أبو ربيع
06-12-2020, 11:29 PM
https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1823/nabih_532587_large.jpg
نبيه البرجي
12 حزيران 2020
كيف تستطيع ناقلة النفط الايرانية أن تصل الى فنزويلا، وكادت تلامس شواطئ ميامي، ولا تستطيع أن تصل الى سوريا؟
السؤال قد يكون ساذجأً. فنزويلا شيء وسوريا شيء آخر. نيكولاس مادورو في عنق الزجاجة. أضخم احتياطي من النفط في العالم. بالرغم من ذلك يستورد النفط من أقاصي الشرق، دون أن يكون له تأثير على المسارات الجيوسياسية، والجيوستراتيجية، للجارة العظمى...
هذا لا يمنع غراهام فولر، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، من القول «لو كانت حقول النفط في فنزويلا بادارة أميركية لما كان سعر النفط في الشرق الأوسط يساوي ثمن الرمال التي يغفو تحتها، من آلاف، وربما من ملايين، السنين».
بشار الأسد تحت كل أشكال الحصار. العقوبات الأميركية تتلاحق، آخرها «قانون قيصر». السبب موقفه من «اسرائيل». كل من يعادي «اسرائيل» عدو لأميركا.
المعادلة أرساها هاري ترومان حين صاح، لدى اعترافه بـ «اسرائيل» بعد نحو ربع ساعة من اعلان دافيد بن غوريون قيامها، «أنا قورش، أنا قورش»، مستعيداً صورة الأمبراطور الفارسي الذي أنقذ اليهود من الغزو البابلي.
لم يعرف عن دونالد ترامب أنه كان «يعشق» اليهود. أكثر من صدام حدث بينه وبين أثرياء يهود في نيويورك. وحين اختارت ابنته ايفانكا اليهودي الأرثوذكسي جاريد كوشنر زوجاً لها، كانت ردة فعل الأب «لقد اخترتي أسوأ الممكن، وآمل أن يكون أفضل الممكن».
دخوله عالم السياسة جعله يدرك أكثر مدى تأثير اللوبي اليهودي داخل «الدولة العميقة»، وكذلك مدى تأثيره في العملية الانتخابية.
ستيف بانون، كبير مستشاريه السابق، قال أنه وضع بين يديه كل خطب جو بايدن أمام اللوبي اليهودي. كان قراره أن يسحق أي مرشح للحزب الديمقراطي، حتى أنه استشار بانون حول ما اذا كان اعتناقه اليهودية يمكن أن يساعده في مساره الديناميكي نحو البيت الأبيض.
التعليقات الأميركية كانت مثيرة «آية الله خامنئي في عقر دارنا». لا رؤية موحدة حيال الحدث. ثمة من رأى أن الايرانيين الذين يراقصون دونالد ترامب على حد السكين يعتقدون أن صداماً عسكرياً تكتيكياً يمكن أن يؤدي الى الحد من رهانه على الولاية الثانية.
البنتاغون، وقد رفع اللهجة أكثر من مرة في وجه طهران، يرفض اي اتجاه نحو الانفجار العسكري في الخليج. هذا ما حمل أحد معلقي «فوكس نيوز» على التساؤل ما اذا كان الجنرالات يتقاطعون، في نقطة ما، مع آيات الله ضد دونالد ترامب.
أميركيون آخرون اعتبروا أن رحلة الناقلة (أو الناقلات)، وما رافق ذلك من تصريحات نارية، يدخل في «ثقافة البروباغندا» التي يتقنها الايرانيون.
في نظرهم، لا تاثير البتة لوصول ناقلات النفط الى الموانئ الفنزويلية. على العكس من ذلك هو دليل على نجاح الحصار حول صادرات النفط، العصب الرئيسي للاقتصاد الفنزويلي، بالتالي الاستيراد من ايران التي تتطلع الى استثمار مناجم الذهب في «فينيسيا الصغيرة»!
النفط الايراني متاح لفنزويلا ممنوع على سوريا. هذه هي البدعة الأميركية. دونالد ترامب لم ينس ما قاله استاذ التاريخ في المرحلة الثانوية. الولايات المتحدة كان يمكن أن تصبح ملكية، وهذا أكثر أماناً للامبراطورية، لو قبل جورج واشنطن بتتويجه. الكسندر هاملتون طرح، كاسم بديل، دوق النمسا. الكلمة الفصل كانت لواشنطن.
من أطرف ما قاله ناعوم تشومسكي «دونالد ترامب يبدو أكثر يهودية من النبي داود». الايرانيون يعتبرون أن «محور المقاومة» يمتد من شواطئ المتوسط الى شواطئ الكاريبي. الرؤية قد تكون فضفاضة، ولكن دعونا نرى مدى المحاكاة بين دول المحور في المعاناة الاقتصادية، وفي دقة الاحتمالات أو في دقة ... الأهوال.
منذ البداية كان دونالد ترامب يعتقد أن روح الدستور تتمحور حول الرجل الواحد. من غير الديكتاتور يجرؤ على التهديد باقفال منصات التواصل الاجتماعي؟ للتو كان تعليق آرثر شليسنجر «قاتل الديمقراطية قاتل أميركا»!!
