أمير الدهاء
05-30-2020, 11:02 PM
https://s.addiyarcomcarloscharlesnet.com/storage/attachments/1822/a8968ds545asd456a4ds564as_825620_large.jpg
نبيه البرجي - الديار
29 أيار 2020
«مشكلتنا مع أميركا أنك لا تعلم ما اذا كانت تلعب معك أو تلعب ضدك. أحياناً تلعب بمنتهى الجنون،وأحياناً بمنتهى البراغماتية»!
هذا رأي مستشار سابق في بلاط خليجي غالباً ما لامس السياسة برؤوس أصابعه، بالرغم من المامه العميق بها «لأنك هنا لا تدري متى تحترق».
قال «كلنا في الخليج لا ندري أين نضع أقدامنا الآن.
دونالد ترامب مصيبتنا الكبرى.
أغدق علينا الوعود التي تفوق التصور، قبل أن نكتشف أن الرجل مصاب بالشيزوفرانيا.
ازدواجية تثير الهلع،وضحالة في الرؤية،وشبق جهنمي الى المال. في واشنطن التي أزورها بين الحين والآخر،لا بد أن تسأل ما اذا كان لنا مكان لذبابة في رأس ذلك الرجل».
«في المسألة الايرانية،لعب كثيراً،على نقاط ضعفنا. نعلم أنه يفضل علاقات مع الايرانيين على العلاقات مع العرب. هذه قصة معروفة منذ عهد الشاهنشاه. هكذا،أصبح الكثيرون منا أقرب الى تل أبيب منا الى طهران التي لا شك أنها حاولت كثيراً استخدام الايديولوجيا لأغراض جيوسياسية. لم يكن آيات الله ليدركوا أن هذا ممنوع أميركياً وحتى روسياً».
في نظره «أن الايرانيين،وبعدما أصابهم ما أصابهم،باتوا يميلون الى البراغماتية. هم يمدون أيديهم،لكنهم يعلمون بأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً ما دام دونالد ترامب في البيت الأبيض».
المستشار درس في الجامعة الأميركية في بيروت. «هناك كانت أجمل سنوات العمر. لبنان حالة خاصة. صدمت في واشنطن التي زرتها قبل ظهور الكورونا كيف يتكلمون عن لبنان على أنه «الرجل المريض» الذي لا أمل في شفائه».
في الكونغرس «سمعت الكثير عن مسؤولية حزب الله عن التدهور المالي، والتدهور الاقتصادي، قبل أن يغيّروا رأيهم فجأة ويلقون باللوم على الطبقة السياسية. المثير أن بعض المشرعين الكبار يعترفون بأنه لولا الحزب لانتقل الزلزال السوري الى لبنان، حتى أنني لم أتورع عن سؤال أحدهم «متى نراكم في ردهة المفاوضات مع حزب الله، وعلى غرار ما يحدث مع طالبان».
«الأميركيون يدركون الى أي مدى أوغل الساسة في لبنان في تدمير القواعد التي تقوم عليها الدولة. في أي لحظة باستطاعة وزارة الخزانة تعرية أياً منهم من ورقة التوت. لديها كل الوثائق حول ثرواتهم، وحول صفقاتهم،وحول فضائحهم التي من كل نوع».
لا يستبعد أن يكون الأميركيون يستخدمون تلك الأوراق وراء الضوء، «لكنني واثق من أن الفساد الذي عندكم، والذي عندنا، ضرورة مقدسة لدى المخططين الاستراتيجيين الأميركيين».
ما قيل له في واشنطن أن الادارة لا تستطيع أن تترك لبنان يذهب نحو الفوضى. تقارير وكالة الاستخبارات المركزية تؤكد اذا ما اندلعت ثورة الجياع في لبنان، وبدأ اجتياح الدور والقصور، لا بد أن يهدد ذلك التوتاليتاريات الأميركية في المنطقة بالزوال.
ثمة جهات أوروبية عليا تواصلت مع البيت الأبيض لتقول ان صيغة الفديرالية (الطائفية) غير المعلنة مسؤولة عن التردي، دون أن يكون هناك من مجال لاقامة دولة مدنية بسبب «الكورونا الدينية» المبرمجة في المنطقة.
الأوروبيون خائفون على المسيحيين من الانقراض السياسي، بعدما تصدر الحلبة الحصانان السني والشيعي، دون أن يكون للمسيحيين أي دور في صياغة السياسات أو في ادارتها. في هذه الحال، الفديرالية هي الحل.
الاتجاه الى تبني الفكرة التي سبق وطرحها حزب الله. عقد مؤتمر تأسيسي. لا لاعادة النظر في معادلات القوة التي بني عليها لبنان القديم، وانما لاجتراح هيكلية تقوم على التكافؤ الدستوري للدولة الفديرالية !
ما هو رأي الأميركيين؟
لا امكانية لاقامة الكانتونات الا بالجراحات التي قد تكون قاتلة.
