المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكاتب للتزويج مرخصة قانونا في مصر.. "تيك أواي" لفتيات الدعارة



المهدى
07-21-2005, 10:59 AM
تجربة حية عاشها صحفي ويروي تفاصيلها المثيرة

دبي - العربية.نت

انتشرت في مدن القاهرة والجيزة والإسكندرية في الشهور الأخيرة شركات استثمارية تنحصر أنشطتها في التزويج أو (الجمع بين رأسين في الحلال) – على حسب التعبير المصري الدارج – وتتخذ مواقعها في الضواحي الراقية مثل حي المهندسين والعجوزة والدقي، وصارت تحقق مداخيل عالية جذبت أخرى إلى هذه الأنشطة التي تتخذ شكلا قانونيا.

لكن تحقيقا صحفيا ميدانيا قامت به مجلة "أخبار الحوادث" الصادرة عن دار أخبار اليوم وهي كبرى المؤسسات الصحفية الحكومية، استنتج أن هذه الشركات تبيع الوهم ولا توفر بديلا حضاريا لراغبي الزواج.

والمفروض حسب أهداف تلك الشركات التي حصلت بمقتضاها على الترخيص القانوني أن دورها ينحصر في تقديم استمارة نظير بعض الجنيهات، يملأها الراغب في الزواج سواء كان رجلا أو امرأة، ثم الرحيل بلا عودة على أمل مكالمة أخرى يتلقاها من مكتب الشركة بالعثور على شريكة أو شريك الحياة.

لكن مندوب الصحيفة – حسب ما نشره – وجد نفسه أمام مكاتب، الوصف الدقيق لها أنها مكاتب لتسهيل الدعارة والفجور، مثلا مكتب أو شركة¬ بأرقى شوارع الإسكندرية، عبارة عن فيلا لا يوجد بها رجل واحد، بل نساء جميلات، ثم يدفع الراغب في الزواج¬ مبلغ 200 جنيه، تحضر بعدها الفتاة أو السيدة التي يريدها¬ حتي ولو كانت صاحبة الشركة نفسها، وهي بارعة الجمال، ثم تطلب مرافقة الشخص خارج المكتب بزعم التعارف، ثم تطلب من الشاب استئجار شقة مفروشة لقضاء بعض الوقت.


إعلانات مثيرة لتوفير الفتاة المطلوبة فوراالقيمة

وهكذا انتشرت في مصر شركات كثيرة تزعم قدرتها على تزويج الشباب والفتيات رغم العقبات، بل أكثر من هذا، كما تقول "أخبار الحوادث" إن هناك شركة، ونظرا للزحام الشديد الذي تواجهه والتدفق البشري الرهيب من الجنسين عليها، قررت افتتاح فرعين لها، وأخرى تدعي أنها أكبر مركز لتيسير الزواج في مصر والشرق الأوسط.

واخترقت "أخبار الحوادث" هذا العالم الغامض وعاشت الرحلة بكل إثارتها ومفاجآتها، لتدق بعدها ناقوس الخطر، لكنها حرصت على أن تستثني شركات أو مراكز تسعى بالفعل لأن تقوم بدور الخاطبة.

لافتات كثيرة لراغبي الزواج تقرأها في كل مكان بالمحافظات الثلاث، القاهرة والجيزة والإسكندرية، كأن هذه الشركات أصبحت الطريق الوحيد للزواج في هذا القرن.. من هذه اللافتات واحدة تقول: "مفاجأة.. أكبر وأشهر مكتب زواج في العالم.. لدينا جميع المستويات والأعمار.. نجعلك تقابل شريك الحياة المناسب في الحال مهما كانت ظروفك وسنك".

إنها بالفعل كلمات مثيرة هي عبارة عن إعلانات أحيانا تكون مدفوعة الأجر بالصحف، وهنا يدور سؤال.. هل تلك المكاتب تقوم بتلك الخدمات فعلا، أم أنها مجرد ستار خفي لأعمال أخرى تقوم بها تحيط بها أسرار وهالات من الغموض.

