المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : روجيه أده .....لو كان عند الشيعة بابا كما للكاثوليك لكان السيد محمد حسين فضل الله



فاطمة
07-21-2005, 03:57 PM
أكد ترشحه لرئاسة الجمهورية وانتقد تحويل لبنان إلى كونفيدرالية طوائف ومذاهب

روجيه أده لـ "السياسة": لحود قد يغتال ومحاولة تصفية المر كانت "الرسالة"


بيروت من صبحي الدبيسي

قال المحامي روجيه أنه لو كان عند الشيعة بابا كما هو الحال عند الكاثوليك لكان السيد حسين فضل الله بابا الشيعة رافضا ادعاء »أمل« وحزب الله بتمثيلهم كل الطائفة الشيعية, ومعتبرا ان لبنان بعد الجلاء السوري اصبح كونفيدرالية طوائف ومذاهب.

كلام المحامي اده جاء في سياق حوار اجرته معه "السياسة" تطرق فيه الى الانتخابات النيابية والوضع الامني غير المستقر في لبنان عازيا الامر الى عدم التعاطي الجدي مع الانسحاب القسري من لبنان, فالسوريون غاضبون وهذا الغضب يترجم على الساحة اللبنانية بما نراه من احداث, وان الجنرال ميشال عون متحالف مع لحود و"عين التينة" لاعتقاده بان السوريين ما زال لديهم القدرة على التأثير في موضوع رئاسة الجمهورية وربما كان له الحظ فيها. وانه من سابع المستحيلات التوصل الى كشف أي من الجرائم التي حصلت في لبنان, منذ ثلاثين سنة من الاختراق المخابراتي الاقليمي وان الاحداث في لبنان قد تستمر لسنتين.

وقال انه لا تسقط شعرة في لبنان الا بارادة سورية, وان المجتمع الدولي الذي يواجه سورية في لبنان اضعف من سورية في لبنان, نافيا ان يكون هناك دور اميركي لتقصير ولاية لحود لمصلحة العماد عون, لان لحود لن يستقيل الا اذا تعرض لحادث اغتيال يكون المؤشر اليه ما تعرض له صهره وزير الدفاع الياس المر على غرار الرسالة التي ابلغت للحريري ولم يصدقها من خلال محاولة اغتيال النائب مروان حمادة, وان انتخاب رئيس للجمهورية غير وارد في ظل تأزم العلاقة السورية اللبنانية.

ومن جهة اخرى أكد اده ترشيحه لرئاسة الجمهورية واضعا مجموعة نقاط لمعالجة المشكلات التي تعترض قيامة لبنان وغير متفائل بتشكيل حكومة في المدى القريب..
وفي ما يلي نص الحوار:

* حملت على حزب الله وحركة »أمل« واتهمتهما بأخذ الدور السوري في لبنان وبعد ذلك قمت بزيارة للسيد محمد حسين فضل الله, فكيف توفق بين هذين الموقفين?
- اولا: انا صديق الشيعة, ولست بحاجة لاصوات احد انتخابيا حتى في منطقة جبيل وكسروان, لان الفروقات تراوحت بين 30 في المئة واكثر.. علاقتي مع الشيعة في لبنان تعود الى بنت جبيل حيث ولدت وكل بيت شيعي اعتبره بيتي, لان جدي الخوري يوسف اده كان يعاملهم مثل اولاده وبعض العائلات كانت تطلق على ابنائها تسمية (حسين وعلي الخوري) تيمنا بالخوري يوسف اده, لذلك فان علاقاتنا مع الشيعة هي علاقة تاريخية, وعلاقة لها معانٍ..

احدى معانيها تتمثل بطبيعة الكيان اللبناني.. الكيان اللبناني في الاساس كيان مخصص للاقليات عند هذه الشعوب في مرحلة من مراحل التاريخ العربي والاسلامي والمسيحي, عندما كان عندها شعور الخوف من الاخر, فكان لبنان وجبل لبنان الملجأ وبوابة الانطلاق نحو العالم من الداخل الى البحر الى العالم.. هذه هي هوية لبنان.

