المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجعفري يناقش في طهران الامن والكهرباء والتجارة والمياه



مقاتل
07-15-2005, 03:45 PM
أسامة مهدي

التعويضات وأتفاقية 75 والوجود الاميركي قضايا شائكة


وسط تحذيرات من قوى عراقية بعدم توقيعه على اتفاقية الجزائر لترسيم الحدود المائية والبرية مع ايران يبدأ رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري زيارة تاريخية لطهران غدا السبت هي الاولى من نوعها منذ اكثر من ربع قرن يرافقه فيها عشرة وزراء سبقوه الى هناك اضافة الى عشرات المسؤولين في مختلف الاختصاصات .

واشارت مصادرعراقية تحدثت معها "ايلاف" اليوم الى ان مباحثات الجعفري في طهران ستتركز على تعاون البلدين في ضبط الحدود المشتركة ودور الجانب الايراني في منع تسلل المسلحين الى العراق وقالت ان المسؤول العراقي سيطرح على طاولة المفاوضات الاتهامات المتعلقة بعلاقة الاجهزة الايرانية في مظاهر الانفلات الامني في العراق وتدخلها في شؤون العراق الداخلية والسعي لتوقيع الجانبين معاهدة سلام تنهي اتفاق الهدنة الذي يحكم علاقات البلدين منذ وقف القتال بينهما في الثامن من اب (اغسطس) عام 1988 في نهاية الحرب بينهما . ومن بين النقاط الساخنة المرشحة للتداول قضية الطائرات العراقية الموجودة لدى ايران التي ارسلها الى هناك اواخر عام 1990 الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لحمايتها من التدمير لدى بدء التهديدات الاميركية بشن حرب لاخراج صدام من الكويت وهي الطائرات التي ترفض طهران حاليا اعادتها الى العراق متذرعة بانها جزء من التعويضات التي يجب ان يدفعها العراق اليها عن حربه ضدها عام 1980 والبالغة مائة مليار دولار .

ولاحظت المصادر مافسرتها بانها بادرة لحسن النية هو استباق الزيارة باعلان مسؤولين بوزارة التربية العراقية اليوم بان مناهج التاريخ للعام الدراسي الجديد في ايلول (سيتمبر) المقبل ستشهد تغييرا كبيرا في ما يتعلق بتاريخ الحرب العراقية الايرانية والعلاقات بين العرب والفرس من ضمنها أن الحرب بدأها العراق لا ايران وأنها انتهت بدون مهزوم او منتصر .. وفي التاريخ الاسلامي تم حذف الفقرات التي وردت في الكتب القديمة حول الدور المفترض للفرس في إثارة الفتنة بين المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين الثلاثة .

وقالت ان الجعفري سيبحث في طهران كذلك سبل تعزيز التعاون الاقتصادي خصوصاً وان ايران بإمكانها تزويد العراق ما يحتاجه من كهرباء ومشتقات نفطية وكذلك مسالة تنظيم قوافل الزوار الايرانيين للأضرحة في النجف وكربلاء وامن هذه القوافل ودروها في تحسين الوضع الاقتصادي . واوضحت انه بالسبة لموضوع التعويضات المالية الناتجة عن الحرب العراقية - الايرانية فان الموقف العراقي من طرحها سيكون واضحا في هذا الاطاروهو ان "الدولة لعراقية الجديدة ليست مسؤولة عن الجرائم التي ارتكبها النظام السابق وهي تسعى الى اسقاط الديون والتعويضات المترتبة على العراق في العهد السابق" مشيرة الى التزام العراق دفع تعويضات للكويت هو التزام بالقرار الدولي الصادر عن مجلس الامن والذي بدأ تنفيذه منذ اكثر من عشر سنوات في حين لا يوجد قرار مماثل في ما يتعلق بالتعويضات الايرانية حيث يؤكد الجعفري باستمرار ان النظام السابق الق افدح الاضرار بالعراقيين قبل ان يلحقها بالدول المجاورة ولذلك فهم غير مسؤولين عن ممارساته العدوانية .

