على
07-24-2005, 11:53 AM
في كل صيف تقريبا، اعتاد المغاربة على تفجر مفاجأة ساخنة تعوّض برودة الأجواء السياسية واختفاء حدة النقاشات في البرلمان في هذا الوقت من كل عام.
غير أن "الحدث الساخن" الذي شهده صيف هذا العام وتمثل في فضيحة جنسية تسبب فيها صحفي بلجيكي، أثار أجواء عامة من السخط والاستياء بين المغاربة الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذه الظواهر.
وبدأت الخيوط الأولى للفضيحة تتفجر في يونيو 2005 بعد أن شرعت أسواق الأقراص المدمجة المقرصنة في المدن المغربية تروّج أقراصا تتضمن مشاهد ولقطات جنسية لفتيات مغربيات وكان أصحابها يبيعونها سرا لزبنائهم المميزين.
وسرعان ما اتضح أن الصحافي البلجيكي فيليب سرفاتي (39 سنة) الذي كان يتردد على المغرب باستمرار هو الذي كان يلتقط هذه الصور والمشاهد الجنسية مع فتيات مغربيات أغلبهن معوزات وبائسات.
ولقيت هذه الأقراص رواجا واسعا، وبدأت تتحدث عنها صحف مغربية، وأصبحت الفتيات اللاتي ظهرن في هذه الأقراص مطلوبات من أجهزة الأمن التي لا تزال تبحث عن الكثير منهن بعد أن فضلن الاختفاء.
ومنذ عام 1998، توالت زيارات الصحافي اليهودي فيليب سرفاتي، والذي يعمل بقسم الشؤون الاقتصادية في صحيفة "لوسوار" البلجيكية، إلى المغرب حتى بلغت زيارتين أو ثلاثا في كل عام، وخلال كل زيارة له كان يقوم بالتقاط صور للفتيات اللاتي يقعن في حبائله عبر كاميرا رقمية أو بواسطة الهاتف النقال، تسربت بطريقة غير واضحة إلى السوق السوداء للأقراص المدمجة.
وتفاخر سرفاتي بعلاقاته النسائية فأنشأ موقعا خاصا على الإنترنت -لم يعد قائما اليوم- يسرد فيه مذكراته خلال زياراته للمغرب، وأصبح هذا الموقع دليلا جنسيا يحكي فيه مغامراته ويتلقى رسائل ممن عاشوا نفس التجارب .
ضحايا الجاني
وأعادت أسبوعية "الأيام" المغربية نشر مذكرات سرفاتي التي يروي فيها عددا من مغامراته مع نساء وفتيات بائسات أكثرهن من الخادمات في الفنادق أو المنازل أو المعامل كان يستدرجهن إلى شقته الخاصة ويمارس معهن أفعالا تدخل في إطار المرض الجنسي والنفسي أكثر مما تدخل في إطار الممارسة الجنسية.
وكان سرفاتي يقتنص ضحاياه من الشارع العام في ساعات معينة أثناء خروج العاملات من المعامل أو التلميذات من المدارس ويغريهن ببعض المال أو الوعود بالسفر إلى الخارج. وكرر سرفاتي أنشطته في عدد من المدن المغربية الأخرى مثل مراكش والدار البيضاء وطنجة، إضافة إلى أغادير التي كان يقضي بها أغلب الوقت.
مآس اجتماعية وغضب عارم
وألقت هذه الفضيحة بظلالها على الواقع الاجتماعي في المغرب حيث تسببت في مآس اجتماعية لعشرات الأسر الفقيرة في عدد من المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة أغادير بالجنوب، وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد والتي كان فيليب سرفاتي يفضل اللجوء إليها ثلاث مرات أو أربعا كل عام لصيد فرائسه وممارسة نزواته بعد أن يعطيهن وعودا بالزواج والسفر معه إلى بلجيكا، وفي أحيان أخرى يعطيهن بعض المال.
وعكست الصحف المغربية شعورا بالسخط العام جراء هذه الفضيحة، ودعت هذه الصحف بمختلف ألوانها السياسية والحزبية إلى وضع حد لمثل هذه الظواهر التي أصبحت تقلق المغاربة بشكل كبير.