ثانيا: كانت تربطني بالامام موسى الصدر علاقة مميزة وكنت من بين الشخصيات الفكرية والسياسية المقربة اليه, وكنت اضع له في مكتبي في الحمراء صورة "بوستر" على طول الحائط.. والسيد محمد حسين فضل الله, الذي هو المرجع الشيعي الاول في الشرق.. يعني انه يتميز عن المراجع الايرانية والمرجع السيستاني وعن اي مرجع ذات اهمية سياسية باهميته الروحية والمناقبية والعقائدية, ولو كان عند الشيعة بابا كما هو عند الكاثوليك لكان السيد فضل الله بابا الشيعة, اضف الى ان السيد فضل الله شخصية لبنانية بامتياز تربطه بالقيادة السورية افضل العلاقات حيث يقضي كل عطلة اسبوع في حوزته في الشام, لذلك نحن نطمئن الى ان السيد فضل الله لا يتلقى لا تعليمات ولا يقبل تهديدات وشورى مفروضة عليه من احد.. الامر الذي لا ينطبق على الاخرين.

ثالثا: للشيعة في لبنان منحى, هذا المنحى كما ثبته الامام الصدر هو منحى السعي نحو المواطنية في لبنان لا المذهبية والطائفية. الحرب جعلت من حركة »أمل« ومن ثم حزب الله مؤسسات ميليشياوية منظمة عسكريا تعتمد على الخارج والداخل لتمويل نفسها ولحمايتها لوجستيا.

وعندما نجد هكذا اعتماد نجد فورا ارتباط واقل استقلالا بالقرار.. وما اشرت اليه بتصريحي واتهاماتي لهم بالقيام مكان سورية في لبنان وهذا الامر ينطبق على حلفائهم المسيحيين, كذلك اذ لا يجوز بعد الانسحاب السوري من لبنان ان توظف نفسها اي مجموعة تزعم تمثيل طوائفها بظل قانون مشوه لا يعطي لهذا المجلس شرعية اعني به قانون 2000 الذي نزع الشرعية عن الانتخابات.. لكن هذا القانون كان مزورا لارادة الناخب اللبناني. حيث جعل من لبنان ما بعد الجلاء السوري, فيدرالية الطوائف والمذاهب وهذا ما يحصل عند تأليف الحكومات. فمن جهة نجد ميشال عون وحزب الله و»أمل« بأنهم يمثلون ثلثي سكان لبنان في مواقع يزعمون فيها عن خطأ انهم يمثلون طوائفهم, لا احد يمثل الشيعة عندما يأتي الى مجلس النواب وبقوة السلاح وقوة المال المنظم, وبتحالفه مع المعارضة, لقد دخلوا بتحالفات مع تيار المستقبل, تحالفوا مع وليد جنبلاط حتى وجدوا بما وجدوا عليه من مواقع. عندما تكون بتركيبة تحالفية ولو كنا نعتمد الدائرة الفردية كما هو متبع في فرنسا وغيرها والشيعة الذين ينتخبون مجلس النواب ينتمون الى حزب من الاحزاب, عندها يدعي الحزب انه يملك اكثرية في طائفته.

انا لا اقبل اليوم ادعاء حزب الله و»أمل« انهم يملكون اكثرية في الطائفة الشيعية التي تملك من الطاقات السياسية والفكرية ومن النوعية العليا.. وفيها مستقبل لبنان مثل سائر الطوائف اللبنانية, انما لا يمكن ان يكون ذلك محقق عن يد ميليشيات, هذه مخلفات حرب ونحن نريد الخروج من هذه الحرب وعليها ان تأخذ حجمها وتنزع سلاحها من خلال منحاها السياسي والفكري ترى ماذا يمكن ان تمثل في المجلس النيابي وفي السياسة اللبنانية من تمثيل حقيقي.
ليست لدي اي مشكلة اذا جرت الانتخابات في المحافظات الكبرى على اساس النسبية, كذلك ليس عندي مشكلة اذا جرت الانتخابات على الطريقة الدولية وباعتماد الدائرة الفردية لا اكثر ولا اقل. عندها يكون تمثيل مناطقي وجغرافي للتمثيل الحقيقي لمواطنين يعيشون في مكان معين بصرف النظر الى اي طائفة انتموا.. وكما هو حاصل في فرنسا من ينال واحد وخمسين في المئة يفوز في اول دورة ومن ينال اقل يخضع لدورة ثانية وهذا ما جعل جان ماري لوبان اليميني المتطرف غير ممثل في مجلس النواب الفرنسي, رغم وجود مؤيدين له من المتطرفين والمتعصبين في غير مناطق بنسبة 30 الى 40 في المئة.

