المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة محي الدين فى لندن والثمانية عشر مليونا التى كسبها في اليانصيب



زوربا
07-25-2005, 10:41 AM
عبدالرحمن النجار
من «سوالف» لندن (2/2)

لم يكن «برذر» حنيف الباكستاني المسلم المقيم في لندن والذي تحدثنا عنه في مقالنا يوم امس.. لم يكن هو الوحيد ممن تأثروا بالفتاوى «المستعجلة» التي تسمح لهم بالكثير من «المرونة» في اعمالهم المالية والتجارية التي وصلت الى حد ممارسة بيع «اللحم الحلال» وبجانبه «زجاجات الخمور» في نفس المحل كما فعل «برذر» يعقوب أو في محلين منفصلين كما فعل «برذر» حنيف نفسه.. فمدينة لندن التي يسكنها وحدها عشرة ملايين نسمة، وبريطانيا التي على ارضها ما يقارب الستين مليون انسان، ستكون قطعا ارض القصص والوقائع التي تروى خصوصا فيما نعرفه عن بعض المسلمين من الهند والسند الذين يعيشون هناك منذ سنوات وسنوات بأعداد كبيرة ويحملون الجنسية البريطانية.

ماذا عن «محيي الدين»؟... «محيي الدين» مسلم هندي يعيل اسرة فقيرة في احدى المدن الصناعية جنوبي «ليفربول»... وفي ديسمبر 1994 ضرب الحظ معه في اليانصيب الوطني (اللوتري) وربح الجائزة الاولى ومقدارها (18.000.000)... نعم... ثمانية عشر مليون جنيه استرليني، وهو العامل البسيط في احد المصانع!!... مبلغ ضخم ولا شك، ولم يكن في حسبان «محيي الدين» تلك الثروة الكبيرة بجميع المقاييس، وكان سيفرح اشد الفرح لو ربح عدة آلاف من الجنيهات، فما بالك بتلك الملايين؟!.

.. المهم، بعد ان هدأت نفس محيي الدين واستلم «الشيك» من هيئة اليانصيب، قرر - وهو المسلم المحب للخير - ان يتبرع بثلاثة ملايين جنيه الى احدى الجمعيات الاسلامية في تلك المنطقة... وذهب اليهم عارضا المبلغ... ثلاثة ملايين جنيه بالتمام والكمال... ولكن المسؤولين في تلك «الجمعية الاسلامية» رفضوا العرض وقالوا له: «ان اموال اليانصيب أو (اللوتري) تعتبر اموال قمار، ونحن نرفض اموال الحرام»... وانتهى الامر عند ذلك، وقام محيي الدين تحت اشراف هيئة اليانصيب - التي تهتم بالرابحين - باستثمار امواله في محافظ مالية واسهم وودائع وما الى ذلك.

بعد ان اشترى منزلا كبيرا في مدينة ثانية وادخل ابناءه الى مدارس خاصة عالية المستوى واشترى السيارات الفخمة له ولزوجته، واهدى بعض المال لاقاربه في بريطانيا وفي الهند... ولكن بعد ذلك بعشرين يوما تنبه «زعماء» الجمعية الاسلامية الى موقفهم واستخاروا، وذهبوا لمقابلة السيد محيي الدين وقالوا له: «لا مانع لدينا الآن من قبول الثلاثة ملايين جنيه، فقد استلمنا فتوى شرعية تجيز لنا ذلك حتى وان كانت اموال قمار»... لكن محيي الدين تأسف لهم وافادهم ان أمواله صارت مربوطة في ودائع ثابتة ولا يمكنه سحبها الآن... و«Hard Luck»!!... وهكذا جاءتهم تلك «الفتوى» متأخرة... وراحت عليهم الثلاثة ملايين!!!


shabaka41@hotmail.com

زوربا
07-25-2005, 10:51 AM
من «سوالف» لندن (1/2)

