زهير
07-21-2005, 08:37 AM
شخصيات خارقة.. للجيوب
25 مليون جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار) من الأرباح الصافية دخلت إلى جيب الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ في اليوم الأول لطرح أحدث كتبها، ما يعني أن دخلها قارب المليون جنيه استرليني بالساعة.
رولينغ ليست محسوبة على "نادي النخبة" من المؤلفين والروائيين الانجليز، وكتابها الجديد لا يتحدث عن الإرهاب ولا عن الأديان ولا السياسة، فمحتواه أبسط من ذلك بكثير. ولمن لا يعلم من هي رولينغ، فهي مبتكرة شخصية الطفل هاري بوتر ذو القوى السحرية، والكتاب الذي طرح هو الجزء السادس من سلسلة المغامرات التي تحمل اسم هذا الطفل، والتي غزت العالم خلال سنوات قليلة. إلا أن اللقطة الأهم كانت الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء وقنوات التلفزيون، لطوابير الأطفال الذين اصطفوا بالدور قبل أيام أمام المكتبات حول العالم، ليتسنى لهم الحصول على نسختهم من «هاري بوتر» الجديد، ومنهم من حجز نسخته قبل أشهر عدة من طرحه.
وقد باع الكتاب مليوني نسخة في يومه الأول في بريطانيا ، أما في الولايات المتحدة فباع الكتاب نحو 7 ملايين نسخة في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، عندما تم طرحه. وفي دنيا التسويق، لهذه الطوابير معنى واحد... منتج خارق النجاح! أما الدلالة الثانية فهي ان المسوقين تنبهوا للقوة الشرائية الكامنة لدى الأطفال، على الرغم من أنهم لا يملكون المال أو الموارد التي تمكنهم من شراء ما يريدون، إلا أن لدى الأطفال تأثيرا كبيرا على أهاليهم في قرار الشراء.
ولا شك أن مثل هذا النجاح لشخصية محببة للأطفال مثل «هاري بوتر» في عالم الكتب يعني حتما قابليتها لـ «الحلب» تجاريا. الأمر الذي يفسر اختطافها من قبل هوليوود وتحويلها إلى فيلم سينمائي، ومن قبل شركات تصنيع الألعاب وتحويلها إلى مجموعة من الدمى. فإن كانت التوقعات تشير إلى أن الكتاب الجديد سيحقق أرباحا تقدر بـ 175 مليون دولار أميركي، فإن الفيلم الجديد يتوقع أن يحقق ضعف ذلك المبلغ على الأقل، ورقما مقاربا من بيع المنتجات التي تحمل اسمه وصورته.
ومع كل ذلك الدخل، فلا عجب أن تكون الكاتبة جي كي رولينغ أغنى من الملكة اليزابيث، ملكة بريطانيا، وان تحتل المرتبة 36 في قائمة أغنى أغنياء بريطانيا التي تحوي كبار رجال الأعمال ومشاهير الفن والرياضة.. لكن الفارق الوحيد هو أن كل ما فعلته رولينغ هو أنها أطلقت العنان لمخيلتها وكتبت. الأطفال مستهلكون أفضل .
* تقول دورين كورفجال، المحررة المختصة بقطاع النشر في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون»، انه باستطاعة أي مراقب أن يلحظ أن كتب الأطفال تبيع أكثر من كتب البالغين. وتضيف «في الولايات المتحدة الكتب الخيالية للأطفال تؤدي أفضل من الكتب الخيالية للكبار». وتوضح كورفجال «الناشرون حاليا يطلبون من المؤلفين الكتابة للأطفال.. لأنهم ببساطة قراء أفضل». وعلى ما يبدو أن هذه القناعة لا تقتصر على ناشري الكتب فحسب، وانما هي قاعدة باتت تطبق في الكثير من القطاعات المختلفة، لا سيما وأن الأطفال دون الـ 12 سنة مثلا يتسببون، مباشرة أو غير مباشرة، في صرف نحو 700 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، والأرقام إلى ازدياد كما يشير كتاب «تصرفات المستهلك واستراتيجات التسويق» للكاتبين جي بول بيتر وجيري اولسن. شخصيات خارقة.. للجيوب
* ليس هاري بوتر وحده القادر على خطف قلوب الأطفال ومصروفهم، فالنموذج ذاته يطبق على كثير من الشخصيات الخيالية من أفلام الكارتون والأبطال الخارقين، حيث حصد فيلم «سبايدر مان 2» (الرجل العنبكوت ـ الجزء الثاني) أكثر من 784 مليون دولار لدى عرضه في دور السينما الصيف الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة الـ «وول ستريت جورنال» قبل شهرين. المبلغ الذي قارب المليار دولار هو ترجمة لمبيعات التذاكر فحسب، وعليك مضاعفته لمعرفة الأرباح التي در بها بيع امتيازات تصنيع الألعاب والملابس والأدوات التي تحمل صور شخصيات فيلم «الرجل العنكبوت».
