المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذكرى الثامنة لرحيل الجواهري شاعر العرب الاكبر



مقاتل
07-27-2005, 08:45 AM
د. محمد علي الحكيم

د. فلاح حسن عبود

تمر علينا الذكرى الثامنة لرحيل شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري في 27 تموز..... وان وفاة شاعرنا الخالد تركت اثر من الاحزان العميقة في قلوب الشعب العراقي و محبيه من البلدان العربية الاخرى .

ان وجود رمز ثقافي كالجواهري نبقى بحاجة له في محنتنا تحت وطاة الاحتلال .... و لا يمكن تمجيد دور الجواهري بذرف الدموع و البكاء والنحيب ؛ بل علينا ان نتغني بتراثه من كنوز الشعر العربي الكلاسيكي والقافية العربية الذي تركه لنا .

انه لمن دواع الوفاء للفقيد هو ان يتم ادخال شعر وتراث الجواهري كونه شاعر من فحول شعراء العرب في المناهج الدراسية لتعليم الاجيال الجديدة بشعره , وخصوصا في فترة يتعرض لها وجود وعروبة العراق لهذة الهجمة من قبل المحتلين ومن من لف لفهم , فلو كان ابوفرات حيا يرزق لكان اول المناهضين للاحتلال اسوة بالكوكبة اللامعة من شعراء ومثقفي العراق لانتماءهم للارض والشعب . نرى انه من الانصاف ان يكون تراث المرحوم في متناول الجميع عبر وسائل الاعلام لما يحتويه من عبر ودروس غنية.

كان الجواهري ملتصقا بالشعب العراقي , وهذا بدوره جعل منه يتغنى بافراحه واتراحه ووقف مع الشعب بانتفاضاته المجيدة عندما ثار بوجه الاستعمار والطغاة خلال ال 75 عاما من بدايته الادبية فقد غنى:

" انا حتفهم الج البيوت عليهم اغري الوليد بشتمهم والحاجبا "

وتوكد نتاجاته الابداعية الثورية صدقه و ايمانه بشعبه المعذب .... لقد عاش الجواهري قرابة قرن حافل بالاحداث ... فمنذ بداية القرن الماضي كان مع الثوار في ثورة العشرين الخالدة وغنى لها ...

ان كان طال الامد فبعد ذا اليوم غد

هبوا كفتكم عبرة اخبار من قد رقدوا

اياكم والذل ان جرحه لايضمد

عاش الجواهري على مدى هذه الفترة مع الاحداث العراقية والعربية والعالمية مع الانتصارات والاخفقات ولكنه بقى بداخله يشتعل الحس الوطني ويزود الثوارغذاء واندفع بنفسه الى المعركة وسارمع الجماهير وكانت تحمله على الاكتاف وينشدلها بكلماته الثورية .... وانشد للثورة السورية على الاستعمار الفرنسي البغيض عام 1926 ...



مثل الذي بك يا" دمش - ق" من الاسي والحزن ما بي

دمعي يبين لك الجوي والدمع عنوان الكتاب



وانشد لفلسطين الدامية عام 1929



لو استطعت نشرت الحزن والا لما على فلسطين مسودا لها علما



ولم يهدئ له امرولم يوقفه رقيب او توقيف وملاحقات وقد ربط مصيره بشعبه الابي وكان يهتف وبصوت عال وهومفعم بالثقة بارادة شعبه فكان مع الاحداث الثورية المتفجرة في العراق عام 1936 فحدس بتلك الاحداث وللاسف لم يسمع احد من الثوار تحذيراته فكررها عند انتصار ثورة 14 تموز المجيدة .... بقصيدته مرة اخرى منبها القادة بما ينتظرهم اذا لم يقفوا بحزم .... وكتب قصيدته " تحرك اللحــد " التي تمتلك نفس الاثر في يومنا هذا .....



كلوا الى الغيب ما ياتي به القدر واستقبلوا يومكم بالعزم وابتدروا

و صدقوا مخبرا عن حسن منقلب وآزوره عسى ان يصدق الخبر

.........

فضيق الحبل واشدد من خناقهم فربما كان في ارخائه ضرر

تصور الامر معكوسا وخذ مثلا مما يجرونه لو انهم نصروا

.........

اكان للرفق ذكر في معاجمهم أم كان عن " حكمة " او صحبه خبر



وكان الجواهري مناهضا وعدوا للفاشية والعنصرية والشوفينية وحينما حلت بالعالم الكارثة نتيجة لصعود النازية الهتلرية تصدى لها وكان مع كل ثورات التحرر الوطني مستغلا الصحافة وكل الوسائل التي اتيحت له الى حين تفجير ثورة ال 14 تموز 1958 ... استمر ابو فرات بالمعارك من اجل شعبه من الشمال الى الجنوب ....



وبحق قال الشاعر المرحوم الرصافي عام 1941 وهو يواسي شاعرنا ...



أ قول لرب الشعر مهدي الجواهري الى كم تناغي بالقوافي السواحر



لقد كانت قريحة الخالد الجواهري تتفجر مع الاحداث العالمية فحينما اشتدت المعارك الضاربة مع الفاشية وفي

" سواستبول " انشد قصيدة رائعة وكان يتحسس لماذا ولاجل من يضحي الشعب السوفيتي هناك عن تربة الوطن من الغزاة ....

