المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سريبرينتسا الجريحة تغرق مجددا في العزلة والفقر



سلسبيل
07-18-2005, 01:01 PM
غداة الذكرى العاشرة للمذبحة التي قتل فيها ثمانية الاف مسلم على يد القوات الصربية والتي جعلت سريبرينتسا محط انظار العالم، عادت هذه المدينة الصغيرة بالنسبة للمسلمين كما للصرب بلدة فقيرة في البوسنة الشرقية. وتقول ابريما خليلوفيتش (29 عاما) «لا يقطعون لنا الا الوعود الكاذبة. لا افهم كيف يمكن للناس الاستمرار في العيش. فقط اولئك الذين لا خيار آخر لديهم يعودون الى سيبرينيتسا». وما زالت هذه المسلمة وولداها صامدين بفضل المال الذي يرسله من حين الى آخر شقيقها المقيم في الولايات المتحدة. والمساعدة متواضعة لكنها كافية لتأمين حاجات هذه الاسرة التي عادت الى منزلها المهجور منذ يوليو (تموز) 1995 عندما اجتاحت القوات الصربية البوسنية سريبرينتسا.

وبعد عشر سنوات، ما زالت آثار الحرب مطبوعة في هذه المدينة الصغيرة، لدرجة يخال زائرها ان القذائف سقطت لتوها. الشوارع المهجورة، والسكان القلائل يهيمون في الازقة بين البيوت المدمرة. وفي السوق الصغيرة في وسط المدينة، تعرض حفنة من التجار خضارا وفاكهة لكن الزبائن نادرون. وتقول انكا ساكوتا (45 عاما) الصربية «من المستحيل ايجاد عمل هنا. انا مضطرة لقطف التوت الذي ابيعه هنا من غابة لم تنزع فيها جميع الالغام. افعل ذلك لسد حاجات اسرتي». وقبل نشوب النزاع بين القوميات المختلفة (1992ـ1995)، لم تكن هناك من بطالة في سريبرينتسا، اما اليوم، فعدد الذين لديهم وظيفة ضئيل جدا. ويعتبر موظف في مكتب استخدام محلي ان «الوضع اشبه بالكارثة».

ويضيف «ليس لدينا ما نعرضه لا للصرب ولا للمسلمين. لو ان الاقتصاد فقط يتحرك مجددا. حينها لن يكون هناك فرق بين صربي ومسلم». وتبقى منطقة سريبرينتسا خالية تماما من سكانها المسلمين الذين كانوا يشكلون الغالبية سابقا. ويقول رئيس البلدية عبد الرحمن مالكيتش ان اربعة آلاف مسلم فقط من اصل حوالى 28 الفا عادوا الى ديارهم، لا سيما في القرى الواقعة في جوار المدينة. ويقول سوليو باساليتش وهو فلاح مسلم في الخمسين من عمره عاد مع اسرته عام 2001 ان «الصورة التي قد نتخيلها عن سريبرينتسا في مناسبة ذكرى المجزرة هي صورة خاطئة تماما».

ويشير الى ان «سريبرينتسا خالية من السكان على مدى السنة. ولا يجتمع رجال السياسة عند النصب التذكاري (لضحايا المذبحة) كل سنة الا لاطلاق الوعود واستمالة الناخبين». وعلى بعد مئات الامتار من منزل سوليو، تم دفن 610 من ضحايا مجزرة سريبرينتسا في الحادي عشر من يوليو (تموز) في حضور اكثر من 40 الف شخص من بينهم العديد من القادة السياسيين المحليين والدوليين. وسوليو الذي نجا من المجزرة انتظر سنوات عدة قبل التمكن من الاستفادة من برنامج مساعدة دولي. وقد تسلم منذ بضعة ايام خمس ابقار. فشمر عن ساعديه واصبح للحياة معنى بالنسبة له. لكن سافيت مردزيتش (19 سنة) الذي عاد الى سريبرينتسا عام 2004 ما زال عاطلا عن العمل لعدم توفر الوظائف. ويقول «لا انصح احدا بالعودة الى سريبرينتسا. لا يمكن العمل في اي شيء بتاتا».

الحكومة الإندونيسية والمتمردون يوافقون على اتفاق السلام هلسنكي ـ ا.ف.ب: اكد ممثلون عن الحكومة الاندونيسية والمتمردين في هلسنكي امس ان الجانبين توصلا الى اتفاق لإعادة السلام الى اقليم اتشيه الاندونيسي، موضحين ان بروتوكول اتفاق سيوقع رسميا الشهر المقبل. وقال بيان مشترك صدر في ختام الجولة الخامسة والأخيرة من المفاوضات بين الحكومة وحركة اتشيه الحرة ان «بروتوكول الاتفاق سيحدد تفاصيل الاتفاق والمبادىء التي ستطبق في اقليم اتشيه». واضاف البيان ان هذا الاتفاق سيقود الى «حل سلمي ومفصل واساسي» لانهاء نزاع قتل فيه 150 الف شخص منذ بدء حركة التمرد الانفصالية في 1976.