أبو ربيع
07-17-2005, 01:04 AM
كتابات - راسم المرواني
كان من حق إفلاطون أن يحلم بــ ( المدينة الفاضلة ) ، ومن حقه أن يبني جمهوريته على أكوام من الأمنيات ، وكان من الطبيعي أن يدفع فاتورة هذا الحلم .
مقتدى ليس إفلاطون ، وإفلاطون – نفسه – ليس مقتدى ، رجلان يفصل بينهما شاسع من ( الزمكان ) ، ولكنهما يلتقيان في حلم ، كل منهما يراه من زاوية إبصار تحددها المعطيات والثقافة والموروث .
قلنا في يوم ما ، وهتفنا ، وتعالت أصواتنا في لحظات من التوجس في الظل والحرور ، عندما كان الأفق يصلي صلاة الخلاص ، وكنا نصلي صلاة الجمعة ، وعندما كانت الريح تيمم وجهها جهة بلاد الثلج ، بينما كان النخيل ميمماً وجهه جهة الكوفة ، هتفنا بصوت كادت العمالة أن تخنقه (( عاش عاش عاش الصدر ..أمريكا والمجلس كفر )) وكنا نعني به مجلس الحكم .
فضحك من هتافنا الذين لا يبصرون ، وتهافت علينا الذين يراهنون على السراب ، وسن علينا سيف العداوة من شبعت عقولهم بمقولة (( إشبعني اليوم ، واقتلني غداً )
ومرت الأيام ، وانبلج فجر الحقيقة من بين براثن ليل الخديعة ، وأطلع الديك عرفه من بين أصابع الهزيع الأخير من ليل الفشل الذي كان يكتنف مهزلة ( المجلس الأضحوكة ) ، صاح الديك بصوت عال ، ولكن ، لات سماع ، ولات مناص .
والآن ، ثمة أصوات خجولة نادمة على صمتها حين كنا نهتف ، وثمة عيون تغض أبصارها حياءً من لحظة كانت فيها من أشد الناقدين الناقمين علينا ، فقد كشف الزمن مستور القطيفة ، وأسدل النسيان ستائره على فشل أشرنا اليه ، ولم يلتفت له الآخرون إلاّ بعد فوات الأوان .
قال مقتدى ( إن قانون إدارة الدولة ، هو وعد بلفور الجديد ) ، فثارت ثائرة الديمقراطيين ، ونصب الليبراليون رايات الحرب ضد هذا الفتى الهاشمي العلوي ، وشحذ الـ ( مستسلمون ) والـ ( مستشيعون ) حرابهم وخناجرهم ، كما شحذ المرتزقة أقلامهم ، وبدأت المطارق ، واحترق وجه الأفق بنيران الضغينة ، وهيأ القناصة بنادقهم ، ومدوا فوهاتها علينا من فوق البنايات ، ينتظرون إذناً ببدء كرنفالات قتل الوطن ، وجاءهم الإذن ..وفعلوها .
واليوم ، وبعد أن شربنا كأس غدر ذوي القربى ، وبعد أن عزلنا مقبرة شهدائنا عن قبور الناس ، لنقول للناس ( هاؤم إقرأوا كتابيه ) ، وبعد أن رضخنا لرفع المصاحف ، ثمة أصوات خجولة أخرى ، تنبعث من بين صمت المسافة ، وفي عقر دار من اتفقوا على قتل الفضيلة ، أصوات بدأت بهمس ، ثم همهمة ، ثم تعالت في جمعيتهم الوطنية لتقول ( إن قانون إدارة الدولة عائق أمام صياغة الدستور ) ، فسبحان الله .
كم قلنا وقالوا ، ولكن الفرق بين قولنا وقولهم ، أن قولنا يمتد من أصلب جذع ، يخترق أرض الحقيقة ، فهو ثابت كالطود ، لا تزعزعه المصالح والمسارح ، أما قولهم ، فوليد آن ، وصنيعة أضغان ، وجناية من جنايات المجاملة على حساب الوطن ، لذا ، ليس غريباً على قولهم أن تذروه الرياح ، حين يصبح هشيماً بفعل نار الحقيقة التي تأكل ما عملوا (( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) وصدق الله العلي العظيم .
وهناك ، في النجف ، في الحنّانة ، في بيت صغير كان يلم عائلة قرابين الحق من آل الصدر، حيث يجلس مقتدى ، معتمراً عمامته التي أراد لها أعداء الحق أن تتهاوى ، هناك يجلس مقتدى ، مشتملاً عباءته الـ ( مخرومة ) ، وبوجهه الملألئ ، ليستقبل أصدقاء الأمس ، وأعداء الأمس ، يقول للأولين إثبتوا ، ويقول للآخرين ( لا تثريب عليكم ) ، تعالوا لنبدأ من جديد ، متمثلاً بأبيات شعر قالها جده أمير المؤمنين :
دنيا ، تجدد كل يوم غدرها
والناس فيها في عظيم صراع ِ
يتنافسون على حقير متاعها
وغداً ، يفض الموت كل نزاع ِ
الوفود تتوالى نحو هذا المسكن البيت المأوى الذي طوقته دروع المحنة ، وسكت عن تطويقه الدنيويون ، كما سكتوا عن تطويق بيت الصدر الأول ، الوفود تتوالى على هذا البيت الذي صوب المحتلون وأشياعهم البنادق نحوه ، فأغمض ( المتدينون الجدد ) أعينهم عنه ، الساسة والسفراء والمفكرون والساتحون والتابعون والتائبون والمتلصصون يتوالون – الآن – على هذا البيت الصغير ، بعد أن كان هدمه أمنية من الأماني ، وبعد أن كان البعض يتطلع لحرق هذه الدار على أهلها ، كما تطلع البعض لحرق بيت ( الزهراء ) ، رغبة في بناء بيت الإسلام بشكل جديد يتلائم ودين البعض من أهل الجاهلية .
هذه الدار ، كانت – على بساطتها – تحمل شجون العراق منذ الإنقلاب العسكري الأول في الإسلام ، هي – أعني هذه الدار – تحمل معاناة ألف ونصف الألف من السنين .
هذه الدار ، مكتوب على جدرانها بلون أحمر قان من دماء الشهداء الأزكياء ( هيهلت منّا الذلة ) ، ولكن حزني للبعض من الذين يشكون من ( عمى الألوان ) أنهم لا يرون هذه الكتابات على الجدران ، فكل الألوان لديهم ( بيضاء ) حتى سواد العمامة ، وسواد الليل ، وسواد مستقبل العراق .
كان حلماً عظيماً ، لم تستوعبه أحداق البعض ، فهربت منه نحو بداية موهومة ، وجلست على أعتاب الخلاص الكاذب ، وأغمضت بقوة كي تعتصر مخيلتها نحو حلم آخر ، قد يكون ثمنه أقل تكلفة ، ولو على حساب الغد ، أو على حساب الأمس .
تواريخ ضاعت ، ومواقف تغيرت ، وستائر من الحرير الجديد أسدلت على بقايا رفات شهداء عانقوا الموت في لحظات عشق مع الخلاص ، شهداء ، لو بُعثوا اليوم ، ورأوا ما نرى ، لفرحوا بمفارقتنا قبل فرحهم بالشهادة .
كان حلماً كبيراً ،
يحتاج الى عيون كبيرة كي تراه ...
فتعالوا كي نستعيد شريط الحلم الذي كان يداعب أجفان مقتدى ، تعالوا لنعرف كيف كان يحلم مقتدى ، وكيف فزّزت حلمه القناصة :-
تفاصيل الحلم
((( عام من الإحتلال يمر ، المحتل يستهتر ، مقتدى يشكل جيش المهدي ، المراجع كلهم يباركون هذا الجيش ، العراقيون كلهم ينضوون تحت لواء هذا الجيش ، نخبة من المنضوين تحت لواء الجيش تفاوض المحتل ، تفاوضه بقوة ، تفاوض بأسلوب الرجل للرجل ، تنطلق الشرارة الأولى ، لا فضاء يلجأ له المحتلون ، العراق كله كتلة من نار ، أين ما يذهب المحتلون يقطع الموت عليهم الطريق ، وتمتلئ شوارع وأزقة ( واشنطن ) بالمآتم ، ويصيح في ثكناتهم غراب الوت ، لا مفر من الرضوخ لرغبة الشعب ، ( ممنوع – بتاتاً - خروج المحتلين من العراق قبل إعادة بناء ما خربوه ) ، ( ممنوع بتاتاً خروج جندي واحد من العراق ، قبل أن تعوض أمريكا العراقيين عن ما عانوه من سطوة كلبها (صدام)الذي زرعته في العراق ) ، ممنوع مغادرة الأمريكان قبل أن يعوضوا الشعب العراقي عن سنين الحصار والجوع ، لا شركات وهمية ، لا مناقصات سرية ، لا سرقات ، الشعب يعرف كل ما يدور ، الشعب يترقب ، والموت محيط بالكافرين ، والآحزاب كلها تتطوع لحماية الوطن ، لحماية الأمن ، والقوى الوطنية تدخر أموال الدعايات لتعين بها الفقراء ، وتستأصل بها شأفة الجريمة .................................................. ......)))