وعلى هذا تكون في لبنان الغلبة للاعتدال, وللاكثرية الصامتة, فأنا من مدرسة الرئيس تقي الدين الصلح ومن المقربين على صعيد الفكر القومي والعربي وكان يردد دائما ان الحرب في لبنان افرزت حزبين: حزب الميليشيات والظالمين وحزب الضحايا والاكثرية الصامتة.
نحن اليوم بصدد القيام بتحرك ضد المستأثرين بالقرار تحت اسم الطائفية والمذهبية تكون النخب الشيعية في مقدمتهم.. مع الاصرار ان لا يزيد حجم التمثيل الماروني في اي مشروع تنظيمي 25 في المئة من اي تنظيم حتى لا ياخذ الطابع الحزبي..

* هل يوافقك على ذلك العماد ميشال عون?
- نحن وقفنا الى جانب العماد عون, في معركة التحرير وهذا شيء طبيعي, لكن العماد عون بعد عودته الى لبنان اصبح يتعاطى السياسة كسائر السياسيين اللبنانيين وقد يكون باتجاه الانزلاق الى دور لا يختلف عن الدور الذي مثلوه بعض المسيحيين في تجمع "عين التينة" بمواجهة تجمع "البريستول". بالنسبة الينا السياسة الداخلية التي يتبعها العماد عون المستجدة من اجل لعبة ادوار ومصالح لميشال عون نحترمها, لكنها تعنيه وحده. لذلك نعتبر ان ميشال عون مثله مثل سمير جعجع وكل الذين برزوا على الساحة السياسية من مخلفات الحرب اللبنانية ينتهي دورهم عند حد ما في القريب المنظور, لصالح جيل سياسي قيادي جديد.
* لماذا تقاضي شيعة »أمل« وحزب الله بسبب عدم وقوف شيعة جبيل الى جانبك في

الانتخابات النيابية?
- انا لم اخض الانتخابات النيابية في جبيل, وما حصل خلال مرحلة البحث في عودة العماد عون الى لبنان واقناعه عون الترشح في منطقة جبيل كسروان, لكنه كان ينوي الترشح في بعبدا-عاليه, طلب مني العماد عون ان اضع ترشيحي بالتصرف في حال ظهرت حاجة لهذا الترشيح لانني كنت ارفض الترشيح على اساس قانون 2000, ولو جرت الانتخابات على اساس القضاء فانا عندي لائحتي في جبيل, لذلك انا الغيت نفسي كمرشح لرئاسة الجمهورية لان العماد عون سيتراس اللائحة في جبيل, وعندما اعتمد قانون 2000 طلبت من العماد اعفائي من الترشح وتمنيت عليه التعاون مع شامل موزايا الذي تربطني به علاقة صداقة, ايضا الدكتور فريد الياس الخازن التي تربطني به صداقة عميقة من 30 سنة وبعض الوجوه التي كارمنا بها العماد عون, لذلك نعتبر من خلالهم ان حقنا وصلنا لذلك دعمت لائحة العماد عون قبل وبعد الترشح.

* هل وقفت ضد قريبك عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده?
- دعمت لائحة العماد عون باستثناء مرشح العائلة الاستاذ كارلوس.

* لماذا لم تطلب من العماد التحالف مع كارلوس?
- تمنيت عليه ذلك لكن الاستاذ كارلوس كان متحالفا مع تيار المستقبل هو وفارس سعيد وهو وديعة وليد جنبلاط عند تيار المستقبل, لذلك ترشح على لائحة تيار المستقبل, وكان ثمة مشكلة امام الاستاذ كارلوس اذا انتقل للائحة الاخرى كما لم يكن العماد عون بوارد التعاون معه, لهذا السبب بالذات.

من ناحية ثانية ان العماد عون كان واثقا من الفوز بأي مرشح سيكون على لائحته, لان موجة ردة الفعل على التحالف الرباعي الذي اعتبره خطأ ستراتيجيا وعندي اصرار على مطالبة »أمل« وحزب الله بفك التحالف الشيعي الشيعي, فكم بالحري عندما يقوم تحالف رباعي بين جنبلاط, تيار المستقبل, حزب الله , »أمل« كانت له ردة فعل طائفية في المناطق المسيحية.