وبحسب الـ «وول ستريت جورنال» كذلك، فإن شركة «مارفل» (عملاقة مجلات الرسوم المعروفة بـ «كوميكس») التي ابتكرت شخصية «سبايدرمان» تفكر حاليا في انتاج افلامها لوحدها مستقبلا، خصوصا وان لديها قائمة طويلة من الشخصيات التي ابتكرتها على مر السنين ومن بينهم شخصية «كابتن أميركا» وفريق «ذا افنجيرز».
أما سبب ذلك فهو لأن «مارفل» لم تحصد سوى 5% من أرباح «سبايدر مان 2» في السينما، ونحو 1% من مبيعات الفيلم على أقراص الـ «دي في دي»، وذهبت بقية الأرباح بالكامل إلى «سوني»، بحسب ما نقلت الصحيفة الاقتصادية كذلك. وخلال أيام سوف يطرح فيلم «الأربعة الرائعون» Fantastic Four، والذي يستند أيضا على شخصيات خيالية هم أبطال سلسلة مجلات «كوميكس» ومسلسل كارتوني، ويدور الحديث حاليا عن فيلم جديد لشخصية «سوبر مان».
أما فيلم «الرجل الوطواط» الجديد Batman Begins فقد حقق دخلا فاق الـ 71 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها منذ أن طرح في الشهر الماضي. وقائمة الشخصيات الخارقة التي حققت نجاحات كبيرة طويلة، ولعل المثال الأبرز هو شخصيات فيلم «السيد خارق» Mr. Incredible الذي طرح العام الماضي وفاز بأوسكار أفضل فيلم كارتون، وحقق 450 مليون دولار مبيعات دي في دي ليصبح بذلك أفضل «دي في دي» مبيعا في العام 2005 حتى الآن، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز». ولا شك أن من ينظر إلى كل هذه الأرقام والأرباح التي حققتها جي كي رولينغ أو يطلع على سيرة المؤسسات العملاقة المعنية بعالم الأطفال مثل «ديزني» و«ليغو» و«تشيكو»، فلابد أن يخرج بحقيقة واحدة، وهي أن الاستثمار في ترفيه الأطفال.. ليس لعبة.
25 مليون جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار) من الأرباح الصافية دخلت إلى جيب الكاتبة البريطانية جي كي رولينغ في اليوم الأول لطرح أحدث كتبها، ما يعني أن دخلها قارب المليون جنيه استرليني بالساعة.
رولينغ ليست محسوبة على "نادي النخبة" من المؤلفين والروائيين الانجليز، وكتابها الجديد لا يتحدث عن الإرهاب ولا عن الأديان ولا السياسة، فمحتواه أبسط من ذلك بكثير. ولمن لا يعلم من هي رولينغ، فهي مبتكرة شخصية الطفل هاري بوتر ذو القوى السحرية، والكتاب الذي طرح هو الجزء السادس من سلسلة المغامرات التي تحمل اسم هذا الطفل، والتي غزت العالم خلال سنوات قليلة. إلا أن اللقطة الأهم كانت الصور التي تناقلتها وكالات الأنباء وقنوات التلفزيون، لطوابير الأطفال الذين اصطفوا بالدور قبل أيام أمام المكتبات حول العالم، ليتسنى لهم الحصول على نسختهم من «هاري بوتر» الجديد، ومنهم من حجز نسخته قبل أشهر عدة من طرحه.
وقد باع الكتاب مليوني نسخة في يومه الأول في بريطانيا ، أما في الولايات المتحدة فباع الكتاب نحو 7 ملايين نسخة في عطلة نهاية الأسبوع الماضية، عندما تم طرحه. وفي دنيا التسويق، لهذه الطوابير معنى واحد... منتج خارق النجاح! أما الدلالة الثانية فهي ان المسوقين تنبهوا للقوة الشرائية الكامنة لدى الأطفال، على الرغم من أنهم لا يملكون المال أو الموارد التي تمكنهم من شراء ما يريدون، إلا أن لدى الأطفال تأثيرا كبيرا على أهاليهم في قرار الشراء.
ولا شك أن مثل هذا النجاح لشخصية محببة للأطفال مثل «هاري بوتر» في عالم الكتب يعني حتما قابليتها لـ «الحلب» تجاريا. الأمر الذي يفسر اختطافها من قبل هوليوود وتحويلها إلى فيلم سينمائي، ومن قبل شركات تصنيع الألعاب وتحويلها إلى مجموعة من الدمى. فإن كانت التوقعات تشير إلى أن الكتاب الجديد سيحقق أرباحا تقدر بـ 175 مليون دولار أميركي، فإن الفيلم الجديد يتوقع أن يحقق ضعف ذلك المبلغ على الأقل، ورقما مقاربا من بيع المنتجات التي تحمل اسمه وصورته.