وعلى الصعيد السياسي طالب حزب العدالة والتنمية المغربي (حزب إسلامي والقوة الثالثة في البرلمان) بتسليم سرفاتي للمغرب، والذي ألقي عليه القبض مباشرة منتصف يونيو 2005 بعد تسرب الشريط، ثم أطلق سراحه بعدها وسمح له بمغادرة البلاد لأسباب وصفها سرفاتي نفسه أنها تتعلق "بطبيعة جنسيته".
ونظم حزب العدالة والتنمية بداية شهر يوليو الجاري وقفة احتجاجية أمام القنصلية البلجيكية في أغادير للمطالبة بتسليم الصحفي البلجيكي للمغرب. وطالب الحزب بالكشف عن ظروف وملابسات إطلاق سراح سرفاتي بعد أن ألقي القبض عليه، وهو ما ذهبت صحيفة "الأيام" إلى تفسيره بكونه يتمتع بحماية أطراف معينة لم يتم الكشف عنها.
ودعا بيان صادر عن فرع جهة أغادير لحزب العدالة والتنمية الحكومة المغربية إلى تسلم الجاني من بلجيكا من أجل محاكمته في المغرب، ودعا أيضا الدولة البلجيكية إلى اعتقال فوري للجاني وتسليمه إلى القضاء المغربي، وضرورة قيام تحرك هيئات المجتمع المدني والسياسي للقيام بدور التوعية بمخاطر السياحة الجنسية وما تمثله من تهديد حقيقي لمستقبل الوطن.
خيبة أمل
وأصيب الرأي العام بخيبة أمل كبيرة تجاه الحكومة التي أطلقت سراح الجاني بعد إلقاء القبض عليه. والتزمت الصمت التام إزاء الواقعة ولم تقدم تفسيرا واضحا لقرار الإفراج عن الصحفي.
وأظهر استقصاء قامت به إسلام أون لاين.نت بين عدد من المواطنين المغاربة إجماعا على اعتبار إطلاق سراح سرفاتي "مهانة ربما تفوق مهانة المغامرات الجنسية لفيليب سرفاتي".
ويقول أحمد الموظف بمصلحة ضرائب بالعاصمة المغربية الرباط: إن "إطلاق سراح الجاني بعد القبض عليه يشكل فضيحة أكبر من الفضيحة الجنسية". ويضيف: إن "سرفاتي قال في رسالة له عبر موقعه على الإنترنت إنه تم إطلاق سراحه بناء على جنسيته البلجيكية، بل ألمح أيضا إلى أن ذلك تم أيضا بسبب عرقه اليهودي".
ووصف ذلك الأمر بـ"الخطير جدا فهو يضع الحكومة المغربية في موقف بالغ الحساسية خصوصا أنه فعل ما فعله بالمغرب ونشر ذلك على مواقع الإنترنت وتعرضت سمعة البلاد لأضرار كبيرة، ناهيك عن تحطم حياة عشرات الأسر التي تورط بعض أفرادها في هذه الفضيحة".
بفعل الفقر والاختلاس
من جانبها ترى سعدية -معلمة- أن هذه القضية على الرغم من كونها تشكل ضررا كبيرا بسمعة البلاد فإنها يمكن أن تكون نقمة في طيّها نعمة لو تم التعامل معها بالجدية والحزم اللازمين.
وتضيف سعدية: "ما يجب على المسئولين الآن القيام به هو خوض حملة حقيقية على مواخير الدعارة التي أصبحت تتناسل في كل المدن بفعل الفقر والتهميش واختلاس الأموال العامة وتهريبها إلى الخارج، ووضع حد للسياحة الجنسية التي أصبحت تحمل للمغرب القليل من المال والكثير من الفضائح والأمراض والسمعة السيئة، خصوصا أن سرفاتي كتب في مذكراته أسماء الفنادق والمقاهي والحانات وكل والأمكنة التي تعتمد على هذا النوع من الأنشطة".
وتابعت بنبرة غاضبة: "ويمكن القول إن قوى الأمن تعرف بالتأكيد أكثر مما يعرف هذا المريض البلجيكي، لذلك وجب التحرك بسرعة لوضع حد لهذا السيلان الاجتماعي الخطير".
وتعرف مدينة أغادير ارتفاعا كبيرا في مرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز". وكشف لإسلام أون لاين طبيب من المدينة -فضل عدم الكشف عن اسمه- أنه "بعد 10 سنوات أو أقل سيبدأ ضحايا هذا المرض في التساقط كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف".
