افلاطون
07-01-2020, 06:04 PM
مجنون رسمى - أسامة غريب
https://mediaaws.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg
تبدّت نبرة فخر فى صوت الرجل وهو يقول: أنا هنا من زمان، أتيت من إمبابة مع بعض أصدقائى ونجحت فى توفيق وضعى بالزواج من أمريكية، وأقف فى هذا المكان أبيع تسالى ومقرمشات، كما أبيع خواتم مصنوعة يدوياً، ويمكنك أن تقول إننى حُزت هذا الموقع الذى أقف فيه بوضع اليد.. ورجال الشرطة هنا كلهم يعرفوننى ويحترموننى، ثم أردف: محسوبك فنان.. مش أى كلام.
ابتسم شريف: مَن قال إنك أى كلام؟.. أنت رجل جميل، لكن عيبك أنك مندفع، ولقد هاجمتنى دون أن تكون قد قرأت لى.. أعدك بأن أحضر لك أحد كتبى فى المرة القادمة حتى يكون رأيك على بيّنة. لم تؤثر اللهجة اللينة فى الرجل الذى قال فى إصرار: وحياتك قرأت وفهمت وأصبح لى رأى صادر من دماغى وليس بتأثير من أحد. لم ييأس شريف رأفت واستمر فى العزف على نفس الوتر: أنا أعرف أهل إمبابة ولى هناك أصدقاء.. كلهم جدعان وولاد بلد وأنا أكنّ لهم الود والاحترام.
من الواضح أن كل الود والذوق اللذين أبداهما الكاتب لم يتركا أثرا فى نفس الرجل الذى استمع إلى الكلام ثم انتفض ثائراً: ولكنك لم تراعِ شيئاً من هذا فيما كتبت، ولم تفكر سوى فى أن تشتهر من خلال الافتراء على المدينة. نظر رأفت حوله فى حيرة وقد أدرك ألا فائدة مع هذا الكائن المخبول الذى سبب له شعوراً بالاختناق.
قال وقد زايله الابتسام بعد أن صعد الدم إلى رأسه: طب بُص يا فنان يا بتاع المقرمش.. أنت هنا فى بلد حر، ومن حق أى إنسان أن ينتقد الرئيس نفسه وليس فقط محطات المترو، وأنا لا أفهم كيف تكون فى أمريكا وتتحدث مثل مقدمى برامج التوك شو فى مصر؟ ألم تتعلم شيئاً من الحياة هنا؟ ألم تلتقط أى أفكار من أهل البلد الحريصين على الحرية والتنوع؟ ما قيمة الهجرة والعيش بالغرب لسنوات طويلة إذا كنت تصر على سجن نفسك بهذا الشكل؟!.
تجاهل الأخ كل الكلام وقال لشريف مؤنباً: افرض أن أخى بمصر قد قرأ ما كتبت.. ماذا يقول عنى؟.. قل لى ماذا يقول عنى.. إنه قد يظن أننى أعيش فى مكان قذر!. قال الأستاذ كاظماً غيظه: حقك عليّ أنت وأخوك وعائلتك كلها. لكن للدهشة الشديدة فإن الرجل رد فى صلف: هذا لا يكفي!. غمغم شريف مذهولاً: ماذا؟.. هذا لا يكفى؟ هذا لا يكفى؟..ماذا تريد إذن؟.. ثم وجد نفسه يندفع فى غضب عارم: قاضنى إذن يا ابن المجنونة.. ارفع عليّ قضية.. ارفع عليّ عشر قضايا.. روح لمحكمة إمبابة ومحكمة مانهاتن.. اذهب إلى محكمة العدل الدولية.. اشتكينى لأمك..اشتكينى لخالتك يا مطرقع يا لاسع!.
