تطورات في قضية انتحار مدير شركة “دايو” تشير إلى شكوك حول عامل كوري

[جابر صالح]

https://news.alnaeem.tv/wp-content/uploads/2020/10/540804Image1-1-752x470.jpg


11/10/2020

أشار محام عراقي يعمل مع شركة “دايو” الكورية، اليوم الأحد، إلى “شبهة جنائية” في ملابسات قضية مدير الشركة في البصرة والذي عثر عليه “مشنوقاً” داخل مقر الشركة.

وقال المحامي عدنان الصرايفي في تصريحات لتلفزيون “المربد”، تابعته “النعيم نيوز”، إن “التحقيقات الابتدائية التي قام بها قاضي تحقيق الفاو أثبتت وجود شبهة جنائية في الواقع”.

وأضاف، “أثناء تدوين الإفادة مع الموظفين الكورين أثار أحد الموظفين الشك والريبة من خلال وجود الجروح على كلتا يديه وظهره، مع تناقض في الإفادة التي أدلى بها”.

وبيّن المحامي، أن “التحريات الأولية أظهرت أيضاً وجود آثار على يد المجني عليه”، مشيراً إلى أن “الطبيب الشرعي أكد أن الجروح الموجودة على يد المتهم حديثة”.

ولفت الصرايفي إلى، أن “الصالة الرياضية التي عثر فيها على جثة المجني عليه مخصصة فقط للعاملين الكوريين الجنوبيين، وحسب التحقيقات الأولية، لوحظ أنه لم يكن يرتدي ملابس رياضية”، مشيراً إلى أن “المثار حاليا هو أنه (المجني عليه)، تم قتله في مكان، ونقله إلى المكان ثان”.

وأشارالمحامي إلى، أنه “لا يستبعد وجود صلة لأطراف خارجية بالحادثة”، مؤكداً أن “القضية أحيلت إلى قاضي محكمة الإرهاب في البصرة”، كما أوضح أن “العراق هو من سيبت بالقضية في حال ثبوت التهم ضد العامل الكوري”.

[جابر صالح]

https://news.alnaeem.tv/wp-content/uploads/2020/01/%D9%85%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%88-696x435-1-696x405.jpg


“انتحار الكوري” يثير الشكوك.. ميناء الفاو مهدد بالموت

خاص -النعيم نيوز

لم تمضي ثلاثة أيام على توقيع السلطات العراقية مع الجانب الكوري الممثل بشركة “دايو” عقداً لبدء تنفيذ مشروع ’ميناء الفاو الكبير’ في البصرة، حتى جاءت حادثة انتحار مدير الشركة “بارك تشول هوبا” لتثير عاصفة من الأنباء والآراء المتضاربة حول كون الحادثة انتحاراً أم قتلاً عمد!

فمن المستفيد من تعطل تنفيذ الميناء الذي يعلق العراقيون عليه الكثير من الآمال؟

حادثة الانتحار

صباح يوم الجمعة ضجت وسائل الإعلام بخبر انتحار مدير الشركة الكورية “دايو” المنفذة لميناء الفاو الكبير، بمحافظة البصرة، حيث أقدم على الانتحار شنقاً بسلك كان موجوداً في مكتبه.

سفير كوريا لدى العراق، جانغ كيونغ أوك، قال إن “السفارة الكورية علمت في الساعة التاسعة صباح الجمعة، بوفاة مدير شركة دايو للإنشاء المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير”.


الردود رسمية على الحادثة

عقب الحادثة على الفور أعلنت الحكومة العراقية تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة،

حيث أمر وزير الداخلية عثمان الغانمي بتشكيل لجنة تحقيقية عالية المستوى وإرسالها فوراً إلى محافظة البصرة لتتولى عملية التحقيق”، مشيراً إلى أن “هذه اللجنة ستعمل إلى جنب لجنة تحقيقية أخرى شكلتها مديرية شرطة محافظة البصرة فور حادثة الانتحار وبإشراف قضائي”.