غير أن "الحدث الساخن" الذي شهده صيف هذا العام وتمثل في فضيحة جنسية تسبب فيها صحفي بلجيكي، أثار أجواء عامة من السخط والاستياء بين المغاربة الذين طالبوا بوضع حد لمثل هذه الظواهر.
وبدأت الخيوط الأولى للفضيحة تتفجر في يونيو 2005 بعد أن شرعت أسواق الأقراص المدمجة المقرصنة في المدن المغربية تروّج أقراصا تتضمن مشاهد ولقطات جنسية لفتيات مغربيات وكان أصحابها يبيعونها سرا لزبنائهم المميزين.
وسرعان ما اتضح أن الصحافي البلجيكي فيليب سرفاتي (39 سنة) الذي كان يتردد على المغرب باستمرار هو الذي كان يلتقط هذه الصور والمشاهد الجنسية مع فتيات مغربيات أغلبهن معوزات وبائسات.
ولقيت هذه الأقراص رواجا واسعا، وبدأت تتحدث عنها صحف مغربية، وأصبحت الفتيات اللاتي ظهرن في هذه الأقراص مطلوبات من أجهزة الأمن التي لا تزال تبحث عن الكثير منهن بعد أن فضلن الاختفاء.
ومنذ عام 1998، توالت زيارات الصحافي اليهودي فيليب سرفاتي، والذي يعمل بقسم الشؤون الاقتصادية في صحيفة "لوسوار" البلجيكية، إلى المغرب حتى بلغت زيارتين أو ثلاثا في كل عام، وخلال كل زيارة له كان يقوم بالتقاط صور للفتيات اللاتي يقعن في حبائله عبر كاميرا رقمية أو بواسطة الهاتف النقال، تسربت بطريقة غير واضحة إلى السوق السوداء للأقراص المدمجة.
وتفاخر سرفاتي بعلاقاته النسائية فأنشأ موقعا خاصا على الإنترنت -لم يعد قائما اليوم- يسرد فيه مذكراته خلال زياراته للمغرب، وأصبح هذا الموقع دليلا جنسيا يحكي فيه مغامراته ويتلقى رسائل ممن عاشوا نفس التجارب .
ضحايا الجاني
وأعادت أسبوعية "الأيام" المغربية نشر مذكرات سرفاتي التي يروي فيها عددا من مغامراته مع نساء وفتيات بائسات أكثرهن من الخادمات في الفنادق أو المنازل أو المعامل كان يستدرجهن إلى شقته الخاصة ويمارس معهن أفعالا تدخل في إطار المرض الجنسي والنفسي أكثر مما تدخل في إطار الممارسة الجنسية.
وكان سرفاتي يقتنص ضحاياه من الشارع العام في ساعات معينة أثناء خروج العاملات من المعامل أو التلميذات من المدارس ويغريهن ببعض المال أو الوعود بالسفر إلى الخارج. وكرر سرفاتي أنشطته في عدد من المدن المغربية الأخرى مثل مراكش والدار البيضاء وطنجة، إضافة إلى أغادير التي كان يقضي بها أغلب الوقت.
مآس اجتماعية وغضب عارم
وألقت هذه الفضيحة بظلالها على الواقع الاجتماعي في المغرب حيث تسببت في مآس اجتماعية لعشرات الأسر الفقيرة في عدد من المدن المغربية، وعلى رأسها مدينة أغادير بالجنوب، وهي المدينة السياحية الأولى في البلاد والتي كان فيليب سرفاتي يفضل اللجوء إليها ثلاث مرات أو أربعا كل عام لصيد فرائسه وممارسة نزواته بعد أن يعطيهن وعودا بالزواج والسفر معه إلى بلجيكا، وفي أحيان أخرى يعطيهن بعض المال.
وعكست الصحف المغربية شعورا بالسخط العام جراء هذه الفضيحة، ودعت هذه الصحف بمختلف ألوانها السياسية والحزبية إلى وضع حد لمثل هذه الظواهر التي أصبحت تقلق المغاربة بشكل كبير.
