المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم المرشحون لاغتيال سمير جعجع?



جمال
07-25-2005, 09:07 AM
التساؤلات تتعاظم في خضم الإجراءات الأمنية الهائلة...


السياسة الكويتية

كشفت اوساط سياسية لبنانية غير بعيدة عن حزب القوات اللبنانية ومصادر أمنية مكلفة من »أعلى مستويات الدولة« بتأمين حماية رئيسه الدكتور سمير جعجع منذ صدور قانون العفو عنه الاسبوع الماضي واعتباره طليقا حرا منذ الخميس الفائت في الواحد والعشرين من هذا الشهر, حتى انتقاله غدا الثلاثاء الى مطار بيروت ولقائه نحو 350 شخصية تمثل عصب النظام السياسي الجديد وقادة الطوائف اللبنانية والجسم الاعلامي بكل تنوعاته, كشفت النقاب امس الاحد عن ان »الاسباب الجوهرية وراء كل هذه الاجراءات الامنية التي لم يسبق ان منحت لاي قيادي لبناني من قبل الدولة في اي عهد من العهود, والتي حملت الزعيم المسيحي القوي المفرج عنه على البقاء في معتقله طوعا وبارادته ستة ايام قبل مغادرة وزارة الدفاع الى الحرية الكاملة, عائدة الى تقديرات او ربما معلومات عن حجم المخاطر الهائلة من امكانية اغتياله, في خضم الفوضى الامنية اليوم في لبنان التي حصدت عددا كبيرا من قادته السياسيين, واستهدفت المناطق المسيحية بشكل محدد بسلسلة من التفجيرات التي اوقعت قتلى وجرحى واضرارا اقتصادية واجتماعية بالغة«.

وفيما تضاربت الاˆراء والمعلومات والتكهنات حول كيفية نقل جعجع من سجنه الى مبنى مطار بيروت للسفر المباشر الى الخارج ل¯ »اجراء فحوصات طبية روتينية«, وشبه الجزم بأن رئيس الجمهورية اميل لحود اصدر اوامره بوضع مروحية هليكوبتر او اكثر بتصرفه لعملية الانتقال هذه مع زوجته ستريدا وعدد من مرافقيه, تجنبا لمرور موكبه »العسكري« المرافق في »شوارع بيروت الخطرة«, اعربت المصادر الامنية ل¯ »السياسة« عن ترجيحها استخدام الهليكوبتر »من مبنى وزارة الدفاع الى احد مدارج المطار القريبة من مكان التقاء جعجع بمودعيه, فوق البحر , أخذا في الاعتبارات الأمنية امكانية استهداف مروحيته بصواريخ ارض ¯ جو التي يمتلكها احد الاحزاب اللبنانية بالتحديد, لم يقترع لصالح قانون العفو عنه في البرلمان لارتباطه بمصالح اقليمية خارجية, او يمكن ان تمتلكها جهات داخلية وخارجية تعتبر اطلاق قائد القوات اللبنانية طعنة لها تشكل انهيارها بالكامل او محاولة لشطبها نهائيا من المعادلة المتصارع عليها الاˆن على نطاق واسع لتثبيت المواقع والاقدام على المديين القريب والمتوسط«.

ولدى سؤال »السياسة« تلك الاوساط القريبة من »القوات« عمن تخشى ان يقدم على مغامرة تصفية جعجع فور خروجه من السجن بعد احدى عشرة سنة ونحو ثلاثة اشهر, ذكرت تلك الاوساط ان القادة المقربين من جعجع وزوجته داخل حزبهما »وضعوا لائحة تقديرات بالجهات المتربصة به إما لاسباب انتقامية شخصية او لاسباب سياسية ترى في خروجه من السجن, عودة بالبلاد الى ما قبل حرب عام 1975 حين كان المد المسيحي, او ما اسموه يومذاك ب¯ »المارونية السياسية«, طاغيا على مؤسسات الدولة في مختلف مفاصلها ووجودها«.

واماطت الاوساط اللثام عن ان »لائحة التقديرات« هذه تشمل »أهم ست جهات او فرقاء داخليين وخارجيين تتمنى حذف جعجع بسرعة وهي, على الصعيد الاقليمي:
سورية: التي تعتبر اطلاقه اˆخر رصاصة في نعش مطامعها في لبنان, وهزيمة مبرحة لمخططها الذي دام نحو ثلاثين عاما من اجل ضم لبنان نهائيا اليها, وانتصارا كاسحا ل¯ »المارونية السياسية«, رغم ضعفها وهزالها, على مبادئ حزب البعث الحاكم في دمشق المتعلقة ب¯ »استعادة الاقضية اللبنانية الاربعة« وهو امر علني لم يخفه عدد كبير من مسؤولين على مر تلك السنين.