نحن ومنذ العام 1968 لم يبقَ اي زعيم سياسي مسلم في لبنان الا وعاتب الموارنة على تشكيل الحلف الثلاثي في انتخابات 1968. ماذا كان الحلف الثلاثي, كان حلف كميل شمعون وريمون اده وبيار الجميل, وانا كنت ضده وكان محصورا في منطقة واحدة في كسروان وكان موجها ضد فؤاد شهاب, لانه في كسروان لا يوجد اي ناخب مسلم لم يكن حلفا ليفرض على الطوائف الاخرى عصي تختارها الاكثرية وتتجمع مع بعضها من طائفة معينة, كما انه لم يملك اي مشروع سياسي يتجاوز الانتخابات بدليل انه وبعد الانتخابات مباشرة, لم يجتمع هذا الحلف, على الرغم من ذلك كون الحلف الثلاثي خاض معركة اسقاط لائحة فؤاد شهاب في كسروان بجمهرة سياسية تضم رموز الزعامات المارونية التاريخية, الامر الذي قابله امتعاض واعتراض عند القيادات الاسلامية.

ما جعلنا نرد (الاجر) اليوم لاخواننا المسلمين.. لاننا نملك مشاعر كما يملكون هم مشاعر.. نحن مشاعرنا تقول انه من غير المقبول قيام ثنائية حزب الله , »أمل« لا سيما عندما تصبح رباعية وتضم جنبلاط وتيار المستقبل..

* لماذا ننسى "قرنة شهوان" انها كانت متحالفة معهم وبعض المسيحيين المستقلين?
- الحلف الرباعي هذا هو وعندما قامت القيامة بعد فشل تحالف ميشال عون مع سائر القوى المسيحية وبنظري هذا جيد, لانه عندما يقوم تحالف رباعي من جهة وتحالف مسيحي من جهة اخرى, كنا قسمنا لبنان مسلم-مسيحي وهذه اكبر الجرائم بحق تاريخ لبنان ومستقبله ومصيره, لذلك من حظ لبنان ان المسيحيين توزعوا تحالف العماد عون مع العماد لحود ومن معهم بقيت "قرنة شهوان" خارج التحالف وبمعية البطريرك صفير والحكماء جرت محاولة ناجحة لتطعيم اللوائح التي يخضع قرارها للحلف الرباعي بشخصيات من "قرنة شهوان" كانت تنتخب لو كانت الانتخابات طبيعية, لانها شخصيات تمثل شيئا على الارض من صولانج الجميل الى ستريدا جعجع.

المسألة ليست هنا.. هذه ليست حياة سياسية ديمقراطية تليق بتاريخ لبنان بما يرشح نفسه لان يكون لبنان فخرا للعيش المشترك للحياة الديمقراطية الصحيحة في الشرق, اذا كان هذا ما يريده اللبنانيون ويريده المجتمع الدولي من لبنان.

لذلك لبنان اولوية لانه بوابة الشرق والعكس بالعكس. فكان الحوار الاسلامي-المسيحي هو المفضل وكان حوارا في الحياة المشتركة والمجتمعة بين اللبنانيين.
اليوم انتهت المعركة الانتخابية فماذا نفعل?? بدأوا بتأليف حكومة اتحاد وطني اين هي هذه الحكومة??.. نحن بحاجة لمثل هذه الحكومة لكن الوحدة الوطنية لا تكون في لبنان الا بوحدة الاحزاب.

تقوم في لبنان حكومة وحدة وطنية متجانسة بجميع خياراتها القومية الاجتماعية على صعيد خياراتها الستراتيجية لتكون حكومة فاعلة وتكون مؤلفة من مسيحيين واسلاميين وشخصيات تمثل فعلا شيئا على الارض, تأليف حكومة من دون معارضة يفرغ الحياة السياسية من الديمقراطية.

لقد تمنيت على العماد عون اللجوء الى خيار المعارضة وهذه "الزكزات" رايحين جايين عند الحريري, هذا امر لا يعنينا.. هذه تحطم الصورة وتحطم رمزية العماد عون.
نحن بحاجة الى قيادة سياسية كما كانت قيادة العميد ريمون اده ايا كانت الاقلية معها في مجلس النواب. تبقى ضمير لبنان وتبقى القوة السياسية المؤثرة في كل قرار, تشريعي وسياسي لما لها من وزن.

لذلك ليست عندي مشكلة من تاليف حكومة بالتوافق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.. ويتم التوافق على شخصيات تمثل المسلمين والمسيحيين ولا احد يعتبر نفسه غير ممثل فيها.. على ان يكون هنالك موالاة ومعارضة.