وعلى الصعيد السياسي طالب حزب العدالة والتنمية المغربي (حزب إسلامي والقوة الثالثة في البرلمان) بتسليم سرفاتي للمغرب، والذي ألقي عليه القبض مباشرة منتصف يونيو 2005 بعد تسرب الشريط، ثم أطلق سراحه بعدها وسمح له بمغادرة البلاد لأسباب وصفها سرفاتي نفسه أنها تتعلق "بطبيعة جنسيته".
ونظم حزب العدالة والتنمية بداية شهر يوليو الجاري وقفة احتجاجية أمام القنصلية البلجيكية في أغادير للمطالبة بتسليم الصحفي البلجيكي للمغرب. وطالب الحزب بالكشف عن ظروف وملابسات إطلاق سراح سرفاتي بعد أن ألقي القبض عليه، وهو ما ذهبت صحيفة "الأيام" إلى تفسيره بكونه يتمتع بحماية أطراف معينة لم يتم الكشف عنها.
ودعا بيان صادر عن فرع جهة أغادير لحزب العدالة والتنمية الحكومة المغربية إلى تسلم الجاني من بلجيكا من أجل محاكمته في المغرب، ودعا أيضا الدولة البلجيكية إلى اعتقال فوري للجاني وتسليمه إلى القضاء المغربي، وضرورة قيام تحرك هيئات المجتمع المدني والسياسي للقيام بدور التوعية بمخاطر السياحة الجنسية وما تمثله من تهديد حقيقي لمستقبل الوطن.
خيبة أمل
وأصيب الرأي العام بخيبة أمل كبيرة تجاه الحكومة التي أطلقت سراح الجاني بعد إلقاء القبض عليه. والتزمت الصمت التام إزاء الواقعة ولم تقدم تفسيرا واضحا لقرار الإفراج عن الصحفي.
وأظهر استقصاء قامت به إسلام أون لاين.نت بين عدد من المواطنين المغاربة إجماعا على اعتبار إطلاق سراح سرفاتي "مهانة ربما تفوق مهانة المغامرات الجنسية لفيليب سرفاتي".
ويقول أحمد الموظف بمصلحة ضرائب بالعاصمة المغربية الرباط: إن "إطلاق سراح الجاني بعد القبض عليه يشكل فضيحة أكبر من الفضيحة الجنسية". ويضيف: إن "سرفاتي قال في رسالة له عبر موقعه على الإنترنت إنه تم إطلاق سراحه بناء على جنسيته البلجيكية، بل ألمح أيضا إلى أن ذلك تم أيضا بسبب عرقه اليهودي".
ووصف ذلك الأمر بـ"الخطير جدا فهو يضع الحكومة المغربية في موقف بالغ الحساسية خصوصا أنه فعل ما فعله بالمغرب ونشر ذلك على مواقع الإنترنت وتعرضت سمعة البلاد لأضرار كبيرة، ناهيك عن تحطم حياة عشرات الأسر التي تورط بعض أفرادها في هذه الفضيحة".
بفعل الفقر والاختلاس
من جانبها ترى سعدية -معلمة- أن هذه القضية على الرغم من كونها تشكل ضررا كبيرا بسمعة البلاد فإنها يمكن أن تكون نقمة في طيّها نعمة لو تم التعامل معها بالجدية والحزم اللازمين.
وتضيف سعدية: "ما يجب على المسئولين الآن القيام به هو خوض حملة حقيقية على مواخير الدعارة التي أصبحت تتناسل في كل المدن بفعل الفقر والتهميش واختلاس الأموال العامة وتهريبها إلى الخارج، ووضع حد للسياحة الجنسية التي أصبحت تحمل للمغرب القليل من المال والكثير من الفضائح والأمراض والسمعة السيئة، خصوصا أن سرفاتي كتب في مذكراته أسماء الفنادق والمقاهي والحانات وكل والأمكنة التي تعتمد على هذا النوع من الأنشطة".
وتابعت بنبرة غاضبة: "ويمكن القول إن قوى الأمن تعرف بالتأكيد أكثر مما يعرف هذا المريض البلجيكي، لذلك وجب التحرك بسرعة لوضع حد لهذا السيلان الاجتماعي الخطير".
وتعرف مدينة أغادير ارتفاعا كبيرا في مرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز". وكشف لإسلام أون لاين طبيب من المدينة -فضل عدم الكشف عن اسمه- أنه "بعد 10 سنوات أو أقل سيبدأ ضحايا هذا المرض في التساقط كما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف".