زوربا
07-18-2005, 09:29 AM
زبائنه من المطلقين فقط .. وحرية الطرفين باقي الاسبوع من شروطه
تحقيق: أحمد ناصر
يعجبني دائما أن يخطط الإنسان لعطلة نهاية الأسبوع بحيث يمارس فيها هوايته التي لا يستطيع التفرغ لها طوال أيام الأسبوع، ولكن أن تكون هذه الهواية هي «الزواج» فهذا ما لم أتوقع سماعه في يوم من الأيام.
اعتقدت في البداية أن المعنى هو أن يتفرغ الزوج لزوجته ولبيته وأسرته، ولكن الموضوع لم يكن كذلك.. بل كان مفاجأة زواجية من نوع جديد، إنه زواج «نهاية الأسبوع».. هكذا تسميه «نور» وهي الخاطبة التي عرفته عندها.
يناديها الجميع «أم البنين» لأنها تفضل الولد على البنت كما يقولون، متعلمة (شهادتها ثانوية عامة) وتحب الفلوس حبا جما ولكن قلبها طيب للغاية، قالت لي في البداية: «لدينا شرط أولي قبل أن نتسلم أي ورقة ممن يحب أو تحب الانضمام إلينا.. وهو الطلاق» فسألتها: زواج بنية الطلاق أم تشترطون الطلاق بطريقة معينة؟
ـ لا هذا ولا ذاك.. وإنما نشترط على كل من يريد الزواج بطريقتنا أن يكون مطلقا أو مطلقة لينضم إلى قائمة زواج الـweek end ، ولا يزعل منا أحد «اللي أوله شرط آخره نور» أليس كذلك؟
> نعم.. وهل لنا بتفاصيل هذا الزواج؟
ـ زواج «نهاية الأسبوع» من الحلول التي فكرنا فيها كثيرا.
> (قاطعتها): فكرتم؟ وهل أنتم مجموعة؟
ـ نعم.. نحن مجموعة من المتخصصين في مجال الزواج، اجتمعنا على الخير وربط رأسين بالحلال.. لنقلل المشاكل في مجتمعنا الكويتي الحبيب الصغير الذي لم يعد يحتمل ما يحدث فيه من مشاكل.
بدأت الفكرة عندما جلسنا ذات يوم في أحد المجالس وناقشنا وديا مشكلة الزواج والطلاق في الكويت، فوجدنا أن علينا أن نفكر في المطلقين والمطلقات بصورة تحل مشاكلهم فوجدنا أن هذا النوع من الزواج أفضل ما يناسبهم، على الأقل بدلا من أن يظلوا لوحدهم طول العمر.. أنت تعلم أن الأبناء اليوم ليسوا كالسابق، إذا تزوج الابن أو البنت نسيا أن هناك والدين تعبا على تربيتهما وسهرا على راحتهما.
هل تعلم كم عدد الذين يعيشون وحيدين من كبار السن؟ من هنا قررنا أن نفعل شيئا فاكتشفنا فكرة هذا النوع من الزواج.
وتابعت:
ـ هناك عقدة يعيشها المطلقون والمطلقات وهي الخوف من الارتباط أو لنقل بصراحة أكبر هي الخوف من «الربط» أي أن يقوم أحدهم بتقييد حرية الطرف الآخر، وهذه هي المشكلة الأساسية في الموضوع.. كيف نقلل من هذه المشكلة ومن تقييد الطرفين أحدهما للآخر.
> هناك قانون في الزواج أن يكون الرجل رب الأسرة وهو المسؤول الأول فيها.. إذن المسألة منتهية!
ـ ومن قال لك ذلك، اليوم اختلف الوضع تماما.. المرأة تعمل وتخرج مبكرا وربما تعمل على فترتين صباحية ومسائية وأحيانا تعمل «شفتات» وخفارات، أي أن على الوالد أن يتدرب لرعاية الأطفال في الليل.
لا أختلف معك على أن هذا الموضوع أدى إلى حالات كثيرة من الطلاق وشتت أسرا، ومن هنا فكرنا أن نمسك العصا من المنتصف ونضع حلا يرضي الجميع.. يحفظ الأسرة ويقلل المشاكل فيها وبين الوالدين بالذات.
