منصف
07-19-2005, 09:54 AM
كلمة الخطيب عبدالرؤوف القرقوش
لقد عاش مرجعنا الكبير هم الواقع الصادق وهو واقع الإسلام وما ابتلي به، وهم الواقع المنهجي الفكري لمدرسة الشيخ الأوحد قدس سره وما جرى عليه. وكلنا يعلم ما جرى على مدرسة هذا الشيخ العظيم من أدوار مريرة ألقت في النهاية بكل رواسب تلك الحركة في هذا الزمان وستبقى إن لم تقف وقفة رجل واحد صامدين مستمرين لمنهج أمامنا الراحل حتى نعيد توازننا وإننا على ثقة فيما خلفه لنا إمامنا الراحل إمامنا وسيدنا ومرجعنا الديني الكبير خادم الشريعة الغراء الميرزا عبدالرسول الاحقاقي دام ظله الوارث. لقد رأى ذلك كله ولم يتمكن قلبه الطموح ليقنع بالقول دون الفعل فتبنى لعلاج الواقفين مشروعين يكشف لنا مكمن السر في سيرة هذا الفقيد وهو مشروع الانفتاح. الذي تبناه كبيرنا الراحل وعظيمنا الفقيد الانفتاح على واقعنا الإسلامي على الطوائف من المؤمنين لكي يعيد لهذه المدرسة مكانتها ولكي يزيل تلك الحواجز التي عملت على تعتيم الرؤيا وعلى إيجاد الحواجز ووجود الفواصل بين المؤمنين قد استلهم أصول هذا المشروع الواعد من خلال البيانات الشرعية القرآن والسنة. أريد أن أتكلم عن هذه المنطلقات التي ضاق منها هذا المشروع الكبير أو الذي نحتاج إليه بأمس الحاجة بواقعنا اليوم.
أولا: اصل ويرتكز منه هذا المشروع هو التركيز على أهم عنصر يجمع عباد الله دون أن ينظر إلى ما يفرقهم وهي الإنسانية. كما قال أمير المؤمنين (ع) : "الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"
هذا الحب في نظر مرجعنا أي كان توجهك. ولذلك نلمس في حركته في الواقع مساعدته ومده ليديه إلى بقاع العالم متجاوزا الحدود الجغرافية والمذهبية والدينية أمد بيده المعطاء إلى الصومال وغير الصومال لأنه يركز على أنه كل واحد منهم إنسان ولكل كبد حراء وقد كرر هذه العبارة برسالته التي يراسله بها المؤمنين.
ولم نسمع ولم نقرأ له أنه شتم أو تهجم على أحد حتى مما لا يتفق معه بالرأي ذلك أنه يعيش بعيدا عن هذه الصغائر حتى يجمع ولا يفرق ولذلك أحبه الجميع وسكن في القلوب.
ثانياً: ركز على السلوكيات الضابطة لكيان الإنسانية ولهذه الجوهرة العظيمة الذي قررها الرسول الأعظم "صل من قطعك، وأعطي من حرمك، واعفو عمن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك".
ثالثاً: التركيز على الذات وهذه السمة بارزة في مشروعه الحضاري الرائد الذي عنوته بمشروع الانفتاح.
الرابع والأخير: من تلك العناصر المهمة والخمائر المهمة التي ركز عليها ليبني ويصيغ من هذا المشروع الرائد أن يركز على كل مقرره من مقررات الجمع والتراب والوطن.
وبهذه الأصول صاغ كبيرنا الراحل بنود مشروعه الرائد والوعد والذي تتطلع بأن يتواصل بجهود عظيمنا الموجود آية الله العظمى الميرزا عبدالرسول الاحقاقي دام ظله الوارف علينا أن يواصل ما بدأ به والده الكريم ولقد سمعته يقول إن أهداف والده كلها ستتحقق إن شاء الله. فكلنا صدورنا مفتوحة وأن هذه المدرسة قد فتح أبوابها على مصراعيها فقيدنا الراحل علينا أن نجعل هذا العظيم مشعلا نحمل لحياتنا مسنعين بالمنطق والحكمة والدعوة بالحسنى مولاي يذكرنا في اليوم الأخير يوم فقدك يوم الثلاثاء لرواية قرأناها من مولاي وسيدي أمير المؤمنين (ع) تلك الإشارة التي تشير أو تعين أو تبين فضلك للمؤمنين قال أمير المؤمنين (ع) من مات يوم الثلاثاء من المؤمنين حشره الله معنا في الرفيق الأعلى كنت معهم في ميلادك في ذكرى أبى عبدالله (ع) وأنت معهم في حياتك وأنت معهم في دار القرار ونسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيدنا الراحل برحمته الواسعة وأن يأخذ بأيدينا لكي نسير على خطه وعلى منهجه نقول لمولانا وسيدنا المرجع الديني الكبير آية الله الميرزا عبدالرسول دام ظله بأننا أعوانك وأياديك وخدامك أمرنا بأمرك فنحن رهن الإشارة.
