نجم سهيل
07-24-2020, 10:00 AM
https://www.raialyoum.com/wp-content/uploads/2020/07/hizballa-fkghter-1-442x320.jpg
بقلم – ايليا ج مغناير - الراي
قال رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين: “أحذر حزب الله: لا تعبثوا بالأمن على الحدود الشمالية”.
ويقصد بذلك ردة فعل الحزب بعد قصف إسرائيل لمطار دمشق هذا الأسبوع والذي أعلن بعده “حزب الله” عن مقتل أحد أفراده. ولم تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية مسألة إذا كان “حزب الله” سيردّ، بل متى وكيف وإذا كانت الضربة ستؤدي إلى حرب شاملة؟
ونقلت القيادة العسكرية الإسرائيلية وحدة “الكتيبة 13” من لواء “جولاني” إلى قيادة “فرقة الجليل” المسؤولة عن الجبهة الشمالية مع لبنان كجزء من إجراءات مواجهة إنتقام “حزب الله”. ومع ذلك فإن إجراءات مماثلة لم تنفع إسرائيل العام 2006 يوم هاجَمَ “حزب الله” دورية إسرائيلية وخطف عنصرين من الجيش الذي كان يتوقّع هجوماً مماثلاً حينها.
مما لا شك فيه أن إسرائيل تتخذ إجراءات دفاعية خوفاً من أن يعْبر “حزب الله” الحدود، ذلك أن أمينه العام السيد حسن نصرالله كان قد حذّر إسرائيل من أن “أي كادر أو شاب يُقتل في سورية ولبنان سنحمّل إسرائيل المسؤولية وسنعتبر أن من حقنا أن نردّ في أي مكان وزمان وبالطريقة التي نراها مُناسِبة”.
وعلى عكس ما يعتقده المراسل العسكري المخضرم الون بن دافيد أن “حزب الله يمكنه أن يرد بقطع أسلاك الحدود وليس بالضرورة بإستخدام القوة، وأن لبنان ينهار وتالياً فإن نصرالله سيكون حريصاً جداً على عدم إتخاذ خطوة تجرّ لبنان إلى مواجهة عنيفة مع إسرائيل”، فإن هذا التحليل غفل عن عنصر مهم جداً هو أن “حزب الله” ألزم على نفسه أمام إسرائيل وأمام مجتمعه بالرد لفرْض سياسة الردع من دون أن يُخْرِج إسرائيل عن طورها بضرْب هدفٍ يُقتل فيه عدد كبير من الإسرائيليين بما يدفعها للإنتقام، إذ هكذا تبدأ الحروب عادة بالتدحْرج.
وقال مصدر في “محور المقاومة” إن “إنتقام حزب الله قادم بلا شك لأن فرْض الردع لا يتم إلا بالقوة، وان عدم الردع يشجع إسرائيل على الضرب مجدداً في سورية ولبنان، وبالتالي فان الرد من شانه ان يمنع إسرائيل من أن تفكر بضرب أي هدف بالسهولة التي تقوم بها اليوم والتي قامت لمدة سنوات على ضرْب أهداف في سورية”.
ورَبَطَ محللون الضربة الإسرائيلية في مطار دمشق بالإجتماع الإيراني – السوري الذي حصل بين اللواء محمد باقري ونظيره السوري اللواء علي أيوب حيث أعلنت طهران نيتها تسليم سورية منظومة “خورداد 3” المضادة للطائرات. إلا أن هذه النظرية ضعيفة لأن إيران تسلّم سورية كميات كبيرة من الصواريخ، وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بنيت إن “إسرائيل تضرب شاحنة من كل خمسة شاحنات”.
وهذا يؤكد عدم قدرتها على الردع ومنع الصواريخ من أن تصل إلى وجهتها. أما الواقع فأن إجتماع أيوب – باقري يهدف إلى توجيه رسالة لإسرائيل بأن الرئيس بشار الأسد أصبح جاهزاً للردّ على إنتهاكات السيادة السورية. وكما كتبت “الراي” سابقاً”، فقد اتخذ “حزب الله” مواقع متعددة كانت إيران تتواجد فيها وأنذر نصرالله إسرائيل من إرتكابها أي خطأ تدفع ثمنه. ولا يحتاج زعيم “حزب الله” للخروج إلى الأعلام ليحذّر إسرائيل من الضربة المقبلة اذ سبق له أن أنذرها بذلك.