من جانبها، وزارة النقل العراقية أعربت عن أسفها إزاء حادثة “انتحار” المدير الفني لشركة “دايو” الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير، مؤكدة استمرار العمل بالمشروع وعدم توقفه، حسبما أفاد بيان رسمي.
وأكدت النقل، ” استمرار العمل في الميناء، وأن تلك الحادثة لن تؤثر على المضي قدماً فيه”، مشيرة إلى أن “شركة دايو أعلنت من جانبها امتلاكها من الخبرة والخبراء ما يجعل العمل مستمرا في الميناء”.

أما بالنسبة للجانب الكوري، فقد علّق سفيره لدى العراق، جانغ كيونغ أوك، قائلا؛ إن “السفارة أُبلغت بقيام وزارة الداخلية في جمهورية العراق بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الحادثة المؤلمة، وبدأت هذه اللجنة بالتحقيق بالتعاون مع سلطة شرطة البصرة، ونحن بانتظار أن تظهر النتائج بعد إكمال التحقيقات”.

العين على الفاو.. إكماله ينهي جميع الموانئ

“إكمال ميناء الفاو الكبير في البصرة، يعد نهاية جميع الموانئ في جبل علي (الإمارات) والكويت وإيران”، هذا ما قاله محافظ البصرة الأسبق القاضي وائل عبد اللطيف، في تصريح سابق لـ”عربي21″، موضحاً ذلك بأن “العراق عندما يستكمل الميناء، سيمد خط سكك حديدية إلى منطقة المعقل في البصرة، التي فيها خط سككي يصل إلى أوروبا وتحديداً ألمانيا”.

وأكد عبد اللطيف، أنه “لا يوجد دولة تملك هذه الميزة في الشرق الأوسط سوى العراق، والميزة الأخرى التي يتمتع بها ميناء الفاو، هي أن العمق الغاطس يصل إلى أكثر من 20 متراً، وبذلك يتحمل أضخم البواخر، والأمر الآخر امتداده باتجاه البحر، وليس إلى المنعطفات الداخلية التي تستغرق وقتاً في مسيرة البواخر”.


الحادثة ليست “صدفة”

“الكثير من العراقيين لم يصدقوا بأن ما جرى حادثة انتحار”، هذا ما قاله عضو لجنة النزاهة البرلمانية العراقية صباح العكيلي لـ”عربي21″؛ وأضاف أن “ميناء الفاو، مشكلة لا نرى لها حلا في المستقبل، لأن الخلافات السياسية حول الموضوع من الممكن أن تجرنا إلى مشكلات كبيرة”.

وأشار إلى، أنه “لم نصدق منذ البداية بأن إنشاءه سيكتمل، ومن ثم فإن إعلان حادثة الانتحار ليس من باب الصدفة، لأسباب كثيرة وعلى رأسها أن الأمر مرتبط بالميناء نفسه”.

ولفت العكيلي، إلى أن “العراق كما يعرف الجميع حدوده مفتوحة منذ عام 2003، لذلك لا نستبعد أن تدخل جهات أجنبية ومخابرات دول كثيرة، ولا نستثني من ذلك حتى الأمريكيين، لذلك لا يمكن ترك الأمر إلى الصدفة أو أن الحادث شيء طبيعي، وإنما هو مؤامرة كبيرة ومدبرة على مستوى عال، الهدف منه إيقاف المشروع”.

أول اتهام يوجه ’للمخابرات الدولية’

وجّه النائب حسن سالم، اصابع الاتهام في عملية انتحار رئيس الشركة الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير، الى المخابرات الدولية.

واستبعد النائب سالم، أن “تكون حادثة المدير الفني لشركة دايو الكورية المنفذة لمشروع ميناء الفاو الكبير هي عملية انتحار وانما هي عملية اغتيال نفذت من قبل مخابرات دولية لها مصلحة من عدم انجاز ميناء الفاو الكبير الذي سيحقق ازدهار اقتصادي للعراق وانعدام الاهمية الاقتصادية لميناء مبارك الكويتي وتضرر دول اخرى كالإمارات التي تريد الهيمنة على الموانئ في المنطقة وكذلك مصر التي ستتضرر قناة السويس بعد انجاز طريق الحرير وكذلك امريكا والسعودية واسرائيل بعد ان يقوى العراق اقتصاديا ويصبح عنده مورد جيد غير النفط”.

