فاطمي
07-25-2005, 12:10 PM
هل لا بد من القذارة لتكون غنيا؟
هل لا بد من السفالة لتكون سياسيا؟
هل لا بد من الغش لتصل أسرع، أناس يرون ذلك، ويؤكدون أن الإنسان مخلوق من الطين، ويجب ألا ينسى أصله، وأناس يقولون إن الإنسان صفحة بيضاء، ونحن الذين نكتب ونمحو، ثم نكتب ولا نمحو، فهي من صنعنا، ونحن من صنع أنفسنا.
ليس صحيحا أن كل الأغنياء لصوص ولا كل الناجحين غشاشون، ولا كل الذين سبقوا وصعدوا واستقروا مزورون، انظر حولك وتأمل وناقش وحلل، فسوف تجد أن النجاح والفلاح والقيم الأخلاقية، كلها عن طريق واحد قويم مستقيم.
سألت أحد رجال الصناعة اليابانيين، وكان يعمل في شركة (ميكوموتو) لصناعة اللؤلؤ، قال لي، ونحن نشرب الشاي الأخضر في مدينة طوبا، وأمامنا عشرات البنات، يبعن اللؤلؤ للسياح، قال إن مثله الأعلى هو ميكوموتو نفسه، فقد كان نموذجا لكل العصاميين، عرف التعب، والجوع والحرمان، ولكنه كان يؤمن بنجاحه في المستقبل، وكأنه يرى أصابع يديه في ضوء الشمس، وكان الناس يصفونه بالجنون، وقد نجح، وعلمنا أن الطريق البسيط إلى النجاح، أنه يضيق ويتسع ويعلو ويهبط، ولكنه واحد وكلمة السر هي: الصبر والاستمرار والتقشف والثقة بالنفس.
بعض الذين ترجموا «ألف ليلة»، وقفوا عند إحدى القصص، ورأوها نموذجا للسلوك العربي ـ منتهى الظلم!
القصة تقول إن هناك واديا اسمه «وادي الماس»، هذا الوادي عميق، وعندما تطلع عليه الشمس يتألق، فقد تغطي بملايين من قطع الماس، وانعكاس أشعة الشمس عليه، يكشف الهوة العميقة التي استقر عندها الماس، ويكشف الصعوبة أو الاستحالة في الوصول إلى هذه الكنوز الخرافية.
وفي «ألف ليلة» اهتدى أحد أبطال القصة إلى حيلة، وهي أن يلقي بجثث الحيوانات الميتة إلى الوادي، فإذا استقرت الجثة التصق بها الماس، فجاءت النسور وحملت هذه الجيف، وقد تعلقت بها قطع الماس، ومن عادة النسور أن تتناول طعامها على القمم، ولا يكاد النسر يستقر فوق الفريسة حتى يباغته الصيادون، الذين ينتظرونه، فيهرب النسر، ويترك لهم هذه الجيفة المرصعة بالماس. وفي اليوم التالي يلقون بالجثة مرة أخرى وتحملها النسور ومعها المزيد من الماس.
وهكذا يكون معنى القصة، أنه لا وسيلة أخرى للحصول على الماس، إلا بالاستعانة بأقذر السبل، أحقرها، وكلها خرافات الأولين!
هل لا بد من السفالة لتكون سياسيا؟
هل لا بد من الغش لتصل أسرع، أناس يرون ذلك، ويؤكدون أن الإنسان مخلوق من الطين، ويجب ألا ينسى أصله، وأناس يقولون إن الإنسان صفحة بيضاء، ونحن الذين نكتب ونمحو، ثم نكتب ولا نمحو، فهي من صنعنا، ونحن من صنع أنفسنا.
ليس صحيحا أن كل الأغنياء لصوص ولا كل الناجحين غشاشون، ولا كل الذين سبقوا وصعدوا واستقروا مزورون، انظر حولك وتأمل وناقش وحلل، فسوف تجد أن النجاح والفلاح والقيم الأخلاقية، كلها عن طريق واحد قويم مستقيم.
سألت أحد رجال الصناعة اليابانيين، وكان يعمل في شركة (ميكوموتو) لصناعة اللؤلؤ، قال لي، ونحن نشرب الشاي الأخضر في مدينة طوبا، وأمامنا عشرات البنات، يبعن اللؤلؤ للسياح، قال إن مثله الأعلى هو ميكوموتو نفسه، فقد كان نموذجا لكل العصاميين، عرف التعب، والجوع والحرمان، ولكنه كان يؤمن بنجاحه في المستقبل، وكأنه يرى أصابع يديه في ضوء الشمس، وكان الناس يصفونه بالجنون، وقد نجح، وعلمنا أن الطريق البسيط إلى النجاح، أنه يضيق ويتسع ويعلو ويهبط، ولكنه واحد وكلمة السر هي: الصبر والاستمرار والتقشف والثقة بالنفس.
بعض الذين ترجموا «ألف ليلة»، وقفوا عند إحدى القصص، ورأوها نموذجا للسلوك العربي ـ منتهى الظلم!
القصة تقول إن هناك واديا اسمه «وادي الماس»، هذا الوادي عميق، وعندما تطلع عليه الشمس يتألق، فقد تغطي بملايين من قطع الماس، وانعكاس أشعة الشمس عليه، يكشف الهوة العميقة التي استقر عندها الماس، ويكشف الصعوبة أو الاستحالة في الوصول إلى هذه الكنوز الخرافية.
وفي «ألف ليلة» اهتدى أحد أبطال القصة إلى حيلة، وهي أن يلقي بجثث الحيوانات الميتة إلى الوادي، فإذا استقرت الجثة التصق بها الماس، فجاءت النسور وحملت هذه الجيف، وقد تعلقت بها قطع الماس، ومن عادة النسور أن تتناول طعامها على القمم، ولا يكاد النسر يستقر فوق الفريسة حتى يباغته الصيادون، الذين ينتظرونه، فيهرب النسر، ويترك لهم هذه الجيفة المرصعة بالماس. وفي اليوم التالي يلقون بالجثة مرة أخرى وتحملها النسور ومعها المزيد من الماس.
وهكذا يكون معنى القصة، أنه لا وسيلة أخرى للحصول على الماس، إلا بالاستعانة بأقذر السبل، أحقرها، وكلها خرافات الأولين!