* كلمة سماحة الشيخ عبدالأمير شمس الدين
شقيق العلامة الكبير الفقيد سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الأعلى الشيعي في لبنان والذي حضر خصيصا للمشاركة في أربعين الإمام المصلح قدس سره الشريف.
لقد فقدت الكويت وفقدت لبنان عالمين علمين عاملين، ومرجعين دينيين كبيرين الأول هو العبد الصالح والإمام المصلح المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الحاج الميرزا حسن الحائري الاحقاقي السليمي قدس سره الشريف. والثاني آية الله الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين قدس سره.
هذان العلمان والعالمان العاملان لم تقتصر الخسارة في فقديهما في وطنيهما فحسب، وإنما عم الخسران برحيلهما العالمَين العربي والإسلامي.
لقد فجع لفقد هذا الرجل العظيم كل من عرفه مجاهدا في مختلف الاتجاهات وعلى كل الجبهات مجاهدا في طلب العلم حتى أصبح مجتهدا مرجعا. ومجاهد في تصنيف هذا العلم وتأليفه وان أسفاره وكتبه التي ألفها في الفقه والعقيدة ومختلف الاتجاهات العلمية الأخرى. هي خالدة ما بقي الدهر وما بقي الإنسان الذي يروم المعرفة ويريد أن يتزود مصادر الإيمان وكان مجاهدا في ميدان نشر العلم والمعرفة وغرس قيم الدين الحنيف للأجيال وتوجيه الناس نحو الصراط المستقيم على اتباع أحكام شريعة سيد المرسلين. ومجاهدا من أجل إقامة الصروح العلمية والصحية والدينية وغير ذلك من المنشآت ذات النفع العام لا في الكويت وحدها ولكن في أقطار الدنيا وبلدان العالم الإسلامي وغير الإسلامي، أو ساهم في إقامتها. ونحن في لبنان لا ننكر أياديه البيضاء حيث مول قدس سره مؤسسة مسجد الإمام الصادق عليه السلام الذي غدا مَعلما إسلاميا حضاريا وهو يعتبر أكبر مسجد في لبنان في أهم نقطة مركزية في العاصمة بيروت وتمارس فيه النشاطات المسجدية في أكثر من اتجاه، الاتجاه العبادي والاتجاه العلمي، وسيصبح حوزة علمية يمتلئ بحلقات الدرس والتدريب، وكان قدس سره إلى حين ارتحاله إلى الملأ الأعلى ينفق على احتياجات هذا المسجد إلى جانب مساهمته في مشاريع أخرى عديدة ومتعددة المنافع ومتعددة الأغراض من مبرات للأيتام ومستشفيات ومستوصفات ومدارس إلى غير ذلك.
وكان مجاهدا قدس سره كما سبق وذكرت على الصعيد الوطني وعلى صعيد الكويت الوطن. بتأييده فعل كل ما من شأنه يحقق وحدة الكويت العزيزة والدفاع عن مصالحه ومقاومة كل غاز لأرضه أو مستعمر لمقدراته أو باغ للتحكم بإرادة شعبه. أيا كانت هوية هذا الغازي لأنه بحكم الشرع الشريف معتد أثيم ومن المفسدين في الأرض الذين تجب مقاومتهم وقطع دابر إفسادهم ودحرهم عن البلاد كما حصل من جهادكم في مقاومة الغزو العراقي على أيدي ذلك الإنسان المتحكم برقاب الشعب العراقي صدام.
وكان مجاهدا بما كان يدعوا به أبناء الكويت الوطني على اختلاف مذاهبهم وميولهم وتوجهاتهم السياسية والعقائدية من وجوب الاتحاد والتآلف ونبذ الاختلافات مهما كانت، إذ أيها الأخوة لا شيء يبررها أبدا بأنها بالتالي لا تكون إلا وبالا على الأمة وطنا ومجتمعا ومؤسسات بكل هذه الميزات كان قدس سره مصلحا دينيا واجتماعيا ووطنيا وعربيا. بل خسارة اذا بفقده عظيمة. وعزاءنا إنما بحامل راية الإصلاح والسائر على نفس النهج ذلك عين الصراط المستقيم الذي كان يسير الراحل المقدس عليه وهو نجله خادم الشريعة الغراء آية الله ميرزا عبدالرسول الحائري الاحقاقي دام ظله العالي. وتلامذته الكثر في الكويت وفي خارج الكويت ومساعدوه الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم هؤلاء كلهم يعتبرون على ذلك من رواد الإصلاح.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيد الإسلام بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلحقه بالنبي وآله في الدرجات العليا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** كلمـة النـائـب صـالح أحمد عاشور
كان منذ الساعات الأولى لهذه المصيبة منذ الدقائق الأولى عمل الشيء الكثير في مهمة المسير للراحل العظيم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجزاه الله وبقية أعضاء مجلس الأمة الموقر العاملين لخدمة الأمة وفي كلمته قال:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.