الزميل الصحفي الذي كتب الموضوع قرر خوض التجربة بنفسه، وأصبح واحدا من هؤلاء الذين يرغبون في الزواج حتى يستطيع اكتشاف هذا العالم الغامض، فقام بالاتصال بأحد تلك المكاتب، فأجابته فتاة صوتها جميل ورقيق، سألها عن العنوان بصفته يرغب في إكمال نصف دينه.

سألته عن رقم هاتفه، ثم أعطته العنوان تفصيليا. توجه بعد عدة ساعات إلى العنوان المذكور، حيث قرأ لافتة مكتوب عليها (شركة لراغبي الزواج)، هي عبارة عن شقة صغيرة. قابلته السكرتيرة بنظرة شك غريبة، حاول ألا يلفت نظرها كثيرا، طلبت منه الجلوس في غرفة أخرى داخل الشقة، وهناك وجد رجالا وسيدات تبدو على ملامحهم اليأس الشديد، وأطلت من عيونهم نظرة تعجب فور رؤيتهم له.

بدت أعمارهم فوق الأربعين، سأل أحدهم عن فاعلية هذا المكتب، فأجابني بهدوء.. من أنت وما الذي أتى بك هنا؟.. قال له: أنا أريد الزواج.. أجابه: ولكن سنك صغير ومظهرك جيد فلماذا تأتي إلى هنا؟.. رد عليه أن لدي مواصفات خاصة لم أجدها حتى الآن في أي فتاة قابلتها، وأرجو أن أجدها في هذا المكتب.

هذه اللحظة تدخلت السكرتيرة وسألته: هل جئت تسأل عن أحد؟.. أجابها بأنه يبحث عن زوجة، وعند هذه اللحظة طلبت منه الانتظار. لحظات وحضر رجل يبدو على ملامحه الوقار الشديد وفي هدوء طلب منه التوجه معه إلى مكتبه، ثم علم منه أنه مدير المكتب، سأله بشكل مباشر: أنت صحفي؟..

ويمضي الزميل قائلا: حافظت على هدوئي له، وسألته: لماذا؟.. فرد: لأنك لن تحتاج خدماتنا، أجبته على الفور: هل هناك شروط للمتقدمين للزواج؟.. أجابني: ألا تكون لهم غاية أخرى، فنحن شركة محترمة، وليس مثل باقي الشركات. شعرت في هذه اللحظة أنني وصلت إلى هدفي، هو وبشكل مباشر يعترف بوجود شركات أخرى، تقوم بأشياء خاطئة وتستخدم الدعاية للتستر على ما تفعله، نجحت في الحصول منه على بعض اسماء تلك الشركات، وهذا بعد أن ملأت استمارة بها مواصفات شريكة حياتي التي أريدها، وبالطبع تعمدت كتابة مواصفات لا توجد في بشر. وانصرفت في اليوم التالي متوجها إلى شركة جديدة بمدينة نصر، وهناك توالت المفاجآت.


أحضرت لي صور الجميلات لأختار إحداها

وفي فيلا فاخرة في أرقى شوارع حي مدينة نصر بالقاهرة، يقف رجل أمن على البوابة، سأله الصحفي عن المسئول عن استلام طلبات الزواج، وبعد حوار قصير دخل إلى الفيلا ليجد طاقما من السكرتارية الذين استقبلوه بابتسامة، ثم طلبت منه إحداهن بطاقته الشخصية والانتظار قليلا.

بعدها أحضرت استمارة وطلبت منه 50 جنيها كرسم اشتراك في هذا المكتب، ونتركه بعد ذلك يسرد باقي التفاصيل: فوجئت بها تحضر لي مجموعة من صور الفتيات الجميلات، ظللت اتفحص الصور جيدا عشرات المرات، حتى وقع نظري على إحداها، ثم أشرت بها إلى السكرتيرة.