واشارت المصادر الى ان زيارة الجعفري ستشكل نقطة تحول في العلاقات العراقية الايرانية حيث انه ومنذ سقوط النظام السابق في بغداد منذ اكثر من عامين وجهت الى ايران اصابع اتهام عدة بالضلوع في عمليات تخريب وارسال مسلحين وعناصر مخابرات الى العراق والتغاضي عن عمليات التسلل والتهريب عبر حدود البلدين . واستعداداً لاستقبال الجعفري قررت ايران تشكيل لجنة عليا لمتابعة العلاقات مع العراق ودفعها الى الامام برئاسة النائب الاول لرئيس الجمهورية وعضوية وزراء الخارجية والداخلية الاقتصاد والتجارة والصناعة والنفط، ورئيس البنك المركزي ومؤسسة التخطيط، وغرفة الصناعة والتجارة على ان يكون مقر اللجنة في وزارة الخارجية.

وتوقعت المصادر ان يثير مفاوضوالجعفري الايرانيين معه رغبتهم في انسحاب القوات الاميركية من العراق ومطالبتهم "بعدم السماح للقوي الاجنبيه بتعزيز سيطرتها في المنطقه بهدف تقوية الحزام الامني للكيان الصهيوني" وهو الامر الذي اثاره مع وزيرالدفاع العراقي الزائر سعدون الدليمي الاسبوع الماضي وزير الدفاع الايراني علي شمخاني .. كما سيؤكدون على ضرورة عدم سماح الحكومه والشعب العراقيين " للقوى الاجنبية بفرض سيطرتها في المنطقة بهدف تعزيز الحزام الامني للكيان الصهيوني لان القوى الاجنبية قامت ببناء قواعد في العراق لا لغرض مواجهة تمرد او تحرك جزئي مثل القاعده " . لكن لمصادر اوضحت ان موقف الجعفري من هذه القضية سيكون بالتاكيد على ان العراق لا يشكل تهديدا لاي بلد ويسعى لتعاون امني مع الدول المجاورة على الخصوص .

وعلى ضوء الزيارة اشارت المصادر ايضا الى ان المسؤولين الايرانيين قد يبدون مرونة ازاء ملفات يحملها الى طهران المسؤول العراقي تتعلق بتزويد ايران المحافظات الجنوبية العراقية بالطاقة الكهربائية و توسيع التبادل التجاري و تنظيم زيارة العتبات المقدسة و امكانية اسقاط التعويضات الايرانية على العراق و التي تصل الى مائة مليون دولار او بعض منها في الاقل واعادة الطائرات العراقية التي كان صدام اودعها لدى إيران عام 1990 لكنهم سيطلبون مقابل ذلك تحقيق مطلب مهم بالنسبة لايران قد لا يستطيع الجعفري تنفيذه يتعلق بترسيم الحدود بين البلدين ومصادقة الحكومة العراقية على اتفاقية الجزائر بين العراق وايران التي كان رئيس النظام السابق صدام حسين قد نقضها عام 1980مما اشعل الشرارة التي فجرت الحرب العراقية – الايرانية التي استمرت بين عامي 1980 و 1988 ثم عاد للاعتراف بها بعد احتلاله الكويت عام 1990 في محاولة لكسب ايران الى صفه .

يذكر ان شاه ايران محمد رضا بهلوي و صدام حسين نائب الرئيس العراقي انذاك كانا قد وقعا اتفاقية سلام في الجزائر عام 1975 اطلق عيها " اتفاقية الجزائر" شملت قضايا الحدود وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الاخر وتنازل فيها النظام العراقي تنذاك عن نصف شط العرب وهو الممر المائي الذي يفصل يبن البلدين لايران فيما قام صدام حسين الذي اصبح رئيسا للعراق منتصف عام 1979بتمزيقها خلال جلسة للبرلمان العراقي عام 1980 ‏‏وشن حربه المدمرة ضد ايران .

