مقاتل
07-15-2005, 03:34 PM
حسن صبرا - مجلة الشراع اللبنانية
في ايار/مايو 1973 اقفل الرئيس الراحل حافظ الاسد الحدود السورية مع لبنان احتجاجاً على قصف الطائرات العسكرية اللبنانية تلال مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بأمر مباشر من رئيس الجمهورية يومها سليمان فرنجية (الجد).
كانت سوريا يومها حاضنة للمقاومة الفلسطينية التي كانت تمركزت في لبنان بموجب اتفاقية القاهرة المعقودة بين الجيش اللبناني بقيادة العماد الراحل اميل البستاني والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
أتلف إقفال الحدود السورية مواسم الفاكهة الصيفية اللبنانية المزدهر بيعاً في دول الخليج العربي والعراق وامتنع عشرات الآلاف من ابناء الدول العربية الخليجية والعراق عن المجيء الى لبنان.. فتحرك فرنجية وعقد قمة مع الاسد اثمرت اتفاقاً على أمرين اساسيين:
الاول هو صدور قانون تنظيم العمالة السورية في لبنان التي بلغت 400 الف عامل سوري والذي ظل معمولاً به الى ان تجاوزته بدون حساب الاتفاقيات التي عقدت في ظل نظام الوصاية الامنية السورية على لبنان.
الامر الثاني هو اعتراف لبنان الرسمي بكل الاختراقات التي احدثتها المنظمات الفلسطينية المسلحة كأمر واقع على الارض في جنوبي لبنان وبيروت وخارج المخيمات تحت عنوان اتفاقية القاهرة، ثم بروز دور اكبر للمنظمات الفلسطينية الخاضعة لأجهزة الاستخبارات السورية خاصة الصاعقة والقيادة العامة..
الآن تقفل الحدود السورية مع لبنان بشكل غير رسمي انما النتيجة واحدة، وهي كساد المواسم الزراعية اللبنانية خاصة في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان، فضلاً عن تلف المواد التي يتم شحنها من لبنان لمصلحة تجار لبنانيين وخليجيين عرب وعراقيين.. حتى لو كان توقيت زيارة محمود عباس الى دمشق ثم بيروت لا يحمل معنى المواجهة التي حصلت في تشرين اول/اكتوبر 1973 بعد عدة اشهر من الإقفال الاول، بل يحمل معنى قبول التسوية التي يحملها عباس الى دمشق وبيروت، وهو لا شك قابل أرتال الشاحنات اللبنانية المعطلة على الحدود وهو في طريقه من دمشق الى بيروت.
ما هو السبب؟
السبب المعلن الذي نقله امين عام المجلس الاعلى اللبناني – السوري القومي السوري نصري خوري عن وزير داخلية سوريا الآن حاكم لبنان حتى العام 2002 اللواء غازي كنعان، هو تسريب مواد متفجرة عبر الشاحنات التي تنقل الخضار والفاكهة من لبنان الى دول الخليج العربي والعراق، وإفراغ بعض هذه المواد في سوريا نفسها.
طبعاً من حق الشقيقة ان تحافظ على أمنها وأمن مواطنيها خاصة بعد ان ثبت خلال 35 سنة من العهد السوري الحالي المتوارث ان أهم ما أنجزه هذا العهد هو أمران: الوصاية على لبنان والامن الممسوك، اما وقد رفعت الوصاية القسرية على لبنان فلم يعد بيد هذا النظام سوى الأمن الممسوك، ومن المستحيل عنده السماح بتهديده.
عظيم
ظلّ النظام الامني السوري في لبنان ممسكاً بأوضاع هذا البلد مدة 30 سنة على الاقل، منها 15 سنة وحيداً منفرداً بكل شيء فيه معتبراً أمن لبنان فعلاً من أمن سوريا، وهو إنجاز يحسب لهذا النظام، فهو يعرف كل دبة نمل على الارض أمنياً، وهو يعرف كل المجموعات الأمنية الصديقة والتي ابتدعها، والتي خاصمها ويعرف أحجامها، لا بل نه خلال كل هذه المدة الطويلة كان مستحيلاً على اية جهة في الدنيا ان تفعل شيئاً في لبنان لا يريده او لا يعرفه.
