المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرجل الثاني في حزب هايدر كان جاسوسا لحساب الموساد!



yasmeen
07-19-2005, 11:17 AM
مجلة المجلة

المجلة: الثلاثاء: 19 . 07 . 2005

عثمان تزغارت:

في ربيع عام 2000، حين فاز «حزب الحريات» اليميني المتطرف، بزعامة يورغ هايدر، في الانتخابات العامة النمساوية، واضطر حزب المحافظين الحاكم، ذو التوجه الديموقراطي الكاثوليكي، إلى إشراكه في حكومة ائتلاف وطني، شنت الأوساط الصهيونية العالمية حملة دعائية شرسة وصلت إلى حد مطالبة المفوضية الأوروبية بتجميد عضوية النمسا في الاتحاد الأوروبي، فيما سحبت إسرائيل سفيرها من فيينا، احتجاجا على ما أسمته «الخطر الزاحف» الذي لا يجوز السكوت عليه، والمتمثل في دخول حزب نازي إلى المناصب الحكومية في دولة أوروبية، لأول مرة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.وبعد خمسة أعوام بالضبط من تلك الضجة غير المسبوقة، التي قامت من أجلها مظاهرات واحتشادات عارمة في أبرز العواصم الأوروبية، من باريس إلى بروكسل ومن روما إلى فيينا، اتضح أخيرا، على إثر فضيحة سياسية مدوية تم كشفها في بداية شهر يونيو «أيار» الماضي أن الرجل الثاني في حزب هايدر المتهم بالنازية، بيتر سيكروفسكي، لم يكن سوى جاسوس مدسوس من قبل الموساد الإسرائيلي، بهدف اغتنام علاقات الصداقة الوثيقة التي نشأت بين يورغ هايدر وبعض الرؤساء والقادة العرب لإقامة صلات سرية مع الاستخبارات الإسرائيلية في المحيط القريب من مراكز القرار بعدد من الدول العربية الأكثر عداء لإسرائيل في خطابها السياسي الرسمي، وهي ليبيا وسوريا، والعراق في عهد نظام صدام حسين سابقا!