قال هذا وهو ينطلق يعدو بعيداً قدر المستطاع، وكان ينظر خلفه كل عدة أمتار خشية أن يلحق به الرجل المخبول فيدمر ما تبقى من الليلة!.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1993234
https://mediaaws.almasryalyoum.com/editor/Ossama3'areeb.jpg
تبدّت نبرة فخر فى صوت الرجل وهو يقول: أنا هنا من زمان، أتيت من إمبابة مع بعض أصدقائى ونجحت فى توفيق وضعى بالزواج من أمريكية، وأقف فى هذا المكان أبيع تسالى ومقرمشات، كما أبيع خواتم مصنوعة يدوياً، ويمكنك أن تقول إننى حُزت هذا الموقع الذى أقف فيه بوضع اليد.. ورجال الشرطة هنا كلهم يعرفوننى ويحترموننى، ثم أردف: محسوبك فنان.. مش أى كلام.
ابتسم شريف: مَن قال إنك أى كلام؟.. أنت رجل جميل، لكن عيبك أنك مندفع، ولقد هاجمتنى دون أن تكون قد قرأت لى.. أعدك بأن أحضر لك أحد كتبى فى المرة القادمة حتى يكون رأيك على بيّنة. لم تؤثر اللهجة اللينة فى الرجل الذى قال فى إصرار: وحياتك قرأت وفهمت وأصبح لى رأى صادر من دماغى وليس بتأثير من أحد. لم ييأس شريف رأفت واستمر فى العزف على نفس الوتر: أنا أعرف أهل إمبابة ولى هناك أصدقاء.. كلهم جدعان وولاد بلد وأنا أكنّ لهم الود والاحترام.
من الواضح أن كل الود والذوق اللذين أبداهما الكاتب لم يتركا أثرا فى نفس الرجل الذى استمع إلى الكلام ثم انتفض ثائراً: ولكنك لم تراعِ شيئاً من هذا فيما كتبت، ولم تفكر سوى فى أن تشتهر من خلال الافتراء على المدينة. نظر رأفت حوله فى حيرة وقد أدرك ألا فائدة مع هذا الكائن المخبول الذى سبب له شعوراً بالاختناق.
قال وقد زايله الابتسام بعد أن صعد الدم إلى رأسه: طب بُص يا فنان يا بتاع المقرمش.. أنت هنا فى بلد حر، ومن حق أى إنسان أن ينتقد الرئيس نفسه وليس فقط محطات المترو، وأنا لا أفهم كيف تكون فى أمريكا وتتحدث مثل مقدمى برامج التوك شو فى مصر؟ ألم تتعلم شيئاً من الحياة هنا؟ ألم تلتقط أى أفكار من أهل البلد الحريصين على الحرية والتنوع؟ ما قيمة الهجرة والعيش بالغرب لسنوات طويلة إذا كنت تصر على سجن نفسك بهذا الشكل؟!.
تجاهل الأخ كل الكلام وقال لشريف مؤنباً: افرض أن أخى بمصر قد قرأ ما كتبت.. ماذا يقول عنى؟.. قل لى ماذا يقول عنى.. إنه قد يظن أننى أعيش فى مكان قذر!. قال الأستاذ كاظماً غيظه: حقك عليّ أنت وأخوك وعائلتك كلها. لكن للدهشة الشديدة فإن الرجل رد فى صلف: هذا لا يكفي!. غمغم شريف مذهولاً: ماذا؟.. هذا لا يكفى؟ هذا لا يكفى؟..ماذا تريد إذن؟.. ثم وجد نفسه يندفع فى غضب عارم: قاضنى إذن يا ابن المجنونة.. ارفع عليّ قضية.. ارفع عليّ عشر قضايا.. روح لمحكمة إمبابة ومحكمة مانهاتن.. اذهب إلى محكمة العدل الدولية.. اشتكينى لأمك..اشتكينى لخالتك يا مطرقع يا لاسع!.
قال هذا وهو ينطلق يعدو بعيداً قدر المستطاع، وكان ينظر خلفه كل عدة أمتار خشية أن يلحق به الرجل المخبول فيدمر ما تبقى من الليلة!.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1993234