* الى اين نحن ذاهبون اذا?
- المشكلة اليوم.. لم يتم التعاطي مع الانسحاب السوري القسري من لبنان تطبيقا للقرار 1559 لا لبنانيا ولا دوليا بشكل مقبول لدى السوريين.. السوريون غاضبون.. هذا الغضب يترجم على الساحة اللبنانية بما نراه من احداث وما نراه على الحدود, بما نراه من ازعاج في الحياة السياسية اللبنانية.

السياسة السورية كانت ولا تزال سياسة ضغط في لبنان وعلى اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني حتى العالم يتكلم معها, وهذا ليس بجديد في السياسة السورية.
* لماذا يحاول الجنرال اعطاء السوريين صك براءة مما يحصل في لبنان?
- الجنرال عون متحالف اليوم مع اميل لحود و"عين التينة" وهذا واضح من خلال تحركه بالنسبة لتاليف الوزارة او بتحركه السابق في الانتخابات النيابية او بتصريحاته ومواقفه.. وهذه مشكلته ان يعطي صك البراءة لمن يريد لانه ربما يعتقد ان السوريين ما زالت لديهم القدرة على التأثير بموضوع رئاسة الجمهورية وربما كان له حظ فيها.. لا احد يعرف?? هذا شأنه.

القصة ليست قصة من نتهم او من لا نتهم.. اليوم الاتهام صعب جدا ان تثبت اي حادث حصل في لبنان صعب جدا ومن سابع المستحيلات, حتى لو وجدت المنفذ والسبب مرور ثلاثين سنة على حالة اختراق مخابراتي اقليمي وليس سوري, مع تواجد متعدد للميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية التي تمتلك قدرة على تنفيذ رغبات الغير.

لنعود لموضوع اساسي في الارهاب: لوكربي صحيح ان ليبيا اتهمت فيها لكن الذي قرر لوكربي وتفجير الطائرة لم تكن ليبيا.. ليبيا نفذت لصالح دولة اخرى وهذه المعلومات متوفرة عند الدول.. لكن الدول في كل مرة تحول التحقيق وسيلة ضغط وعمل ديبلوماسي لا اكثر ولا اقل.
هنا اتكلم عن الدول العظمى التي لها مصالحها واولوياتها التي هي فوق كل اعتبار.

* على الرغم وجود لبنان تحت المجهر الدولي وبالرغم من حصول الانتخابات وفي ظل وجود لجنة التحقيق الدولية حصلت في لبنان ثلاث جرائم أودت بحياة الصحافي سمير قصير والامين العام للحزب الشيوعي السابق جورج حاوي وكادت ان تودي بحياة وزير الدفاع الياس المر بالاضافة الى جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ومحاولة اغتيال النائب مروان حمادة.. من يغتال الامن في لبنان وبالتالي من يغتال لبنان?

- هذه الاحداث قد تستمر سنتين.. لان قناعتي هي انه طالما لم تستأنف جديا خطوط الحوار على مستوى عالٍ بين سورية والنظام الدولي يعني الولايات المتحدة الاميركية بالذات للبحث في كل ما يعني سورية من ملفات ويعني المجتمع الدولي بدءا من الملف العراقي, ملف المصير السوري في النزاع العربي الاسرائيلي-الجولان جبهة الرفض ثمن التعاون وهل هناك نية لاعطاء سورية دور اساسي ورئيسي في مفاوضات صنع الشرق الاوسط الجديد ومصير النظام.

هذه هي الملفات الاساسية في هذه الملفات سورية تملك قدرة ضغط في ثلاث ملفات لبنان-العراق-جبهة الرفض الفلسطينية وقدرة على التعاون ايضا يعني لو تعاونت سورية تعاون جدي وحقيقي مع لبنان بعد انسحابها منه يعني بتطبيق 1559 نصا وروحا لكان التعاون رابح مئة في المئة للمجتمع الدولي ولسورية وللبنان.

تعاونت في الملف العراقي والمهل في هذا الملف مقصرة.
المهل في الملف اللبناني موجودة, اما في العراق كان يجب ان تكون الحل شبه كامل لولا الحالة الامنية فيه, بدليل انهم قادرون على التعاون مع ادخال السنة كقيادات في حزب البعث قادرة ان نكون في الحياة السياسية في العراق.

فاطمة
07-21-2005, 03:59 PM
ثالثا: التعاطي مع التيارات السلفية بالتعاون مع القيادات السنية العراقية في الدول الاقليمية بنوع خاص القيادة السورية التي تستطيع بتعاونها ان تكون فعالة جدا والعرب يعرفون هذا الشيء.