كذلك تعتبر سورية اطلاق قائد القوات اللبنانية »تتويجا« للنصر المسيحي الذي تكلل اساسا في اواخر ابريل الماضي بانسحابها من لبنان, تحت ضربات متلاحقة دؤوب لم تهدأ ولم تكل من قادة مسيحيين على رأسهم »التيار الوطني الحر« بزعامة العماد ميشال عون, و »القوات اللبنانية« والبطريرك الماروني نصرالله صفير وجميع من يتفيأون جناحيه في لبنان.

إيران: التي مازالت تطارد أشباح ديبلوماسييها الاربعة الذين اختطفوا في مطلع الثمانينات على احد حواجز »القوات اللبنانية« وتتهم جعجع بضلوعه او معرفته بمصيرهم رغم انه لم يكن المسؤول عن »القوات« التي تسلم قيادتها عام 1986 فيما اختطف هؤلاء في عهد قيادة ايلي حبيقة قبل ان يتحول من عميل للموساد الاسرائيلي قاد مجزرة صبرا وشاتيلا الفلسطينية الى عميل للاستخبارات السورية التي سلمته فيما بعد حقائب وزارية في الحكومات اللبنانية تمهيدا للقذف به الى سدة رئاسة الجمهورية كما هو معروف.

وقد ظهر بوضوح »الغضب الإيراني« من العفو عن جعجع الاسبوع الماضي بالبيان الذي صدر في طهران عن احد انجال هؤلاء الديبلوماسيين وطالب فيه بالتحقيق مع قائد القوات اللبنانية قبل اطلاق سراحه حول مصير والده, مهددا باقامة دعوى بحقه تتهمه بتسليم ابيه ورفاقه الثلاثة الاˆخرين الى اسرائيل.

كذلك تجلت ردة الفعل الايرانية السلبية على إطلاق »الحكيم« في اصطفاف نواب حزب الله الاربعة عشر داخل البرلمان اللبناني الجديد ضد قانون العفو عنه وانسحابهم »غاضبين معترضين« من جلسته, دعما لموقف إيران من قضية ديبلوماسييها, خصوصا وان »حزب الله« يمثل الظهير الإيراني الشيعي الديني الأكثر غلوا في لبنان الذي تعتبره طهران »قلعتها المتقدمة« في العالم العربي الإسلامي.
يضاف الى ذلك, ان خروج جعجع من السجن, الذي سيعيد الدماء القوية الى الشريان المسيحي الذي كانت دمشق ¯ حليفة ايران ¯ سدته طوال نيف وعقد من الزمن, سوف ينسف مبدأ وعقيدة حزب الله المعلنين اصلا في »اقامة جمهورية اسلامية في لبنان«. ويحد من الطغيان »العسكري« للطائفة الشيعية التي مازالت الوحيدة بين الطوائف الاربع الكبرى في البلاد التي تحتفظ بسلاحها بعد تجريد الطوائف الثلاث الاخرى في مطلع التسعينات, اذا ان انتعاش »القوات اللبنانية« المعتبرة لدى حزب الله »جيش المسيحيين في لبنان« الذي حاول مع حلفائه السوريين والاحزاب اللبنانية الاخرى القضاء عليه عبر زج قائده جعجع في السجن, سوف يعيد »التوازن الميليشياوي« الى الساحة اللبنانية اذ يعتقد حسن نصرالله وحلفاؤه ان القوات اللبنانية سلمت السلطات اللبنانية في مطلع التسعينات 25 في المئة فقط من مجموع ما تمتلكه من اسلحة متوسطة وخفيفة, فيما اخفت الباقي كما فعلت الميليشيات الاخرى مثل »امل« وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب السوري القومي وميليشيا المردة بقيادة سليمان فرنجية وغيرها.