نعزي صاحب العصر والزمان (عج) لذكرى أربعينية الإمام المصلح والعبد الصالح ميرزا حسن الحائري قدس سره الشريف. قال الله في كتابه الكريم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
وقال عز وجل (كل نفس ذائقة الموت إنما توفون أجوركم ليوم القيامة) وقال رسول الله (ص) "إن العالِم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء" "وان فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب" "وان العلماء ورثة الأنبياء" السؤال الكبير المطروح الآن: هل نحن بحاجة إلى الدين وإلى رجال الدين مثل الميرزا حسن قدس سره الشريف.
أقول لكم في هذا العالم المتقدم المتحضر الذي يسوده النظام، العالم الجديد أن هناك في كل ثانية ثلاثة جرائم قتل، وفي الدقيقة هناك 10 حالات اغتصاب، وكل ساعة يموت 30 طفل وطفلة من سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية. بينما الآلاف من الأطنان من الأغذية والمشروبات تلقى في البحر والمحيطات حفاظا على أسعارها.
نحن نعم بحاجة إلى الدين وإلى رجال الدين أمثال الميرزا حسن قدس الله سره الشريف. نحن بحاجة إلى الدين الذي يقول "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع". إحدى الغزوات بعد إن انتهت، المسلمين إذا لقوا جريحا أعطوه كأسا من الماء ليشرب يقول لا أعطوه صاحبي اكثر بحاجة مني من الماء وذهبوا إلى الثاني وكرروا نفس العمل حتى انتهوا إلى العاشر من جرحى المسلمين فوجدوه قد استشهد فرجعوا إلى الأول والثاني والثالث وكلهم استشهدوا.
هذا هو الدين هذا هو تربية العلماء هذا ما نحتاجه اليوم، لا الحضارة المادية التي تقتل الآلاف بل الملايين من الناس لأسباب تافهة والسيطرة وحب البقاء وما نشاهده في فلسطين وغير فلسطين لخير شاهد ما تعمله المادية والحضارة الحديثة.
واليوم والحمد لله ظاهرة عالمية ليست فقط مقصورة على المسلمين بل كل ديانات العالم وفي طليعتها الإسلام كعودة إلى الدين وعودة إلى التدين والى التمسك بالأخلاق الفاضلة.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام "وبالدنيا تحرز الآخرة". وهذا ما قام به الإمام المصلح والعبد الصالح قدس سره الشريف أي قام ببناء الإنسان الرسالي الذي يتحمل المسئولية اتجاه ربه واتجاه الوطن الذي قام فيه بتربية مئات الألوف من المؤمنين والصالحين. هذا ما رأينا ولمسناه سواء خلال تشييعه في بهشت زهراء أو في عزاءه هنا في الكويت أو أربعينيته وهو خير شاهد على ما قام به بتربية أناس متمسكين بالشريعة الإسلامية والدين في كل مكان حتى أعداءه قبل محبيه بكوه وحزنوا على فراقه قدس سره. ففي الوقت الذي كان رحمة الله عليه وقدس سره يبني ويربي الإنسان المؤمن كان يشيد المؤسسات العلمية والصحية والثقافية والاجتماعية في شرقها وغربها ليس فقط في البلاد الإسلامية بل حتى في بلاد الكفر. جميعها قد أسسها وهي شاهدة على جهوده الجبارة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي ختام كلمتي هذه حادثة حدثت بيني وبينه منذ عشرين سنة. كتبت كتابا حول الإمام علي عليه السلام وسميته (الإمام علي ربيب الوحي) فقلت له هذا الكتاب هدية وبعثته بالبريد. لم تمر إلا بضعة أيام إلا وطارق وراء الباب فتحت الباب. وإذا قدس الله سره الشريف قد جاءني ليزورني في منزلي. هذه الحادثة وهذه القصة تدل على عظمة الرجل وعلى مدى تواضعه وتواصله مع الشباب قبل الكبار ومع الكبار قبل الشيوخ فرحمة الله عليه.
قال الإمام الباقر عليه السلام "لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه حسنا وحسينا وابن الحنفية وصغائر ولده ووصاهم وكان آخر وصية عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم وان متم بكوا عليكم، يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة" هذه الوصية المباركة تجسدت في أربعينية الإمام المصلح قدس سره الشريف فلما غاب عنا حنّينا إليه ولما فقدناه بكينا عليه بكل جوارحنا وقلوبنا فرحمة الله عليه.
