زوربا
07-26-2005, 11:09 AM
فهد عامر الأحمدي
* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية
في قرية سرت التركية (قرب مدينة انتاليا) قررت النساء مقاطعة أزواجهن ومنعهم من دخول غرف النوم تحت أي ظرف من الظروف.. ويعود السبب إلى تعب النساء من حمل المياه إلى القرية من مسافات طويلة بواسطة جرار ضخمة. وكانت النساء كثيراً ماطالبن الرجال بالمشاركة في هذا الجهد أو مخاطبة الحكومة لمد أنابيب مياه للقرية- ولكن بلا فائدة - .. وحين طفح بهن الكيل اتفقن جماعيا على مقاطعة أزواجهن ومنعهم من ال(....) حتى يجدوا حلاً لمشكلة المياه. وخلال ثلاثة أسابيع فقط أثمرت المقاطعة وتشارك الرجال في دفع قيمة الأنابيب ومد صنابير المياه إلى كافة البيوت!!!
هذه الواقعة (التي حدثت عام 2003) نموذج لحوادث تاريخية كثيرة حرمت فيها الزوجات بصفة اختيارية أو قهرية. ورغم أن أموراً كهذه تحدث في كل البيوت - بشكل سري وخاص - إلا أنها نادرا ما اتخذت شكل الاتفاق الجماعي أو الصبغة الرسمية كما حدث في هذه القرية فهناك مثلا القائد المعروف الاسكندر الأكبر الذي كان يؤمن بأن لقاء الجنود مع زوجاتهم يضعف قواهم ويمنعهم من القتال بشكل جيد. لهذا السبب أصدر قانونا يمنع فيه الزوجات من النوم مع أزواجهن قبل ثلاثة أيام من أي معركة (وحمل الزوجات مسؤولية خرق هذا القانون)!
وفي فترات مختلفة ظهرت مجتمعات نسائية سيطرت فيها النساء على الرجال في كل شيء يمكن تصوره.. ففي قبيلة مينارو مثلا (في جبال الهملايا) تسيطر النساء على الرجال لدرجة تستطيع الواحدة منهن الزواج بعدة رجال وحشرهم في غرفة واحدة. وفي منطقة داهومي الأفريقية (وتدعى اليوم بينين) شكلت النساء في بداية القرن الثامن عشر جيشا نظامياً قويا دخل في حرب شرسة مع جيش الاستعمار الفرنسى عام 1892م. أما في أمريكا اللاتينية فقد تعرض القائد الأسباني فرانسيسكو دو اوريلانا عام 1542 إلى هزيمة قاسية على يد مجموعة من النساء الشرسات (دعاهن بالأمازونيات).. هذه المجتمعات النسائية استمدت قوتها من الاتفاق الجماعي ضد الرجال واللعب بورقة «المقاطعة» ضد الذكور. وبتوالي الأجيال تبلورت أعراف اجتماعية وتربوية سيطرت فيها النساء على الرجال وتولت فيه المرأة مقاليد الحكم والإدارة.
أما في تاريخنا العربي- فرغم عدم تأكدي من حدوث مقاطعة نسائية من هذا النوع- إلا أن التهديد الذي أطلقته هند بنت أبي عتبة أثناء معركة أحد يوحي بهذا الاحتمال.. فحين اشتد وطيس المعركة وبدأ جنود قريش بالتراجع أمام المسلمين صاحت بهم قائلة:
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق
وإن تدبروا نفارق
أما في عصرنا الحاضر فهناك تنظيمات كثيرة صدرت بهذا الشأن ضد الجنسين؛ ففي عام 1993 مثلا أصدر البرلمان البريطاني قانوناً يعتبر معاشرة الزوجة بدون رضاها بمثابة جريمة اغتصاب قد يعاقب عليها الزوج (.. وهذا القانون اقتبسه مؤخراً البرلمان الروسي للحد من ظاهرة العنف الأسري)!!
وفي يونيو 1999 أصدر ملك سوازيلاند (ماساواتي الثالث) قانونا يمنع لقاء الأزواج لمدة خمس سنوات من إعلان القانون.. وكان الهدف من هذا التشريع الغريب خفض نسبة الولادات في هذه المملكة الفقيرة (التي تدخل ضمن جنوب أفريقيا) والحد من انتشار الإيدز وولادة أجنة مصابة بالفيروس..
