كونتا كونتي
10-14-2020, 11:13 PM
أحمد الصراف
14 أكتوبر 2020
قصة دلال مع التعليم العالي تستحق أن تروى، لطرافتها المُبكية، فبعد تخرج دلال من جامعة بنسلفانيا الأميركية التحقت بالعمل في شركة خاصة، وفي يوم سمعت بعرض من «هيئة الاستثمار» لابتعاث خمسة شباب للدراسة في أفضل الجامعات في العالم بغية الحصول على شهادة الماجستير.
تلقفت دلال وشابان آخران عرض المنحة الدراسية المغري من هيئة الاستثمار، وبقي الكرسيان الآخران فارغين!
فقلة من الشباب تعرف كيف تغتنم الفرص، فالكثرة تفضل الشكوى واللطم من المظلومية والأجر المنخفض، وتاليا إرسال مسجات التباكي من قروض البنوك وفوائدها، والمطالبة بإسقاطها!
ما علينا...
اختارت دلال الالتحاق بجامعة إنسيد Insead الفرنسية المرموقة، وذهب أحد الشابين لكلية لندن للأعمال، واختار الثالث جامعة وارتون، الأميركية المرموقة في بنسلفانيا. حصلت دلال في عام 2007، على الماجستير، ولكنها فوجئت برفض التعليم العالي معادلة شهادتها، لأن الجامعة غير معترف بها، واستغربت من اختيار «هيئة الاستثمار» لتلك الجامعة، وقبول سفارة الكويت في باريس بها ودفع رسومها الجامعية العالية ومصاريفها! لم تكترث دلال بالأمر في البداية، فقد حصلت على وظيفة جيدة مع شركة استثمارية في سويسرا، وهؤلاء اعترفوا بشهادتها... بكل سرور.
وبسبب ظروف عائلية اضطرت للعودة للوطن، والعمل في وظيفة محلية، وعادت لنفس دراما رفض الوزارة الاعتراف بشهادتها، وهذا أثر كثيرا في راتبها، سواء من جهة عملها أو من دعم العمالة. ولكنها لم تيأس، بل أصرّت على المطالبة بحقها، وزادت من مراجعاتها، ولكن في النهاية استسلمت، غيضا وحزنا ويأسا، بعد أن أعلمتها «التعليم العالي» عام 2016 أنها فقدت شهادتيها، الثانوية والبكالوريوس، ولا يمكن معادلة شهادة إنسيد من غيرهما!
وفي بداية العام الحالي حصلت دلال على فرصة عمل ممتازة، ولكن تطلب الأمر موافقة «البنك المركزي» على تقلدها منصبها المصرفي المرموق، وضرورة أن تكون أوراقها الدراسية مكتملة، فقامت وبدعم من جهة عملها، بالسعي ثانية لاستخراج شهادة ثانوية جديدة ومصادقتها، مع إعادة مصادقة شهادة البكالوريوس، واستغرق ذلك ستة اشهر، وبقيت مشكلتها مع شهادتها من جامعة إنسيد واستمرار رفض التعليم العالي الاعتراف بها، ولكن جهة طلبت منها التظلّم للوزارة، وهذا ما فعلته، حيث شكلت لجنة، وبعد مداولات، وانتظار طال 13 سنة، وعذاب وخسارة دخل كبيرة، وافقت الوزارة المتخلفة على الاعتراف بشهادتها.
لعلم فطاحلة وزارة التربية، كلية إنسيد الفرنسية هي أفضل كلية إدارة أعمال في العالم، فقد احتلت المرتبة الأولى لأكثر من مرة، متقدمة على كلية الأعمال في هارفارد، وكلية لندن للأعمال، ومدرسة وارتون، وجامعة ستانفورد. فهل من عاقل يصدق وقوع كل هذه الفوضى «التعليمية» في دولة تقول إنها دولة مؤسسات وتحترم نفسها؟!
ومن يعاقب من تسببوا في كل هذا العذاب وهذه الخسائر من وقت وجهد ومال دلال جعفر بهبهاني؟ كالعادة، لا أحد!