> وما هو ؟
ـ زواج الـWEEK END
> أشعر كأننا في فيلم سينمائي.. ماذا يعني زواج «نهاية الأسبوع» هذا؟
ـ يعتمد هذا النوع من الزواج أن يقوم رجل وامرأة بالزواج بشرط أن يلتقيا فقط في عطلة نهاية الأسبوع، ويحددان اليوم إما يوم الأربعاء وإما الخميس، فيما يظل كل منهما حرا طوال الأسبوع بلا قيود ، وكما قلت لك.. إن أول شرط لدينا هو أن يكون الطرفان مطلقين، لا مكان للمتزوجين بيننا، لأن هدفنا الإصلاح وليس تعمير بيت وتخريب آخر.
> ولماذا هذا الشرط، ولماذا تؤكديه بحرارة؟
ـ لأن العديد من الرجال جاءوا إلينا وطلبوا الزواج ورفضنا طلبهم، أما المطلقون فهم المشكلة الأساسية التي نسعى إلى حلها.
8 حالات
> ربما يكون لدى المتزوج مشكلة أيضا؟
ـ نعم هذا وارد، ولكننا نساعده في المحافظة على زواجه قائما، نحن ضد الطلاق تماما وندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياته بالكامل، فإذا كانت لدى المتزوج مشكلة فهناك قنوات أخرى تنظر في أمره كالمحكمة ولجان إصلاح ذات البين، أما نحن فنستقبل المطلقين فقط، لكي تكون الظروف بين الطرفين واحدة.. هذا مطلق ووحيد وتلك مطلقة ووحيدة، وأقصد بـ «وحيد» هنا بلا زواج.
> كم حالة قمتم بتزويجها إلى الآن؟
ـ بدأنا العمل قبل ستة أشهر وحتى ليلة أمس حققت 8 زيجات، العدد بالنسبة إلى عمل الخاطبات كبير لا سيما في مثل هذه الحالات، ولكن يبدو أن الناس ينتظرون كل ما يخفف عنهم.. أذكر أن أول حالة زواج قمت بها كانت صعبة للغاية، تراجع الرجل فيها أكثر من ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يقول لي «وما الذي يضمن لي أن تحافظ على اسمي؟» وكان ردي عليه بأن المرأة التي تريد أن تفعل شيئا لا يستطيع الرجل أن يقيدها أبدا.. والطلاق أفضل لها إذا أرادت اللعب فاتق الله وأقدم ولا تخف.
> وأين يقيم العروسان الجديدان.. أقصد المتزوجين أثناء اللقاء وبعده؟
ـ يقيمان في بيت أحدهما وفي أغلب الأحيان في بيت الزوج.. تأتي إليه الزوجة في نهاية الأسبوع وتقيم معه، ثم تعود ثانية إلى بيتها وأولادها، وفي أحيان أخرى يختاران لهما مكانا منفصلا ويلتقيان فيه، بينما يقيم كل منهما في بيت منفصل خاص به أو في بيت والد كل منهما في الأوقات الأخرى.. على العموم هذا يعود إلى اتفاقهما أحدهما مع الآخر.
> أنت متحمسة للموضوع كثيرا؟
ـ نعم لأنني أعلم أنه خير وأنه بالفعل يجمع رأسين في الحلال
المساواة
سلوى فتاة جميلة، عمرها 27 سنة ولديها طفلان.. هي أول حالة زواج من هذا النوع. تعمل في إحدى الوزارات صباحا ولديها مكتب هواتف نقالة خاص بها، سألتها عن تجربتها فأجابت بحماس أدهشني:
ـ مشكلتي أنني لا أطيق أن يبقى الرجل بجواري طوال الوقت، ولا أتحمل سلطته علي.. كنت وما أزال أشاهد سلطة أبي على أمي فأرفضها بشدة وأستغرب كيف ترضى والدتي بهذا الذل.
> (قاطعتها): على رسلك.. أي ذل تقصدينه، إنها تطيع زوجها وترضي ربها لماذا أنت غاضبة بشدة من الموضوع؟
ـ لأنني مؤمنة تماما بأن الرجل والمرأة متساويان في كل شيء، أنا متحمسة لهذا الموضوع إلى أبعد الحدود، الرجل يعمل ويكسب ويجني أموالا طائلة يسيطر بها على المرأة ويعتبر نفسه اشتراها بأمواله.