كانت هذه بعض تفاصيل الجزء الأول من الحلم .....
ولكن صوت رصاصة من قناص عراقي ، تنبعث من بناية عالية من بنايات الكوفة ، لتوقض هذا الحلم ، وتقطع الطريق على المؤذن المتوجه نحو المسجد ليرفع صوت الآذان ، ورصاصة من قناص عراقي تسارع خطوها نحو ( ظهر ) مقاتل يريد أن يجبر المحتل على أن يحترم العراق ، ورصاصة من قناص عراقي تنبعث لتثقب – من الخلف - رأس عراقي ترك أهله وجاء ليدافع عن شرف العراق ، ورصاصة من قناص يدعي انتماءه للعراق ، تحدث فجوة في صدر شاب يريد أن يحمي العراق من اللصوص .
وهكذا ، يعود مقتدى ، وأتباعه ، ليدوروا في فضاء الله ، يحتفرون بئراً هنا ، وبئراً هناك ، ليحضروا ماءً نقياً للوضوء ، وليشدوا على عضد المؤذن كي يعتلي منارة الفجرمن جديد ، رافعاً صوته بنداء ( حي على الصلاة ) ، وليلعنوا ( عمر بن العاص ) و ( أبو موسى الأشعري ) خمس مرات كل يوم .
marwanyauthor@yahoo.com
marwanypoet@hotmail.com
كان من حق إفلاطون أن يحلم بــ ( المدينة الفاضلة ) ، ومن حقه أن يبني جمهوريته على أكوام من الأمنيات ، وكان من الطبيعي أن يدفع فاتورة هذا الحلم .
مقتدى ليس إفلاطون ، وإفلاطون – نفسه – ليس مقتدى ، رجلان يفصل بينهما شاسع من ( الزمكان ) ، ولكنهما يلتقيان في حلم ، كل منهما يراه من زاوية إبصار تحددها المعطيات والثقافة والموروث .
قلنا في يوم ما ، وهتفنا ، وتعالت أصواتنا في لحظات من التوجس في الظل والحرور ، عندما كان الأفق يصلي صلاة الخلاص ، وكنا نصلي صلاة الجمعة ، وعندما كانت الريح تيمم وجهها جهة بلاد الثلج ، بينما كان النخيل ميمماً وجهه جهة الكوفة ، هتفنا بصوت كادت العمالة أن تخنقه (( عاش عاش عاش الصدر ..أمريكا والمجلس كفر )) وكنا نعني به مجلس الحكم .
فضحك من هتافنا الذين لا يبصرون ، وتهافت علينا الذين يراهنون على السراب ، وسن علينا سيف العداوة من شبعت عقولهم بمقولة (( إشبعني اليوم ، واقتلني غداً )
ومرت الأيام ، وانبلج فجر الحقيقة من بين براثن ليل الخديعة ، وأطلع الديك عرفه من بين أصابع الهزيع الأخير من ليل الفشل الذي كان يكتنف مهزلة ( المجلس الأضحوكة ) ، صاح الديك بصوت عال ، ولكن ، لات سماع ، ولات مناص .
والآن ، ثمة أصوات خجولة نادمة على صمتها حين كنا نهتف ، وثمة عيون تغض أبصارها حياءً من لحظة كانت فيها من أشد الناقدين الناقمين علينا ، فقد كشف الزمن مستور القطيفة ، وأسدل النسيان ستائره على فشل أشرنا اليه ، ولم يلتفت له الآخرون إلاّ بعد فوات الأوان .
