المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نيويورك تايمز : علاج «كورونا» الذي أنقذ ترامب.. مصدره «جنين» تم إجهاضه



قمبيز
10-10-2020, 10:07 PM
10 أكتوبر 2020

https://d1wnoevxju5lec.cloudfront.net/storage/attachments/5807/982728_highres.jpg

أبورفا ماندافيلي و ناتاليا هولت- (نيويورك تايمز)- ترجمة: د. بلقيس دنيازاد عياشي

في عام 2019.. علقت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التمويل الفيدرالي لمعظم مشاريع البحث العلمي الجديدة التي تركز في عملها على أنسجة جنينية مأخوذة من عمليات إجهاض، في ذلك الوقت جادل المسؤولون في إدارة الرئيس بأنه «مهما كانت الفوائد العلمية لهذه العملية إلا أنه كان هناك واجب أخلاقي ملح يدفعنا إلى إيجاد طرق بحث علمي بديلة».

ومع ذلك، تم تطوير علاج مرض كوفيد-19 الذي تلقاه الرئيس الأميركي ترامب بعد إصابته بفيروس كورونا، باستخدام خلايا بشرية مشتقة من جنين تم إجهاضه منذ سنوات. هذا العلاج هو مزيج من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، كان قد وصفه الرئيس ترامب بأنه «علاج لفيروس كورونا» في فيديو احتفالي نُشر على حسابه الرسمي في «تويتر».

أيضاً دواء «ريمديسيفير»، وهو دواء مضاد للفيروسات تم تقديمه إلى الرئيس ترامب أواخر الأسبوع الماضي، تم تطويره مع سلالات خلايا أنسجة جنينية، وهناك شركتان على الأقل تتسابقان لإنشاء لقاح ضد فيروس كورونا، وهما شركتا «موديرنا» و «أسترازينيكا»، تعتمدان أيضًا على خلايا مشتقة من الأنسجة الجنينية، كما تقوم شركة «جونسون آند جونسون» باختبار لقاحها في ما يسمى بـ«خط خلوي» ينتج في الأصل من الأنسجة الجنينية. هذه الشركات الثلاث مشاركة في عملية Warp Speed ​-وهي عملية أطلقها البيت الأبيض من أجل توفير لقاح وعلاج لفيروس كورونا في أسرع وقت ممكن-، ولهذا فإن هذه الشركات تلقت تمويلاً من الحكومة الأميركية. وكانت مجلة «إم آي تي تكنولوجي ريفيو» قد ذكرت أن الخلايا المشتقة في الأصل من جنين مُجهض، قد استخدمت لتطوير مزيج الأجسام المضادة الذي أنتجته شركة «ريغينيرون» والذي تم تقديمه للرئيس ترامب.

ازدواجية المعايير جادل مسؤول في إدارة ترامب بأن تبني الرئيس لهذه العلاجات القائمة على الأنسجة الجنينية، ليس تناقضًا. وقال المسؤول، الذي لم يرغب في الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث عن هذا الأمر، إن «سياسة إدارة الرئيس بشأن أبحاث الأنسجة الجنينية استبعدت تحديدًا (خطوط الخلايا) قبل يونيو 2019»، مضيفاً إن «المنتجات العلمية المصنوعة باستخدام خطوط الخلايا التي كانت موجودة قبل ذلك لن تتورط في سياسة الإدارة بشأن استخدام أنسجة الأجنة البشرية من عمليات الإجهاض الاختيارية». رأى بعض العلماء أن هناك ازدواجية في المعايير لدى الرئيس ترامب، ووصف لورانس غولدشتاين، عالم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، الذي استخدم الأنسجة الجنينية في أبحاثه، «ترامب بأنه لم ينزعج أبداً من هذا النفاق الذي يقوم به». بدوره قال الدكتور ديباك سريفاستافا، طبيب قلب الأطفال الذي قاد الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية حتى شهر يوليو، «إذا عارضوا هذه البحوث، فيجب أن يكونوا مستعدين لعدم تناول دواء تم تطويره باستخدام هذه البحوث».