> (قاطعتها مرة أخرى) أريد أن تحدثيني عن وضعك الآن.. هل أنت مرتاحة البال وفي سعادة؟
ـ نعم بكل راحة أقول لك إنني أشعر بأنني الآن أفضل بكثير من السابق.
> أفضل من ماذا.. أرجو أن تحددي الموضوع لأن هناك قراء وقارئات سيقرؤون ما تقولينه؟
ـ أفضل من حالة الطلاق بالطبع، ولا أقصد حالة الزواج الدائم، لا شك.. وأقولها بكل صراحة إن الزواج الدائم لا بديل عنه أبدا، ولن يحقق السعادة الحقيقية سواه، ولكن الطلاق أسوأ كثيرا من الزواج الذي تتحدث عنه، وبقاء المرأة منفردة يزيدها حرقة وألما، هذا رأيي الشخصي.
> كيف اقتنعت بفكرة زواج «نهاية الأسبوع»؟
ـ بصراحة فكرت كثيرا قبل أن أوافق، لأنني مررت بتجربة زواج مريرة نتيجة عدم اقتناع طليقي بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة ما سبب لي الكثير من العقد والنرفزة، أما الآن فأنا أعمل طوال الوقت من أجل أطفالي وهذا يشعرني بالسعادة، فلا زوجي يضايقني بكثرة طلباته ولا أراه أمامي يؤذي أطفالي، كما أنني في الوقت نفسه أعيش معه بكامل قواي وأعطيه كل وقتي في نهاية الأسبوع.. أعتقد أن كل المتزوجين يفعلون ذلك ولكن بطريقة غير رسمية!
> وأين يذهب أبناؤك في نهاية الأسبوع؟
ـ عند والدتي.. يقضون هناك أجمل الأوقات، وأنا على اتصال دائم.. بل إنني طلبت من زوجي بطريقتي الخاصة أن يوافق على مبيتهم عندي في إحدى الليالي عندما سافرت والدتي فوافق بكل راحة.
زوجة غير متفرغة
> إذن لم تكوني متفرغة له في ذلك الأسبوع.. هذا إخلال بالشرط ومن حقه أن يطالبك بتعويض.
ـ (ضحكت): الزواج دائما لصالح المرأة لأنها تستطيع بـ «طريقتها الخاصة» أن تحقق كل ما تريد، وعلى فكرة أعرف كثيرا من الأسر لا يلتقي الزوجان فيها إلا في نهاية الأسبوع.
ويبدو أن الخاطبة أعجبت بهذا المصطلح فعقبت عليه بابتسامة عريضة قائلة:
ـ كلامها غاية في الدقة، الكثير من الأسر تعيش الحالة نفسها، الوالد لا يلتقي الأبناء أو الأسرة إلا في نهاية الأسبوع، بمعنى أنه يخصص لأسرته يوما واحدا فقط ليكون معهم أما بقية الأيام فهو مع أصدقائه أو في عمله، الآن جاء دور المرأة المسكينة لتنظم وقتها حسبما تريد.
لم يعجبني رأيها فسألتها:
> هل يبني هذا الزواج أسرة سعيدة؟
أجابت سلوى:
ـ لست مؤمنة تمام الإيمان بأنه يبني السعادة، وما زلت متحمسة جدا إلى أبعد الحدود للزواج الدائم المستمر، ولكن ماذا نفعل إذا كان الرجال لا يزالون مستمرين في رؤيتهم القاصرة إلى المساواة بين الجنسين.. لا أعلم متى تنتهي هذه الرؤية القديمة.
> (قاطعتها): أرجو أن نبقى في موضوعنا.. أنت الآن متزوجة في «نهاية الأسبوع» فقط، هل لديك الاستعداد أن تبقي هكذا طوال العمر؟
ـ نعم.. مادام الأمر بالنسبة إلى الرجال لم يتغير، فأنا أعتقد أنني سأبقى كذلك، المرأة تحتاج الرجل دائما بجوارها، لأنها تمر أحيانا بظروف خاصة بها، تحتاج إلى من يفهمها وتفهمه ، وهذا النوع من الزواج لا يحقق التفاهم الحقيقي بين الزوجين.. ولكن كما قلت لك إنه أفضل من الطلاق.
