جابر صالح
04-29-2020, 12:28 PM
https://mediaaws.almasryalyoum.com/editor/1826.jpg
عباس الطرابيلي
الأحد 26-04-2020
على لسان المصريين كلمات قد تبدو بلا معنى.. ولكنها ليست كذلك، ومن أشهرها تعبير «يا خراشى»، والمصرى ومنذ أكثر من قرنين جرى على لسانه هذا التعبير طلبًا للمساعدة.. وأملاً فى أن يجد من يساعده، أو ينقذه، ولما كان المصرى يثق فى قدرة شيوخ الدين.. فإن لجوءهم يتجه أكثر إلى شيخ الأزهر، إذ لما زاد تجبر المماليك، بالذات عندما انهارت دولتهم وأصبحوا عبئاً على الناس.. كان كل المصريين يتجهون إلى شيخ الأزهر لكى ينصفهم ويحميهم من تجبر المماليك، لأنهم وحدهم لا يجرؤ المماليك على الاعتداء عليهم، حتى وإن لجأ المماليك إلى قتلهم بالسم.. ولكن لماذا الشيخ الخراشى بالذات؟.
إذ منذ منتصف القرن السابع عشر جرى العرف أن يشغل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب من بين كبار العلماء باختيار ناظر يشرف على شؤونه.. وبدأ هذا النظام مع الحكم العثمانى لمصر ليتولى رئاسة علمائه ويشرف على شؤونه الإدارية ويحافظ على الأمن والنظام فى الأزهر وأروقته العلمية والحياتية.. وأول من تولى مشيخة الأزهر بهذا المفهوم هو الشيخ محمد عبدالله الخرشى، وتحرف بعد ذلك إلى الخراشى، وهو مالكى المذهب وتوفى عام 1690، وتلاه الشيخ إبراهيم شهاب الدين البرماوى وكان شافعى المذهب من عام 1690 إلى 1694.
وبالمناسبة كان الشيخ عبدالله الشرقاوى شافعى المذهب أيضا وتولى المشيخة من عام 1793 إلى عام 1812 وهو الذى سارع إلى اختيار وانتخاب محمد على باشا واليًا على مصر «بإرادة الشعب» مع الزعيم الشعبى عمر مكرم وشهبندر تجار مصر أحمد المحروقى، وكان ترتيب الشرقاوى بين شيوخ الأزهر هو رقم 12 وكان يختار له من طلبة الأزهر من يبعثه للبعثات التعليمية إلى أوروبا.. وهو الذى رشح له الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى ليكون إماماً للبعثة الأولى الكبرى فأصبح أفضل مبعوثيها.
ونعود للشيخ الخراشى. ففى الفترة التى تجبر فيها وزاد صراعهم نحو السلطة ومنهم عثمان بك البرديسى ومحمد بك الألفى وشاهين بك كان هؤلاء يحرضون مماليكهم على الهجوم على الناس «وكبس بيوتهم» وسرقة ما بها حتى ولو كان ذلك تحت البلاطة التى شاعت أيامهم فكان الناس يخرجون إلى الشوارع ويذهبون إلى الجامع الأزهر «يستنجدون» بشيخ الأزهر لينجدهم من بطش المماليك، وشاع هنا تعبير «إيش تاخد من تفليسى يا برديسى؟» وشاع أيضاً هتاف «يا خراشى» أى النجدة يا شيخ خراشى.. وهكذا كان الشعب يلجأ إلى شيوخ الأزهر لرفع الظلم عنهم، ومن مئات السنين.. بل كثيراً ما نجح شيوخ الأزهر فى الضغط على الوالى حتى محمد على نفسه.. ونجحوا فى إجباره أو إقناعه بإلغاء قرار له بزيادة الضرائب.. عندما احتاج إلى المال للمشروعات.