قال رسول الله (ص) "إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء". وفي الختام نسأل الله أن يتغمد فقيدنا قدس الله سره الشريف وجميع مراجع المسلمين والمؤمنين في جنات الخلد مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الشيخ مرتضى الشهرودي
فقدنا عالما جليلا، وإماما، ومصلحا، ولقد عهدنا منه الخير والبركات والحنان والعطف للفقراء والمساكين. وهذا ما يميزه عن الآخرين اهتمامه بالناس وقضاء حوائج الناس وهذه هي الغاية المنشودة والهدف الذي يقصده رسول الله وأئمة الهدى سلام الله عليهم أجمعين. "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم". إن رحيل هذا المرجع أثر على قلوب الجميع حتى الطفل الصغير ينحب ويبكي ويصرخ لفراقه. وكان رضوان الله عليه صديقا مع محبيه ومواليه وما هذه الكوكبة الذاهبة لمراسيم التشييع إلا دليل على محبتهم له. نسأل الله عز وجل أن يحشره مع أئمة الهدى وأن يديم نجله العالم الجليل سماحة الميرزا عبدالرسول علما يرفف على رؤوس المؤمنين وأن يوفقه الله ليسلك مسلك والده بالاهتمام بأمور المسلمين ونشر فضائل أهل البيت عليهم السلام.
كلمة السيد محمد باقر الحكيم
كان رحمه الله يتمثل بالأخلاق الجميلة والعالية والتواضع للناس جميعا. وكانت علاقتي مع سماحته تمدد أكثر من 35 عاما أول لقاء معه كان في بيت الله الحرام وزيارة النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام. لقد كان منهجه الوحدة ولم شمل أبناء الشعب الواحد على المحبة والمودة والصلة والاهتمام العام بالشئون الدينية ونبذ الخلافات بين أبناء المجتمع الواحد. فعلينا أن تقتدي بآثار هذا الراحل العظيم. تغمد الله الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
كلمة الخطيب الشيخ عبد الكريم العقيلي
إن شخص هذا الإمام المصلح قدس سره من خلال الأصول، فقد كان عارفاً ويقل نظيره في عصرنا في حقائق ومراتب ومنازل ومقامات آل محمد (ص)، وما هذا السيل الجارف من كل عصر جماعة موحدّة موالية مواكبة لأهل البيت فانية في إحياء أمرهم ذاكرة لهم إلا هو عبارة عن رشحات هذا الفذ الذي قلّ نظيره. وله مقام ورتبة وهو رتبة العارف بهم (ص)، وبذلك تبين لك قولهم (ع) "اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنّا".
أما الطائفة الثانية فهي تخالف الأولى في الاتجاه والقوة معاً وهي الطائفة التي أشار إليها المعصوم (ع) في نص ورد في أصول الكافي " عن ضريس الكناسي يقول سمعت أبا جعفر (ع) يقول وعنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لنا أترون أن الله تعالى افترض طاعة أولياءه على عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ''.
وهناك منشور لأحدهم كتب فيه مخاطباً المولى المقدّس (أنت تقول أن الأئمة أن عين الله ولسان الله ويد الله لنا إشكال عليك فمن هو بطن الله وفخذ الله) فنقول أن الميزان هو أن لا نكون ممن أنقص حقهم وأعاب على مواليهم ومن كان نوراً في برهانه وبيانه كما كان هذا العالم الفقيد الذي بحق نُقِصت الأرض من أطرافها بموته، )ألا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها( بموت العالم العارف، فالآن أصبح كل واحد منا يتيماً لأنه فقد أباً عظيماً، هذا الذي نحن بأمس الحاجة إلى أمثاله لأنه هو لسان المعصوم ويده حيث كان في مقام القرب.
وذكر عن هذا العالم الفقيد قدس سره عن بعض الرجالات الكبار أنه إذا ذكرت عنده الصديقة الكبرى يذوب كما يذوب الثلج ويتحول إلى وردة ذابلة إذا صهرتها حرارة الشمس ويقول هي مظلومة والله، من عرفها فقد أدرك ليلة القدر. كان يبكي ليله نهاره في أيام شهادتها بكاءً عالياً، فبهذا صار صاحب المنار في هذا العصر بل في الأعصار ما بقيت لهذه المجالات وهذه الرجالات من حالات ومن شئونات فاطمة الزهراء.
"معرفة المعصومين بالنورانية لم يتيسر لكل أحد إلا من شاءوا، وهذا هو دأب أصحابهم المقربين (ع) في كل آن.