إشكالية مشروع الربط السككي وعلاقتها بالميناء

ومنتصف آب الماضي، تجمع حشد من المتظاهرين في محافظة البصرة احتجاجاً على اتفاقية الربط السككي التي تتردد أنباء عن عزم العراق إبرامها مع الكويت وإيران.

وعلّق المتظاهرون لافتةً على بوابة مبنى القنصلية المطل على شط العرب، عبروا فيها عن رفضهم لأي اتفاق ربط سككي مع الكويت أو إيران.

ويحذر خبراء من مخاطر اقتصادية على مشروع ميناء الفاو الكبير في حال أبرم العراق اتفاقية للربط السككي مع الكويت أو إيران، حيث تتسبب اتفاقيات من هذا النوع بانتعاش موانئ إيران والكويت على حساب شلل للموانئ العراقية وعلى رأسها ميناء الفاو الكبير قيد الإنشاء، وميناء أم قصر، حيث تأمل بغداد أن تكون نقطة وصل رئيسية للتجارة العالمية وطريقاً من آسيا نحو تركيا وأوروبا وفق ما يعرف بمشروع القناة الجافة.

ما الفرق بين الانتحار والقتل العمد؟

أوضح الخبير القانوني علي التميمي، عدداً من النقاط تتعلق بمسألة اختلاف الانتحار عن القتل العمد من الجوانب القضائية، مؤكداً أن نتائج التحقيقات هي الفيصل في إيضاح الرؤية، في إشارة إلى ما جرى من حادثة انتحار لمدير مشروع ميناء الفاو بمحافظة البصرة.

وبين التميمي عبر إيضاح قانوني حمل عنوان “الانتحار واختلافه عن القتل العمد” أنه يرى:

_ ما يميز الواقعة من كونها قتل عمد ام انتحار، أولاً هو التقرير الطبي التشريحي فهو من يبين عن طريق الدم هل هو انتحار ام قتل غُلّف بالانتحار، ويبين هل توجد كدمات أو آثار مقاومة او أي ما يدل على ذلك على جسم المجني عليه.

_ مسرح الجريمة والكشف على الجثة هل يوجد أثر للتكسير أو تحطيم مواد، وكذلك الكاميرات الموجودة، وشهود الحادث مهمة جدا، ووضع الجثة، وطريقة الانتحار كل ذلك يعتمد على مهارة المحقق.

_ مشاركة دولة المجني عليه أو المنتحر يمكن لها المشاركة في التحقيق الذي مكانه العراق وفق الاختصاص المكاني، ووفق المواد 53 الأصولية والمادة 15 من القانون المدني.

_ نتائج التحقيق مهمة في كشف هل الحادث انتحار ام قتل عمد ووفقه توجه الدعوى، ولا جريمة كاملة”.

الاغتيال ستكون عواقبه “وخيمة”

“ملف ميناء الفاو الكبير حتى قبل حادثة الانتحار، دار حوله الكثير من اللغط والاتهامات لبعض الأطراف السياسية العراقية هذا ما قاله المحلل السياسي غانم العابد لـ”عربي21″، مشيراً إلى، إن “بعض الأطراف تلقت رشاوى من دولة مجاورة في سبيل تعطيل إنشائه، إضافة إلى وجود خلافات على المغانم”.

وأشار العابد، إلى أن “هذه الحادثة تعد الثانية من نوعها خلال شهر تقريباً، وذلك بعد إعلان انتحار موظف فلبيني يعمل في الأمم المتحدة بمدينة كركوك، لكن كثرة هذه الحوادث ستؤثر على فرص الاستثمار التي هي بالأساس ضعيفة، وتتسبب بأعباء كبيرة على الاقتصاد وستلحق ضرراً الحكومة”.

ونوه إلى، أن “كوريا الجنوبية، بالتأكيد ستطلب بأن تكون حاضرة بالتحقيق الذي تجريه الحكومة العراقية، وإنما سيركز عليه الإعلام الدولي أيضا، حتى تظهر نتائج التحقيق، وإذا تأكد الحادث بأنه اغتيال، فالعواقب ستكون وخيمة”.

مروة ياسين

https://news.alnaeem.tv/wp-content/uploads/2020/10/%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A.jpg

https://news.alnaeem.tv/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%ab%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d9%88%d9%83-%d9%85%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7/