■ ■ هذا هو هتاف يا خراشى الذى تحول إلى استغاثة على لسان العامة.. ولكن ماذا عن هتاف «يا عدوى» وهو هتاف شهير، أيضاً، ومن هو عدوى هذا؟ رغم أن هناك أكثر من عدوى تولى مشيخة الأزهر وكان من كبار العلماء، هل نحن نحتاج الآن إلى خراشى أو عدوى؟!.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1971960
عباس الطرابيلي
الأحد 26-04-2020
على لسان المصريين كلمات قد تبدو بلا معنى.. ولكنها ليست كذلك، ومن أشهرها تعبير «يا خراشى»، والمصرى ومنذ أكثر من قرنين جرى على لسانه هذا التعبير طلبًا للمساعدة.. وأملاً فى أن يجد من يساعده، أو ينقذه، ولما كان المصرى يثق فى قدرة شيوخ الدين.. فإن لجوءهم يتجه أكثر إلى شيخ الأزهر، إذ لما زاد تجبر المماليك، بالذات عندما انهارت دولتهم وأصبحوا عبئاً على الناس.. كان كل المصريين يتجهون إلى شيخ الأزهر لكى ينصفهم ويحميهم من تجبر المماليك، لأنهم وحدهم لا يجرؤ المماليك على الاعتداء عليهم، حتى وإن لجأ المماليك إلى قتلهم بالسم.. ولكن لماذا الشيخ الخراشى بالذات؟.
إذ منذ منتصف القرن السابع عشر جرى العرف أن يشغل منصب شيخ الأزهر بالانتخاب من بين كبار العلماء باختيار ناظر يشرف على شؤونه.. وبدأ هذا النظام مع الحكم العثمانى لمصر ليتولى رئاسة علمائه ويشرف على شؤونه الإدارية ويحافظ على الأمن والنظام فى الأزهر وأروقته العلمية والحياتية.. وأول من تولى مشيخة الأزهر بهذا المفهوم هو الشيخ محمد عبدالله الخرشى، وتحرف بعد ذلك إلى الخراشى، وهو مالكى المذهب وتوفى عام 1690، وتلاه الشيخ إبراهيم شهاب الدين البرماوى وكان شافعى المذهب من عام 1690 إلى 1694.
وبالمناسبة كان الشيخ عبدالله الشرقاوى شافعى المذهب أيضا وتولى المشيخة من عام 1793 إلى عام 1812 وهو الذى سارع إلى اختيار وانتخاب محمد على باشا واليًا على مصر «بإرادة الشعب» مع الزعيم الشعبى عمر مكرم وشهبندر تجار مصر أحمد المحروقى، وكان ترتيب الشرقاوى بين شيوخ الأزهر هو رقم 12 وكان يختار له من طلبة الأزهر من يبعثه للبعثات التعليمية إلى أوروبا.. وهو الذى رشح له الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى ليكون إماماً للبعثة الأولى الكبرى فأصبح أفضل مبعوثيها.
ونعود للشيخ الخراشى. ففى الفترة التى تجبر فيها وزاد صراعهم نحو السلطة ومنهم عثمان بك البرديسى ومحمد بك الألفى وشاهين بك كان هؤلاء يحرضون مماليكهم على الهجوم على الناس «وكبس بيوتهم» وسرقة ما بها حتى ولو كان ذلك تحت البلاطة التى شاعت أيامهم فكان الناس يخرجون إلى الشوارع ويذهبون إلى الجامع الأزهر «يستنجدون» بشيخ الأزهر لينجدهم من بطش المماليك، وشاع هنا تعبير «إيش تاخد من تفليسى يا برديسى؟» وشاع أيضاً هتاف «يا خراشى» أى النجدة يا شيخ خراشى.. وهكذا كان الشعب يلجأ إلى شيوخ الأزهر لرفع الظلم عنهم، ومن مئات السنين.. بل كثيراً ما نجح شيوخ الأزهر فى الضغط على الوالى حتى محمد على نفسه.. ونجحوا فى إجباره أو إقناعه بإلغاء قرار له بزيادة الضرائب.. عندما احتاج إلى المال للمشروعات.
■ ■ هذا هو هتاف يا خراشى الذى تحول إلى استغاثة على لسان العامة.. ولكن ماذا عن هتاف «يا عدوى» وهو هتاف شهير، أيضاً، ومن هو عدوى هذا؟ رغم أن هناك أكثر من عدوى تولى مشيخة الأزهر وكان من كبار العلماء، هل نحن نحتاج الآن إلى خراشى أو عدوى؟!.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1971960