يا " سوا ستبول " سلام لا ينل مجدك ذام



واستمر شاعرنا الخالد يلهب ويزود الجماهير الغذاء الثوري ففي عام 1942 كانت القصيدة الرائعة " أمم تجد ونلعب " ....

أمم تجد ونلعب ويعذبون ونطرب

المشرق الواعي يخـــط مصـيره والمغرب



وهنا تصدق تنبؤاته ففي يومنا هذا تنفذ الصهيونية ـ الامريكية المخططات لتمزيق الوطن العربي والامة الاسلامية بما يسمى بمشروع " الشرق الاوسط الكبير " او " اسرائيل الكبرى " وبمساعدة عملائها في الوطن العربي والعالم الاسلامي وتحت ذرائع مختلفه .... وغنىلبيروت ...



يا عذبة الروح يافتانة الجسد يابنت " بيروت " يا انشودة البلد



واستمر بتسجيل ملحمة اخرى " طــر طـرا " !!!!



أى طرطرا تطرطرى تقدمي تأخرى

تشيعي تسنني تهودى تنصرى



و ملحمة اخرى لوعود الاستعمار"وعد بلفور"المشؤوم, وكما هي تتكررالان وعودهم



خذي مسعاك مثخنة الجراح ونامي فوق دامية الصفاح

وتاريخ الشعوب اذا تبنى دم الاحرارلا يمحوه ماحي



وجاءت الروائع تلو الاخرى عند انتفاض الشعب العراقي على الاستعمار وبوسط الجماهير الملتهبة ينشد الجواهري



اتعلم ام انت لاتعلم بان جراح الضحايا فم

أتعلم ان رقاب الطغاة اثقلها الغنم والمأثم



وبعدها وبمناسبة اربعينية استشهاد اخيه الشهيد " جعفر الجواهري "



يوم الشهيد :- تحية وسلام بك و النضال تؤرخ الاعوام

يوم الشهيد!طريق كل مناضل وعر ، ولا نصب ولا اعلام





لقد عاش الجواهري كل احداث القرن الماضي بكل حلوها ومرها وكان مصارعا من اجل انتصار قضايا الشعب وكان مع المستضعفين وطنيا مخلصا لبناء العراق الديمقراطي الحقيقي . وكان يعتز بلوحة الفنان الصكاربالخط الكوفي عن قصيدته " انا العـــراق لسانه ... " وكان يحمل طاقيته الكردستانية ... يعتز بها فهي من صنع الايدي العراقية الشريفة المحبة للعراق.







عاش الجواهري مثله كبقية البشر, فقد عشق واحب وتغنى بالحب والجمال منذ صباه,مثلما جاء بقصيدته "جربيني" عام 1929:



جربيني من قبل ان تزدريني واذا ما ذممتني فاهجريني

انا لي في الحياة طبع رقيق يتنافى ولون وجهي الحزين



وقصيدة "بائعة السمك في براغ "عام 1965:



وذات غداة وقد اوجفت بنا شهوة الجائع الحائر

دلفنا ل"حانوت"سماكة نزود بالسمك "الكابري"

فلاحت لنا حلوة المجتلى تلفت كالرشأ النافر

.....

ويا خير من لقن الملحدين دليلا على قدرة القادر



وبحق وصفه السيد شيركو بيكه س " انه نهر ثالث يجري بدءا من مصبه في النجف الاشرف نحو بغداد الجياع ومن ثم يصعد الي كردستان ، مار بسهول القلوب ومن ثم يدور مرة اخرى نحو عطش الصحراء ورمال العشق ليذوب في جسد البصرة ، مانحا البحر قوة العطاء " فهذا العراق بحق يا ساده فشهد شاهد من اهلها فهذا العراق, فلا تسيروا بطريق ملتوي وتحت ذرائع مختلفة تشم منها رائحة الانانية والشوفينية .



فماذا سيقول القادة الجدد لشاعر العرب الاكبر والذين مارسوامعه لعبة المجاملات لرمز خالد من اجل اهداف سياسية والان يكشفون عن الاقنعة المزيفة ويبعدون العراق عن بعده العربي.



وفي هذه الذكرى حري بوزارة الثقافة العراقية ان تخلد الجواهري بمايليق به ووفاء لرجل قدم كل غال ونفيس من اجل العراق

ونستطيع الجزم بان الجواهري الشاعر والانسان قد ادى دوره في الحياة على افضل وجه مع اننا لا ناله الانسان فلا توجد شخصية تاريخية تملك نقاط ناصعة فقط

مقاتل
07-29-2005, 12:17 PM
بغداد: تحويل أحد قصور صدام إلى مركز ثقافي باسم الجواهري


أعلن في بغداد أمس أن الرئيس العراقي جلال طالباني أمر بتحويل احد قصور الرئيس المخلوع صدام حسين الى مركز ثقافي باسم شاعر العراق الكبير الراحل محمد مهدي الجواهري.
وواجه الجواهري (1899 ـ 1997) الذي شغل مناصب عديدة، منها نقيب الصحافيين ورئيس اتحاد الأدباء العراقيين، مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 الى لبنان ثم الى براغ حيث حل ضيفا على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين لمدة سبع سنوات، وعاد الى العراق عام 1968 وخصصت له الحكومة آنذاك راتبا تقاعديا، لكنه ما لبث أن غادر البلاد ليستقر في دمشق الى حين وفاته رافضا كل دعوات العودة الى العراق.

وكانت تربط الجواهري الذي أقام له الأكراد تمثالا في شمال العراق علاقة جيدة بالرئيس طالباني.