طلبت مني الانتظار مرة أخرى.. هذه المرة انتظرت أكثر من نصف ساعة، بعدها فوجئت بالفتاة التي اخترت صورتها موجودة أمامي "بشحمها ولحمها".. أصابتني تلك المفاجأة بصدمة كبيرة، وشعرت أنني داخل سوبر ماركت أو مطعم "تيك أواي". توجهنا معا إلى حديقة الفيلا والتي تشبه إلى حد كبير حديقة الأسماك، وبدأنا نتعرف على بعضنا وجها لوجه.

هذه الفتاة عمرها 22 سنة، وخريجة كلية الفنون الجميلة، تعيش مع إحدى صديقاتها بحي المعادي، لأن والديها يعملان بإحدى دول الخليج.. خلال حواري معها عرفت أنها لا تنوي الزواج من أي شخص، وأنها تتخذ ذلك المكتب وسيلة للتعرف على الرجال، وعلمت منها أن هناك شركة في محافظة الإسكندرية لراغبي الزواج لكنها في الحقيقة مكانا للتحريض على الفسق وممارسة الرذيلة.


شروط المتقدم ألا يكون شرطيا أو صحفيا أو يعمل في القضاء

لم يكذب زميلنا خبرا فسافر في اليوم التالي إلى الإسكندرية، وتوجه إلى العنوان المذكور، وصعد درجات مدخل البرج الموجود به الشركة، وهناك بدأت سلسلة من المفاجآت المثيرة، إذ لا يوجد أحد بهذا المكتب سوى سكرتيرة واحدة تستقبل العملاء، أي الباحثين عن شريك الحياة، وعلم أنه لابد من دفع رسم عضوية في هذا المكتب قبل البدء في أي شيء على شرط ألا يكون المتقدم، ضابط شرطة أو صحفيا أو شخصا يعمل في مجال القضاء، وكانت هذه الشروط تثير الشك.

يقول: عندما سألت السكرتيرة لماذا العضوية، فأنا جئت لأتزوج وليس لأشترك في ناد رياضي، علمت منها بإيحاءات غير مباشرة ظهرت في كلامها أن هذا الاشتراك يتيح لي أكثر من سيدة أو فتاة لاختيار من بينهن.

وبعد دفع مبلغ الاشتراك أقوم بتحديد مواصفات الفتاة التي أريدها، وهنا تأكدت في هذه اللحظة أنني داخل منزل لتسهيل الأعمال المنافية للآداب. طلبت منها مقابلة مدير المكتب لأني سأصبح زبونا دائما لديهم بعدما أعجبت بمعاملتهم 'السوبر لوكس".. فقابلتني امرأة في منتصف الثلاثينيات من عمرها، وسألتني مرة أخرى عن مواصفات الفتاة التي أريدها، لكنها لم تذكر ولو لمرة واحدة اسم الزواج في حديثها، وكأنني داخل ملهي ليلي.


عرضت المديرة نفسها وأنها تحت الطلب


ووصل الأمر إلى أن هذه السيدة عرضت نفسها على بشكل غير مباشر، عندما قالت لي إنها غير متزوجة وتحت الطلب، فاعتذرت لها وأخبرتها بمواصفات أخرى، وخلال 10 دقائق وصل طلبي "ساخنا وطازجا".

فتاة في السادسة والعشرين من عمرها، أخبرتني المديرة أنها ستعود بعد نصف ساعة لكي نتفق على التفاصيل، وغادرت بعد أن ابتسمت لي ابتسامة الشيطان، وهي تستدرك "تفاصيل الزواج طبعا".. لا تفهمني غلط. ثم تركتنا وغادرت الغرفة بدأت الفتاة في السؤال عن بعض التفاصيل الخاصة بي وكانت كلها تفاصيل مادية.

قالت لي: سنخرج لنتناول الغداء في أحد المطاعم الشهيرة، ثم تركتني وطلبت مني الانتظار قليلا حتى تخبر المديرة، وبعد اختفائها عادت المديرة وعلى وجهها ابتسامة النصر وقالت لي: ايه رأيك في هذه الفتاة. أخبرتها بأنني سأخرج معها بعدها سأقدر، وطلبت منها بعض الفتيات الأخريات حتى يتسنى لي حرية الاختيار إذا أعجبتني إحداهن.