للتجربـــــة
محمد رجل في العقد الرابع من العمر.. مساعد مدير في إحدى الدوائر الحكومية، من عائلة معروفة ولها ثقلها في البلد، متزوج مرتين وليس لديه أبناء، تزوج أخيرا بطريقة زواج «نهاية الأسبوع» قال لنا:
ـ لم أفكر في يوم من الأيام أن أكون في بيت وزوجتي في بيت آخر ، تقاليد العائلة وسمعتها ومكانتي الاجتماعية وغيرتي الشديدة كل ذلك يمنعني من أن أفكر في أن أتزوج وأعيش بعيدا عن زوجتي، ولكنني اقتنعت بعد أن فشلت في زواجين بسبب عدم تفرغي التام لأسرتي.. في الصباح أكون في الدوام وفي المساء أتابع تجارتي.. وبين هذين تاه الزواج، فنصحني أحد الأصدقاء بأن أجرب حظي في هذا النوع من الزواج.
> تجرب حظك..؟ هذا زواج وليس محطة تجارب!
ـ أعلم، ولكن من حقي أن ابحث لنفسي عن السعادة، لماذا لا أجرب.
> عليك إذن التضحية والتفرغ لبيتك وأسرتك.
ـ وماذا أفعل في عملي وتجارتي، ألا تريد العائلة الجديدة أن أخطط لها حياتها؟
> كيف ترى زواجك الجديد؟
ـ لست مقتنعا به كثيرا، ولكنه أفضل من العزوبية والوحدة، وما زلت ملتزما به إلى أبعد الحدود، مضى علي حتى الآن أربعة أشهر.. الحمد لله الأمر لا يزال على ما يرام.
> ألا تختلف مع زوجتك؟
ـ بالطبع نختلف، نحن زوجان طبيعيان.. ولكننا بسبب انشغالنا وضعنا لأنفسنا طريقة محددة للعيش.. الحياة اليوم من وجهة نظري تحتاج إلى التحايل عليها لنعيشها براحة.
«نهاية الأسبوع» زواج غريب، وأخشى أن ينتشر بين الناس لأنني مما شاهدته أثناء التحقيق لم يحقق السعادة التي يرجوها المتزوجون، بل إنه نوع من السراب او التخدير فقط لا غير.
تحقيق: أحمد ناصر
يعجبني دائما أن يخطط الإنسان لعطلة نهاية الأسبوع بحيث يمارس فيها هوايته التي لا يستطيع التفرغ لها طوال أيام الأسبوع، ولكن أن تكون هذه الهواية هي «الزواج» فهذا ما لم أتوقع سماعه في يوم من الأيام.
اعتقدت في البداية أن المعنى هو أن يتفرغ الزوج لزوجته ولبيته وأسرته، ولكن الموضوع لم يكن كذلك.. بل كان مفاجأة زواجية من نوع جديد، إنه زواج «نهاية الأسبوع».. هكذا تسميه «نور» وهي الخاطبة التي عرفته عندها.
يناديها الجميع «أم البنين» لأنها تفضل الولد على البنت كما يقولون، متعلمة (شهادتها ثانوية عامة) وتحب الفلوس حبا جما ولكن قلبها طيب للغاية، قالت لي في البداية: «لدينا شرط أولي قبل أن نتسلم أي ورقة ممن يحب أو تحب الانضمام إلينا.. وهو الطلاق» فسألتها: زواج بنية الطلاق أم تشترطون الطلاق بطريقة معينة؟
ـ لا هذا ولا ذاك.. وإنما نشترط على كل من يريد الزواج بطريقتنا أن يكون مطلقا أو مطلقة لينضم إلى قائمة زواج الـweek end ، ولا يزعل منا أحد «اللي أوله شرط آخره نور» أليس كذلك؟
> نعم.. وهل لنا بتفاصيل هذا الزواج؟
ـ زواج «نهاية الأسبوع» من الحلول التي فكرنا فيها كثيرا.
> (قاطعتها): فكرتم؟ وهل أنتم مجموعة؟
ـ نعم.. نحن مجموعة من المتخصصين في مجال الزواج، اجتمعنا على الخير وربط رأسين بالحلال.. لنقلل المشاكل في مجتمعنا الكويتي الحبيب الصغير الذي لم يعد يحتمل ما يحدث فيه من مشاكل.