قال مقتدى ( إن قانون إدارة الدولة ، هو وعد بلفور الجديد ) ، فثارت ثائرة الديمقراطيين ، ونصب الليبراليون رايات الحرب ضد هذا الفتى الهاشمي العلوي ، وشحذ الـ ( مستسلمون ) والـ ( مستشيعون ) حرابهم وخناجرهم ، كما شحذ المرتزقة أقلامهم ، وبدأت المطارق ، واحترق وجه الأفق بنيران الضغينة ، وهيأ القناصة بنادقهم ، ومدوا فوهاتها علينا من فوق البنايات ، ينتظرون إذناً ببدء كرنفالات قتل الوطن ، وجاءهم الإذن ..وفعلوها .
واليوم ، وبعد أن شربنا كأس غدر ذوي القربى ، وبعد أن عزلنا مقبرة شهدائنا عن قبور الناس ، لنقول للناس ( هاؤم إقرأوا كتابيه ) ، وبعد أن رضخنا لرفع المصاحف ، ثمة أصوات خجولة أخرى ، تنبعث من بين صمت المسافة ، وفي عقر دار من اتفقوا على قتل الفضيلة ، أصوات بدأت بهمس ، ثم همهمة ، ثم تعالت في جمعيتهم الوطنية لتقول ( إن قانون إدارة الدولة عائق أمام صياغة الدستور ) ، فسبحان الله .
كم قلنا وقالوا ، ولكن الفرق بين قولنا وقولهم ، أن قولنا يمتد من أصلب جذع ، يخترق أرض الحقيقة ، فهو ثابت كالطود ، لا تزعزعه المصالح والمسارح ، أما قولهم ، فوليد آن ، وصنيعة أضغان ، وجناية من جنايات المجاملة على حساب الوطن ، لذا ، ليس غريباً على قولهم أن تذروه الرياح ، حين يصبح هشيماً بفعل نار الحقيقة التي تأكل ما عملوا (( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )) وصدق الله العلي العظيم .
وهناك ، في النجف ، في الحنّانة ، في بيت صغير كان يلم عائلة قرابين الحق من آل الصدر، حيث يجلس مقتدى ، معتمراً عمامته التي أراد لها أعداء الحق أن تتهاوى ، هناك يجلس مقتدى ، مشتملاً عباءته الـ ( مخرومة ) ، وبوجهه الملألئ ، ليستقبل أصدقاء الأمس ، وأعداء الأمس ، يقول للأولين إثبتوا ، ويقول للآخرين ( لا تثريب عليكم ) ، تعالوا لنبدأ من جديد ، متمثلاً بأبيات شعر قالها جده أمير المؤمنين :
دنيا ، تجدد كل يوم غدرها
والناس فيها في عظيم صراع ِ
يتنافسون على حقير متاعها
وغداً ، يفض الموت كل نزاع ِ
الوفود تتوالى نحو هذا المسكن البيت المأوى الذي طوقته دروع المحنة ، وسكت عن تطويقه الدنيويون ، كما سكتوا عن تطويق بيت الصدر الأول ، الوفود تتوالى على هذا البيت الذي صوب المحتلون وأشياعهم البنادق نحوه ، فأغمض ( المتدينون الجدد ) أعينهم عنه ، الساسة والسفراء والمفكرون والساتحون والتابعون والتائبون والمتلصصون يتوالون – الآن – على هذا البيت الصغير ، بعد أن كان هدمه أمنية من الأماني ، وبعد أن كان البعض يتطلع لحرق هذه الدار على أهلها ، كما تطلع البعض لحرق بيت ( الزهراء ) ، رغبة في بناء بيت الإسلام بشكل جديد يتلائم ودين البعض من أهل الجاهلية .
هذه الدار ، كانت – على بساطتها – تحمل شجون العراق منذ الإنقلاب العسكري الأول في الإسلام ، هي – أعني هذه الدار – تحمل معاناة ألف ونصف الألف من السنين .
هذه الدار ، مكتوب على جدرانها بلون أحمر قان من دماء الشهداء الأزكياء ( هيهلت منّا الذلة ) ، ولكن حزني للبعض من الذين يشكون من ( عمى الألوان ) أنهم لا يرون هذه الكتابات على الجدران ، فكل الألوان لديهم ( بيضاء ) حتى سواد العمامة ، وسواد الليل ، وسواد مستقبل العراق .