أحمد الصراف a.alsarraf@alqabas.com.kw
للمزيد: https://alqabas.com/article/5808151
14 أكتوبر 2020
قصة دلال مع التعليم العالي تستحق أن تروى، لطرافتها المُبكية، فبعد تخرج دلال من جامعة بنسلفانيا الأميركية التحقت بالعمل في شركة خاصة، وفي يوم سمعت بعرض من «هيئة الاستثمار» لابتعاث خمسة شباب للدراسة في أفضل الجامعات في العالم بغية الحصول على شهادة الماجستير.
تلقفت دلال وشابان آخران عرض المنحة الدراسية المغري من هيئة الاستثمار، وبقي الكرسيان الآخران فارغين!
فقلة من الشباب تعرف كيف تغتنم الفرص، فالكثرة تفضل الشكوى واللطم من المظلومية والأجر المنخفض، وتاليا إرسال مسجات التباكي من قروض البنوك وفوائدها، والمطالبة بإسقاطها!
ما علينا...
اختارت دلال الالتحاق بجامعة إنسيد Insead الفرنسية المرموقة، وذهب أحد الشابين لكلية لندن للأعمال، واختار الثالث جامعة وارتون، الأميركية المرموقة في بنسلفانيا. حصلت دلال في عام 2007، على الماجستير، ولكنها فوجئت برفض التعليم العالي معادلة شهادتها، لأن الجامعة غير معترف بها، واستغربت من اختيار «هيئة الاستثمار» لتلك الجامعة، وقبول سفارة الكويت في باريس بها ودفع رسومها الجامعية العالية ومصاريفها! لم تكترث دلال بالأمر في البداية، فقد حصلت على وظيفة جيدة مع شركة استثمارية في سويسرا، وهؤلاء اعترفوا بشهادتها... بكل سرور.
وبسبب ظروف عائلية اضطرت للعودة للوطن، والعمل في وظيفة محلية، وعادت لنفس دراما رفض الوزارة الاعتراف بشهادتها، وهذا أثر كثيرا في راتبها، سواء من جهة عملها أو من دعم العمالة. ولكنها لم تيأس، بل أصرّت على المطالبة بحقها، وزادت من مراجعاتها، ولكن في النهاية استسلمت، غيضا وحزنا ويأسا، بعد أن أعلمتها «التعليم العالي» عام 2016 أنها فقدت شهادتيها، الثانوية والبكالوريوس، ولا يمكن معادلة شهادة إنسيد من غيرهما!
وفي بداية العام الحالي حصلت دلال على فرصة عمل ممتازة، ولكن تطلب الأمر موافقة «البنك المركزي» على تقلدها منصبها المصرفي المرموق، وضرورة أن تكون أوراقها الدراسية مكتملة، فقامت وبدعم من جهة عملها، بالسعي ثانية لاستخراج شهادة ثانوية جديدة ومصادقتها، مع إعادة مصادقة شهادة البكالوريوس، واستغرق ذلك ستة اشهر، وبقيت مشكلتها مع شهادتها من جامعة إنسيد واستمرار رفض التعليم العالي الاعتراف بها، ولكن جهة طلبت منها التظلّم للوزارة، وهذا ما فعلته، حيث شكلت لجنة، وبعد مداولات، وانتظار طال 13 سنة، وعذاب وخسارة دخل كبيرة، وافقت الوزارة المتخلفة على الاعتراف بشهادتها.
لعلم فطاحلة وزارة التربية، كلية إنسيد الفرنسية هي أفضل كلية إدارة أعمال في العالم، فقد احتلت المرتبة الأولى لأكثر من مرة، متقدمة على كلية الأعمال في هارفارد، وكلية لندن للأعمال، ومدرسة وارتون، وجامعة ستانفورد. فهل من عاقل يصدق وقوع كل هذه الفوضى «التعليمية» في دولة تقول إنها دولة مؤسسات وتحترم نفسها؟!
ومن يعاقب من تسببوا في كل هذا العذاب وهذه الخسائر من وقت وجهد ومال دلال جعفر بهبهاني؟ كالعادة، لا أحد!
أحمد الصراف a.alsarraf@alqabas.com.kw
للمزيد: https://alqabas.com/article/5808151