إذن
هذا النظام الأمني في سوريا يعرف تماماً كل من يتحرك – اذا تحرك – ضده في لبنان، ويستحيل ان يترك المسائل للصدف وحدها، وهو الأقدر الآن وبحكم تربيته لقادة وضباط وعناصر اجهزة الامن اللبنانية ان يعلم منها ومن خلال استخباراته التي ما زالت تعشش في لبنان ومن خلال مخبريه بالآلاف في كل انحاء لبنان وضمن الاحزاب المعروفة بولائها لهذه الاستخبارات، مَن الذي يمكن ان يتحرك ضدها في لبنان، فيتم ضبطها وقائياً ومن خلال الاجهزة اللبنانية ومخبريه وأحزابه.. لو اراد.. لا ان يتركها لتمر صدفة على الحدود السورية ليضبطها فينتج من هذا تعطيل مصالح اللبنانيين خاصة الفقراء منهم.
أما الأمر الأهم
فهو التوجّه الى قيادتي حزب الله وحركة امل وتحديداً السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري للتوجه الى دمشق ومخاطبة المسؤولين السوريين بشأن هذه المسألة التي تعرقل حياة الأشقاء مع بعضهم وتلحق الأضرار بمصالح فقراء اللبنانيين وأكثرهم من شيعة البقاع والجنوب، والبحث الجوهري معهم في مسألة المحافظة على الاتفاقيات المعقودة بين لبنان وسوريا من خلال تعديلها لمصلحة البلدين كي تضمن الاستمرارية.
كما ان بري ونصرالله هما الأقدر على مخاطبة المسؤولين السوريين بأن مصالح الشيعة تحديداً في لبنان مزارعين وزواراً للسيدة زينب، ستتضرر من هذا الإقفال، وليس من مصلحة سوريا إقفال الطريق على نفسها داخل حدودها، فهي مثل لبنان محاصرة من اسرائيل إذ ليس له منفذ سوى على سوريا والبحر، وها هي سوريا ليس لها منفذ إلا على لبنان والبحر، فهناك العدو الصهيوني في فلسطين والجولان وحولها الاحتلال الاميركي للعراق..
فلا يبقى لسوريا سوى لبنان، وليس للبنان سوى سوريا وهما محكومان بالتكامل في الإنفتاح، وليس التقاتل بالإغلاق.
في ايار/مايو 1973 اقفل الرئيس الراحل حافظ الاسد الحدود السورية مع لبنان احتجاجاً على قصف الطائرات العسكرية اللبنانية تلال مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين بأمر مباشر من رئيس الجمهورية يومها سليمان فرنجية (الجد).
كانت سوريا يومها حاضنة للمقاومة الفلسطينية التي كانت تمركزت في لبنان بموجب اتفاقية القاهرة المعقودة بين الجيش اللبناني بقيادة العماد الراحل اميل البستاني والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
أتلف إقفال الحدود السورية مواسم الفاكهة الصيفية اللبنانية المزدهر بيعاً في دول الخليج العربي والعراق وامتنع عشرات الآلاف من ابناء الدول العربية الخليجية والعراق عن المجيء الى لبنان.. فتحرك فرنجية وعقد قمة مع الاسد اثمرت اتفاقاً على أمرين اساسيين:
الاول هو صدور قانون تنظيم العمالة السورية في لبنان التي بلغت 400 الف عامل سوري والذي ظل معمولاً به الى ان تجاوزته بدون حساب الاتفاقيات التي عقدت في ظل نظام الوصاية الامنية السورية على لبنان.
الامر الثاني هو اعتراف لبنان الرسمي بكل الاختراقات التي احدثتها المنظمات الفلسطينية المسلحة كأمر واقع على الارض في جنوبي لبنان وبيروت وخارج المخيمات تحت عنوان اتفاقية القاهرة، ثم بروز دور اكبر للمنظمات الفلسطينية الخاضعة لأجهزة الاستخبارات السورية خاصة الصاعقة والقيادة العامة..
الآن تقفل الحدود السورية مع لبنان بشكل غير رسمي انما النتيجة واحدة، وهي كساد المواسم الزراعية اللبنانية خاصة في مناطق الجنوب والبقاع والشمال وجبل لبنان، فضلاً عن تلف المواد التي يتم شحنها من لبنان لمصلحة تجار لبنانيين وخليجيين عرب وعراقيين.. حتى لو كان توقيت زيارة محمود عباس الى دمشق ثم بيروت لا يحمل معنى المواجهة التي حصلت في تشرين اول/اكتوبر 1973 بعد عدة اشهر من الإقفال الاول، بل يحمل معنى قبول التسوية التي يحملها عباس الى دمشق وبيروت، وهو لا شك قابل أرتال الشاحنات اللبنانية المعطلة على الحدود وهو في طريقه من دمشق الى بيروت.