الأنسجة الجنينية لعقود من الزمان، كانت الأنسجة الجنينية الناتجة عن عمليات الإجهاض ضرورية للبحث العلمي في علاجات كثير من الأمراض من العيوب الخلقية إلى الإيبولا وصولاً حتى إلى السرطان. وكانت الأنسجة الجنينية مهمة بشكل خاص لدراسة الجهاز المناعي، وهو مفتاح لتصميم العلاجات واللقاحات للأمراض المعدية مثل فيروس كورونا. خطوط الخلايا التي تستخدمها معظم الشركات التي تحاول الآن العثور على علاج لفيروس كورونا، تسمى (293T)، مشتقة من أنسجة الكلى لجنين تم إجهاضه في السبعينيات، وتم الحصول على خط خلوي مماثل، يدعى (Per.C6)، في عام 1985 من خلايا شبكية لجنين يبلغ من العمر 18 أسبوعًا تم إجهاضه.

الدواء الذي وصفه ترامب بأنه علاج لفيروس كورونا هو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المصنعة بواسطة «ريغينيرون»، يتم تصنيع هذه الأجسام المضادة خارج الجسم ثم يتم حقنها في المرضى لمساعدتهم في مكافحة العدوى. اختبرت «ريغينيرون» الأجسام المضادة ضد الجزيئات الشبيهة بالفيروسات التي تم إنشاؤها باستخدام (293T) من الخلايا البشرية، تعمل الجزيئات الفيروسية بمثابة وكيل للفيروس الحي، يتطلب الاختبار خلاف ذلك معملًا بمستويات عالية جدًا من السلامة الحيوية. وقالت ألكسندرا بوي، المتحدثة باسم شركة «ريغينيرون»: «تم استخدام 293T في اختبار قدرة الأجسام المضادة على تحييد الفيروس»، مضيفة: «لم يتم استخدامها بأي طريقة أخرى، ولم يتم استخدام أنسجة الجنين في البحث».

معارضة متشددين

قد يتعارض تأييد ترامب لشركة «ريغينيرون» مع بعض الجماعات الدينية والقادة المحافظين الذين شككوا في استخدام الخلايا لإيجاد علاجات أو لقاحات لاستخدامها ضد فيروس كورونا. كتب ديفيد برنتيس، نائب رئيس معهد «شارلوت لوزير»، في سبتمبر الماضي: «أحد المخاوف المتعلقة بالتقييم الأخلاقي للقاحات الفيروسية المرشحة هو الاستخدام المحتمل لخطوط الخلايا المشتقة من الإجهاض في التطوير أو الإنتاج أو الاختبار» . وحدد تحليل ديفيد برنتيس أن هناك 13 لقاحًا مرشحًا لفيروس كورونا يعتمد على خطوط الخلايا الجنينية.

ويقول الدكتور جيمس شيرلي، الباحث في معهد «شارلوت لوزير» ومدير شركة الخلايا الجذعية Asymmetrex، إن «مثل هذه الأبحاث ليست مسؤولة أخلاقياً، هناك بدائل، وهناك العديد من الطرق التي لا تتطلب موت أي شخص». لكن زعماء محافظين آخرين وافقوا على استخدام الخلايا، مشيرين إلى أنه تم تطويرها منذ عقود، قبل وقت طويل من أن تصبح المخاوف بشأن أصولها الجنينية قضية سياسية. في رسالة بعث بها إلى ترامب في يونيو، أشاد أكثر من 100 عضو في الكونجرس بالرئيس «لجهوده لحماية قدسية كل حياة بشرية» لكنهم وصفوا خطوط خلايا (293T) و (Per.C6) بأنها «عدد قليل من خطوط الخلايا القديمة». ونفى بعض العلماء هذا المنطق، وقال الدكتور سريفاستافا: «ليس من الأخلاقي أن نقول لمجرد أنهم صنعوا منذ وقت طويل لا بأس إذا كان ذلك سينقذ حياتي».

في يوليو، أرسلت جمعية الخلايا الجذعية رسالة إلى مجلس الاخلاقيات الطبية، موقعة من 90 منظمة علمية وطبية وصحية ، حثت المجلس على السماح باستخدام أنسجة الجنين لتطوير علاجات لـ Covid-19 وأمراض أخرى. وجاء في البيان أن «أنسجة الجنين لها خصائص فريدة وقيمة لا يمكن في كثير من الأحيان استبدالها بأنواع أخرى من الخلايا». وجدت لجنة مجلس النواب للإشراف والإصلاح الشهر الماضي أن حظر إدارة ترامب لاستخدام الأموال الفيدرالية لأبحاث أنسجة الجنين كان «قائمًا على اعتراضات أيديولوجية ، وليس تقييمًا للجدارة العلمية لمثل هذه المشاريع».

للمزيد: https://alqabas.com/article/5806837