بدأت الفكرة عندما جلسنا ذات يوم في أحد المجالس وناقشنا وديا مشكلة الزواج والطلاق في الكويت، فوجدنا أن علينا أن نفكر في المطلقين والمطلقات بصورة تحل مشاكلهم فوجدنا أن هذا النوع من الزواج أفضل ما يناسبهم، على الأقل بدلا من أن يظلوا لوحدهم طول العمر.. أنت تعلم أن الأبناء اليوم ليسوا كالسابق، إذا تزوج الابن أو البنت نسيا أن هناك والدين تعبا على تربيتهما وسهرا على راحتهما.
هل تعلم كم عدد الذين يعيشون وحيدين من كبار السن؟ من هنا قررنا أن نفعل شيئا فاكتشفنا فكرة هذا النوع من الزواج.
وتابعت:
ـ هناك عقدة يعيشها المطلقون والمطلقات وهي الخوف من الارتباط أو لنقل بصراحة أكبر هي الخوف من «الربط» أي أن يقوم أحدهم بتقييد حرية الطرف الآخر، وهذه هي المشكلة الأساسية في الموضوع.. كيف نقلل من هذه المشكلة ومن تقييد الطرفين أحدهما للآخر.
> هناك قانون في الزواج أن يكون الرجل رب الأسرة وهو المسؤول الأول فيها.. إذن المسألة منتهية!
ـ ومن قال لك ذلك، اليوم اختلف الوضع تماما.. المرأة تعمل وتخرج مبكرا وربما تعمل على فترتين صباحية ومسائية وأحيانا تعمل «شفتات» وخفارات، أي أن على الوالد أن يتدرب لرعاية الأطفال في الليل.
لا أختلف معك على أن هذا الموضوع أدى إلى حالات كثيرة من الطلاق وشتت أسرا، ومن هنا فكرنا أن نمسك العصا من المنتصف ونضع حلا يرضي الجميع.. يحفظ الأسرة ويقلل المشاكل فيها وبين الوالدين بالذات.
> وما هو ؟
ـ زواج الـWEEK END
> أشعر كأننا في فيلم سينمائي.. ماذا يعني زواج «نهاية الأسبوع» هذا؟
ـ يعتمد هذا النوع من الزواج أن يقوم رجل وامرأة بالزواج بشرط أن يلتقيا فقط في عطلة نهاية الأسبوع، ويحددان اليوم إما يوم الأربعاء وإما الخميس، فيما يظل كل منهما حرا طوال الأسبوع بلا قيود ، وكما قلت لك.. إن أول شرط لدينا هو أن يكون الطرفان مطلقين، لا مكان للمتزوجين بيننا، لأن هدفنا الإصلاح وليس تعمير بيت وتخريب آخر.
> ولماذا هذا الشرط، ولماذا تؤكديه بحرارة؟
ـ لأن العديد من الرجال جاءوا إلينا وطلبوا الزواج ورفضنا طلبهم، أما المطلقون فهم المشكلة الأساسية التي نسعى إلى حلها.
8 حالات
> ربما يكون لدى المتزوج مشكلة أيضا؟
ـ نعم هذا وارد، ولكننا نساعده في المحافظة على زواجه قائما، نحن ضد الطلاق تماما وندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياته بالكامل، فإذا كانت لدى المتزوج مشكلة فهناك قنوات أخرى تنظر في أمره كالمحكمة ولجان إصلاح ذات البين، أما نحن فنستقبل المطلقين فقط، لكي تكون الظروف بين الطرفين واحدة.. هذا مطلق ووحيد وتلك مطلقة ووحيدة، وأقصد بـ «وحيد» هنا بلا زواج.
> كم حالة قمتم بتزويجها إلى الآن؟
ـ بدأنا العمل قبل ستة أشهر وحتى ليلة أمس حققت 8 زيجات، العدد بالنسبة إلى عمل الخاطبات كبير لا سيما في مثل هذه الحالات، ولكن يبدو أن الناس ينتظرون كل ما يخفف عنهم.. أذكر أن أول حالة زواج قمت بها كانت صعبة للغاية، تراجع الرجل فيها أكثر من ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يقول لي «وما الذي يضمن لي أن تحافظ على اسمي؟» وكان ردي عليه بأن المرأة التي تريد أن تفعل شيئا لا يستطيع الرجل أن يقيدها أبدا.. والطلاق أفضل لها إذا أرادت اللعب فاتق الله وأقدم ولا تخف.