كان حلماً عظيماً ، لم تستوعبه أحداق البعض ، فهربت منه نحو بداية موهومة ، وجلست على أعتاب الخلاص الكاذب ، وأغمضت بقوة كي تعتصر مخيلتها نحو حلم آخر ، قد يكون ثمنه أقل تكلفة ، ولو على حساب الغد ، أو على حساب الأمس .
تواريخ ضاعت ، ومواقف تغيرت ، وستائر من الحرير الجديد أسدلت على بقايا رفات شهداء عانقوا الموت في لحظات عشق مع الخلاص ، شهداء ، لو بُعثوا اليوم ، ورأوا ما نرى ، لفرحوا بمفارقتنا قبل فرحهم بالشهادة .
كان حلماً كبيراً ،
يحتاج الى عيون كبيرة كي تراه ...
فتعالوا كي نستعيد شريط الحلم الذي كان يداعب أجفان مقتدى ، تعالوا لنعرف كيف كان يحلم مقتدى ، وكيف فزّزت حلمه القناصة :-
تفاصيل الحلم
((( عام من الإحتلال يمر ، المحتل يستهتر ، مقتدى يشكل جيش المهدي ، المراجع كلهم يباركون هذا الجيش ، العراقيون كلهم ينضوون تحت لواء هذا الجيش ، نخبة من المنضوين تحت لواء الجيش تفاوض المحتل ، تفاوضه بقوة ، تفاوض بأسلوب الرجل للرجل ، تنطلق الشرارة الأولى ، لا فضاء يلجأ له المحتلون ، العراق كله كتلة من نار ، أين ما يذهب المحتلون يقطع الموت عليهم الطريق ، وتمتلئ شوارع وأزقة ( واشنطن ) بالمآتم ، ويصيح في ثكناتهم غراب الوت ، لا مفر من الرضوخ لرغبة الشعب ، ( ممنوع – بتاتاً - خروج المحتلين من العراق قبل إعادة بناء ما خربوه ) ، ( ممنوع بتاتاً خروج جندي واحد من العراق ، قبل أن تعوض أمريكا العراقيين عن ما عانوه من سطوة كلبها (صدام)الذي زرعته في العراق ) ، ممنوع مغادرة الأمريكان قبل أن يعوضوا الشعب العراقي عن سنين الحصار والجوع ، لا شركات وهمية ، لا مناقصات سرية ، لا سرقات ، الشعب يعرف كل ما يدور ، الشعب يترقب ، والموت محيط بالكافرين ، والآحزاب كلها تتطوع لحماية الوطن ، لحماية الأمن ، والقوى الوطنية تدخر أموال الدعايات لتعين بها الفقراء ، وتستأصل بها شأفة الجريمة .................................................. ......)))
كانت هذه بعض تفاصيل الجزء الأول من الحلم .....
ولكن صوت رصاصة من قناص عراقي ، تنبعث من بناية عالية من بنايات الكوفة ، لتوقض هذا الحلم ، وتقطع الطريق على المؤذن المتوجه نحو المسجد ليرفع صوت الآذان ، ورصاصة من قناص عراقي تسارع خطوها نحو ( ظهر ) مقاتل يريد أن يجبر المحتل على أن يحترم العراق ، ورصاصة من قناص عراقي تنبعث لتثقب – من الخلف - رأس عراقي ترك أهله وجاء ليدافع عن شرف العراق ، ورصاصة من قناص يدعي انتماءه للعراق ، تحدث فجوة في صدر شاب يريد أن يحمي العراق من اللصوص .
وهكذا ، يعود مقتدى ، وأتباعه ، ليدوروا في فضاء الله ، يحتفرون بئراً هنا ، وبئراً هناك ، ليحضروا ماءً نقياً للوضوء ، وليشدوا على عضد المؤذن كي يعتلي منارة الفجرمن جديد ، رافعاً صوته بنداء ( حي على الصلاة ) ، وليلعنوا ( عمر بن العاص ) و ( أبو موسى الأشعري ) خمس مرات كل يوم .
marwanyauthor@yahoo.com
marwanypoet@hotmail.com