المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفلوجة تعود إلى دائرة الضوء مع انفجار الألغام في طرقاتها



قاسم
07-23-2005, 12:25 PM
سكانها متضايقون من وجود القوات العراقية و«الإيرانيين»

الفلوجة ـ رويترز

عاد بعض المسلحين الذين سوت الغارات الجوية الاميركية السابقة قواعدهم في الفلوجة بالارض.. عادت مدينة الفلوجة العراقية تشتعل مجددا بعد ثمانية أشهر فقط من الهجوم الكاسح الذي شنته عليها قوات مشاة البحرية الاميركية للقضاء على العصب الرئيسي للمسلحين وظهرت مؤشرات على سعيهم مجددا للعودة الى المدينة بزراعة الالغام. وفيما يعاني السكان المحليون من عدم وجود فرص العمل يريدون ان تخرج القوات العراقية من مدينتهم. وقال فهد سليمان وهو من سكان الفلوجة «نواجه سجنا كبيرا هنا. المتاريس العسكرية ونقاط التفتيش تنتشر في كل أرجاء الفلوجة. نحن منقطعون عن باقي العالم». وكانت الحكومة العراقية تأمل في ان ينجح الهجوم الذي شنته القوات الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في احتواء أكثر مدن العراق تمردا بعد ان قتلت او اعتقلت نحو 2000 مقاتل ومسلح.
لم يعد الاصوليون المتشددون يذبحون الناس في اقبية منازل الفلوجة ولم يعد انصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين يعملون بحرية في المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد. ويقول السكان ان البلدة لم تشهد سوى نحو عشر هجمات بسيارات ملغومة منذ انتهاء الهجوم الاميركي، وهو رقم متدن مقارنة بالتفجيرات اليومية التي كانت تهز الفلوجة من قبل.

لكن الشرطة العراقية والسكان يقولون ان المسلحين ينشطون من جديد وانهم بدأوا يزرعون الالغام حول البلدة. اما القوات العراقية التي دربتها القوات الاميركية فهي مكروهة في بلدة تعرف بنزعتها للتحدي حتى خلال ايام حكم صدام.

وقال عبد الستار طارش ، 35 عاما، «نحرص دوما على اغلاق ابوابنا حتى لا ينهب الجنود منازلنا. انهم يهينوننا ويسبون امهاتنا. وهم يقولون لنا (نحن ابطال، سيطرنا على بلدتكم)». ولم يتسن على الفور الوصول الى مسؤولين في وزارتي الدفاع او الداخلية العراقية للتعليق على هذه الاتهامات. وعلى الرغم من ان الفلوجة بلدة تسكنها اغلبية سنية، الا انها عرضة للتوترات الطائفية الآخذة في الانتشار في العراق.

فعدد كبير من القوات العراقية المنتشرة في البلدة هم من الشيعة الذين يشكلون اغلبية في العراق والذين فازوا لاول مرة بالسلطة في الانتخابات التي جرت في يناير (كانون الثاني). بينما همش السنيون الذين سيطروا يوما على نظام حكم صدام وعمق هذا التبديل في الاقدار من الصراع الطائفي وصعد المخاوف من حدوث حرب أهلية.

وقال رئيس بلدية الفلوجة ضاري عرسان «الأمن مشكلة كبرى. ما نريده هو شرطة من داخل الفلوجة لا من الخارج». كان لقوات الامن المحلية تاريخ في التعاون مع مقاتلي الفلوجة التي تضم مجموعة من المنازل المتنوعة الطرز والتي كانت تقع يوما قرب طريق تجاري منتعش يربطها بالاردن.

وعاد نحو 75 في المائة من سكان الفلوجة الى ديارهم بعد الهجوم الاميركي على أمل ان يبنوا حياة جديدة بعد ان سيطر المقاتلون والمسلحون على شوارع مدينتهم ثم واجهوا القصف الجوي والمدفعي الاميركي الذي سوى الكثير من منازلهم بالارض.

ويقول سكان ان حركة المرور انتعشت من جديد لكن فرص العمل لا تزال نادرة ويشكو البعض من ان دخلهم لا يسمح باعادة بناء منازلهم المدمرة. وقال العامل سعد فرحان، 25 عاما، «أواصل البحث عن عمل. لدينا حكومة كريهة تنشر المشاكل الطائفية».

وتركز اهتمام الجيش الاميركي على الفلوجة منذ ان قتل مسلحون اربعة من رجال الامن الاميركيين المتعاقدين في العراق في شوارع البلدة عام 2004 . وعلق السكان والصبية اشلاء اثنين منهم على جسر في البلدة. لكن هذه الايام ينصب معظم غضبهم على القوات العراقية. ويقول سليمان «من قبل كنا نكره الاميركيين والآن القوات العراقية وهؤلاء الايرانيين»، مشيرا الى تشكك السنة في الحكومة العراقية الجديدة التي يقودها الشيعة والمقربة من ايران. ورغم ماضي الفلوجة المرير يحث بعض زعماء البلدة السكان على الانخراط في العملية السياسية وهو شيء تصبوا اليه الحكومة العراقية الانتقالية على امل تصفية الحملة التي يقودها المقاتلون السنة.

ويقول الشيخ علوان عبد الرحمن وهو امام مسجد الرحمن في الفلوجة «في خطبي أقول للناس سجلوا أسماءكم في الانتخابات وإلا لن يكون هناك استقرار».