده احالة هذا الملف الى مجلس الامن الدولي اذا لم تقدم طهران <<ضمانات موضوعية>> حول الوقف النهائي لأنشطة تخصيب اليورانيوم.
واوضح بونافون ان شيراك اقترح اسسا فرنسية اسرائيلية جديدة لتحسين العلاقات الثقافية والاقتصادية والتعليمية بين الدولتين، مشيرا الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وافق على ذلك.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي من وفد شارون قوله ان <<فرنسا ترغب بلا جدال في العودة الى الشرق الاوسط، وقد ادركت انه لا يمكنها ان تفعل ذلك من دون المرور عبر القدس>>، بينما تعتبر باريس ان تقاربها مع تل ابيب يساعدها في الوقوف الى جانب لبنان في استعادة سيادته واستقلاله وانتعاشه الاقتصادي، كما تساعد الفلسطينيين في اقامة دولتهم القابلة للحياة والتي اعاد شيراك التشديد عليها امس.
وقال احد المقربين من شارون للوكالة ان <<اقل ما يمكن قوله ان العلاقات كانت فاترة لكن ذلك انتهى الان>>، مضيفا ان <<اسرائيل وفرنسا تسعيان الى اغتنام الفرصة المتاحة وتحسين العلاقات الثنائية في جميع المجالات، بما فيها العسكرية والاستراتيجية>>. واعتبر ان <<المسائل المتفق عليها بين الجانبين لم تكن يوما بهذا العدد>>، حتى ان الاسرائيليين يبدون وللمرة الاولى منذ عقود تاييدا <<لكي تؤدي فرنسا دورا اكبر في النزاع>> مع الفلسطينيين.
وفي وقت لاحق، التقى شارون نظيره الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي قال <<تأكدوا من الالتزام المتواصل للسلطات الفرنسية بقيادة رئيس الجمهورية بمكافحة معاداة السامية بكل اشكالها>>. وذكر دوفيلبان بأن <<الصداقة الفرنسية الاسرائيلية ترقى الى زمن قيام دولة اسرائيل>>.
وتزامنت زيارة شارون الى باريس مع عدد من التحركات والتظاهرات المعادية له، حيث رفعت شعارات من قبل عرب وفرنسيين تصفه بالمجرم وتندد بخطواته العنصرية حيال الفلسطينيين وخصوصا منها اقامة جدار الفصل.
سامي كليب
http://www.assafir.com/iso/today/front/L_147a.JPEG
شيراك مودعا شارون بعد لقائهما في باريس أمس (رويترز
طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خلال لقائهما في باريس امس، بالضغط لنزع سلاح حزب الله، فرد سيد الإليزيه بأن الحل يكمن في التطبيق الكامل للقرار 1559 لكونه يؤكد صراحة على نزع سلاح الميليشيات.
غير ان شارون شدد امام الصحافيين على ان <<الفرنسيين يتفهمون الخطر السوري والخطر الذي يمثله حزب الله>> وانهم <<يريدون التوصل الى درجة جديدة من التعاون مع اسرائيل>>.
واوضحت مصادر في الاليزيه ان محادثات شيراك وشارون تطرقت لماما الى الملف اللبناني، ذلك ان جل اللقاء تركز على الملفات الاخرى وفي مقدمها الانسحاب الاسرائيلي من
غزة والملف النووي الايراني، وهي الملفات التي كان شارون قد ناقشها مع وزير الخارجية الاميركية كوندليسا رايس قبيل وصوله الى باريس.
وكان شارون قد وصل أمس الاول الى باريس، في زيارة هي الاولى منذ اربع سنوات ووصفت بالمهمة لكون الطرفين الفرنسي والاسرائيلي يريدانها خطوة اضافية في سياق تحسين العلاقات بينهما وتعميقها، لكن اسرائيل لا تزال تضغط على فرنسا بغية إدراج حزب الله في لائحة المنظمات الارهابية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان شارون بادر الى إثارة موضوع حزب الله، فأكد له شيراك ان باريس ستواصل جهودها بغية التطبيق الكامل للقرار 1559، وقرأ لضيفه الفقرة المتعلقة بنزع سلاح الميليشيات. واضاف ان الزعيمين اتفقا بشأن مسألتي لبنان وايران، موضحا انهما شددا على اهمية القرار 1559.
واشارت الاوساط الفرنسية المطلعة الى ان شيراك، تماما كالمسؤولين الفرنسيين الآخرين، يكررون لشارون ما يقولونه في لقاءاتهم مع المسؤولين المهتمين بشؤون المنطقة، ومفادها انه من الافضل اعطاء بعض الوقت للسلطات اللبنانية الجديدة لكي تقيم حوارا مثمرا مع حزب الله، بغية ايجاد الاطار المناسب لتسليم سلاحه والانغماس اكثر في الحياة السياسية، خصوصا ان باريس تلمح منذ فترة الى ربط مساعداتها للبنان بالاصلاحات السياسية التي ينبغي ان تلي الاصلاحات الاقتصادية.
ولكن شارون يسوق فكرة أخرى تقول انه ما لم يتم الاسراع بنزع سلاح الحزب، فان الامور قد تتغير خصوصا ان هذا الحزب تدخل اكثر من مرة في الاوضاع الفلسطينية الداخلية.
وثمة من يشير الى ان الكلام عن حزب الله بدأ يميل في الاوساط الاوروبية والاميركية الى ضرورة ايجاد حل لمزارع شبعا، لان من شأن ذلك تسهيل مهمة اقناع الحزب بتسليم سلاحه.
واكدت مصادر الاليزيه ان المحادثات حول لبنان، والتي كانت سريعة ومختصرة، استعادت مضمون ما كان شيراك قد قاله لصحيفة <<هآرتس>> الاسرائيلية يوم الجمعة الماضي.
وكان الرئيس الفرنسي قد قال للصحيفة الاسرائيلية انه <<بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، فان مجلس الامن الدولي صوت بمبادرة من فرنسا وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والمانيا على القرار 1559 ذي الهدف الواضح، أي اعادة السيادة والديموقراطية اللبنانيتين. وقد تم تحقيق خطوة حاسمة من خلال رحيل القوات السورية واجراء انتخابات حرة من أي تدخل خارجي، وستسمح هذه الانتخابات بتشكيل حكومة شرعية تكون قادرة على فرض سلطتها على كامل التراب الوطني وهذا ما يفترض نزع سلاح الميليشيات بناء على التطبيق الكامل للقرار 1559>>.
واضاف شيراك <<ويعود للبنانيين ايجاد الاطار والمسار المناسبين لتحقيق نزع السلاح. واما سوريا فهي دولة مهمة في الشرق الاوسط، وهي واحدة من مفاتيح عدم الاستقرار في المنطقة، وعلى سوريا التي لفرنسا معها علاقات تاريخية، ان تعرف كيف تتطور وتأخذ بعين الاعتبار ان المناخ العام قد تغير>>.
شارون
وعن محادثاته مع شيراك، قال شارون ان <<اللقاء كان حارا للغاية ووفر لنا شعورا ممتعا. وربما امكن سماع الضحكات في الخارج>>، مضيفا <<تحدثنا بشأن سوريا ولبنان وايران وبالتأكيد حول مسائل فلسطينية والعلاقات الثنائية. ان هدف دولتينا هو تعزيز علاقاتنا>>، معتبرا ان <<الفرنسيين يتفهمون الخطر السوري والخطر الذي يمثله حزب الله>> وانهم <<يريدون التوصل الى درجة جديدة من التعاون مع اسرائيل>>. وقال <<هناك تغيير اساسي في التفهم الذي تبديه اوروبا، وخصوصا فرنسا، حيال اسرائيل. اننا نلمسه>>، مضيفا انه لم يتطرق مع شيراك الى ما اسماه <<الجدار الامني>>، اي جدار الفصل.
وقال شارون في باحة الاليزيه <<انني على ثقة بان هذه الزيارة ستتيح تقاربا بين الدولتين واحراز تقدم في عملية السلام التي ترتدي اهمية كبرى بالنسبة لنا في الشرق الاوسط>>. واضاف <<أزور فرنسا في فترة صعبة في الوقت الذي يتواصل فيه الارهاب الفلسطيني وفي فترة من النزاعات الداخلية في اسرائيل حول خطة فك الارتباط>>. وتابع <<برغم هذه الصعوبات، قررت المجيء بنية تعزيز العلاقات بين اسرائيل وفرنسا التي نوليها اهمية كبرى>>.
وتوجه شارون <<بالشكر للرئيس الفرنسي لمكافحته معاداة السامية بشكل حازم جدا>>، وقال <<ان فرنسا مثال بالنسبة للدول الاوروبية الاخرى في مجال مكافحة معاداة السامية التي يأخذها الفرنسيون على محمل الجد بقوة>>. ووصف شارون شيراك بانه <<أحد كبار قادة العالم>>، وشكر له <<مساعدته القيمة>> في اطار تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، و<<ايمانه التام والكامل بتعزيز علاقات الصداقة العميقة بين اسرائيل وفرنسا>>.
واضاف شارون <<دعيت الرئيس جاك شيراك لزيارة اسرائيل واعرب عن سروره بهذه الدعوة>>، موضحا انه دعا شيراك ايضا الى مزرعته الواقعة في صحراء النقب لكن الرئيس الفرنسي لم يعط رده على الفور.