يهودي نازي!
تعود بدايات هذه القصة الشبيهة بأفلام الجاسوسية، على طريقة «جيمس بوند»، إلى عام 1996، حين انخرط بيتر سيكروفسكي، وهو كاتب وصحافي سابق بجريدة «دير ستاندارت» النمساوية ذات التوجه الليبرالي، في صفوف «حزب الحريات» اليميني المتطرف بزعامة يورغ هايدر، وتم ترشيحه على لوائح هذا الحزب في الانتخابات الأوروبية، خلال السنة ذاتها، وفاز بمقعد في البرلمان الأوروبي.كان «حزب الحريات» آنذاك مجرد تنظيم صغير وهامشي.لكن انضمام سيكروفسكي إليه شكّل مفاجأة على أكثر من صعيد، حيث لم تُعرف عن سيكروفسكي من قبل في مؤلفاته الأكاديمية وكتاباته الصحافية أية ميول يمينية متطرفة.وفضلا عن ذلك فهو يتحدر من عائلة يهودية نمساوية قضى أغلب أفرادها في المحرقة النازية!لم يأبه سيكروفسكي بالانتقادات التي وجّهت إليه من قبل ممثلي الجالية اليهودية النمساوية، ورد متهكما على رئيس الجالية اليهودية في فيينا، أرييل ميوزيكانت، في مقال ساخر، واصفا إياه بـ «اليهودي المحترف»الذي لا يعتبر اليهودية انتماء دينيا أو ثقافيا فحسب، بل مهنة يعتاش منها!أما بقية المحللين غير اليهود الذين استغربوا كيف يمكن ليهودي يتحدر من عائلة تحمل إرث المحرقة النازية أن ينتمي إلى حزب نازي، فقد رد سيكروفسكي بقوله:إن يورغ هايدر بريء من تهمة النازية، فهو يمثل جيلا جديدا من السياسيين النمساويين الذين يتطلعون بصدق نحو الديموقراطية الحقّة، بالرغم من أنهم تربوا على ثقافة غير نقدية تجاه الفكر «الوطني ـ الاشتراكي» المنسوب للنازية!أما الذين يحتجون عليّ بقولهم كيف يمكن أن تنتمي إلى حزب كهذا وأنت يهودي، فأنا أعتبر أنهم عنصريون وفاشيون..فأي إرهاب فكري هذا الذي يريد أن يحدد مواقفنا وأفكارنا السياسية وفقا لأصولنا الدينية أو العائلية؟ إنني مستعد لمناقشة أي شخص يحمل نظرة نقدية أو معارضة للأفكار التي يتبناها الحزب الذي أنتمي إليه، ولكن بشرط أن يبقى الأمر على صعيد النقاش الفكري لا غير، دون إقحام الاعتبارات العرقية أو العائلية في المسألة.فالذين يريدون إقحام الخلفية اليهودية دوما في أي نقاش سياسي معنا، هم أكبر أعداء السامية، برأيي، لأنهم يريدون أن يفرضوا على كل يهودي أن يبقى إلى الأبد مرتديا البيجاما السوداء المخطّطة بالأبيض (في إشارة إلى الزي الذي كان مفروضا على اليهود ارتداؤه في معتقل أوشفيتز النازي)!وقتها تم تصنيف سيكروفسكي في خانة «اليهودي كاره نفسه»، وهي الصفة التي تطلق عادة من قبل الأوساط الصهيونية على أي صوت يهودي يتبنى خطابا معارضا لها أو منتقدا لإسرائيل.ثم سرعان ما سقطت قضية «اليهودي النازي» سيكروفسكي، بمرور الوقت، في طي النسيان.لكن يورغ هايدر لم يلبث أن أعاده إلى الواجهة مجددا، حين قرّر إدخاله إلى «اللجنة القيادية» للحزب، في مطلع عام 1999.جاء ذلك في خضم التغييرات الجذرية التي أدخلها هايدر على بنية حزبه وقياداته، من أجل إخراجه من «الغيتو» اليميني المتطرف، لإكسابه قاعدة شعبية أوسع، خارج نطاق أنصاره الأصليين من تيارات النازيين الجدد.

صعود نجم هايدر
لعب سيكروفسكي دورا بارزا في صياغة هذا التوجه الجديد للحزب.الشيء الذي سمح له، بعد أقل من عامين على دخوله «اللجنة القيادية»، بأن يقفز إلى الصف الأمامي، حيث عيّنه هايدر في منصب «الأمين العام»، أي الرجل الثاني في الحزب، في ربيع 2000، على إثر الفوز الانتخابي الكاسح الذي خوّل للحزب الفوز بـ 37 بالمائة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، وبالتالي دخول حكومة الائتلاف الوطني، بعد أن فرض نفسه كثاني أهم قوة سياسية في النمسا بعد «حزب المحافظين» الحاكم.حاول هايدر من خلال إبراز سيكروفسكي، وتعيينه في منصب الرجل الثاني للحزب التمويه على خلفيته النازية، والانحناء أمام عاصفة الحملة الصهيونية ضده في النمسا وفي كامل دول الاتحاد الأوروبي.لكن الحيلة لم تنطل على المنظمات الصهيونية التي أدركت أن تعيين سيكروفسكي اليهودي في منصب الرجل الثاني للحزب مجرد مناورة من قبل هايدر بهدف مخادعة الرأي العام الأوروبي.للرد على ذلك، سعت المنظمات الصهيونية إلى النبش في سيرة هايدر وماضيه، بحثا عن أية قرائن محرجة أو أسرار مخفية للتدليل على أفكاره وانتماءاته النازية.ثم أوكل إلى الصحافية النمساوية البارزة كريستينا زوشلينغ، بتجميع كل ما تم التوصل إليه من خفايا عن «الوجه الحقيقي» لهايدر في كتاب عاصف عن سيرته لقي رواجا كبيرا في كامل أوروبا.من أبرز ما كشفته زوشلينغ في كتابها أن هايدر حين كان طالبا جامعيا في السبعينيات أسس ناديا رياضيا جامعيا تابعا لـ «حزب الحريات» المتطرف الذي يتزعمه حاليا.وكان يقوم من خلال ذلك النادي بتقديم دروس في رياضة المبارزة بالسيف التي أولع بها منذ فترة المراهقة. وشهد طلاب سابقون، ممن تابعوا تلك التدريبات، أن هايدر كان يلقنهم تقنيات المبارزة عبر تدريبهم على غرز السيف في دمية من القش أطلق عليها ـ من باب التندر ـ لقب «سيمون فيسنتال»، على اسم قاضي التحقيق اليهودي الشهير، الذي كان يلقب بـ «صياد النازيين» بعد الحرب العالمية الثانية.سعت الصحافية زوشلينغ للتحري حول أسباب ذلك الحقد الشديد الذي يكنّه هايدر للقاضي فيسنتال، بالرغم من أنه كان صغيرا، ولم يعايش بشكل مباشر الفترة التي اشتهر فيها فيسنتال بصيد النازيين في الخمسينيات.وسمحت تلك التحريات لزوشلينغ بأن تغوص في أسرار المحيط العائلي لهايدر، فاكتشفت أنه تربى في كنف والدين كليهما من قدامى النازيين، وهما اللذان أورثاه ذلك الحقد الشديد تجاه القاضي فيسنتال، منذ مراحل طفولته الأولى.ففي سن الخامسة، أهداه والده دمية صغيرة علّقها على جدار غرفته، وعوّده على التدرّب على رشقها بالسهام في أوقات فراغه.وكان الاسم الذي اختير لتلك الدمية ـ بالطبع ـ هو اسم..سيمون فيسنتال!