ومن جهتها كشفت صحيفة "الوفاق" التاطقة باسم حركة الوفاق العراقي وهي حزب رئيس الوزراء السابق اياد علاوي عن تلقي علاوي رسالة من ايران ابان فترة حكومته التي استمرت من حزيران (يونيو) عام 2004 الى نيسان (ابريل) عام 2005 تدعوه فيها الى المصادقة على الاتفاقية المذكورة لكنه بعث برسالة جوابية اكد خلالها عدم وجود صلاحية لحكومته باتخاذ مثل هذه الخطوة مما أدى إلى فتور في علاقة السلطات الإيرانية بعلاوي والذي لم يقم بأي زيارة لايران خلال فترة رئاسته للوزارة .

و اشارت الى ان الجعفري قد يعمد في مباحاثاته مع المسؤولين الايرانيين الى المبدأ ذاته الذي تمسك به علاوي بشأن الطبيعة المؤقتة لحكومته ومهامها المحددة بموجب قانون إدارة الدولة للتخلص من المصادقة على الاتفاقية كي لا يضع نفسه في حرج داخلي إذ عليه أنذاك مواجهة المطالب الكردية بشأن محافظة كركوك لانهم سيجدون في إستجابته للمطالب الإيرانية حجة قوية في حسم شأن داخلي . واضافت ان الجعفري سيجتمع خلال الزيارة مع الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمد خاتمي و الرئيس المنتخب محمود احمدي نجاد و رئيس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني اضافة الى ومرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وعددا آخر من المسؤولين الايرانيين .

وقد طالبت كتلة "العراقية" البرلمانية برئاسة علاوي بعدم الاعتراف باتفاقية عام 1975 الموقعة بين العراق وايران وحذرت الحكومة العراقية الانتقالية من الاعتراف بها . وجاءت هذه الدعوة أثناء إعلان عضو حركة الوفاق عدنان الجنابي عن عقد مؤتمر للوحدة الوطنية تنظمه الحركة بزعامة علاوي وكتلته البرلمانية خلال الشهر الحالي مؤكدا ان المؤتمر الذي سيعقد في غضون الأيام المقبلة يتضمن 28 فقرة تتركز على تعزيز الوحدة الوطنية ورفض تدخلات دول الجوار في الشأن العراقي وخاصة ايران .

وقبل ايام من بدء الجعفري بزيارته هذه الى طهران أرسيت في وزارة التجارة العراقية مناقصة لشراء ربع مليون طن من الطحين على ايران و ذلك في تحول في سياسة الاستيراد لصالح هذا البلد . و قال تاجر " صفقة الطحين الايراني كانت مفاجأة مما يظهر مدى التأثير الايراني بعد الحرب في العراق حيث نجد أن ايران لا ينقصها الاصدقاء في الحكومة الجديدة". واضاف أن الصفقة اقرتها اللجنة الوزارية الجديدة التي شكلها الجعفري رئاسة نائبه احمد الجلبي والتي تتمتع بصلاحية اقرار عقود التوريد الكبيرة. وقد اعلن كل من العراق وايران مؤخرا نيتهما احياء مشروع لمد خط انابيب نفط يربط العراق بمدينة عبادان مركز التكرير الايراني .

ومعروف ان العراق يرتبط مع ايران بحدد طويلة تبلغ الف كيلومترا ولديهما مصالح مشتركة في الشرق الاوسط اضافه الي انهما اعضاء في منظمه الدول المصدره للنفط " اوبك " جيث يؤكد رئيس اللجنة لاعلامية في المجلس الاعلى الامن القومي الايراني اقا محمدي ان بلاده تمتلك امكانات هائلة للمساهمة في عملية اعادة اعمار العراقكما انها من الناحية الامنية يمكنها اقامه تعاون مع العراق ينطلق من ضرورة ارساء الامن في هذا البلد واعاده الوضع فيه الي حالته الطبيعية. كما يشير الى ان محادثات الجعفري في طهران بوسعها ان تمهد لوضع جديد في العلاقات بين البلدين وكذلك اتصال ايران بدول المنطقه بما فيها سوريا والدول الاخري عن طريق العراق موضحين ان قضايا الحدود وتنفيذ اتفاقية عام ‪ 1975 ‬ومراقبة الحدود وتسيير رحلات جوية بين المدن الايرانية وكل من بغداد والنجف الاشرف وكربلاء ا وزياره الايرانيين الي العتبات المقدسه بالعراق والعراقيين الي ايران تشكل مجالات التعاون الاخرى بين ايران والعراق.