* كأنك تشير بشكل او باخر الى يد سورية فيما يحصل على الساحة اللبنانية?
- لا تسقط شعرة اليوم كما كانت الحالة قبل انسحاب سورية من لبنان الا بارادة سورية, لان المجتمع الدولي الذي يواجه سورية في لبنان أضعف من سورية في لبنان يشكل قاطع ما يزال يعمل في النوايا يستخدم الرأي العام العالمي بعض الاحيان ويتعاطى بالعدة الحضارية الموجودة على الارض.

اما على صعيد الفعالية وعلى صعيد السلطة الفعلية شئنا ام ابينا مفتاحها الاساسي يبقى ثنائي حزب الله -»أمل«, لان الثنائي مسلح سياسيا وبمواقع قادرة ان تلغي وتقيم وتدعم وتضعف.. يعني وجود عسكري -سياسي- مخابراتي يلعب الاوراق اللبنانية الطائفية والمناطقية والمذهبية بشطارة فيها خبرة ربع قرن.. وهذا خطأ ستراتيجي لبناني ودولي على اعتبار الزام سورية بالانسحاب على اساس ال¯1559 من لبنان بدون الحوار الجدي مع سورية.

برأيي يوجد اساس لحوار جدي مع سورية.. انا مئة في المئة متجاوب مع نوعية الافكار التي ابداها الرئيس بشار الاسد في مقابلته مع "نيويورك تايم ماغازين" اخيرا, احب ان يوجه رسائل واضحة مبديا استعداده للتغيير هذا التصريح بنظري يشكل قاعدة لحوار جدي يجب ان تمد اليد لهذه اليد الممدودة..

اليوم لا يوجد يد دولية ممدودة للتعاون مع الرئيس الاسد. المستوى الديبلوماسي للتعاطي الاميركي منخفض الى المستوى المخابراتي التي لا يفيد لا سورية ولا اميركا ولا يفيد لبنان.
الاجواء اجواء تصعيدية, المراهنات في واشنطن على مصير النظام السوري مراهنات لا تستطيع الا ان تجعل النظام السوري في موقع الدفاع عن النفس والاستقتال مثل اي انسان تحشره في زاوية ونحن كلبنانيين ندفع الثمن دون ان نكون قادرين لا نحن ولا غيرنا على حماية انفسنا من دفع هذا الثمن بمجرد تصرفات امنية.

لا تنسى ان هناك قوة عسكرية ضخمة اميركية ودولية وعراقية متواجدة على ارض العراق والمقاومة العراقية ما زالت قائمة.. محصورة في ثلث المثلث السني وفي هذا الثلث يوجد ثلثين هم على استعداد للدخول في النظام السياسي الجديد ادراكا منهم ان الماضي مضى والمستقبل في مكان اخر.

على الرغم من ذلك القدرة على الضبط الامني شبه مستحيلة ومن هنا اقول بالحاجة لتعاون سورية بالملف العراقي, وكذلك تعاونها بالملف اللبناني.. الحاجة قد تكون في الملف الفلسطيني اقل وفي المقابل ومن دون ادنى شك ان التعاون السوري ادى الى انهاء الحرب اللبنانية وانهاء الحواجز بين اللبنانيين وبدء اعادة بناء لبنان وترميم واعادة بناء الجيش اللبناني وتسليم سلاح اكثرية الميليشيات, ما عدا الميليشيات المكملة بالواقع والمفرزة للدور السوري...

* هل يعني ذلك عدم اعترافك بالمقاومة?
- لم يقتصر الامر على الاعتراف فقط بل دعمت المقاومة من دون اي مقابل, لا لاسباب سياسية ولا لاسباب امنية, دعمتها يوم كنت اتنقل بين واشنطن وباريس وفي العالم العربي حرٌّ من كل قيد, هذا الدعم ينطلق من مبدا اساسي عبر مقالات وحوارات اسبوعية ويومية في "مونت كارلو" والكونغرس وفي فرنسا والسبب اننا لا نقدر ان نجزئ مبدا السيادة والحرية والاستقلال هذا اولا.

ثانيا: انا اميز بين الاحتلال الاسرائيلي والوجود السوري الذي اخذ ملامح الاحتلال, لكنه يبقى من دولة شقيقة ضمن اطار ترتيبات دولية لا يمكن اعتباره احتلالا بمعنى انه احتلال مثل الاحتلال الاسرائيلي, لان الاحتلال الاسرائيلي لم يكن له اي شرعية دولية واي شرعية عربية او اقليمية بينما الوجود السوري على الارض اللبنانية, هذه التغطية سقطت بسوء التصرف والاخطاء التي ارتكبت.