__________________
اخوكم منصف
لقد عاش مرجعنا الكبير هم الواقع الصادق وهو واقع الإسلام وما ابتلي به، وهم الواقع المنهجي الفكري لمدرسة الشيخ الأوحد قدس سره وما جرى عليه. وكلنا يعلم ما جرى على مدرسة هذا الشيخ العظيم من أدوار مريرة ألقت في النهاية بكل رواسب تلك الحركة في هذا الزمان وستبقى إن لم تقف وقفة رجل واحد صامدين مستمرين لمنهج أمامنا الراحل حتى نعيد توازننا وإننا على ثقة فيما خلفه لنا إمامنا الراحل إمامنا وسيدنا ومرجعنا الديني الكبير خادم الشريعة الغراء الميرزا عبدالرسول الاحقاقي دام ظله الوارث. لقد رأى ذلك كله ولم يتمكن قلبه الطموح ليقنع بالقول دون الفعل فتبنى لعلاج الواقفين مشروعين يكشف لنا مكمن السر في سيرة هذا الفقيد وهو مشروع الانفتاح. الذي تبناه كبيرنا الراحل وعظيمنا الفقيد الانفتاح على واقعنا الإسلامي على الطوائف من المؤمنين لكي يعيد لهذه المدرسة مكانتها ولكي يزيل تلك الحواجز التي عملت على تعتيم الرؤيا وعلى إيجاد الحواجز ووجود الفواصل بين المؤمنين قد استلهم أصول هذا المشروع الواعد من خلال البيانات الشرعية القرآن والسنة. أريد أن أتكلم عن هذه المنطلقات التي ضاق منها هذا المشروع الكبير أو الذي نحتاج إليه بأمس الحاجة بواقعنا اليوم.
أولا: اصل ويرتكز منه هذا المشروع هو التركيز على أهم عنصر يجمع عباد الله دون أن ينظر إلى ما يفرقهم وهي الإنسانية. كما قال أمير المؤمنين (ع) : "الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"
هذا الحب في نظر مرجعنا أي كان توجهك. ولذلك نلمس في حركته في الواقع مساعدته ومده ليديه إلى بقاع العالم متجاوزا الحدود الجغرافية والمذهبية والدينية أمد بيده المعطاء إلى الصومال وغير الصومال لأنه يركز على أنه كل واحد منهم إنسان ولكل كبد حراء وقد كرر هذه العبارة برسالته التي يراسله بها المؤمنين.
ولم نسمع ولم نقرأ له أنه شتم أو تهجم على أحد حتى مما لا يتفق معه بالرأي ذلك أنه يعيش بعيدا عن هذه الصغائر حتى يجمع ولا يفرق ولذلك أحبه الجميع وسكن في القلوب.
ثانياً: ركز على السلوكيات الضابطة لكيان الإنسانية ولهذه الجوهرة العظيمة الذي قررها الرسول الأعظم "صل من قطعك، وأعطي من حرمك، واعفو عمن ظلمك، وأحسن إلى من أساء إليك".
ثالثاً: التركيز على الذات وهذه السمة بارزة في مشروعه الحضاري الرائد الذي عنوته بمشروع الانفتاح.
الرابع والأخير: من تلك العناصر المهمة والخمائر المهمة التي ركز عليها ليبني ويصيغ من هذا المشروع الرائد أن يركز على كل مقرره من مقررات الجمع والتراب والوطن.
وبهذه الأصول صاغ كبيرنا الراحل بنود مشروعه الرائد والوعد والذي تتطلع بأن يتواصل بجهود عظيمنا الموجود آية الله العظمى الميرزا عبدالرسول الاحقاقي دام ظله الوارف علينا أن يواصل ما بدأ به والده الكريم ولقد سمعته يقول إن أهداف والده كلها ستتحقق إن شاء الله. فكلنا صدورنا مفتوحة وأن هذه المدرسة قد فتح أبوابها على مصراعيها فقيدنا الراحل علينا أن نجعل هذا العظيم مشعلا نحمل لحياتنا مسنعين بالمنطق والحكمة والدعوة بالحسنى مولاي يذكرنا في اليوم الأخير يوم فقدك يوم الثلاثاء لرواية قرأناها من مولاي وسيدي أمير المؤمنين (ع) تلك الإشارة التي تشير أو تعين أو تبين فضلك للمؤمنين قال أمير المؤمنين (ع) من مات يوم الثلاثاء من المؤمنين حشره الله معنا في الرفيق الأعلى كنت معهم في ميلادك في ذكرى أبى عبدالله (ع) وأنت معهم في حياتك وأنت معهم في دار القرار ونسأل الله عز وجل أن يتغمد فقيدنا الراحل برحمته الواسعة وأن يأخذ بأيدينا لكي نسير على خطه وعلى منهجه نقول لمولانا وسيدنا المرجع الديني الكبير آية الله الميرزا عبدالرسول دام ظله بأننا أعوانك وأياديك وخدامك أمرنا بأمرك فنحن رهن الإشارة.