المستشار قال «ما سمعته في واشنطن أنتم اللبنانيون تشبهون اللغز الذي يستحيل تفكيكه. لذلك تراهم يبتعدون عنكم أكثر، ويقتربون منكم أكثر. لا هم يعلمون أين يقفون ولا أنتم تعلمون أين تقفون» !
https://www.addiyar.com/article/1821242-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A
نبيه البرجي - الديار
29 أيار 2020
«مشكلتنا مع أميركا أنك لا تعلم ما اذا كانت تلعب معك أو تلعب ضدك. أحياناً تلعب بمنتهى الجنون،وأحياناً بمنتهى البراغماتية»!
هذا رأي مستشار سابق في بلاط خليجي غالباً ما لامس السياسة برؤوس أصابعه، بالرغم من المامه العميق بها «لأنك هنا لا تدري متى تحترق».
قال «كلنا في الخليج لا ندري أين نضع أقدامنا الآن.
دونالد ترامب مصيبتنا الكبرى.
أغدق علينا الوعود التي تفوق التصور، قبل أن نكتشف أن الرجل مصاب بالشيزوفرانيا.
ازدواجية تثير الهلع،وضحالة في الرؤية،وشبق جهنمي الى المال. في واشنطن التي أزورها بين الحين والآخر،لا بد أن تسأل ما اذا كان لنا مكان لذبابة في رأس ذلك الرجل».
«في المسألة الايرانية،لعب كثيراً،على نقاط ضعفنا. نعلم أنه يفضل علاقات مع الايرانيين على العلاقات مع العرب. هذه قصة معروفة منذ عهد الشاهنشاه. هكذا،أصبح الكثيرون منا أقرب الى تل أبيب منا الى طهران التي لا شك أنها حاولت كثيراً استخدام الايديولوجيا لأغراض جيوسياسية. لم يكن آيات الله ليدركوا أن هذا ممنوع أميركياً وحتى روسياً».
في نظره «أن الايرانيين،وبعدما أصابهم ما أصابهم،باتوا يميلون الى البراغماتية. هم يمدون أيديهم،لكنهم يعلمون بأننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً ما دام دونالد ترامب في البيت الأبيض».
المستشار درس في الجامعة الأميركية في بيروت. «هناك كانت أجمل سنوات العمر. لبنان حالة خاصة. صدمت في واشنطن التي زرتها قبل ظهور الكورونا كيف يتكلمون عن لبنان على أنه «الرجل المريض» الذي لا أمل في شفائه».
في الكونغرس «سمعت الكثير عن مسؤولية حزب الله عن التدهور المالي، والتدهور الاقتصادي، قبل أن يغيّروا رأيهم فجأة ويلقون باللوم على الطبقة السياسية. المثير أن بعض المشرعين الكبار يعترفون بأنه لولا الحزب لانتقل الزلزال السوري الى لبنان، حتى أنني لم أتورع عن سؤال أحدهم «متى نراكم في ردهة المفاوضات مع حزب الله، وعلى غرار ما يحدث مع طالبان».
«الأميركيون يدركون الى أي مدى أوغل الساسة في لبنان في تدمير القواعد التي تقوم عليها الدولة. في أي لحظة باستطاعة وزارة الخزانة تعرية أياً منهم من ورقة التوت. لديها كل الوثائق حول ثرواتهم، وحول صفقاتهم،وحول فضائحهم التي من كل نوع».
لا يستبعد أن يكون الأميركيون يستخدمون تلك الأوراق وراء الضوء، «لكنني واثق من أن الفساد الذي عندكم، والذي عندنا، ضرورة مقدسة لدى المخططين الاستراتيجيين الأميركيين».
ما قيل له في واشنطن أن الادارة لا تستطيع أن تترك لبنان يذهب نحو الفوضى. تقارير وكالة الاستخبارات المركزية تؤكد اذا ما اندلعت ثورة الجياع في لبنان، وبدأ اجتياح الدور والقصور، لا بد أن يهدد ذلك التوتاليتاريات الأميركية في المنطقة بالزوال.
ثمة جهات أوروبية عليا تواصلت مع البيت الأبيض لتقول ان صيغة الفديرالية (الطائفية) غير المعلنة مسؤولة عن التردي، دون أن يكون هناك من مجال لاقامة دولة مدنية بسبب «الكورونا الدينية» المبرمجة في المنطقة.
الأوروبيون خائفون على المسيحيين من الانقراض السياسي، بعدما تصدر الحلبة الحصانان السني والشيعي، دون أن يكون للمسيحيين أي دور في صياغة السياسات أو في ادارتها. في هذه الحال، الفديرالية هي الحل.
الاتجاه الى تبني الفكرة التي سبق وطرحها حزب الله. عقد مؤتمر تأسيسي. لا لاعادة النظر في معادلات القوة التي بني عليها لبنان القديم، وانما لاجتراح هيكلية تقوم على التكافؤ الدستوري للدولة الفديرالية !
ما هو رأي الأميركيين؟
لا امكانية لاقامة الكانتونات الا بالجراحات التي قد تكون قاتلة.
المستشار قال «ما سمعته في واشنطن أنتم اللبنانيون تشبهون اللغز الذي يستحيل تفكيكه. لذلك تراهم يبتعدون عنكم أكثر، ويقتربون منكم أكثر. لا هم يعلمون أين يقفون ولا أنتم تعلمون أين تقفون» !
https://www.addiyar.com/article/1821242-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A