صداقات عربية على أعلى مستوى!
حيال تلك الحملة التي أبرزت أسراره العائلية والتربية النازية التي تلقاها منذ طفولته، رد هايدر بأسلوب المزايدة.فبعد أن حاول في مرحلة أولى التحايل والانحناء للعاصفة، تحوّل لاحقا نحو شن هجوم مضاد على المنظمات الصهيونية التي قادت الحملة ضده، قائلا:إن فترة الحرب العالمية الثانية كانت فترة من الأحداث الأليمة بالنسبة إلينا جميعا في النمسا.لذا، فليس لليهود وحدهم الحق في احتكار المعاناة والألم في هذا الخصوص.وخاصة اليوم، بعد أن مضى أكثر من نصف قرن، وتوالت ثلاثة أجيال جديدة ممن لم يعايشوا الحرب العالمية ولم يكونوا أطرافا فيها.فقد حان الأوان لكي نتخلص من عقدة الذنب تجاه اليهود، ويجب أن تكف إسرائيل والمنظمات الصهيونية الموالية لها عبر العالم عن استغلال عقدة الذنب هذه ضدنا كأداة للابتزاز السياسي والأخلاقي.ولإسباغ قدر أكبر من المصداقية على هجومه المضاد على المنظمات الصهيونية، أوكل هايدر إلى بيتر سيكروفسكي بأن يصوغ هذا الموقف الرافض لاستمرار عقدة الذنب الأوروبية تجاه اليهود، من منطلق خلفيته كيهودي معاد للصهيونية، في كتاب بعنوان «ضحايا بالوراثة، ومذنبون بالوراثة أيضا!»تصريحات هايدر المذكورة وكتاب سيكروفسكي الذي تم تحريره انطلاقا منها، اتُّخذت كحجج في الغرب لتأكيد صحة التهم النازية التي كانت تحوم حول حزبهما.لكنها بالمقابل أكسبتهما صداقات غير متوقعة في العالم العربي، حيث لقيا تأييدا واسعا لم يقتصر فقط على بعض الأوساط الإعلامية والفضائيات والجمعيات العربية المناهضة للصهيونية، بل وصل إلى أعلى هرم السلطة في عدد من الدول العربية، وأبرزها العراق وليبيا وسوريا.بدأت تلك الصلات، أول ما بدأت، بصداقة نشأت بين هايدر وسيف الإسلام القذافي، النجل الأكبر للقائد الليبي العقيد معمر القذافي.كان سيف الإسلام طالبا في فيينا، حين بدأ نجم هايدر بالصعود في نهاية التسعينيات.ومع وصول حزبه إلى الحكم ودخوله في تلك المواجهة المفتوحة مع المنظمات الصهيونية العالمية، تعمّد زعيم «حزب الحريات» إبراز الصداقة التي تجمعه برئيس مؤسسة القذافي «الخيرية» العالمية، والظهور إلى جانبه أمام عدسات المصوّرين في مناسبات اجتماعية عدة بفيينا.وسرعان ما مهّدت تلك الصداقة لنشأة صلات وثيقة بين هايدر والعقيد القذافي الذي استضافه رسميا في طرابلس، ومنحه إحدى جوائزه «الثورية» التي تكافئ الشخصيات العالمية التي تعد ـ في منظور القائد الليبي ـ الأكثر انتصارا لحقوق الإنسان بمفهومها «الثوري»، والتي نالتها إلى جانب هايدر شخصيات إشكالية عدة، مثل فيدل كاسترو وروبرت موغابي، وغيرهما.لم يقتصر الأمر على ليبيا، بل سرعان ما انفتحت أمام هايدر أبواب قصور الرئاسة في عواصم عربية أخرى.فاستُقبل بحفاوة من قبل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، خلال زيارتين اثنتين قام بهما لبغداد.وحظي بترحاب مماثل في سوريا، ولكن بشكل أقل علنية وأقل استعراضا أمام كاميرات التلفزيون.