* كلمة سماحة الشيخ عبدالأمير شمس الدين
شقيق العلامة الكبير الفقيد سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الأعلى الشيعي في لبنان والذي حضر خصيصا للمشاركة في أربعين الإمام المصلح قدس سره الشريف.
لقد فقدت الكويت وفقدت لبنان عالمين علمين عاملين، ومرجعين دينيين كبيرين الأول هو العبد الصالح والإمام المصلح المرجع الديني الكبير آية الله العظمى الحاج الميرزا حسن الحائري الاحقاقي السليمي قدس سره الشريف. والثاني آية الله الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين قدس سره.
هذان العلمان والعالمان العاملان لم تقتصر الخسارة في فقديهما في وطنيهما فحسب، وإنما عم الخسران برحيلهما العالمَين العربي والإسلامي.
لقد فجع لفقد هذا الرجل العظيم كل من عرفه مجاهدا في مختلف الاتجاهات وعلى كل الجبهات مجاهدا في طلب العلم حتى أصبح مجتهدا مرجعا. ومجاهد في تصنيف هذا العلم وتأليفه وان أسفاره وكتبه التي ألفها في الفقه والعقيدة ومختلف الاتجاهات العلمية الأخرى. هي خالدة ما بقي الدهر وما بقي الإنسان الذي يروم المعرفة ويريد أن يتزود مصادر الإيمان وكان مجاهدا في ميدان نشر العلم والمعرفة وغرس قيم الدين الحنيف للأجيال وتوجيه الناس نحو الصراط المستقيم على اتباع أحكام شريعة سيد المرسلين. ومجاهدا من أجل إقامة الصروح العلمية والصحية والدينية وغير ذلك من المنشآت ذات النفع العام لا في الكويت وحدها ولكن في أقطار الدنيا وبلدان العالم الإسلامي وغير الإسلامي، أو ساهم في إقامتها. ونحن في لبنان لا ننكر أياديه البيضاء حيث مول قدس سره مؤسسة مسجد الإمام الصادق عليه السلام الذي غدا مَعلما إسلاميا حضاريا وهو يعتبر أكبر مسجد في لبنان في أهم نقطة مركزية في العاصمة بيروت وتمارس فيه النشاطات المسجدية في أكثر من اتجاه، الاتجاه العبادي والاتجاه العلمي، وسيصبح حوزة علمية يمتلئ بحلقات الدرس والتدريب، وكان قدس سره إلى حين ارتحاله إلى الملأ الأعلى ينفق على احتياجات هذا المسجد إلى جانب مساهمته في مشاريع أخرى عديدة ومتعددة المنافع ومتعددة الأغراض من مبرات للأيتام ومستشفيات ومستوصفات ومدارس إلى غير ذلك.
وكان مجاهدا قدس سره كما سبق وذكرت على الصعيد الوطني وعلى صعيد الكويت الوطن. بتأييده فعل كل ما من شأنه يحقق وحدة الكويت العزيزة والدفاع عن مصالحه ومقاومة كل غاز لأرضه أو مستعمر لمقدراته أو باغ للتحكم بإرادة شعبه. أيا كانت هوية هذا الغازي لأنه بحكم الشرع الشريف معتد أثيم ومن المفسدين في الأرض الذين تجب مقاومتهم وقطع دابر إفسادهم ودحرهم عن البلاد كما حصل من جهادكم في مقاومة الغزو العراقي على أيدي ذلك الإنسان المتحكم برقاب الشعب العراقي صدام.
وكان مجاهدا بما كان يدعوا به أبناء الكويت الوطني على اختلاف مذاهبهم وميولهم وتوجهاتهم السياسية والعقائدية من وجوب الاتحاد والتآلف ونبذ الاختلافات مهما كانت، إذ أيها الأخوة لا شيء يبررها أبدا بأنها بالتالي لا تكون إلا وبالا على الأمة وطنا ومجتمعا ومؤسسات بكل هذه الميزات كان قدس سره مصلحا دينيا واجتماعيا ووطنيا وعربيا. بل خسارة اذا بفقده عظيمة. وعزاءنا إنما بحامل راية الإصلاح والسائر على نفس النهج ذلك عين الصراط المستقيم الذي كان يسير الراحل المقدس عليه وهو نجله خادم الشريعة الغراء آية الله ميرزا عبدالرسول الحائري الاحقاقي دام ظله العالي. وتلامذته الكثر في الكويت وفي خارج الكويت ومساعدوه الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم هؤلاء كلهم يعتبرون على ذلك من رواد الإصلاح.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيد الإسلام بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلحقه بالنبي وآله في الدرجات العليا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
** كلمـة النـائـب صـالح أحمد عاشور
كان منذ الساعات الأولى لهذه المصيبة منذ الدقائق الأولى عمل الشيء الكثير في مهمة المسير للراحل العظيم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجزاه الله وبقية أعضاء مجلس الأمة الموقر العاملين لخدمة الأمة وفي كلمته قال:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته.