وبالتالي فإن حزب الله يدرس الرد بعناية متجاهلاً الأزمة المالية اللبنانية، لان كي الردع تجاه إسرائيل يفرض ان يمارس الحزب قبضته الرادعة الغير القابلة للنقاش. وبحسب “محور المقاومة” فإن هناك “آلاف من القوات الخاصة التابعة لحزب الله – قوة الرضوان – منتشرة على الحدود لمواجهة إحتمال الحرب مع إسرائيل وهو إحتمال يجب عدم تجاهله أبداً بغض النظر عن الأزمة الداخلية الإقتصادية. ولكن ليس لبنان وحده الذي يواجه أزمات داخلية.
فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لطلب التنحي من منصبه بسبب الأوضاع الإقتصادية المتدهورة والتي نتجت عن كورونا الذي إنتشر بين السكان وقوات الجيش. وتالياً فإن إسرائيل أيضاً لا تملك مقومات شن الحروب وتحقيق النصر والأهداف المرجوة”.
لقد شارك جنرالات اسرائيليون تحليلَهم هذا العام مؤكدين أن إسرائيل لم تعد في وضع يسمح لها بإعلان الحرب على “حزب الله” والفوز فيها، وهي حرب ستعيد إسرائيل عشرات السنوات إلى الوراء بسبب الدمار المتوقّع والنتائج غير المعروفة. فقد فقدتْ إسرائيل مبدأ ضربتها الإستباقية التي تبنتّها منذ العام 1948 وفشلت في فرض قواعدها وتَوازُن ردْعها.
ويعتبر “حزب الله” أن إمكان الحرب واقعة وكأنها ستقع غداً بالنسبة لإستعداداته العسكرية، ولكن لا الحزب ولا إسرائيل يرغبان بالحرب الكبرى. وتالياً فإن إسرائيل ستقبل الضربة وتفهم أن الضربات ضد أهداف في سورية لم تعد مجرد نزهة وأن قتْل عناصر من حزب الله يعني العقاب والرد المقابل.
(الراي الكويتية)
بقلم – ايليا ج مغناير - الراي
قال رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين: “أحذر حزب الله: لا تعبثوا بالأمن على الحدود الشمالية”.
ويقصد بذلك ردة فعل الحزب بعد قصف إسرائيل لمطار دمشق هذا الأسبوع والذي أعلن بعده “حزب الله” عن مقتل أحد أفراده. ولم تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية مسألة إذا كان “حزب الله” سيردّ، بل متى وكيف وإذا كانت الضربة ستؤدي إلى حرب شاملة؟
ونقلت القيادة العسكرية الإسرائيلية وحدة “الكتيبة 13” من لواء “جولاني” إلى قيادة “فرقة الجليل” المسؤولة عن الجبهة الشمالية مع لبنان كجزء من إجراءات مواجهة إنتقام “حزب الله”. ومع ذلك فإن إجراءات مماثلة لم تنفع إسرائيل العام 2006 يوم هاجَمَ “حزب الله” دورية إسرائيلية وخطف عنصرين من الجيش الذي كان يتوقّع هجوماً مماثلاً حينها.
مما لا شك فيه أن إسرائيل تتخذ إجراءات دفاعية خوفاً من أن يعْبر “حزب الله” الحدود، ذلك أن أمينه العام السيد حسن نصرالله كان قد حذّر إسرائيل من أن “أي كادر أو شاب يُقتل في سورية ولبنان سنحمّل إسرائيل المسؤولية وسنعتبر أن من حقنا أن نردّ في أي مكان وزمان وبالطريقة التي نراها مُناسِبة”.
وعلى عكس ما يعتقده المراسل العسكري المخضرم الون بن دافيد أن “حزب الله يمكنه أن يرد بقطع أسلاك الحدود وليس بالضرورة بإستخدام القوة، وأن لبنان ينهار وتالياً فإن نصرالله سيكون حريصاً جداً على عدم إتخاذ خطوة تجرّ لبنان إلى مواجهة عنيفة مع إسرائيل”، فإن هذا التحليل غفل عن عنصر مهم جداً هو أن “حزب الله” ألزم على نفسه أمام إسرائيل وأمام مجتمعه بالرد لفرْض سياسة الردع من دون أن يُخْرِج إسرائيل عن طورها بضرْب هدفٍ يُقتل فيه عدد كبير من الإسرائيليين بما يدفعها للإنتقام، إذ هكذا تبدأ الحروب عادة بالتدحْرج.