يد الموساد
في كل تلك الرحلات العربية، كان بيتر سيكروفسكي مرافقا دائما لهايدر، وكان يلقى حفاوة كبيرة، لا بوصفه الرجل الثاني في حزب هايدر فحسب، بل أيضا لكونه يهوديا معاديا للصهيونية..أو على الأقل ذلك ما كان يُعتقد حتى أسابيع قليلة ماضية، قبل أن يُحدث سيكروفسكي المفاجأة، معترفا لمجلة «بروفايل» النمساوية أن كل ذلك الجدل الذي جعله يحمل لقب «اليهودي النازي» كان أمرا مبيتا بالاتفاق مع الموساد الإسرائيلي الذي عمل كجاسوس لحسابه من 1997 إلى 2002، قائلا:«لقد كانت تلك الهجمات والانتقادات الموجهة إليّ من قبل الجالية اليهودية في النمسا خير جواز سفر لي نحو الدول العربية».شكلت اعترافات سيكروفسكي المفاجئة لعمله لحساب الموساد لغزا محيّرا يضاف إلى قرار غامض آخر اتخذه بشكل مفاجئ، في نهاية عام 2002، حيث قرّر اعتزال العمل السياسي نهائيا، دون أي سبب واضح أو معلن.برر سيكروفسكي قراره بالكشف طواعية عن صلاته السرية بالموساد، بقوله:قبل أسابيع، تلقيت رسائل عدة بالبريد الإلكتروني من قبل شخص مجهول قال انه يعرف كل شيء عن صلاتي بالموساد، وأنه ينوي الكشف عنها في اللحظة التي يراها مناسبة.لذا، فقد قررت استباق الأمور، والكشف طواعية عن صلاتي بالموساد، تفاديا لاستغلال ذلك بشكل مغرض من قبل جهات أجهل هويتها.روى سيكروفسكي أن صلاته بالموساد بدأت في عام 1997، أي بعد عام واحد من انخراطه في حزب هايدر، وانتخابه على قوائم هذا الحزب كنائب في البرلمان الأوروبي.وأضاف أنه عمل بشكل منتظم لحساب الموساد إلى غاية اعتزاله السياسة في نهاية عام 2002.لكنه استدرك قائلا:لقد أردت فقط مساعدة إسرائيل، ولا أعتقد أنني فعلت شيئا سيئا أو مشينا، فأنا لم أتلق أبدا أية أموال من الموساد نظير الخدمات التي قدّمتها، ولذا فأنا لا أعتبر أنني كنت بمثابة «جيمس بوند»!لكن هذه التبريرات لم تمنع الوكالة النمساوية لحماية الدستور من فتح تحقيق حول القضية للنظر في إمكانية متابعة سيكروفسكي قضائيا بتهمة الخيانة والتجسس لحساب مخابرات دولة أجنبية.الشيء الذي دفع سيكروفسكي إلى محاولة التنصل وإنكار اعترافاته لمجلة «بروفايل».لكن الفضيحة كانت قد بلغت نقطة اللارجعة، خاصة بعد أن اعترف النائب البرلماني الإسرائيلي المنتمي لحزب «ياهاد»، رومان بروفمان، لصحيفة «هاآرتس» بأنه هو الذي لعب دور الوسيط بين الموساد وسيكروفسكي من أجل استقطابه للتجسس لحساب إسرائيل، سنة 1997، وذلك بطلب من مدير الموساد في حينه، إفرايم هاليفي.عن الدور المناط به من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، قال سيكروفسكي:كان هدف الموساد استغلال صلات هايدر الوثيقة بعدد من زعماء الدول العربية التي لا تربطها علاقات مباشرة مع إسرائيل، لإقامة جسور وقنوات اتصال سرية في المحيط القريب لهؤلاء الزعماء العرب.أما عن المهام التجسّسية التي قام بها على الصعيد الملموس، فقد كشف سيكروفسكي أنه نظّم لقاءات سرية بين شخصيات فلسطينية وإسرائيلية في فيينا للتباحث بهدف وقف الانتفاضة.وأضاف أنه أجرى محادثات ومفاوضات سرية، بتكليف من الموساد، مع شخصيات مصرية، دون أن يكشف عن هوية تلك الشخصيات ولا عن فحوى مفاوضاته معها.