واضاف محمدي ان مجالات التعاون الثنائي الاخرى تتمثل في التمهيد لتاسيس مصانع ايرانية في العراق بما في ذلك مصنع انتاج السيارات وتلبيه احتياجات العراق من الكهرباء وحضور الموسسات المالية العراقية في ايران اذ سيتم خلال زياره الجعفري الي طهران التحضير لهذا النوع من التعاون.

وحول المخاوف التي يثيرها بعض مسوولي الحكومة العراقية السابقة بشان تدخل ايران في العراق قال اقا محمدي ان هولاء الاشخاص لا يريدون ان تكون هناك علاقات مستقرة بين طهران وبغداد وهم دائما بصدد اثارة مزاعم كهذه موضحا ان كبار المسوولين العراقيين بمن فيهم الرئيس العراقي جلال طالباني نفوا هذه المزاعم بقوة. وعما اذا كان سيتم خلال زيارة الجعفري الي طهران التوقيع علي اتفاقية امنية بين ايران والعراق اوضح ان القضايا التي من المقرر ان يتم مناقشتها خلال الزيارة يجري حاليا بحثها في وزارتي خارجيه البلدين ولم يتم وضع نص نهائي بشانها. وقال اقامحمدي الذي يراس جمعية الصداقة الايرانية العراقية ان هذه الجمعية درست وحددت جميع مجالات التعاون بين البلدين موكدا ضرورة الا يتم اغفال‌اي من هذه المجالات وذلك نظرا الي العلاقات الوطيدة بينهما واضاف ان هذه الجمعية اخذت في الاعتبار في برامجها الاولية الوصول الي تبادل تجاري بين ايران والعراق بقيمة ملياري دولار.

وقد سبق الجعفري الى العاصمة الايرانية وفد عراقي رفيع ضم وزراء النفط ابراهيم بحر العلوم والكهرباء محسن شلش والنقل سلام المالكي والتجارة عبدالباسط مولود والموارد المائية الدكتور عبداللطيف رشيد ووزيرة الهجرة سهيلة عبد جعفر فيما سيكون وزراء اخرون بينهم وزير الخاررجية هوشيار زيباري مع الجعفري لدى وصوله .

ويعكس العدد الكبير من الوزراء واعضاء الجمعية الوطنية الذين سيرافقون رئيس الوزراء العراقي وجود عدة ملفات من قبيل تزويد العراق بالطاقة الكهربائية وايران التي تتوصل الى العراق حاليا 90 ميغاواط وهي مستعدة لرفع سقف هذا الرقم الى 500 للمناطق الجنوبية والوسطى والشمالية وعلى صعيد القطاع النفطي هناك فكرة لانشاء انبوب لنقل النفط الخام من البصرة الى مصافي عبادان بسعة 350 برميلاً يوميا لاعادة تكريره في هذه المصافي ومن ثم اعادته الى العراق على شكل مشتقات نفطية. . كما ينتظر ان يوقع الجعفري في طهران على عدة اتفاقيات للتعاون في المجالات ‏ الاقتصادية والصناعية والنفط والکهرباء والمواصلات والسياحة ونقل البضائع ‏ وشؤون الزيارة .

ويوجد في ايران حاليا حوالي 120 الف عراقي أغلبهم منح الكارت الخاص بالاقامة فيما يري العمل على ترتيب الوضع القانوني لمن لم يحصل بعد على كارت الاقامة في وقت اشارت مصادر ايرانية الى ارتفاع عدد العراقيين الذين يرومون زيارة ايران حيث تصدر الممثلية الايرانية في بغداد الفا و200 تاشيرة يوميا لهذا الغرض .