مرت عدة لحظات بعدها أحضرت بعض صور البنات ثم خرجت من المكتب، استغليت هذه الفرصة وقمت بالتقاط نسخة من بعض الصور على هاتفي الجوال، ثم أعدت الصور لمكانها مرة أخرى حتى لا تلاحظ المديرة شيئا.


اعترفت المديرة بأن المكتب لتسهيل الدعارة

مرت لحظات أخرى وعادت المديرة مع الفتاة التي خرجت معها إلى مطعم قريب، وتبادلنا أطراف الحديث الذي عرفت من خلاله أدق التفاصيل والأسرار لهذه المكاتب. بدأت الفتاة حديثها قائلة: بدأت القصة عندما ذهبت مع إحدى صديقاتي لمكتب زواج بالقاهرة، لأنها تعدت الثلاثين من عمرها ولم يأتها ابن الحلال، وهناك قابلت هذه المديرة التي حاولت التقرب مني وأخبرتني بأن لديها عملا لي، وأغرتني بالمقابل الكبير، وبدأت في شرح تفاصيل العمل الذي كان يتمثل في ذهابي إلى الإسكندرية لأعمل سكرتيرة في مكتب لراغبي الزوج.

وافقت على تلك الوظيفة خاصة مع المقابل المغري الذي وعدتني به، وكان العمل يسير بشكل عادي في بادئ الأمر، حيث كنت أتلقي رسوم الاستمارات الخاصة بالأشخاص الراغبين في الزواج، لكني لاحظت دخول بعض الفتيات بملابس مثيرة داخل حجرة المديرة، ثم يدخل الرجال ويخرج كل واحد مع فتاة. حاولت معرفة هذا السر منها، لكنها أخبرتني بأن أنتظر حتى يحين الوقت المناسب، وبعد مرور عدة أشهر فؤجئت بها تطلبني في مكتبها لأنها تريد أن تحدثني في أمر هام وكانت الصدمة ثم الانهيار سريعا.

وواصلت الفتاة حديثها للصحفي بكل صراحة وحزن: قالت لي المديرة: أنت جميلة جدا، لكنك لا تعرفين استغلال جمالك. كانت تلك هي الجملة هي الأولى التي قالتها لي في بداية حديثها معي وعندما سألتها عن سبب ذلك شرحت لي كل شيء.

فالمكتب الذي أعمل به ما هو إلا ستار لتسهيل الأعمال المنافية للآداب، وعرضت علي العمل في البداية، لكني رفضت هذا العرض وبعد وقت من التفكير وافقتها على شرط أن أتولى أنا تفاصيل المقابلة دون تدخل منها، وأن أخذ نسبة مناسبة من الأموال التي تجنيها من هذا العمل.

وافقت المديرة على الفور لأنها تعرف أن مكسبها وحدها كبير جدا.. وما شجعني على هذا الانهيار أكثر هو التفكك الذي عشته في أسرتي، وانفصال أبي وأمي وتعرضي لقصة حب فاشلة، فليس هناك ما أبكي عليه.


دعتني الفتاة لليلة ساخنة في شقة مفروشة]

وهنا يقول زميلنا الصحفي في مجلة "أخبار الحوادث": عند هذه اللحظة توقفت عن الكلام وطلبت مني مغادرة المكان والذهاب إلى شقة مفروشة في الإسكندرية نقضي فيها بعض الوقت، لكني طلبت منها تأجيل تلك الليلة الساخنة بحجة التزامي بموعد هام، وانتهت القصة عند هذا الحد، وأصبحت متيقنا تماما مما تتخذه بعض تلك المكاتب من الزواج كستار لها في تسهيل تلك الجرائم، لكن هذا لا يمنع أنه يوجد بعض الشركات التي توفر الفرصة الجادة لاختيار شريك الحياة بأسلوب متحضر ووقور، لكن كيف يستطيع الراغب في الزواج بهذه الطريقة التأكد من ذلك.