مشكلتي مع الدور السوري استمرارية هذا الدور الى اجل غير مسمى, لان الدور السوري كان يقوم به حزب يدعو الى الوحدة العربية ويعتبر ان الوحدة تحقق بكل الوسائل المتوخاة. وهنا اهمية المنحى الجديد الذي ابداه الرئيس بشار الاسد عندما يخرج من مشروع فرض الوحدة الى مشروع عروبة سورية-عروبة لبنان-عروبة الكويت. بمعنى عروبة الهوية الثقافية العربية التضامن العربي نظرا لما يربطنا من مصالح مشتركة ومن قضايا مشتركة على الصعيد الاقليمي والدولي.. وتحديات تطوير وتحديث انظمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

بالنسبة لنا التعاطي مع الدور السوري والتعاطي مع المقاومة كانت لدينا دائما مصاعب في ايضاحه.. نحن مع المقاومة وبصورة خاصة مقاومة حزب الله بالذات, لانه لم يجهر السلاح ولم يهدر دم لبناني وهذا ما اعطاه شرعية المقاومة المحترمة من كل اللبنانيين.

حزب الله عندما يتواجد في ادارات الدولة.. ويتواجد في اي مكان من المجتمع.. وانا اعتبر الحزب الاسلامي غير المسلح لا يختلف عما نعرفه في اوروبا عن الحزب الديمقراطي المسيحي ان يكون لحزب هوية اخلاقية وخلفية وطائفية ومذهبية, على ان تكون الاولوية للمواطنية. وهنا التقي مع طروحات السيد محمد حسين فضل الله بالذات. ليس ما يمنع ان يكون المواطن مسيحي او مسلم شيعي او سني او درزي ويكون للحزب حتى هوية طائفية ومن منطلق ديمقراطي وعندنا في تركيا نموذج لحزب اسلامي. الحزب الديمقراطي الاسلامي مقبول من الاحزاب الاخرى ومن قبل المجتمع الدولي هذا شان مهم جدا.

يستطيع حزب الله ان يكون على غرار الحزب الاسلامي الديمقراطي برئاسة اردوغان في اي مركز في لبنان, حتى بما فيه رئاسة المجلس واختيار الشخصيات المؤهلة للوزارة.
مشكلة حزب الله اليوم استقلالية قراره وسلاحه وباستطاعة حزب الله ان يعود الى لبنانيته مئة في المئة. وليس مرتبطا باي مرجعية اقليمية ايا كانت هذه المرجعية مفيدة ل¯حزب الله ولبنان طالما هذه المرجعية ساعدت حزب الله ودعمته حتى استطاع تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي.

وفي هذا السياق نحن لا نتنكر للدور السياسي والدور المالي الذي كانت تقدمه سورية وايران الذي افاد اجتماعيا, مجتمعاتنا الشيعية المحرومة منها في الجنوب والبقاع, لقد لعبوا دورا بناءً في هذا الامر وان المواطن الذي ينتمي الى حزب الله تمكن معرفته من بعيد.. لا مشكلة عندي مع عقيدة حزب الله السياسية لانني مع حريات العقيدة ولا مشكلة عندي اذا اعلن اي حزب مسيحي في لبنان انه حزب الله المسيحي الله اله ابراهيم والهنا جميعا, المهم الا يكون هناك حكرية وليس لاحد الحق في احتكار الله.. الله للجميع.

حزب الله كما نعرفه لا وجود مشكلة بيننا وبينه, مشكلتنا معه تكمن بالدور الذي يلعبه, لذا يجب ان نعترف كل جبن في التعاطي مع أي شأن عام وكل وضع للرأس في الرمال في التعاطي مع اي تحد من التحديات.. قناعتي اننا اليوم نعيش اسوأ ايامنا وخاصة في الشهرين المقبلين.. اذا لم تبادر الديبلوماسية الدولية للتعاطي مع القيادة السورية على المستويات جديا, طالما مدت اليد السورية من خلال تصريح الرئيس الاسد فليدعم الرئيس في مواقفه تجاه الراي العام شرط معرفة اين نحن ذاهبون...

