المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شباب سعوديون يلجؤون لـ"لواسطة" للسماح لهم بالموت



فاطمي
07-19-2005, 08:12 AM
الفتاوى "المضللة" غررت بهم


الشاب الذي يريد أن ينتحر أويذهب إلى ميدان الارهاب ليقتل، يحتاج إلى وساطة أو" شفاعة" عند أصحاب الفتاوى التكفيرية لكي يسمحوا له بالذهاب إلى العراق. إنها مفارقة لا تصدق أن يسعى الشباب الصغار المشتاقون إلى الموت لوساطات تسمح لهم بذلك، بدلا من أن تكون الواسطة لأجل الحصول على عمل أوتأشيرة سفر لدولة أوروبية لاستكمال دراساته العلمية.

في تقرير مثير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية للزميل بكر عبد الله أمثلة لهذه العجائب، فالفتاوى المضللة التي تصدر عن جماعات تدعو للسفر إلى العراق، كانت الدافع الأكبر للتغرير بالكثيرين من الشباب السعودي، فهي تحلل ما تسميه "الجهاد" في العراق دون استئذان ولي الأمر أو سماح الوالدين، وتحاك بأسلوب مضلل للنيل من الشباب المتحمس دون اكتشاف النوايا التي يخطط لها أصحابها، فيما يجد بعض الشباب الذين يرفضون تلك الدعاوى معارضة شرسة وتشكيكاً في العقيدة والرجولة من المسئولين عن إصدار الفتاوى ومؤيديها.

وهناك شروط دقيقة تحددها المجموعات التي يقع عليها الاختيار للسفر إلى العراق، أهمها الحماس والشجاعة وصغر السن والتكوين الجسماني.

وتكثر الشفاعات أو الوساطات لأولئك الشباب الذين لم يتم اختيارهم للسفر، حيث يقوم بعض النافذين وسط هذه الجماعات بالشفاعة لهم عند مصدري الفتاوى، كي يتسنى اختيارهم في الدفعات القادمة، وتستعمل هذه الأساليب مع بعض الشباب الذين يشكك مسؤولو الجماعات في مواصلتهم الطريق، ويتوقعون أن يتملكهم الخوف ومن ثم عودتهم في المنتصف.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تسمها إن الكثير من المقاتلين داخل العراق يرفضون العمليات الانتحارية لتشكيك بعض المقاتلين في جوازها، ويخضع الشباب الذين وقع عليهم الاختيار للتدريبات على السلاح والقتال، ومن يخفق يتم اختياره لتنفيذ عملية انتحارية لعدم أهليته للقتال.

ويعتبر المقاتل السعودي الأكثر قبولاً لتنفيذ العمليات الانتحارية، كأحمد الشايع الذي غرر به وقاد الصهريج المحمل بالوقود الذي انفجر في بغداد ونتجت عنه حروق كبيرة في جسد الشايع نفسه وصلت نسبتها إلى 70%، وكذلك السعودي أحمد الرحيمي الذي نفذ إحدى أكبر العمليات الانتحارية التي أدت إلى مقتل الكثير من الأمريكيين وجرح آخرين في مدينة الفلوجة.

ويكلف أغلب المقاتلين الانتحاريين بتصوير عملياتهم عن طريق الفيديو، ويتولى آخرون فيما بعد إرسالها إلى ذويهم على إسطوانات مدمجة (سي دي) وأشرطة لاستعراض بطولاتهم المزعومة كما حصل مع العديد منهم.