11 سبتمبر..في دمشق!
كشف بيتر سيكروفسكي أيضا عن ثلاثة مهام تجسّسية خاصة قام بها في سوريا والعراق. تعود الأولى إلى خريف عام 2000، حيث يقول سيكروفسكي إنه قام، على هامش زيارة له الى دمشق، بإجراء محادثات سرية، بناء على تكليف مسبق من الموساد، مع شخصيتين بارزتين في النظام السوري، بهدف جمع معلومات حول مصير ثلاثة طيارين إسرائيليين كانوا محتجزين آنذاك من قبل «حزب الله» في جنوب لبنان.أما المهمة التجسسية الثانية، فيعود تاريخها إلى 11 سبتمبر «أيلول» 2001. ففي الوقت الذي كانت فيه طائرات انتحاريي «القاعدة» تصطدم ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.يقول سيكروفسكي إنه طار في مهمة سرية عاجلة إلى دمشق، حيث تم تكليفه من قبل الموساد بلقاء شخصيات سياسية سورية بارزة، ممن ارتبط معهم بعلاقات صداقة خلال الزيارات التي رافق فيها يورغ هايدر، وذلك بهدف جمع معلومات سرية للتثبت من مدى صحة تقارير كانت المخابرات العسكرية الإسرائيلية قد توصلت بها، بخصوص التحضير لهجمات ضد أهداف إسرائيلية من قبل فصائل فلسطينية مقيمة في سوريا.أما المهمة الثالثة، فقد أداها سيكروفسكي قبل أسابيع قليلة من اعتزاله السياسية بشكل مفاجئ، في نهاية عام 2002. كانت طبول الحرب قد بدأت تُقرع آنذاك لغزو العراق، حين قام يورغ هايدر بثاني زيارة له إلى بغداد للقاء صدام حسين، بعد أن كان قد التقى به مرة أولى في أواخر عام 2000.كالعادة، رافق سيكروفسكي هايدر في تلك الزيارة الثانية.وفور عودته من بغداد، يقول إنه اجتمع في فيينا بمندوبين من الموساد استجوباه مطوّلا حول انطباعاته عن معنويات صدام حسين وبقية رموز نظامه الذين أُتيح له الاجتماع بهم، وعمّا تمكن من جمعه خلال تلك اللقاءات من معلومات بخصوص التحضيرات التي كانت جارية آنذاك استعدادا للحرب .