عبدالرحمن النجار


في مقاله الجيد والظريف المنشور على الصفحة المقابلة صباح الاربعاء الماضي 20/7/2005 حدثنا الزميل المحترم الدكتور فوزي سلمان الخواري عن (محل «برذر» يعقوب البريطاني) من اصول هندية ويحمل الجنسية البريطانية ويملك ويدير بقالة يبيع فيها «الذبح الحلال» للمسلمين.. وكيف ان الدكتور فوزي اكتشف ان «برذر» يعقوب يبيع في بقالته ايضا كل اصناف الخمور، وعندما استفسر منه عن ذلك التناقض ـ بين بيع اللحم الحلال وبيع المشروبات الروحية المسكرة ـ أجاب «برذر» يعقوب بأن «لديه فتوى تجيز له ان يبيع الخمور من اجل ان يسدد من ارباحها الضرائب التي تفرض عليه لأن الفتوى تأسست على عدم جواز دفع الضرائب للكفار!!!».


وقد ذكرتني تلك الواقعة بما شابهها، فقد تعرفت على رجل باكستاني مسلم في لندن منذ عدة سنوات، اسمه «حنيف» ولذلك يمكن ان نطلق عليه لقب «برذر» حنيف كي لا نبتعد كثيرا عن «برذر» يعقوب.. تعرفنا على «برذر» حنيف ودعوناه غير مرة الى بعض مقاهي الصيف المفتوحة في ذلك الشارع اللندني المشهور «إجوار رود» وتعود معنا على «القهوة المضبوط.. الوسط».. وقد عرفنا منه انه يملك بقالة رائجة في الشارع المقابل للمقهى يبيع فيها مختلف المواد الغذائية وخصوصا «اللحم الحلال» للمسلمين من عرب وغيرهم.. وفعلا قمنا بزيارة بقالته المرتبة أحسن ترتيب وتبضعنا منها ما احتجناه.. وقد اكتشفنا فيما بعد ان صاحبنا «حنيف» يمتلك محلا آخر لا يبعد كثيرا عن بقالته، وقد خصصه لبيع المشروبات الروحية فقط وبجميع أنواعها.. فسألناه:

يا أخ حنيف، كيف تبيع «اللحم الحلال» في محل وتبيع الخمور في محل آخر؟.. فماذا كان جوابه؟.. جوابه كان: «كل شيء بحسابه»!!! فهو مقتنع انه سوف يؤجر عند الله على بيع اللحم الحلال، وسوف يؤثم في بيع الخمور، وبالتالي ـ حسب قوله ـ فان اجره عند الله قد يزيد على اثمه، وفي الوقت نفسه يربح في الدنيا من مبيعات محلين بدلا من محل واحد!!!

.. وهكذا فان «برذر» حنيف لم يأتنا «بفتوى» مثل فتوى «برذر» يعقوب الذي اشار اليه الدكتور فوزي الخواري، ولكنه قطعا ـ اي «برذر» حنيف قد اساء تأويل «ان الحسنات يذهبن السيئات».. وهكذا نرى ان العديد من المسلمين الذين يمتلكون المحلات وأنواع التجارة في بريطانيا يتساهلون في تفسير الحلال والحرام خصوصا اذا كان الامر يمس تجارتهم او اموالهم.. وقد يكون ذلك بسبب فتاوى سريعة سمعوا بها ولاقت هوى في نفوسهم او فتاوى جاءتهم من «مشايخ» بلدانهم في السند والهند.. وما أكثر ما اختلطت الاوراق بقدر تشعبات واختلافات ومرجعيات رجال الدين في شتى زوايا العالم الاسلامي..

او ربما ان كلا من «برذر» يعقوب و«برذر» حنيف يدركان تماما حرمة بيع الخمر والمشروبات الروحية، ولكنهما قررا داخليا التوبة النصوح.. بعد عدة سنوات!!!.. من يدري؟!! (وغدا سالفة اخرى)!


shabaka41@hotmail.com