نعزي صاحب العصر والزمان (عج) لذكرى أربعينية الإمام المصلح والعبد الصالح ميرزا حسن الحائري قدس سره الشريف. قال الله في كتابه الكريم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).
وقال عز وجل (كل نفس ذائقة الموت إنما توفون أجوركم ليوم القيامة) وقال رسول الله (ص) "إن العالِم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في الماء" "وان فضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب" "وان العلماء ورثة الأنبياء" السؤال الكبير المطروح الآن: هل نحن بحاجة إلى الدين وإلى رجال الدين مثل الميرزا حسن قدس سره الشريف.
أقول لكم في هذا العالم المتقدم المتحضر الذي يسوده النظام، العالم الجديد أن هناك في كل ثانية ثلاثة جرائم قتل، وفي الدقيقة هناك 10 حالات اغتصاب، وكل ساعة يموت 30 طفل وطفلة من سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية. بينما الآلاف من الأطنان من الأغذية والمشروبات تلقى في البحر والمحيطات حفاظا على أسعارها.
نحن نعم بحاجة إلى الدين وإلى رجال الدين أمثال الميرزا حسن قدس الله سره الشريف. نحن بحاجة إلى الدين الذي يقول "ليس منا من بات شبعان وجاره جائع". إحدى الغزوات بعد إن انتهت، المسلمين إذا لقوا جريحا أعطوه كأسا من الماء ليشرب يقول لا أعطوه صاحبي اكثر بحاجة مني من الماء وذهبوا إلى الثاني وكرروا نفس العمل حتى انتهوا إلى العاشر من جرحى المسلمين فوجدوه قد استشهد فرجعوا إلى الأول والثاني والثالث وكلهم استشهدوا.
هذا هو الدين هذا هو تربية العلماء هذا ما نحتاجه اليوم، لا الحضارة المادية التي تقتل الآلاف بل الملايين من الناس لأسباب تافهة والسيطرة وحب البقاء وما نشاهده في فلسطين وغير فلسطين لخير شاهد ما تعمله المادية والحضارة الحديثة.
واليوم والحمد لله ظاهرة عالمية ليست فقط مقصورة على المسلمين بل كل ديانات العالم وفي طليعتها الإسلام كعودة إلى الدين وعودة إلى التدين والى التمسك بالأخلاق الفاضلة.
يقول أمير المؤمنين عليه السلام "وبالدنيا تحرز الآخرة". وهذا ما قام به الإمام المصلح والعبد الصالح قدس سره الشريف أي قام ببناء الإنسان الرسالي الذي يتحمل المسئولية اتجاه ربه واتجاه الوطن الذي قام فيه بتربية مئات الألوف من المؤمنين والصالحين. هذا ما رأينا ولمسناه سواء خلال تشييعه في بهشت زهراء أو في عزاءه هنا في الكويت أو أربعينيته وهو خير شاهد على ما قام به بتربية أناس متمسكين بالشريعة الإسلامية والدين في كل مكان حتى أعداءه قبل محبيه بكوه وحزنوا على فراقه قدس سره. ففي الوقت الذي كان رحمة الله عليه وقدس سره يبني ويربي الإنسان المؤمن كان يشيد المؤسسات العلمية والصحية والثقافية والاجتماعية في شرقها وغربها ليس فقط في البلاد الإسلامية بل حتى في بلاد الكفر. جميعها قد أسسها وهي شاهدة على جهوده الجبارة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وفي ختام كلمتي هذه حادثة حدثت بيني وبينه منذ عشرين سنة. كتبت كتابا حول الإمام علي عليه السلام وسميته (الإمام علي ربيب الوحي) فقلت له هذا الكتاب هدية وبعثته بالبريد. لم تمر إلا بضعة أيام إلا وطارق وراء الباب فتحت الباب. وإذا قدس الله سره الشريف قد جاءني ليزورني في منزلي. هذه الحادثة وهذه القصة تدل على عظمة الرجل وعلى مدى تواضعه وتواصله مع الشباب قبل الكبار ومع الكبار قبل الشيوخ فرحمة الله عليه.
قال الإمام الباقر عليه السلام "لما احتضر أمير المؤمنين عليه السلام جمع بنيه حسنا وحسينا وابن الحنفية وصغائر ولده ووصاهم وكان آخر وصية عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم وان متم بكوا عليكم، يا بني إن القلوب جنود مجندة تتلاحظ بالمودة" هذه الوصية المباركة تجسدت في أربعينية الإمام المصلح قدس سره الشريف فلما غاب عنا حنّينا إليه ولما فقدناه بكينا عليه بكل جوارحنا وقلوبنا فرحمة الله عليه.