ومع كل ذلك الدخل، فلا عجب أن تكون الكاتبة جي كي رولينغ أغنى من الملكة اليزابيث، ملكة بريطانيا، وان تحتل المرتبة 36 في قائمة أغنى أغنياء بريطانيا التي تحوي كبار رجال الأعمال ومشاهير الفن والرياضة.. لكن الفارق الوحيد هو أن كل ما فعلته رولينغ هو أنها أطلقت العنان لمخيلتها وكتبت. الأطفال مستهلكون أفضل .
* تقول دورين كورفجال، المحررة المختصة بقطاع النشر في صحيفة «انترناشونال هيرالد تريبيون»، انه باستطاعة أي مراقب أن يلحظ أن كتب الأطفال تبيع أكثر من كتب البالغين. وتضيف «في الولايات المتحدة الكتب الخيالية للأطفال تؤدي أفضل من الكتب الخيالية للكبار». وتوضح كورفجال «الناشرون حاليا يطلبون من المؤلفين الكتابة للأطفال.. لأنهم ببساطة قراء أفضل». وعلى ما يبدو أن هذه القناعة لا تقتصر على ناشري الكتب فحسب، وانما هي قاعدة باتت تطبق في الكثير من القطاعات المختلفة، لا سيما وأن الأطفال دون الـ 12 سنة مثلا يتسببون، مباشرة أو غير مباشرة، في صرف نحو 700 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها، والأرقام إلى ازدياد كما يشير كتاب «تصرفات المستهلك واستراتيجات التسويق» للكاتبين جي بول بيتر وجيري اولسن. شخصيات خارقة.. للجيوب
* ليس هاري بوتر وحده القادر على خطف قلوب الأطفال ومصروفهم، فالنموذج ذاته يطبق على كثير من الشخصيات الخيالية من أفلام الكارتون والأبطال الخارقين، حيث حصد فيلم «سبايدر مان 2» (الرجل العنبكوت ـ الجزء الثاني) أكثر من 784 مليون دولار لدى عرضه في دور السينما الصيف الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة الـ «وول ستريت جورنال» قبل شهرين. المبلغ الذي قارب المليار دولار هو ترجمة لمبيعات التذاكر فحسب، وعليك مضاعفته لمعرفة الأرباح التي در بها بيع امتيازات تصنيع الألعاب والملابس والأدوات التي تحمل صور شخصيات فيلم «الرجل العنكبوت».
وبحسب الـ «وول ستريت جورنال» كذلك، فإن شركة «مارفل» (عملاقة مجلات الرسوم المعروفة بـ «كوميكس») التي ابتكرت شخصية «سبايدرمان» تفكر حاليا في انتاج افلامها لوحدها مستقبلا، خصوصا وان لديها قائمة طويلة من الشخصيات التي ابتكرتها على مر السنين ومن بينهم شخصية «كابتن أميركا» وفريق «ذا افنجيرز».
أما سبب ذلك فهو لأن «مارفل» لم تحصد سوى 5% من أرباح «سبايدر مان 2» في السينما، ونحو 1% من مبيعات الفيلم على أقراص الـ «دي في دي»، وذهبت بقية الأرباح بالكامل إلى «سوني»، بحسب ما نقلت الصحيفة الاقتصادية كذلك. وخلال أيام سوف يطرح فيلم «الأربعة الرائعون» Fantastic Four، والذي يستند أيضا على شخصيات خيالية هم أبطال سلسلة مجلات «كوميكس» ومسلسل كارتوني، ويدور الحديث حاليا عن فيلم جديد لشخصية «سوبر مان».
أما فيلم «الرجل الوطواط» الجديد Batman Begins فقد حقق دخلا فاق الـ 71 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها منذ أن طرح في الشهر الماضي. وقائمة الشخصيات الخارقة التي حققت نجاحات كبيرة طويلة، ولعل المثال الأبرز هو شخصيات فيلم «السيد خارق» Mr. Incredible الذي طرح العام الماضي وفاز بأوسكار أفضل فيلم كارتون، وحقق 450 مليون دولار مبيعات دي في دي ليصبح بذلك أفضل «دي في دي» مبيعا في العام 2005 حتى الآن، بحسب ما ذكرت وكالة «رويترز». ولا شك أن من ينظر إلى كل هذه الأرقام والأرباح التي حققتها جي كي رولينغ أو يطلع على سيرة المؤسسات العملاقة المعنية بعالم الأطفال مثل «ديزني» و«ليغو» و«تشيكو»، فلابد أن يخرج بحقيقة واحدة، وهي أن الاستثمار في ترفيه الأطفال.. ليس لعبة.