> وأين يقيم العروسان الجديدان.. أقصد المتزوجين أثناء اللقاء وبعده؟
ـ يقيمان في بيت أحدهما وفي أغلب الأحيان في بيت الزوج.. تأتي إليه الزوجة في نهاية الأسبوع وتقيم معه، ثم تعود ثانية إلى بيتها وأولادها، وفي أحيان أخرى يختاران لهما مكانا منفصلا ويلتقيان فيه، بينما يقيم كل منهما في بيت منفصل خاص به أو في بيت والد كل منهما في الأوقات الأخرى.. على العموم هذا يعود إلى اتفاقهما أحدهما مع الآخر.
> أنت متحمسة للموضوع كثيرا؟
ـ نعم لأنني أعلم أنه خير وأنه بالفعل يجمع رأسين في الحلال
المساواة
سلوى فتاة جميلة، عمرها 27 سنة ولديها طفلان.. هي أول حالة زواج من هذا النوع. تعمل في إحدى الوزارات صباحا ولديها مكتب هواتف نقالة خاص بها، سألتها عن تجربتها فأجابت بحماس أدهشني:
ـ مشكلتي أنني لا أطيق أن يبقى الرجل بجواري طوال الوقت، ولا أتحمل سلطته علي.. كنت وما أزال أشاهد سلطة أبي على أمي فأرفضها بشدة وأستغرب كيف ترضى والدتي بهذا الذل.
> (قاطعتها): على رسلك.. أي ذل تقصدينه، إنها تطيع زوجها وترضي ربها لماذا أنت غاضبة بشدة من الموضوع؟
ـ لأنني مؤمنة تماما بأن الرجل والمرأة متساويان في كل شيء، أنا متحمسة لهذا الموضوع إلى أبعد الحدود، الرجل يعمل ويكسب ويجني أموالا طائلة يسيطر بها على المرأة ويعتبر نفسه اشتراها بأمواله.
> (قاطعتها مرة أخرى) أريد أن تحدثيني عن وضعك الآن.. هل أنت مرتاحة البال وفي سعادة؟
ـ نعم بكل راحة أقول لك إنني أشعر بأنني الآن أفضل بكثير من السابق.
> أفضل من ماذا.. أرجو أن تحددي الموضوع لأن هناك قراء وقارئات سيقرؤون ما تقولينه؟
ـ أفضل من حالة الطلاق بالطبع، ولا أقصد حالة الزواج الدائم، لا شك.. وأقولها بكل صراحة إن الزواج الدائم لا بديل عنه أبدا، ولن يحقق السعادة الحقيقية سواه، ولكن الطلاق أسوأ كثيرا من الزواج الذي تتحدث عنه، وبقاء المرأة منفردة يزيدها حرقة وألما، هذا رأيي الشخصي.
> كيف اقتنعت بفكرة زواج «نهاية الأسبوع»؟
ـ بصراحة فكرت كثيرا قبل أن أوافق، لأنني مررت بتجربة زواج مريرة نتيجة عدم اقتناع طليقي بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة ما سبب لي الكثير من العقد والنرفزة، أما الآن فأنا أعمل طوال الوقت من أجل أطفالي وهذا يشعرني بالسعادة، فلا زوجي يضايقني بكثرة طلباته ولا أراه أمامي يؤذي أطفالي، كما أنني في الوقت نفسه أعيش معه بكامل قواي وأعطيه كل وقتي في نهاية الأسبوع.. أعتقد أن كل المتزوجين يفعلون ذلك ولكن بطريقة غير رسمية!
> وأين يذهب أبناؤك في نهاية الأسبوع؟
ـ عند والدتي.. يقضون هناك أجمل الأوقات، وأنا على اتصال دائم.. بل إنني طلبت من زوجي بطريقتي الخاصة أن يوافق على مبيتهم عندي في إحدى الليالي عندما سافرت والدتي فوافق بكل راحة.
زوجة غير متفرغة
> إذن لم تكوني متفرغة له في ذلك الأسبوع.. هذا إخلال بالشرط ومن حقه أن يطالبك بتعويض.
