المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبداللطيف الدعيج : مشاكل البلد سياسية وليست صحفية



سياسى
07-25-2005, 08:03 PM
عبد اللطيف الدعيج

انا في اجازة، لكن من الصعب، وربما ايضا من غير اللائق تجاهل لقاء الشيخ صباح مع رؤساء التحرير. فالشيخ صباح طرح الكثير، وهناك كثير مما نختلف فيه معه حول هذا الكثير.

بادئ ذي بدء الصحافة مرآة لما يحدث في المجتمع، وهي ناقل وعاكس لما فيه، وبالتالي فهي بالتأكيد تعكس شواذه وقواعده، نبوغه وتوافهه، ما قبح وما استحلى منه. لذلك فان تحميل الصحافة مغبة الطرح الطائفي غير صحيح، وفيه كالعادة تحامل على الصحافة والصحافيين. في واقع الامر فان «السلطة» والحكومة ولا احد غيرهما هما المسؤول الاول والاخير عن الطرح الطائفي. ونتمنى لو يقرأ من يجب ان يقرأ افتتاحية «القبس» يوم امس الأول فهي لو استوعبت لأغنتنا عن كتابة هذا الموضوع.

الحكومة التي تفعل لهؤلاء ما لا تفعله لأولئك تنحاز طائفيا.

الحكومة التي تستضيف عبد الرحمن عبدالخالق وخالد المذكور، وتخصص اعلامها لترديد الديماغوجية السلفية دون غيرها تمارس الاضطهاد ضد الغير، ضد الشيعة وضد المسيحيين وضد بقية المذاهب والاديان التي لا تحظى بدعم السلطة وحمايتها.

والحكومة التي تمارس التبشير الديني الاسلامي في المدارس وفي الاعلام تنحاز للمسلمين دون غيرهم من بقية المواطنين. الطرح الطائفي حكومي، وحكومي صرف وهو ما كان غائبا عن الكويت حتى الثمانينات حين انحازت الحكومة عمليا للسلف المتخلف ولتيار الاخوان المسلمين بالذات. وفي هذا الوقت ـ اي وقت انحياز الحكومة للتيار السلفي المتخلف ـ وتذكيرا للبعض فان الحكومة او البلدية قررت ان تسمي شارعا باسم الصحابي المغيرة بن شعبة وشارعا باسم الارهابي حسن البنا، فاختارت الرميثية، وليس غيرها، من المناطق لاستيعاب هذين المسميين..! قلناها منذ زمن.. ونرددها اليوم.. مطلوب من الحكومة حلق لحيتها والتخلي عن الالتزام الديني السلفي المتخلف الذي فرضته على البلد منذ نهاية السبعينات.

الشيخ صباح، وقبله بعض ساستنا، طالب بتجاهل الطرح الطائفي والقبلي وعدم اثارته في الصحافة. مع اننا نتفق مع هذا الطرح، الا اننا مرة اخرى نؤكد ان المطلوب محاصرة هذا الطرح ونبذه اجتماعيا وسياسيا وليس التعتيم عليه اعلاميا. هناك مبررات وقواعد لهذا الطرح، ولو لم يكن الامر كذلك لما انزعجت الحكومة، وأحست بخطورة الامر. ان السبب الاساسي للاثارة الطائفية هو «حساسية» البعض او تحصينه لارائه ومعتقداته ورموزها من النقد او التصحيح. وليس هذا كل ما في الامر، بل ان هذا البعض ينتقد ويتهجم على الاخرين بل ويشتم الاخرين دون ان يحاسب او يمنع. ان تقييد حرية الرأي واصرار البعض على تحصين ترهاته وخزعبلاته وما تم تشويهه من تاريخ، هو سبب الازمة وهو مصدر خلاف اليوم وشقاق الغد.

