سلسبيل
07-16-2005, 06:05 AM
«حمامات النساء» تعود بحلة جديدة
بغداد: هدى جاسم
لم يغب المثل العراقي الشهير (حمام نسوان) الذي يقال عند سماع الضجيج والكلام الكثير عن بال العديد من العراقيين، ولكن ماحقيقة هذا المثل الشعبي وهل مازال (حمام النسوان) في بغداد يستقبل زبائنه رغم الظرف الأمني غير المستقر؟ تقول ام محمد وهي من زبائن الحمام الذي يقع في منطقة الفضل: ان النساء عادة مايتكلمن كثيرا وعندما يجتمعن في مكان خاص بهن، مثل الحمام، ونتيجة للصدى الذي تحدثه الجدران يصبح الصوت قويا ولذلك قيل هذا المثل الشعبي. وتضيف انها ومنذ زمن بعيد تذهب اسبوعيا الى حمام السوق الخاص بالنساء بصحبة بناتها. الميزة لحمامات السوق في بغداد، والتي يعود تاريخ بعضها إلى الخمسينات من القرن الماضي، انها تعالج الرطوبة في الجسم كما تريحه من التعب وتنشطه، خصوصا مع وجود نساء متخصصات بالتدليك فيه. كما ان العروس في ليلة حنتها غالبا ما تذهب الى حمام السوق مع صديقاتها وهو التقليد الذي استمر في المناطق الشعبية حتى وقتنا الحاضر، أكثر من المناطق الراقية.
لكن كلام ام محمد لم يكن دقيقا فقد اشتهر في منطقة المنصور «الراقية» الحمام التركي الذي دخلته (الشرق الاوسط) ايضا في يوم الخميس وهو اليوم المخصص للنساء وبقية الايام للرجال. تقول هيفاء محمود الشهيرة بأم قتيبة المسؤولة عن جناح العمل في يوم الخميس للنساء، ان الحمامات النسائية لا يزال البعض منها يعمل وان زبوناته لاينقطعن عنه ابدا حتى في اصعب الظروف فقد استقبلت، كما تقول، زبونات في ليلة الحرب على العراق عام 2003 ورغم أن العمل انقطع اثناء الحرب، إلا انه سرعان ما عاد مرة اخرى وبعد شهرين فقط. وتشير ام قتيبة الى ان الحمام التركي اطلق عليه هذا الاسم لان الاتراك هم اول من ادخل تسخين الحمامات تحت الارض وهذا مازال معمولا به في كل الحمامات العامة ببغداد وان التدليك و(الجيس) وهو عبارة عن قطعة قماش خشنة يفرك بها الجسم ليعاود حيويته هي من الاشياء التي تطلبها الزبونات منذ القدم، بينما أدخلت (الساونا) والتدليك ومساج الوجه أخيرا إليها.
كما الحق بالحمام التركي في طابقه العلوي مكان للرشاقة والجمال ترتاده النساء بعد حمامهن المنعش للحصول على المزيد من التألق. وتؤكد هيفاء المتخصصة في الطب الرياضي ومديرة مركز آخر في نادي الصيد ان الاوقات المخصصة للنساء تقلصت قليلا نتيجة للاوضاع الأمنية السيئة، إلى جانب تقلص عدد العاملات في هذا المجال، وتضيف أنها تعمل بمفردها في هذا العمل الشاق بدنيا، لا سيما وأن الوضع الأمني غير مستقر ومع ذلك لم يقف حجر عثرة أمام النساء اللواتي لم ينقطعن عن ارتياد الحمامات الشعبية بصفة عامة.
وتشير ام حيدر وهي احدى زبونات (حمام النسوان) انها تحرص أن تقتطع بعض الوقت بحثا عن راحتها والعناية بشبابها، ولم تتوقف عن هذه العادة رغم الحرب والظروف الصعبة «وأنا فخورة بهذا لأن هذا يعني انني قادرة على التكيف مع الظروف».
لكن ما لم تقله بعض النساء هو أن الحياة عادت إلى الحمامات الشعبية أيضا نتيجة انقطاع الماء ولأن هذه الحمامات توفره عبر خزانات كبيرة في حالة انقطاعه من المصدر الرئيسي.