ـ (ضحكت): الزواج دائما لصالح المرأة لأنها تستطيع بـ «طريقتها الخاصة» أن تحقق كل ما تريد، وعلى فكرة أعرف كثيرا من الأسر لا يلتقي الزوجان فيها إلا في نهاية الأسبوع.
ويبدو أن الخاطبة أعجبت بهذا المصطلح فعقبت عليه بابتسامة عريضة قائلة:
ـ كلامها غاية في الدقة، الكثير من الأسر تعيش الحالة نفسها، الوالد لا يلتقي الأبناء أو الأسرة إلا في نهاية الأسبوع، بمعنى أنه يخصص لأسرته يوما واحدا فقط ليكون معهم أما بقية الأيام فهو مع أصدقائه أو في عمله، الآن جاء دور المرأة المسكينة لتنظم وقتها حسبما تريد.
لم يعجبني رأيها فسألتها:
> هل يبني هذا الزواج أسرة سعيدة؟
أجابت سلوى:
ـ لست مؤمنة تمام الإيمان بأنه يبني السعادة، وما زلت متحمسة جدا إلى أبعد الحدود للزواج الدائم المستمر، ولكن ماذا نفعل إذا كان الرجال لا يزالون مستمرين في رؤيتهم القاصرة إلى المساواة بين الجنسين.. لا أعلم متى تنتهي هذه الرؤية القديمة.
> (قاطعتها): أرجو أن نبقى في موضوعنا.. أنت الآن متزوجة في «نهاية الأسبوع» فقط، هل لديك الاستعداد أن تبقي هكذا طوال العمر؟
ـ نعم.. مادام الأمر بالنسبة إلى الرجال لم يتغير، فأنا أعتقد أنني سأبقى كذلك، المرأة تحتاج الرجل دائما بجوارها، لأنها تمر أحيانا بظروف خاصة بها، تحتاج إلى من يفهمها وتفهمه ، وهذا النوع من الزواج لا يحقق التفاهم الحقيقي بين الزوجين.. ولكن كما قلت لك إنه أفضل من الطلاق.
للتجربـــــة
محمد رجل في العقد الرابع من العمر.. مساعد مدير في إحدى الدوائر الحكومية، من عائلة معروفة ولها ثقلها في البلد، متزوج مرتين وليس لديه أبناء، تزوج أخيرا بطريقة زواج «نهاية الأسبوع» قال لنا:
ـ لم أفكر في يوم من الأيام أن أكون في بيت وزوجتي في بيت آخر ، تقاليد العائلة وسمعتها ومكانتي الاجتماعية وغيرتي الشديدة كل ذلك يمنعني من أن أفكر في أن أتزوج وأعيش بعيدا عن زوجتي، ولكنني اقتنعت بعد أن فشلت في زواجين بسبب عدم تفرغي التام لأسرتي.. في الصباح أكون في الدوام وفي المساء أتابع تجارتي.. وبين هذين تاه الزواج، فنصحني أحد الأصدقاء بأن أجرب حظي في هذا النوع من الزواج.
> تجرب حظك..؟ هذا زواج وليس محطة تجارب!
ـ أعلم، ولكن من حقي أن ابحث لنفسي عن السعادة، لماذا لا أجرب.
> عليك إذن التضحية والتفرغ لبيتك وأسرتك.
ـ وماذا أفعل في عملي وتجارتي، ألا تريد العائلة الجديدة أن أخطط لها حياتها؟
> كيف ترى زواجك الجديد؟
ـ لست مقتنعا به كثيرا، ولكنه أفضل من العزوبية والوحدة، وما زلت ملتزما به إلى أبعد الحدود، مضى علي حتى الآن أربعة أشهر.. الحمد لله الأمر لا يزال على ما يرام.
> ألا تختلف مع زوجتك؟
ـ بالطبع نختلف، نحن زوجان طبيعيان.. ولكننا بسبب انشغالنا وضعنا لأنفسنا طريقة محددة للعيش.. الحياة اليوم من وجهة نظري تحتاج إلى التحايل عليها لنعيشها براحة.
«نهاية الأسبوع» زواج غريب، وأخشى أن ينتشر بين الناس لأنني مما شاهدته أثناء التحقيق لم يحقق السعادة التي يرجوها المتزوجون، بل إنه نوع من السراب او التخدير فقط لا غير.