موضوع دول المنطقة وحساسية سفرائها مما يطرح في الصحافة الكويتية موضوع قديم، وهو يجد استمرارا متواصلا لدى الشيخ صباح بحكم ترؤسه للخارجية الكويتية طوال ربع قرن كامل. شخصيا، لم اعد متحمسا ـ كما في السبعينات ـ لقضايا المنطقة. ولا يعنيني بشكل مباشر ما يحدث حولنا هنا او هناك. لكن العالم يتصاغر اليوم، وما يحدث في العراق مثلا يعنيني ككويتي. من يدعم الدولة في العراق يدعم، في نظري ومن المفروض في نظر الشيخ صباح، استقرار المنطقة وأمنها، ومن يدعم الارهاب والتطرف يعرض حياتي ومستقبلي للخطر. لهذا، فالصحافة هنا معنية بالضرورة باحداث المنطقة، والتعرض لهذا النظام او ذاك جزء اساسي من مهامها وليس من السهل تجاهل ذلك. ان القضية الاساسية في العالم اليوم هي التصدي للارهاب، والتصدي لهذا الارهاب يتطلب بالضرورة التصدي لمن يدعمه ويشجعه ويسهل اعماله. وسواء كان هذا دولة من دول الضد او دول المع او حتى دول التحرير. غزو صدام حسين للكويت عمل اجرامي كان مطلوبا من كل صحافي شريف ان يبدي رأيه فيه .. لا أعتقد ان الشيخ صباح ـ وقتها ـ كان يملك حتى التفكير في منع صحافي في الجزائر او في مصر او في اليمن من استنكار هذا الغزو..! إذا كانت الحال كذلك فكيف نطلب من صحافي كويتي تناسي امور قد تكون في خطورة غزو الكويت؟!. هذه هي الحال مع كل ما يجري حولنا.. وبالذات موضوع الارهاب او دمقرطة المنطقة.. فهما قضيتان اساسيتان للمواطن الكويتي قبل صحافته. الشيخ صباح يقود اليوم ـ بوصفه رئيسا للحكومة ـ نظاما ديموقراطيا، وما عليه الا ان يقنع معشر السفراء العرب بذلك او يسكروا سفاراتهم ويفكونا.

عن تعديل الدوائر، الشيخ صباح اعلن ان «الكرة في ملعب مجلس الامة». ربما لدينا مجلس امة او على الاقل من يزعمون انهم يمثلون الامة. لكن ليس لدينا لا ملعب ولا كرة وبالاساس ليس لدينا «حَكَم» نزيه. ــ والحَكَم هنا هو الحكومة ــ مشكلتنا في لعبة مجلس الامة ان الحَكَم هنا ليس نزيها. زوّر النتيجة وعدّل في المرمى وغيّر في الخطوط و فصّل كل شيء على حجم وهوى فريقه.. ليس في امكان، ولا حتى من مصلحة مجلس الامة الحالي تعديل الدوائر.. اللهم الا الى الاسوأ او الاكثر. لان اعضاء هذا المجلس «المزور» هم حصيلة غير شرعية للتعديل غير الدستوري الذي مارسته السلطة منفردة سنة 1980. من غير المعقول ان يوافق هذا المجلس ـ الذي نجح معظم اعضائه عبر نقل وشراء الاصوات ـ على تعديل للدوائر يحد من اثر النقل او من شراء الاصوات في العملية الانتخابية. بدون مبادرة حكومية وبدون عزم وحزم «السلطة»، فإن تعديل الدوائر غير ممكن على الاطلاق. ثم.. لماذا تعديل الدوائر؟.. ولماذا لا نعود للشرعية وللتقسيم العشري الذي اخلت به السلطة؟! بجرة قلم عدلت السلطة الدوائر من عشر الى خمس وعشرين.. لماذا يتقاعس هذا القلم عن اعادتها الى شرعيتها والى وضعها القانوني السليم..؟ تعديل الدوائر يجب ان يصدر بمرسوم حكومي ويطبق بالقوة سواء وافق الاعضاء المزوّرون للمجلس الحالي ام اعترضوا. مثلما دعت الحكومة للانتخابات على خمس وعشرين دائرة سنة 1980... عليها ان تدعو اليوم او غدا للانتخابات على اساس التقسيم العشري والشرعي للدوائر. ليس هناك ما يمنع، سويتوها بدون شرعية وبلا دستور.. ما الذي يمنع اعادة الامور إلى نصابها.. الى شرعيتها ودستوريتها خصوصا ان هناك مطالبة شعبية وضرورة سياسية لذلك؟

في النهاية لا يمكنني الا ان ابدي اعجابي بتشخيص الشيخ صباح للمشاكل والقضايا التي يواجهها عالم اليوم حيث اكد الشيخ صباح انها «نتيجة للافكار المتطرفة ورفض الرأي الآخر». هذا تشخيص اكثر من جيد ونتمنى ان تأخذ به الحكومة هنا، وزير الاعلام ووزير التربية وكل من كان ولا يزال يحرض على التطرف وعلى نبذ الاخر في الكويت.

> > >

> ليس صحيحاً ان مسؤولية العمل الاجرامي الأخير في مصر تقع على القاعدة او تنظيمات التطرف. المسؤولية، كما نراها، هي على الأغبياء والمتخلفين الحقيقيين في حركة «كفاية» وفي التنظيمات الناصرية والقومية التي أيدت اعدام سفير مصر في العراق. الإرهاب ليس اسامة بن لادن او الظواهري، ولكن الارهاب هو حركات التخلف والتعصب التي تزخر بها المنطقة.

مجاهدون
07-26-2005, 12:24 AM
نقاط هامة ومفاهيم سياسية ممتازة واعتقد إن على الحكومة ان تأخذ بها حتى تتجنب كثيرا من المشاكل السياسية والإجتماعية .