ولكن كما يحدث دائما؛ لايبدو أن أحداً استجاب
* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية
في قرية سرت التركية (قرب مدينة انتاليا) قررت النساء مقاطعة أزواجهن ومنعهم من دخول غرف النوم تحت أي ظرف من الظروف.. ويعود السبب إلى تعب النساء من حمل المياه إلى القرية من مسافات طويلة بواسطة جرار ضخمة. وكانت النساء كثيراً ماطالبن الرجال بالمشاركة في هذا الجهد أو مخاطبة الحكومة لمد أنابيب مياه للقرية- ولكن بلا فائدة - .. وحين طفح بهن الكيل اتفقن جماعيا على مقاطعة أزواجهن ومنعهم من ال(....) حتى يجدوا حلاً لمشكلة المياه. وخلال ثلاثة أسابيع فقط أثمرت المقاطعة وتشارك الرجال في دفع قيمة الأنابيب ومد صنابير المياه إلى كافة البيوت!!!
هذه الواقعة (التي حدثت عام 2003) نموذج لحوادث تاريخية كثيرة حرمت فيها الزوجات بصفة اختيارية أو قهرية. ورغم أن أموراً كهذه تحدث في كل البيوت - بشكل سري وخاص - إلا أنها نادرا ما اتخذت شكل الاتفاق الجماعي أو الصبغة الرسمية كما حدث في هذه القرية فهناك مثلا القائد المعروف الاسكندر الأكبر الذي كان يؤمن بأن لقاء الجنود مع زوجاتهم يضعف قواهم ويمنعهم من القتال بشكل جيد. لهذا السبب أصدر قانونا يمنع فيه الزوجات من النوم مع أزواجهن قبل ثلاثة أيام من أي معركة (وحمل الزوجات مسؤولية خرق هذا القانون)!
وفي فترات مختلفة ظهرت مجتمعات نسائية سيطرت فيها النساء على الرجال في كل شيء يمكن تصوره.. ففي قبيلة مينارو مثلا (في جبال الهملايا) تسيطر النساء على الرجال لدرجة تستطيع الواحدة منهن الزواج بعدة رجال وحشرهم في غرفة واحدة. وفي منطقة داهومي الأفريقية (وتدعى اليوم بينين) شكلت النساء في بداية القرن الثامن عشر جيشا نظامياً قويا دخل في حرب شرسة مع جيش الاستعمار الفرنسى عام 1892م. أما في أمريكا اللاتينية فقد تعرض القائد الأسباني فرانسيسكو دو اوريلانا عام 1542 إلى هزيمة قاسية على يد مجموعة من النساء الشرسات (دعاهن بالأمازونيات).. هذه المجتمعات النسائية استمدت قوتها من الاتفاق الجماعي ضد الرجال واللعب بورقة «المقاطعة» ضد الذكور. وبتوالي الأجيال تبلورت أعراف اجتماعية وتربوية سيطرت فيها النساء على الرجال وتولت فيه المرأة مقاليد الحكم والإدارة.
أما في تاريخنا العربي- فرغم عدم تأكدي من حدوث مقاطعة نسائية من هذا النوع- إلا أن التهديد الذي أطلقته هند بنت أبي عتبة أثناء معركة أحد يوحي بهذا الاحتمال.. فحين اشتد وطيس المعركة وبدأ جنود قريش بالتراجع أمام المسلمين صاحت بهم قائلة:
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق
وإن تدبروا نفارق
أما في عصرنا الحاضر فهناك تنظيمات كثيرة صدرت بهذا الشأن ضد الجنسين؛ ففي عام 1993 مثلا أصدر البرلمان البريطاني قانوناً يعتبر معاشرة الزوجة بدون رضاها بمثابة جريمة اغتصاب قد يعاقب عليها الزوج (.. وهذا القانون اقتبسه مؤخراً البرلمان الروسي للحد من ظاهرة العنف الأسري)!!
وفي يونيو 1999 أصدر ملك سوازيلاند (ماساواتي الثالث) قانونا يمنع لقاء الأزواج لمدة خمس سنوات من إعلان القانون.. وكان الهدف من هذا التشريع الغريب خفض نسبة الولادات في هذه المملكة الفقيرة (التي تدخل ضمن جنوب أفريقيا) والحد من انتشار الإيدز وولادة أجنة مصابة بالفيروس..
ولكن كما يحدث دائما؛ لايبدو أن أحداً استجاب