نبيه البرجي
12 حزيران 2020
كيف تستطيع ناقلة النفط الايرانية أن تصل الى فنزويلا، وكادت تلامس شواطئ ميامي، ولا تستطيع أن تصل الى سوريا؟
السؤال قد يكون ساذجأً. فنزويلا شيء وسوريا شيء آخر. نيكولاس مادورو في عنق الزجاجة. أضخم احتياطي من النفط في العالم. بالرغم من ذلك يستورد النفط من أقاصي الشرق، دون أن يكون له تأثير على المسارات الجيوسياسية، والجيوستراتيجية، للجارة العظمى...
هذا لا يمنع غراهام فولر، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، من القول «لو كانت حقول النفط في فنزويلا بادارة أميركية لما كان سعر النفط في الشرق الأوسط يساوي ثمن الرمال التي يغفو تحتها، من آلاف، وربما من ملايين، السنين».
بشار الأسد تحت كل أشكال الحصار. العقوبات الأميركية تتلاحق، آخرها «قانون قيصر». السبب موقفه من «اسرائيل». كل من يعادي «اسرائيل» عدو لأميركا.
المعادلة أرساها هاري ترومان حين صاح، لدى اعترافه بـ «اسرائيل» بعد نحو ربع ساعة من اعلان دافيد بن غوريون قيامها، «أنا قورش، أنا قورش»، مستعيداً صورة الأمبراطور الفارسي الذي أنقذ اليهود من الغزو البابلي.
لم يعرف عن دونالد ترامب أنه كان «يعشق» اليهود. أكثر من صدام حدث بينه وبين أثرياء يهود في نيويورك. وحين اختارت ابنته ايفانكا اليهودي الأرثوذكسي جاريد كوشنر زوجاً لها، كانت ردة فعل الأب «لقد اخترتي أسوأ الممكن، وآمل أن يكون أفضل الممكن».
دخوله عالم السياسة جعله يدرك أكثر مدى تأثير اللوبي اليهودي داخل «الدولة العميقة»، وكذلك مدى تأثيره في العملية الانتخابية.
ستيف بانون، كبير مستشاريه السابق، قال أنه وضع بين يديه كل خطب جو بايدن أمام اللوبي اليهودي. كان قراره أن يسحق أي مرشح للحزب الديمقراطي، حتى أنه استشار بانون حول ما اذا كان اعتناقه اليهودية يمكن أن يساعده في مساره الديناميكي نحو البيت الأبيض.
التعليقات الأميركية كانت مثيرة «آية الله خامنئي في عقر دارنا». لا رؤية موحدة حيال الحدث. ثمة من رأى أن الايرانيين الذين يراقصون دونالد ترامب على حد السكين يعتقدون أن صداماً عسكرياً تكتيكياً يمكن أن يؤدي الى الحد من رهانه على الولاية الثانية.
البنتاغون، وقد رفع اللهجة أكثر من مرة في وجه طهران، يرفض اي اتجاه نحو الانفجار العسكري في الخليج. هذا ما حمل أحد معلقي «فوكس نيوز» على التساؤل ما اذا كان الجنرالات يتقاطعون، في نقطة ما، مع آيات الله ضد دونالد ترامب.
أميركيون آخرون اعتبروا أن رحلة الناقلة (أو الناقلات)، وما رافق ذلك من تصريحات نارية، يدخل في «ثقافة البروباغندا» التي يتقنها الايرانيون.
في نظرهم، لا تاثير البتة لوصول ناقلات النفط الى الموانئ الفنزويلية. على العكس من ذلك هو دليل على نجاح الحصار حول صادرات النفط، العصب الرئيسي للاقتصاد الفنزويلي، بالتالي الاستيراد من ايران التي تتطلع الى استثمار مناجم الذهب في «فينيسيا الصغيرة»!
النفط الايراني متاح لفنزويلا ممنوع على سوريا. هذه هي البدعة الأميركية. دونالد ترامب لم ينس ما قاله استاذ التاريخ في المرحلة الثانوية. الولايات المتحدة كان يمكن أن تصبح ملكية، وهذا أكثر أماناً للامبراطورية، لو قبل جورج واشنطن بتتويجه. الكسندر هاملتون طرح، كاسم بديل، دوق النمسا. الكلمة الفصل كانت لواشنطن.
من أطرف ما قاله ناعوم تشومسكي «دونالد ترامب يبدو أكثر يهودية من النبي داود». الايرانيون يعتبرون أن «محور المقاومة» يمتد من شواطئ المتوسط الى شواطئ الكاريبي. الرؤية قد تكون فضفاضة، ولكن دعونا نرى مدى المحاكاة بين دول المحور في المعاناة الاقتصادية، وفي دقة الاحتمالات أو في دقة ... الأهوال.
منذ البداية كان دونالد ترامب يعتقد أن روح الدستور تتمحور حول الرجل الواحد. من غير الديكتاتور يجرؤ على التهديد باقفال منصات التواصل الاجتماعي؟ للتو كان تعليق آرثر شليسنجر «قاتل الديمقراطية قاتل أميركا»!!