- عودة سورية للبنان غير خاضعة للمفاوضات. ان يكون لسورية دور في العراق غير خاضع للمفاوضات, ان تكون سورية دولة سيدة حرة تسترجع الجولان وعاملا ايجابيا في صنع السلام وفي المنطقة نحن معها مئة في المئة.

* اذا كان هناك رغبة اميركية بتقصير ولاية الرئيس لحود لصالح العماد عون فهل ستضع ترشيحك لرئاسة الجمهورية بالتصرف كما وضعت ترشيحك للنيابة?
- لا.. ابدا اولا أنا مقتنع لا الامر الأول وارد ولا الامر الثاني وارد ليس واردا استقالة الرئيس لحود (قد يغتال كما حاولوا) اغتيال صهره كما حاولوا اغتيال مروان حمادة وكانت رسالة مباشرة لرفيق الحريري لكنه لم يصدقها, كفاية وكان ما كان. لان الذي يغتال ليس عنده اصدقاء.. لان عنده اهداف وعنده ستراتيجية اليوم في نظام امني في البلد, انهيار هذا النظام هدف ستراتيجي في الصراع يجب تلافي الاسوأ باسرع وقت ممكن من خلال المفاوضة الدولية لاننا كلبنانيين لا نستطيع ان نفعل شيئا.

يوم اخذت القرار سورية بالانسحاب من لبنان طلبت من البطريرك صفير ان تكون اولويتنا الاولى كشعب وقيادات تحقيق المصالحة التاريخية مع سورية شعبا وقيادات. خوفا مما قد يأتي, هذا ما نستطيع فعله كلبنانيين وقف الشعارات التي ينزعج منها الشعب السوري.

وان ما يجري على الحدود اللبنانية السورية يؤكد ان سورية رجعت الى عادتها القديمة فكلما انزعجت تمس بالمقدسات الاخوية التي هي حرية التجارة العربية... كيف تتكلم بالعروبة والقومية العربية ولا وجود لحرية تنقل البضائع والاشخاص وهي اول خطوة كانت على طريق بناء اوروبا المعاصرة... وهذا ما ادى الى ردود فعل سلبية عند الشعب اللبناني في التظاهرات والخطاب السياسي اللبناني تطرفوا ضد السوريين كما ادت الى توتير العلاقة اللبنانية السورية نحن بحاجة لترميم ذلك.

انه شعب شقيق ويوجد تداخل ثقافي وتاريخي بيننا وبينه وخلق روح الكراهية في هذه الاجواء كانت نتيجة خطأ من قبل القيادات التي سمحت بحصول ذلك.

نحن بحاجة لاعادة ترميم العلاقة العربية مع الشعب السوري ومع القيادة السورية هذا هو خطابي وليس عندي خطابين ومن السخف ان يكون للانسان خطابين لانه في عصر التنصت الدولي الخطابين شان سخيف.

المطلوب خطاب واحد ذو مصداقية. وبكل حالة من الحالات انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليس واردا في ظل ازمة العلاقات السورية اللبنانية القائمة. بعد انتهاء هذا الازمة يصبح التعاطي في الانتخابات من زاوية جديدة, بحيث يصار الى بحث جدي عن الشخصيات الاصلح لبناء لبنان الجديد مع قيادات ورموز سياسية جديدة.. واستقرار لبنان ليس على نظام امني ارهابي, بل على توافق الناس وجدية التنظيم الاداري للدولة وعدم تبعيته لاي قيادة سياسية لا في الداخل ولا خارج لبنان مع تحييد الادارة كما حيدنا الجيش وتحيد كل المؤسسات الامنية عن السياسيين وعن السياسة.. والنظر في موضوع الاحزاب الطائفية وتحسين نوعية القضاء والاصلاحات الاجتماعية في البلاد ووقف التوظيف الاجتماعي في الادارات الاجتماعية لاهداف انتخابية كما اعلن احد وزراء الصحة السابقين الزعيم الماروني سليمان فرنجية في شكواه حول الاصوات التي نالها في طرابلس, مقارنة مع عدد عمليات القلب التي ساعد فيها ابناء طرابلس.

هذه فضحية تاريخية وليس لبنان الذي نريد.. ونحن امام معركة تصحيح الفكر السياسي للجماهير اللبنانية وهذا هو هدفي المباشر اليوم الذي يتم من خلال تنظيم حلقات فكرية ضمن مركز فكري اساسي متواصل مع المراكز الفكرية العربية والمراكز المعروفة عالميا لبناء جيل سياسي جديد..