وقال مصدر في “محور المقاومة” إن “إنتقام حزب الله قادم بلا شك لأن فرْض الردع لا يتم إلا بالقوة، وان عدم الردع يشجع إسرائيل على الضرب مجدداً في سورية ولبنان، وبالتالي فان الرد من شانه ان يمنع إسرائيل من أن تفكر بضرب أي هدف بالسهولة التي تقوم بها اليوم والتي قامت لمدة سنوات على ضرْب أهداف في سورية”.
ورَبَطَ محللون الضربة الإسرائيلية في مطار دمشق بالإجتماع الإيراني – السوري الذي حصل بين اللواء محمد باقري ونظيره السوري اللواء علي أيوب حيث أعلنت طهران نيتها تسليم سورية منظومة “خورداد 3” المضادة للطائرات. إلا أن هذه النظرية ضعيفة لأن إيران تسلّم سورية كميات كبيرة من الصواريخ، وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بنيت إن “إسرائيل تضرب شاحنة من كل خمسة شاحنات”.
وهذا يؤكد عدم قدرتها على الردع ومنع الصواريخ من أن تصل إلى وجهتها. أما الواقع فأن إجتماع أيوب – باقري يهدف إلى توجيه رسالة لإسرائيل بأن الرئيس بشار الأسد أصبح جاهزاً للردّ على إنتهاكات السيادة السورية. وكما كتبت “الراي” سابقاً”، فقد اتخذ “حزب الله” مواقع متعددة كانت إيران تتواجد فيها وأنذر نصرالله إسرائيل من إرتكابها أي خطأ تدفع ثمنه. ولا يحتاج زعيم “حزب الله” للخروج إلى الأعلام ليحذّر إسرائيل من الضربة المقبلة اذ سبق له أن أنذرها بذلك.
وبالتالي فإن حزب الله يدرس الرد بعناية متجاهلاً الأزمة المالية اللبنانية، لان كي الردع تجاه إسرائيل يفرض ان يمارس الحزب قبضته الرادعة الغير القابلة للنقاش. وبحسب “محور المقاومة” فإن هناك “آلاف من القوات الخاصة التابعة لحزب الله – قوة الرضوان – منتشرة على الحدود لمواجهة إحتمال الحرب مع إسرائيل وهو إحتمال يجب عدم تجاهله أبداً بغض النظر عن الأزمة الداخلية الإقتصادية. ولكن ليس لبنان وحده الذي يواجه أزمات داخلية.
فرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لطلب التنحي من منصبه بسبب الأوضاع الإقتصادية المتدهورة والتي نتجت عن كورونا الذي إنتشر بين السكان وقوات الجيش. وتالياً فإن إسرائيل أيضاً لا تملك مقومات شن الحروب وتحقيق النصر والأهداف المرجوة”.
لقد شارك جنرالات اسرائيليون تحليلَهم هذا العام مؤكدين أن إسرائيل لم تعد في وضع يسمح لها بإعلان الحرب على “حزب الله” والفوز فيها، وهي حرب ستعيد إسرائيل عشرات السنوات إلى الوراء بسبب الدمار المتوقّع والنتائج غير المعروفة. فقد فقدتْ إسرائيل مبدأ ضربتها الإستباقية التي تبنتّها منذ العام 1948 وفشلت في فرض قواعدها وتَوازُن ردْعها.
ويعتبر “حزب الله” أن إمكان الحرب واقعة وكأنها ستقع غداً بالنسبة لإستعداداته العسكرية، ولكن لا الحزب ولا إسرائيل يرغبان بالحرب الكبرى. وتالياً فإن إسرائيل ستقبل الضربة وتفهم أن الضربات ضد أهداف في سورية لم تعد مجرد نزهة وأن قتْل عناصر من حزب الله يعني العقاب والرد المقابل.
(الراي الكويتية)