اما على الصعيد المحلي, فإن المتربصين بجعجع هم:
اˆل كرامي: الذين يعتقدون ان لجعجع علاقة باغتيال عميدهم الراحل الرئيس الاسبق عمر كرامي الذي اغتيل بانفجار قنبلة في مروحية للجيش كانت تقله من طرابلس الى بيروت, وان حكم الاعدام بحقه ما كان ليصدر في هذه التهمة لو كان بريئا منها, رغم ان الاطراف المسيحية الاخرى تدرك ان ملف اغتيال كرامي هو الاˆخر »ملفق« على غرار الملفات الاخرى التي وضبتها الاجهزة الامنية ضد جعجع للخلاص منه.

اˆل فرنجية: الذين يتهمون جعجع »بمجزرة اهدن« التي قتل فيها والد سليمان فرنجية طوني وزوجته وطفلته, حيث كان »الحكيم« يومذاك يقود الفرقة التي اقتحمت منزل المغدورين بأمر من قيادة »القوات« التي كان يتزعمها يومذاك الرئيس الراحل بشير الجميل, وقد ثبت ان جعجع لم يكن مع المقتحمين لانه اصيب بعيارات نارية قبل وصوله اليه.. لكن سليمان فرنجية يحمله مسؤولية العملية بكاملها رغم انه اعلن اكثر من مرة انه »عفا عنه وان القضية اصبحت من الماضي«.. لكن من يلم »بعشائرية« منطقة زغرتا واهدن والشمال المسيحي بصورة عامة, لا يأخذ »عفو« فرنجية هذا على محمل الجد.

الجيش اللبناني: الذي خطط منذ البداية لوضع يده على سمير جعجع متهما اياه بقتل العشرات, بل المئات, من ضباطه وافرده خلال ما سمي ب¯ »حرب الالغاء« التي اندلعت في أواخر الثمانينات بين قوات الجيش بقيادة العمال ميشال عون و»القوات اللبنانية« بقيادة سمير جعجع, ويعتقد الكثير من قادة المسيحيين في لبنان ان الجيش - الذي فقد الكثير من ضباطه وجنوده على حواجز »القوات« وخلال المعارك- حاول الانتقام لهم بالطريقة التي وضع فيها جعجع في زنزانة »المتر وثمانين سنتيمترا بمترين« طوال احدى عشر سنة دون ان يرى فيها النور, وكان (الجيش) العامل الاول في تغييبه عن الساحة طوال هذه المدة »غير المعقولة« للقضاء على حزبه واتباعه, رافضا قتله وجعله »شهيدا«.
وقد شهد على ذلك مدير الامن العام المستقيل اللواء الركن جميل السيد في »ملحمته« المطولة مع جريدة »الحياة« في عددها الصادر يوم الاثنين في 11 يوليو الجاري حين قال حرفيا: »تلقينا لوما لاحقاً من مسؤول لبناني لأننا اعتقلنا جعجع حياً.. وعزز احد زملائنا من رؤساء الأجهزة (الأمنية) هذا اللوم في تقرير يقول فيه ان اعتقال جعجع سيحوله الى نيلسون مانديلا«.

ويؤكد القادة المسيحيون ان بعض كبار الضباط في الجيش اللبناني »لم يشف سجن جعجع 11 سنة غليلهم بعد« ومن هنا المخاوف من ان يقدموا على اي عمل يتعلق بحياته«.

»الأعداء الآخرون«: الذين يعتقدون انه على الرغم من المتغيرات الهائلة التي حدثت منذ اغتيال رفيق الحريري وقيام »ثورة الرابع عشر من (مارس) الشعبية التي شارك فيها المسيحيون لجعل ما يملكون من زخم وقوة, وأدت الى الانسحاب السوري واسقاط نظامه الامني في لبنان, ومن ثم قيام حكومة ائتلافية وطنية تضمهم الى جنبلاط والحريري وحركة »أمل« وحزب الله داخل البرلمان وتلك الحكومة, إلا ان عودة جعجع الى الساحة مع عودة ميشال عون من منفاه في باريس, ستعيدان الى الشارع المسيحي (عدوهم السابق الذي بذلوا طوال 15 عاما الغالي والنفيس لتحجيمه واخراجه من اللعبة الداخلية) قوته السابقة مضاعفة هذه المرة, اذ ان اتجاه الطرفين الرئيسيين عون وجعجع هو نحو التحالف والانصهار حسب آمال وأماني البطريرك صفير الذي يحتضنهما معا, بعدما كان الانشقاق بينهما ادى الى شرذمة الشارع المسيحي وجعله على الهامش السوري طوال عقد ونصف من الزمن.