بغداد: هدى جاسم
لم يغب المثل العراقي الشهير (حمام نسوان) الذي يقال عند سماع الضجيج والكلام الكثير عن بال العديد من العراقيين، ولكن ماحقيقة هذا المثل الشعبي وهل مازال (حمام النسوان) في بغداد يستقبل زبائنه رغم الظرف الأمني غير المستقر؟ تقول ام محمد وهي من زبائن الحمام الذي يقع في منطقة الفضل: ان النساء عادة مايتكلمن كثيرا وعندما يجتمعن في مكان خاص بهن، مثل الحمام، ونتيجة للصدى الذي تحدثه الجدران يصبح الصوت قويا ولذلك قيل هذا المثل الشعبي. وتضيف انها ومنذ زمن بعيد تذهب اسبوعيا الى حمام السوق الخاص بالنساء بصحبة بناتها. الميزة لحمامات السوق في بغداد، والتي يعود تاريخ بعضها إلى الخمسينات من القرن الماضي، انها تعالج الرطوبة في الجسم كما تريحه من التعب وتنشطه، خصوصا مع وجود نساء متخصصات بالتدليك فيه. كما ان العروس في ليلة حنتها غالبا ما تذهب الى حمام السوق مع صديقاتها وهو التقليد الذي استمر في المناطق الشعبية حتى وقتنا الحاضر، أكثر من المناطق الراقية.
لكن كلام ام محمد لم يكن دقيقا فقد اشتهر في منطقة المنصور «الراقية» الحمام التركي الذي دخلته (الشرق الاوسط) ايضا في يوم الخميس وهو اليوم المخصص للنساء وبقية الايام للرجال. تقول هيفاء محمود الشهيرة بأم قتيبة المسؤولة عن جناح العمل في يوم الخميس للنساء، ان الحمامات النسائية لا يزال البعض منها يعمل وان زبوناته لاينقطعن عنه ابدا حتى في اصعب الظروف فقد استقبلت، كما تقول، زبونات في ليلة الحرب على العراق عام 2003 ورغم أن العمل انقطع اثناء الحرب، إلا انه سرعان ما عاد مرة اخرى وبعد شهرين فقط. وتشير ام قتيبة الى ان الحمام التركي اطلق عليه هذا الاسم لان الاتراك هم اول من ادخل تسخين الحمامات تحت الارض وهذا مازال معمولا به في كل الحمامات العامة ببغداد وان التدليك و(الجيس) وهو عبارة عن قطعة قماش خشنة يفرك بها الجسم ليعاود حيويته هي من الاشياء التي تطلبها الزبونات منذ القدم، بينما أدخلت (الساونا) والتدليك ومساج الوجه أخيرا إليها.
كما الحق بالحمام التركي في طابقه العلوي مكان للرشاقة والجمال ترتاده النساء بعد حمامهن المنعش للحصول على المزيد من التألق. وتؤكد هيفاء المتخصصة في الطب الرياضي ومديرة مركز آخر في نادي الصيد ان الاوقات المخصصة للنساء تقلصت قليلا نتيجة للاوضاع الأمنية السيئة، إلى جانب تقلص عدد العاملات في هذا المجال، وتضيف أنها تعمل بمفردها في هذا العمل الشاق بدنيا، لا سيما وأن الوضع الأمني غير مستقر ومع ذلك لم يقف حجر عثرة أمام النساء اللواتي لم ينقطعن عن ارتياد الحمامات الشعبية بصفة عامة.
وتشير ام حيدر وهي احدى زبونات (حمام النسوان) انها تحرص أن تقتطع بعض الوقت بحثا عن راحتها والعناية بشبابها، ولم تتوقف عن هذه العادة رغم الحرب والظروف الصعبة «وأنا فخورة بهذا لأن هذا يعني انني قادرة على التكيف مع الظروف».
لكن ما لم تقله بعض النساء هو أن الحياة عادت إلى الحمامات الشعبية أيضا نتيجة انقطاع الماء ولأن هذه الحمامات توفره عبر خزانات كبيرة في حالة انقطاعه من المصدر الرئيسي.