قال رسول الله (ص) "إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء". وفي الختام نسأل الله أن يتغمد فقيدنا قدس الله سره الشريف وجميع مراجع المسلمين والمؤمنين في جنات الخلد مع الأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الشيخ مرتضى الشهرودي
فقدنا عالما جليلا، وإماما، ومصلحا، ولقد عهدنا منه الخير والبركات والحنان والعطف للفقراء والمساكين. وهذا ما يميزه عن الآخرين اهتمامه بالناس وقضاء حوائج الناس وهذه هي الغاية المنشودة والهدف الذي يقصده رسول الله وأئمة الهدى سلام الله عليهم أجمعين. "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم". إن رحيل هذا المرجع أثر على قلوب الجميع حتى الطفل الصغير ينحب ويبكي ويصرخ لفراقه. وكان رضوان الله عليه صديقا مع محبيه ومواليه وما هذه الكوكبة الذاهبة لمراسيم التشييع إلا دليل على محبتهم له. نسأل الله عز وجل أن يحشره مع أئمة الهدى وأن يديم نجله العالم الجليل سماحة الميرزا عبدالرسول علما يرفف على رؤوس المؤمنين وأن يوفقه الله ليسلك مسلك والده بالاهتمام بأمور المسلمين ونشر فضائل أهل البيت عليهم السلام.
كلمة السيد محمد باقر الحكيم
كان رحمه الله يتمثل بالأخلاق الجميلة والعالية والتواضع للناس جميعا. وكانت علاقتي مع سماحته تمدد أكثر من 35 عاما أول لقاء معه كان في بيت الله الحرام وزيارة النبي (ص) وأهل بيته عليهم السلام. لقد كان منهجه الوحدة ولم شمل أبناء الشعب الواحد على المحبة والمودة والصلة والاهتمام العام بالشئون الدينية ونبذ الخلافات بين أبناء المجتمع الواحد. فعلينا أن تقتدي بآثار هذا الراحل العظيم. تغمد الله الراحل بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
كلمة الخطيب الشيخ عبد الكريم العقيلي
إن شخص هذا الإمام المصلح قدس سره من خلال الأصول، فقد كان عارفاً ويقل نظيره في عصرنا في حقائق ومراتب ومنازل ومقامات آل محمد (ص)، وما هذا السيل الجارف من كل عصر جماعة موحدّة موالية مواكبة لأهل البيت فانية في إحياء أمرهم ذاكرة لهم إلا هو عبارة عن رشحات هذا الفذ الذي قلّ نظيره. وله مقام ورتبة وهو رتبة العارف بهم (ص)، وبذلك تبين لك قولهم (ع) "اعرفوا منازل الرجال على قدر روايتهم عنّا".
أما الطائفة الثانية فهي تخالف الأولى في الاتجاه والقوة معاً وهي الطائفة التي أشار إليها المعصوم (ع) في نص ورد في أصول الكافي " عن ضريس الكناسي يقول سمعت أبا جعفر (ع) يقول وعنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لنا أترون أن الله تعالى افترض طاعة أولياءه على عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ''.
وهناك منشور لأحدهم كتب فيه مخاطباً المولى المقدّس (أنت تقول أن الأئمة أن عين الله ولسان الله ويد الله لنا إشكال عليك فمن هو بطن الله وفخذ الله) فنقول أن الميزان هو أن لا نكون ممن أنقص حقهم وأعاب على مواليهم ومن كان نوراً في برهانه وبيانه كما كان هذا العالم الفقيد الذي بحق نُقِصت الأرض من أطرافها بموته، )ألا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها( بموت العالم العارف، فالآن أصبح كل واحد منا يتيماً لأنه فقد أباً عظيماً، هذا الذي نحن بأمس الحاجة إلى أمثاله لأنه هو لسان المعصوم ويده حيث كان في مقام القرب.
وذكر عن هذا العالم الفقيد قدس سره عن بعض الرجالات الكبار أنه إذا ذكرت عنده الصديقة الكبرى يذوب كما يذوب الثلج ويتحول إلى وردة ذابلة إذا صهرتها حرارة الشمس ويقول هي مظلومة والله، من عرفها فقد أدرك ليلة القدر. كان يبكي ليله نهاره في أيام شهادتها بكاءً عالياً، فبهذا صار صاحب المنار في هذا العصر بل في الأعصار ما بقيت لهذه المجالات وهذه الرجالات من حالات ومن شئونات فاطمة الزهراء.
"معرفة المعصومين بالنورانية لم يتيسر لكل أحد إلا من شاءوا، وهذا هو دأب أصحابهم المقربين (ع) في كل آن.
__________________
اخوكم منصف