ما هو السبب؟
السبب المعلن الذي نقله امين عام المجلس الاعلى اللبناني – السوري القومي السوري نصري خوري عن وزير داخلية سوريا الآن حاكم لبنان حتى العام 2002 اللواء غازي كنعان، هو تسريب مواد متفجرة عبر الشاحنات التي تنقل الخضار والفاكهة من لبنان الى دول الخليج العربي والعراق، وإفراغ بعض هذه المواد في سوريا نفسها.
طبعاً من حق الشقيقة ان تحافظ على أمنها وأمن مواطنيها خاصة بعد ان ثبت خلال 35 سنة من العهد السوري الحالي المتوارث ان أهم ما أنجزه هذا العهد هو أمران: الوصاية على لبنان والامن الممسوك، اما وقد رفعت الوصاية القسرية على لبنان فلم يعد بيد هذا النظام سوى الأمن الممسوك، ومن المستحيل عنده السماح بتهديده.
عظيم
ظلّ النظام الامني السوري في لبنان ممسكاً بأوضاع هذا البلد مدة 30 سنة على الاقل، منها 15 سنة وحيداً منفرداً بكل شيء فيه معتبراً أمن لبنان فعلاً من أمن سوريا، وهو إنجاز يحسب لهذا النظام، فهو يعرف كل دبة نمل على الارض أمنياً، وهو يعرف كل المجموعات الأمنية الصديقة والتي ابتدعها، والتي خاصمها ويعرف أحجامها، لا بل نه خلال كل هذه المدة الطويلة كان مستحيلاً على اية جهة في الدنيا ان تفعل شيئاً في لبنان لا يريده او لا يعرفه.
إذن
هذا النظام الأمني في سوريا يعرف تماماً كل من يتحرك – اذا تحرك – ضده في لبنان، ويستحيل ان يترك المسائل للصدف وحدها، وهو الأقدر الآن وبحكم تربيته لقادة وضباط وعناصر اجهزة الامن اللبنانية ان يعلم منها ومن خلال استخباراته التي ما زالت تعشش في لبنان ومن خلال مخبريه بالآلاف في كل انحاء لبنان وضمن الاحزاب المعروفة بولائها لهذه الاستخبارات، مَن الذي يمكن ان يتحرك ضدها في لبنان، فيتم ضبطها وقائياً ومن خلال الاجهزة اللبنانية ومخبريه وأحزابه.. لو اراد.. لا ان يتركها لتمر صدفة على الحدود السورية ليضبطها فينتج من هذا تعطيل مصالح اللبنانيين خاصة الفقراء منهم.
أما الأمر الأهم
فهو التوجّه الى قيادتي حزب الله وحركة امل وتحديداً السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري للتوجه الى دمشق ومخاطبة المسؤولين السوريين بشأن هذه المسألة التي تعرقل حياة الأشقاء مع بعضهم وتلحق الأضرار بمصالح فقراء اللبنانيين وأكثرهم من شيعة البقاع والجنوب، والبحث الجوهري معهم في مسألة المحافظة على الاتفاقيات المعقودة بين لبنان وسوريا من خلال تعديلها لمصلحة البلدين كي تضمن الاستمرارية.
كما ان بري ونصرالله هما الأقدر على مخاطبة المسؤولين السوريين بأن مصالح الشيعة تحديداً في لبنان مزارعين وزواراً للسيدة زينب، ستتضرر من هذا الإقفال، وليس من مصلحة سوريا إقفال الطريق على نفسها داخل حدودها، فهي مثل لبنان محاصرة من اسرائيل إذ ليس له منفذ سوى على سوريا والبحر، وها هي سوريا ليس لها منفذ إلا على لبنان والبحر، فهناك العدو الصهيوني في فلسطين والجولان وحولها الاحتلال الاميركي للعراق..
فلا يبقى لسوريا سوى لبنان، وليس للبنان سوى سوريا وهما محكومان بالتكامل في الإنفتاح، وليس التقاتل بالإغلاق.