وقال شارون <<بعد تطبيق خطة فك الارتباط في غزة واذا قام الفلسطينيون بما ينبغي عليهم القيام به، سنطبق خريطة الطريق>>، مضيفا <<اننا في مرحلة ما قبل خريطة الطريق. ولتطبيق خريطة الطريق ينبغي وقفا تاما للارهاب والعنف والتحريض على العنف>>. وتابع <<ينبغي اجراء اصلاحات داخل السلطة الفلسطينية وخصوصا في مجال الامن. ينبغي ان تفكك السلطة الفلسطينية المنظمات الارهابية وتصادر اسلحتها. ان مفتاح التقدم في العملية السياسية يتوقف على الطريقة التي تكافح بموجبها السلطة الفلسطينية الارهاب>>. وقال <<لن اقدم تنازلات لا اليوم ولا غدا في مجال الارهاب>>.
وجدد شارون دعوة يهود فرنسا الى الهجرة الى اسرائيل. وقال <<ادعو كل اليهود في فرنسا وفي اي مكان اخر في العالم الى المجيء الى اسرائيل للاقامة فيها. اني اقول ذلك دائما. انه اهم هدف لحكومتي>>، مضيفا انه يتوقع وصول ما مجموعه عشرة الاف يهودي الى اسرائيل في العام 2006.
وحرص المقربون من شارون على القول ان يهود فرنسا ليسوا مدعوين للهجرة الى اسرائيل <<بصورة عاجلة>> او <<لاسباب على علاقة بمعاداة السامية>>، وذلك حرصا على عدم اغضاب باريس بعد التوتر الذي اثارته تصريحات شارون في تموز 2004، التي شجع فيها اليهود الفرنسيين على الهجرة <<بصورة عاجلة>> الى اسرائيل بسبب العدد المتزايد آنذاك للاعمال المعادية للسامية، مما دفع شيراك الى اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي شخصا غير مرحب به في باريس.
شيراك
وقال شيراك من جهته <<انني ارحب ترحيبا حارا بشارون. هذه بالنسبة لي مناسبة لكي ابلغه مرة اخرى أن فرنسا صديق لاسرائيل وقد كانت كذلك منذ زمن بعيد>>. واشاد ب<<القرار التاريخي>> الذي تشكله خطة الفصل مؤكدا ان <<فرنسا تقف الى جانب الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لكي نشهد في مناسبة هذا القرار التاريخي تجددا للعملية في اطار خريطة الطريق>>. وجدد شيراك موقف فرنسا من اقامة <<دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش>> معبرا عن رغبته في ان يتيح ذلك للدولة العبرية العيش بسلام.
وبشأن الملف النووي الايراني، اعلن بونافون ان الرئيس الفرنسي اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي تاييده احالة هذا الملف الى مجلس الامن الدولي اذا لم تقدم طهران <<ضمانات موضوعية>> حول الوقف النهائي لأنشطة تخصيب اليورانيوم.
واوضح بونافون ان شيراك اقترح اسسا فرنسية اسرائيلية جديدة لتحسين العلاقات الثقافية والاقتصادية والتعليمية بين الدولتين، مشيرا الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وافق على ذلك.
ونقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسي من وفد شارون قوله ان <<فرنسا ترغب بلا جدال في العودة الى الشرق الاوسط، وقد ادركت انه لا يمكنها ان تفعل ذلك من دون المرور عبر القدس>>، بينما تعتبر باريس ان تقاربها مع تل ابيب يساعدها في الوقوف الى جانب لبنان في استعادة سيادته واستقلاله وانتعاشه الاقتصادي، كما تساعد الفلسطينيين في اقامة دولتهم القابلة للحياة والتي اعاد شيراك التشديد عليها امس.
وقال احد المقربين من شارون للوكالة ان <<اقل ما يمكن قوله ان العلاقات كانت فاترة لكن ذلك انتهى الان>>، مضيفا ان <<اسرائيل وفرنسا تسعيان الى اغتنام الفرصة المتاحة وتحسين العلاقات الثنائية في جميع المجالات، بما فيها العسكرية والاستراتيجية>>. واعتبر ان <<المسائل المتفق عليها بين الجانبين لم تكن يوما بهذا العدد>>، حتى ان الاسرائيليين يبدون وللمرة الاولى منذ عقود تاييدا <<لكي تؤدي فرنسا دورا اكبر في النزاع>> مع الفلسطينيين.
وفي وقت لاحق، التقى شارون نظيره الفرنسي دومينيك دوفيلبان الذي قال <<تأكدوا من الالتزام المتواصل للسلطات الفرنسية بقيادة رئيس الجمهورية بمكافحة معاداة السامية بكل اشكالها>>. وذكر دوفيلبان بأن <<الصداقة الفرنسية الاسرائيلية ترقى الى زمن قيام دولة اسرائيل>>.
وتزامنت زيارة شارون الى باريس مع عدد من التحركات والتظاهرات المعادية له، حيث رفعت شعارات من قبل عرب وفرنسيين تصفه بالمجرم وتندد بخطواته العنصرية حيال الفلسطينيين وخصوصا منها اقامة جدار الفصل.